أوضح نائب وزير الخارجية فيصل المقداد أن سوريا تعتمد في استراتيجيتها مع العراق خمس نقاط  أساسية هي ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من العراق، وإقامة علاقات ايجابية بين العراق وجميع جيرانه بلا استثناء، وتشكيل حكومة عراقية تضم جميع أطياف الشعب العراقي، وعقد مؤتمر وطني للمصالحة بين جميع العراقيين بغض النظر عن ولاءاتهم، أما خامس النقاط فهو التأكيد على الوجه العربي للعراق، مشددا على أن  سوريا لا يمكن أن تتهاون في هذا الجانب..

وأشار المقداد في محاضرة ألقاها في المركز الثقافي في مدينة الكسوة إلى أن "سوريا على علاقة جيدة مع جميع أطياف الشعب العراقي" وقال "المالكي يريد الآن بناء أفضل العلاقات مع سورية والقائمة العراقية كذلك وأيضا التحالف الوطني.." مضيفا "نحن نتسامح مع الآخرين عندما يخطئون".

أما بالنسبة العلاقات السورية المصرية فوصفها المقداد بالمؤسفة وقال "العلاقات مؤسفة ولكننا لا نؤمن بأفق مسدود مع أي دولة عربية ومصلحة مصر بالالتزام بالمصالح العربية" وأضاف نائب وزير الخارجية"  يجب إصلاح السياسات الخاطئة التي يدفع الشعب المصري ثمنها  وإصلاح هذا الوضع قد يأخذ بعض الوقت لأن هذا لا ينسجم مع وضع مصر التاريخي وحتى انتماءاتها العربية".

وبشأن المصالحة الفلسطينية أعرب المقداد عن أمله  أن تسفر جولة (الثلاثاء) عن نجاح الأطراف بالتوصل إلى مصالحة وقال "نحن مع إنجاح المصالحة وليوقعوا على المصالحة في أي مكان بما فيها القاهرة"

وفي الشأن اللبناني قال المقداد "اذا كان لنا أن نفاضل بين لبنان كبلد وبين محكمة مسيسة وتحقيقات ساقطة فإننا نفضل لبنان وعلى القيادات اللبنانية تحمل المسؤولية الحقيقية" واضاف "نشارك البعض في لبنان قلقهم من المحكمة لأننا نتأثر بالوضع في لبنان" مشيرا إلى أن سوريا غير قادرة على استيعاب المزيد من اللاجئين كما أنها لا يمكن أن تغلق أبوابها بوجههم..

وتابع المقداد "عندما تم تهريب التحقيق والمحكمة إلى مجلس الامن كانت الاوضاع في لبنان مختلفة حيث لا حكومة وحدة متماسكة ولا رئاسة تمارس دورها ولا برلمان يجتمع وتم تجاوز كل شيء وأحيلت الوثائق إلى مجلس الأمن" وأوضح نائب وزير الخارجية "الآن هناك مؤسسات فلماذا لا تعاد كل تلك الملفات.. فالنظام القضائي في لبنان قادر على المحاكمة".

وعن الدور السوري السعودي قال المقداد" ما نريده هو تهدأة الأوضاع على الساحة اللبنانية ونقوم بالتعاون مع السعودية بدور فعال ولكن خطواتنا المشتركة تواجه بعض الصعوبات على الساحة اللبنانية لأن أمريكا تريد ذلك ونحن نريد الاستقرار والهدوء والسلام لكل لبنانيين..".

وأكد المقداد تأييد سوريا لسيادة واستقلال لبنان وأن لا وجود لأي رغبة بالتدخل في الشؤون الداخلية للبنان فهذا "العهد انتهى". كما أكد المقداد أن سوريا "تنحاز للمقاومة وفكر المقاومة ونقول لكل من يلتقي بنا أن حزب الله وحماس وأي مقاومة أخرى هي مقاومة مشروعة ويجب التمسك بها.. لن تتخلى سوريا عن المقاومة مهما كان الثمن".

وفي رده على سؤال حول عودة السفير الأمريكي إلى دمشق قال المقداد" هم سحبوا السفير وهم مسؤولون عن إعادته.. الإدارة الأمريكية عاجزة عن تبعث سفيرا فهناك 13 عضوا في مجلس الشيوخ من الجمهوريين غير موافقين". ووصف المقداد تصريحات الرئيس الأمريكي باراك اوباما بأنها تصريحات "لا تتوافق طردا مع تصريحات بعض اعضاء إدارته كما أنها لا تتوافق مع ما يجري على ارض الواقع".نافيا أن تكون وزيرة الخارجية الأمريكية هددت سوريا خلال اجتماع في نيويورك وقال "نحن لا نهدد ولا نقبل أن نهدد الاجتماع كان هادئ وفوجئنا بعد لحظات في الاعلام أن الاجتماع كان متفجرا وأن كلنتون هددت سوريا".

وفيما يتعلق بالعلاقات السورية الإيرانية انتقد المقداد بعض العرب الذين يحاولون أن يضعوا إيران في خانة العداء، وتساءل ماذا نقول لإيران التي تقول أنا معكم في سبيل تحرير القدس. وتابع المقداد "العلاقات السورية الايراينية استراتيجية يجب ألا تنفصم عراها وعندما تطالب واشنطن والغرب بفصل العلاقات بين سوريا وإيران فهذا يعني ذلك أنها مهمة للعرب فلماذا نستجيب لواشنطن والغرب ".

وقال نائب وزير الخارجية "عندما يتعلق الأمر ببعض القضايا العربية لا نتتردد في ان نقول للاصداقاء الايرانيين إننا نختلف معكم ونقول لهم أن يتعاملوا مع جميع ابناء الشعب العراقي على قدم المساواة".

وكشف المقداد على هامش المحاضرة أن قمة ثلاثية قد تتحول إلى سداسية قد تلتئم منتصف العام المقبل بين دول  فنزويلا بيلاروسيا وسوريا واوكرانيا وتركيا وبلغاريا.
  • فريق ماسة
  • 2010-11-09
  • 10070
  • من الأرشيف

المقداد: العلاقات السورية المصرية مؤسفة ولكن لا نؤمن بأفق مسدود مع أي دولة عربية

أوضح نائب وزير الخارجية فيصل المقداد أن سوريا تعتمد في استراتيجيتها مع العراق خمس نقاط  أساسية هي ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من العراق، وإقامة علاقات ايجابية بين العراق وجميع جيرانه بلا استثناء، وتشكيل حكومة عراقية تضم جميع أطياف الشعب العراقي، وعقد مؤتمر وطني للمصالحة بين جميع العراقيين بغض النظر عن ولاءاتهم، أما خامس النقاط فهو التأكيد على الوجه العربي للعراق، مشددا على أن  سوريا لا يمكن أن تتهاون في هذا الجانب.. وأشار المقداد في محاضرة ألقاها في المركز الثقافي في مدينة الكسوة إلى أن "سوريا على علاقة جيدة مع جميع أطياف الشعب العراقي" وقال "المالكي يريد الآن بناء أفضل العلاقات مع سورية والقائمة العراقية كذلك وأيضا التحالف الوطني.." مضيفا "نحن نتسامح مع الآخرين عندما يخطئون". أما بالنسبة العلاقات السورية المصرية فوصفها المقداد بالمؤسفة وقال "العلاقات مؤسفة ولكننا لا نؤمن بأفق مسدود مع أي دولة عربية ومصلحة مصر بالالتزام بالمصالح العربية" وأضاف نائب وزير الخارجية"  يجب إصلاح السياسات الخاطئة التي يدفع الشعب المصري ثمنها  وإصلاح هذا الوضع قد يأخذ بعض الوقت لأن هذا لا ينسجم مع وضع مصر التاريخي وحتى انتماءاتها العربية". وبشأن المصالحة الفلسطينية أعرب المقداد عن أمله  أن تسفر جولة (الثلاثاء) عن نجاح الأطراف بالتوصل إلى مصالحة وقال "نحن مع إنجاح المصالحة وليوقعوا على المصالحة في أي مكان بما فيها القاهرة" وفي الشأن اللبناني قال المقداد "اذا كان لنا أن نفاضل بين لبنان كبلد وبين محكمة مسيسة وتحقيقات ساقطة فإننا نفضل لبنان وعلى القيادات اللبنانية تحمل المسؤولية الحقيقية" واضاف "نشارك البعض في لبنان قلقهم من المحكمة لأننا نتأثر بالوضع في لبنان" مشيرا إلى أن سوريا غير قادرة على استيعاب المزيد من اللاجئين كما أنها لا يمكن أن تغلق أبوابها بوجههم.. وتابع المقداد "عندما تم تهريب التحقيق والمحكمة إلى مجلس الامن كانت الاوضاع في لبنان مختلفة حيث لا حكومة وحدة متماسكة ولا رئاسة تمارس دورها ولا برلمان يجتمع وتم تجاوز كل شيء وأحيلت الوثائق إلى مجلس الأمن" وأوضح نائب وزير الخارجية "الآن هناك مؤسسات فلماذا لا تعاد كل تلك الملفات.. فالنظام القضائي في لبنان قادر على المحاكمة". وعن الدور السوري السعودي قال المقداد" ما نريده هو تهدأة الأوضاع على الساحة اللبنانية ونقوم بالتعاون مع السعودية بدور فعال ولكن خطواتنا المشتركة تواجه بعض الصعوبات على الساحة اللبنانية لأن أمريكا تريد ذلك ونحن نريد الاستقرار والهدوء والسلام لكل لبنانيين..". وأكد المقداد تأييد سوريا لسيادة واستقلال لبنان وأن لا وجود لأي رغبة بالتدخل في الشؤون الداخلية للبنان فهذا "العهد انتهى". كما أكد المقداد أن سوريا "تنحاز للمقاومة وفكر المقاومة ونقول لكل من يلتقي بنا أن حزب الله وحماس وأي مقاومة أخرى هي مقاومة مشروعة ويجب التمسك بها.. لن تتخلى سوريا عن المقاومة مهما كان الثمن". وفي رده على سؤال حول عودة السفير الأمريكي إلى دمشق قال المقداد" هم سحبوا السفير وهم مسؤولون عن إعادته.. الإدارة الأمريكية عاجزة عن تبعث سفيرا فهناك 13 عضوا في مجلس الشيوخ من الجمهوريين غير موافقين". ووصف المقداد تصريحات الرئيس الأمريكي باراك اوباما بأنها تصريحات "لا تتوافق طردا مع تصريحات بعض اعضاء إدارته كما أنها لا تتوافق مع ما يجري على ارض الواقع".نافيا أن تكون وزيرة الخارجية الأمريكية هددت سوريا خلال اجتماع في نيويورك وقال "نحن لا نهدد ولا نقبل أن نهدد الاجتماع كان هادئ وفوجئنا بعد لحظات في الاعلام أن الاجتماع كان متفجرا وأن كلنتون هددت سوريا". وفيما يتعلق بالعلاقات السورية الإيرانية انتقد المقداد بعض العرب الذين يحاولون أن يضعوا إيران في خانة العداء، وتساءل ماذا نقول لإيران التي تقول أنا معكم في سبيل تحرير القدس. وتابع المقداد "العلاقات السورية الايراينية استراتيجية يجب ألا تنفصم عراها وعندما تطالب واشنطن والغرب بفصل العلاقات بين سوريا وإيران فهذا يعني ذلك أنها مهمة للعرب فلماذا نستجيب لواشنطن والغرب ". وقال نائب وزير الخارجية "عندما يتعلق الأمر ببعض القضايا العربية لا نتتردد في ان نقول للاصداقاء الايرانيين إننا نختلف معكم ونقول لهم أن يتعاملوا مع جميع ابناء الشعب العراقي على قدم المساواة". وكشف المقداد على هامش المحاضرة أن قمة ثلاثية قد تتحول إلى سداسية قد تلتئم منتصف العام المقبل بين دول  فنزويلا بيلاروسيا وسوريا واوكرانيا وتركيا وبلغاريا.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة