بعد 94 عاماً... توفيّ «بن برادلي»... رئيس تحرير صحيفة «واشنطن بوست» لربع قرن من الزمان.

في عهده كشفت الصحيفة عن فضيحة «ووترغيت».

 ولأول مرة في التاريخ... أجبر صحفي رئيساً أمريكياً على الاستقالة «ريتشارد نيكسون».

ولأول مرة... رئيس أمريكي يعقد مؤتمراً صحفياً لانتقاد أحد الصحافيين!

عندها قالوا إن نيكسون حفر قبره بيده... قبل عام من استقالته.. عندما انتقد صحافياً وهو رئيس أمريكا.

«دونالد غراهام» الناشر السابق للصحيفة يقول:

 إن برادلي أفضل رئيس تحرير لجريدة في عصره... وصاحب الأثر الأعظم على «واشنطن بوست».

«باراك أوباما» قال في بيان أصدره البيت الأبيض أن:

برادلي كان يعتبر الصحافة أكثر من مجرد مهنة وحوّل «واشنطن بوست» إلى واحدة من أكبر الصحف في البلاد... ونمّى تحت قيادته جيشا من الصحافيين.

---------------------------------------------------------------------------

«رئيس التحرير الذي يظل أثـُره باقيــاً»...

 عنوان الصفحة الأولى في صحيفة «واشنطن بوست».. التي نعت رئيس تحريرها الأسبق «بن برادلي».

«مات الذي ملأ قاعة الأخبار بالطموحات وقاد واشنطن بوست إلى القمّة»

هكذا قال «روبرت كيسار» رئيس التحرير الحالي للصحيفة.. وهو من أكبر تلاميذ برادلي.

كتب روبرت عن قدراته الصحفية... وشجاعته الفائقة.. وشخصيته الجذابة.

نشرت الصحيفة خمس صفحات كاملة عن الرجل.. مع صور عملاقة تلخص حياته.

-----------------------------------------------------

بنجامين برادلي... رئيس تحرير «واشنطن بوست»:

• ولد عام 1920 في بوسطن.. من أب بريطاني الأصل وأم ألمانية.

• عائلة برادلي أرستقراطية «خدم وحشم».. ولها علاقة خاصة مع العائلة المالكة البريطانية.

• تحطمت ثروة والده في عام الانهيار الاقتصادي 1929... واضطر الوالد ليصبح عامل نظافة في متحف.

• درس في جامعة هارفارد: الأدب اليوناني والإنجليزي.

--------------------------------------------------------

• خلال الحرب العالمية الثانية عمل في المخابرات الأمريكية.

• بعد نهاية الحرب عام 1946... تفرغ لتحقيق هدفه:

«لست صحافياً فقط.. ولكن صاحب صحيفة» وأسس صحيفة «نيوهامبشير نيوز» ولم يحالفه الحظ والتحق بـ «واشنطن بوست».

• عاد والتحق بالخارجية الأميركية.. قسم الدعاية والاستخبارات.

• عمل في السفارة الأميركية لدى فرنسا... وهناك طلق زوجته الأولى.

• تزوج فتاة فرنسية.. واختلط مع جواسيس وجاسوسات.. مع بداية الحرب الباردة وزيادة نفوذ الشيوعيين في فرنسا.

-----------------------------------------------

• عام 1953.. عاد إلى «واشنطن بوست».. وعمل في مجلة «نيوزويك» التابعة لها.

• أجرى مقابلة مع السيناتور جون كيندي.. الذي أصبح رئيس أمريكا فيما بعد... وكانت تلك بداية صداقة شخصية.

• عام 1968.. أصبح رئيس تحرير «واشنطن بوست».. واستمر فيها ربع قرن.

• عام 1991... استقال من رئاسة التحرير.. وكتب مذكراته: «غود لايف».. وكتاب «مقابلاتي مع كيندي».

-----------------------

• اتهم برادلي بأنه جامل الرئيس (الديمقراطي) جون كيندي..  خاصة في ما يخص نشر أخبار مغامرات كيندي الجنسية مع النساء وخصوصاً الممثلة السينمائية الشقراء مارلين مونرو.

• تزوج برادلي من صحفية تصغره بعشرين عاماً.. وقابلها أول مرة عندما جاءت إلى مكتبه طالبة وظيفة واحتضنها واهتم بها، وتحابا، وتزوجا، وبعد أن تقاعد استمرت هي بالعمل في الصحيفة واشتهرت بالمواضيع الاجتماعية، وصارت من «سيدات واشنطن الأرستقراطيات»، وبعد كينيدي وكارتر، أصبح منزلها يشهد زيارات كلينتون وأوباما.

------------------------------------------------

على الهامش:

«فضيحة ووترغيت» عام 1972 أكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا:

• خوفاً من خسارته في الانتخابات الرئاسية... قرر الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترغيت.

• أحد حراس المبنى لاحظ وضع لاصق يومياً على باب الحزب.. تبين أنها أجهزة تجسس.

• صحفيان من «واشنطن بوست»... حصلوا على معلومات من شخص مجهول أسموه «ديب ثروت».. تثبت تورط الرئيس نيكسون شخصياً.

• التحقيق مع الرئيس الأمريكي وكبار موظفي البيت الأبيض.. وبثت جلسات الاستماع على الهواء مباشرة... وتدهورت شعبية الرئيس.

• حاول نيكسون اللجوء للقضاء لإيقاف نشر «واشنطن بوست» بحجة الأمن القومي.. لكن المحكمة الفيدرالية أعطت رئيس تحرير الصحيفة بن برادلي ضوءاً أخضر للاستمرار بالنشر.

• عام 1974... إدانة الرئيس نيكسون بتهمة الكذب على الـ FBI... ومناقشات في الكونغرس لعزله عن منصبه.

• الرئيس الأمريكي يعلن في خطاب متلفز استقالته رسمياً.... وجيرالد فورد يتولى الرئاسة ويصدر عفواً رئاسياً عن نيكسون.

• عام 2005... الكشف عن مسرب المعلومات «ديب ثروت» وهو نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي.

واليوم أصبحت كلمة «غيت».. لاحقة ملازمة لكل فضيحة سياسية حول العالم.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-10-25
  • 16811
  • من الأرشيف

مـات الصحفي الذي أجبر رئيس أمريكا على الاستقالة..!

بعد 94 عاماً... توفيّ «بن برادلي»... رئيس تحرير صحيفة «واشنطن بوست» لربع قرن من الزمان. في عهده كشفت الصحيفة عن فضيحة «ووترغيت».  ولأول مرة في التاريخ... أجبر صحفي رئيساً أمريكياً على الاستقالة «ريتشارد نيكسون». ولأول مرة... رئيس أمريكي يعقد مؤتمراً صحفياً لانتقاد أحد الصحافيين! عندها قالوا إن نيكسون حفر قبره بيده... قبل عام من استقالته.. عندما انتقد صحافياً وهو رئيس أمريكا. «دونالد غراهام» الناشر السابق للصحيفة يقول:  إن برادلي أفضل رئيس تحرير لجريدة في عصره... وصاحب الأثر الأعظم على «واشنطن بوست». «باراك أوباما» قال في بيان أصدره البيت الأبيض أن: برادلي كان يعتبر الصحافة أكثر من مجرد مهنة وحوّل «واشنطن بوست» إلى واحدة من أكبر الصحف في البلاد... ونمّى تحت قيادته جيشا من الصحافيين. --------------------------------------------------------------------------- «رئيس التحرير الذي يظل أثـُره باقيــاً»...  عنوان الصفحة الأولى في صحيفة «واشنطن بوست».. التي نعت رئيس تحريرها الأسبق «بن برادلي». «مات الذي ملأ قاعة الأخبار بالطموحات وقاد واشنطن بوست إلى القمّة» هكذا قال «روبرت كيسار» رئيس التحرير الحالي للصحيفة.. وهو من أكبر تلاميذ برادلي. كتب روبرت عن قدراته الصحفية... وشجاعته الفائقة.. وشخصيته الجذابة. نشرت الصحيفة خمس صفحات كاملة عن الرجل.. مع صور عملاقة تلخص حياته. ----------------------------------------------------- بنجامين برادلي... رئيس تحرير «واشنطن بوست»: • ولد عام 1920 في بوسطن.. من أب بريطاني الأصل وأم ألمانية. • عائلة برادلي أرستقراطية «خدم وحشم».. ولها علاقة خاصة مع العائلة المالكة البريطانية. • تحطمت ثروة والده في عام الانهيار الاقتصادي 1929... واضطر الوالد ليصبح عامل نظافة في متحف. • درس في جامعة هارفارد: الأدب اليوناني والإنجليزي. -------------------------------------------------------- • خلال الحرب العالمية الثانية عمل في المخابرات الأمريكية. • بعد نهاية الحرب عام 1946... تفرغ لتحقيق هدفه: «لست صحافياً فقط.. ولكن صاحب صحيفة» وأسس صحيفة «نيوهامبشير نيوز» ولم يحالفه الحظ والتحق بـ «واشنطن بوست». • عاد والتحق بالخارجية الأميركية.. قسم الدعاية والاستخبارات. • عمل في السفارة الأميركية لدى فرنسا... وهناك طلق زوجته الأولى. • تزوج فتاة فرنسية.. واختلط مع جواسيس وجاسوسات.. مع بداية الحرب الباردة وزيادة نفوذ الشيوعيين في فرنسا. ----------------------------------------------- • عام 1953.. عاد إلى «واشنطن بوست».. وعمل في مجلة «نيوزويك» التابعة لها. • أجرى مقابلة مع السيناتور جون كيندي.. الذي أصبح رئيس أمريكا فيما بعد... وكانت تلك بداية صداقة شخصية. • عام 1968.. أصبح رئيس تحرير «واشنطن بوست».. واستمر فيها ربع قرن. • عام 1991... استقال من رئاسة التحرير.. وكتب مذكراته: «غود لايف».. وكتاب «مقابلاتي مع كيندي». ----------------------- • اتهم برادلي بأنه جامل الرئيس (الديمقراطي) جون كيندي..  خاصة في ما يخص نشر أخبار مغامرات كيندي الجنسية مع النساء وخصوصاً الممثلة السينمائية الشقراء مارلين مونرو. • تزوج برادلي من صحفية تصغره بعشرين عاماً.. وقابلها أول مرة عندما جاءت إلى مكتبه طالبة وظيفة واحتضنها واهتم بها، وتحابا، وتزوجا، وبعد أن تقاعد استمرت هي بالعمل في الصحيفة واشتهرت بالمواضيع الاجتماعية، وصارت من «سيدات واشنطن الأرستقراطيات»، وبعد كينيدي وكارتر، أصبح منزلها يشهد زيارات كلينتون وأوباما. ------------------------------------------------ على الهامش: «فضيحة ووترغيت» عام 1972 أكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا: • خوفاً من خسارته في الانتخابات الرئاسية... قرر الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترغيت. • أحد حراس المبنى لاحظ وضع لاصق يومياً على باب الحزب.. تبين أنها أجهزة تجسس. • صحفيان من «واشنطن بوست»... حصلوا على معلومات من شخص مجهول أسموه «ديب ثروت».. تثبت تورط الرئيس نيكسون شخصياً. • التحقيق مع الرئيس الأمريكي وكبار موظفي البيت الأبيض.. وبثت جلسات الاستماع على الهواء مباشرة... وتدهورت شعبية الرئيس. • حاول نيكسون اللجوء للقضاء لإيقاف نشر «واشنطن بوست» بحجة الأمن القومي.. لكن المحكمة الفيدرالية أعطت رئيس تحرير الصحيفة بن برادلي ضوءاً أخضر للاستمرار بالنشر. • عام 1974... إدانة الرئيس نيكسون بتهمة الكذب على الـ FBI... ومناقشات في الكونغرس لعزله عن منصبه. • الرئيس الأمريكي يعلن في خطاب متلفز استقالته رسمياً.... وجيرالد فورد يتولى الرئاسة ويصدر عفواً رئاسياً عن نيكسون. • عام 2005... الكشف عن مسرب المعلومات «ديب ثروت» وهو نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي. واليوم أصبحت كلمة «غيت».. لاحقة ملازمة لكل فضيحة سياسية حول العالم.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة