في إطلالته الإذاعية على «شام أف أم»، اختصر محمد الأحمد، مدير المؤسسة العامة للسينما ومهرجان دمشق السينـمائي، كل مشكلاته مع «خصومه» الصحافيين والفنانين على مدى السنـوات العــشر التي تســلم خلالها إدارة المؤسسة، بخلاف مع الصحافيين على بطاقات الدخـول إلى حـفل افتتاح المهرجان، وبتنافس مع الفنانين على احتــلال مقاعد الصف الأول في الحفل! والغريب أن الأحمد الذي راح يتهم هؤلاء بأنهم لم يروا إلا وجهاً واحداً قاتماً من الصورة، لم ير في كتابات الصحافيين السوريين على مدى السنوات العشر، إلا وجهاً واحداً أيضاً، ذلك اللاهث خلف بطاقة لحضور الحفل!

هذا يشكل حصــيلة نصـف الــحوار الذي أداره الزمــيل قصــي عمامة. أما النصف الآخر فهو أشبه «بفولكلور» بتــنا نحفظه عن ظهر قلب. وهو الذي يتعلق بأســباب غياب سينـمائــيين سوريين بارزين عن المهـرجان: فهذا تغيب لأسباب مالية، وذاك بسبب حيل رقابية...

أما الأكثر غرابــة فهو ذاك الذي يخص سينمائياً جاء إلى المؤسســة بسيناريو عن زوجتــه. ولكــن المؤســسة لم تقبــل أن يشـهّر الرجل بزوجته، فرفـضت السيناريو. وفيما بقي السيناريو والجدل حوله حبيسي أدراج المؤسسة. إلا أن الأحــمد لم يتورع عن الإعلان عن مضمونه علــى الملأ. وهــو الذي يتضمن شتيمة من المخرج السينمائي لزوجته ووصفها «بامرأة موتورة وحمقاء وشرهة جنسياً».

بــدورهـا لــم تكلــف الإذاعــة نفــسها عنــاء الدفـاع عن زملائهــا الصــحافيين. وكــان من السهــل أن توفــر للرجل وللمستــمعين كتــابات حـول أزمــات السينما في سوريا. كذلك لم تتح الإذاعة للسينــمائيين الذين يتعرضون لتلك الانتقادات الحادة حق الرد.

سئم الجميع هذه المعزوفة المبنية على نظرة أحادية، لا ترى في الآخرين سوى لاهثين على بطاقة أو مقعد.

لو دققــنا في ما يرمــي إليها الأحــمد، لوجدنا في الكـلام إلغاء صريحاً للصحافة (أقلها الثقافية) في ســوريا على مــدى السنوات العشر الأخيرة. ماذا لو قال تقــرير أممي أو صحافي أن لا صحــافة في سوريا، كيف كان الأحمد ســيرد، هل كان سيقــبل أن يظهر بلده، الذي لم يرد له أن يظــهر بلا سينما، بلا صحافيين أيضاً؟

لطالما طرح الصحافيون والنقاد مشكلات السيـنما على بساط البحث، من أزمة الإنتاج، إلى أزمة تمــثيل الفيلم السوري في المهرجان، إلى الفرص الممنوحــة لمخــرجين من دون غيرهم، إلى هوية المهرجان، وأحقية المكرمين بالتكريم، ومدى ملاءمة أعضاء لجان التحكيم لموقعهم.

لكن ما ينبــغي أن يطرح أيضاً: كيف لرجل على رأس المؤســسة أن يظــل «ينــكل» لسنوات بالسينــمائيين الذين صنعوا سمعة السينما الســورية وتاريخــها؟ أليس لنبيل المالــح ومحــمد ملص وعمــر أميرالاي يد بيضاء وبصمة في تاريخ السينما السورية والعربية؟

  • فريق ماسة
  • 2010-11-09
  • 11986
  • من الأرشيف

محمد الأحمد يشنّ هجوماً على الصحافيين والسينمائيين!

في إطلالته الإذاعية على «شام أف أم»، اختصر محمد الأحمد، مدير المؤسسة العامة للسينما ومهرجان دمشق السينـمائي، كل مشكلاته مع «خصومه» الصحافيين والفنانين على مدى السنـوات العــشر التي تســلم خلالها إدارة المؤسسة، بخلاف مع الصحافيين على بطاقات الدخـول إلى حـفل افتتاح المهرجان، وبتنافس مع الفنانين على احتــلال مقاعد الصف الأول في الحفل! والغريب أن الأحمد الذي راح يتهم هؤلاء بأنهم لم يروا إلا وجهاً واحداً قاتماً من الصورة، لم ير في كتابات الصحافيين السوريين على مدى السنوات العشر، إلا وجهاً واحداً أيضاً، ذلك اللاهث خلف بطاقة لحضور الحفل! هذا يشكل حصــيلة نصـف الــحوار الذي أداره الزمــيل قصــي عمامة. أما النصف الآخر فهو أشبه «بفولكلور» بتــنا نحفظه عن ظهر قلب. وهو الذي يتعلق بأســباب غياب سينـمائــيين سوريين بارزين عن المهـرجان: فهذا تغيب لأسباب مالية، وذاك بسبب حيل رقابية... أما الأكثر غرابــة فهو ذاك الذي يخص سينمائياً جاء إلى المؤسســة بسيناريو عن زوجتــه. ولكــن المؤســسة لم تقبــل أن يشـهّر الرجل بزوجته، فرفـضت السيناريو. وفيما بقي السيناريو والجدل حوله حبيسي أدراج المؤسسة. إلا أن الأحــمد لم يتورع عن الإعلان عن مضمونه علــى الملأ. وهــو الذي يتضمن شتيمة من المخرج السينمائي لزوجته ووصفها «بامرأة موتورة وحمقاء وشرهة جنسياً». بــدورهـا لــم تكلــف الإذاعــة نفــسها عنــاء الدفـاع عن زملائهــا الصــحافيين. وكــان من السهــل أن توفــر للرجل وللمستــمعين كتــابات حـول أزمــات السينما في سوريا. كذلك لم تتح الإذاعة للسينــمائيين الذين يتعرضون لتلك الانتقادات الحادة حق الرد. سئم الجميع هذه المعزوفة المبنية على نظرة أحادية، لا ترى في الآخرين سوى لاهثين على بطاقة أو مقعد. لو دققــنا في ما يرمــي إليها الأحــمد، لوجدنا في الكـلام إلغاء صريحاً للصحافة (أقلها الثقافية) في ســوريا على مــدى السنوات العشر الأخيرة. ماذا لو قال تقــرير أممي أو صحافي أن لا صحــافة في سوريا، كيف كان الأحمد ســيرد، هل كان سيقــبل أن يظهر بلده، الذي لم يرد له أن يظــهر بلا سينما، بلا صحافيين أيضاً؟ لطالما طرح الصحافيون والنقاد مشكلات السيـنما على بساط البحث، من أزمة الإنتاج، إلى أزمة تمــثيل الفيلم السوري في المهرجان، إلى الفرص الممنوحــة لمخــرجين من دون غيرهم، إلى هوية المهرجان، وأحقية المكرمين بالتكريم، ومدى ملاءمة أعضاء لجان التحكيم لموقعهم. لكن ما ينبــغي أن يطرح أيضاً: كيف لرجل على رأس المؤســسة أن يظــل «ينــكل» لسنوات بالسينــمائيين الذين صنعوا سمعة السينما الســورية وتاريخــها؟ أليس لنبيل المالــح ومحــمد ملص وعمــر أميرالاي يد بيضاء وبصمة في تاريخ السينما السورية والعربية؟

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة