المُتتبع للتاريخ و القارئ المُتعمق سيكتشف بأن التاريخ أظهر الكثير من الشخصيات التي تُعاني من الهلاوس الإدراكية حيث يتخيل هؤلاء الأشخاص أنفسهم و نتيجة جنون العظمة بأنهم قادرون أن يغيروا مجرى التاريخ..

و قد يصل بهم المرض إلى الإنفصام بين الواقع و الخيال أو ما يُعرف (بالشيزوفيرينيا) حيث يتصرف هؤلاء بصفتهم أسياد أو أن لديهم القدرة على إستغلال القيم الدينية و الإجتماعية بطريقة مكيافيلية هذا ما حدثّنا عنه التاريخ من نيرون إلى هتلر إلى الفاشية و الأصولية الدينية التي إستغلت تاريخيا الدين للوصول إلى السلطة منذ القرون الوسطى إلى تاريخنا المُعاصر فالنمط العدواني التسلطي قديما جرّ العالم إلى الخراب وحاليّاً يستثمر العصبيّات الدينيّة لكي تدعمه ليصبح الخليفة بمفهوم جماعات الإخوان المسلمين , والوهابيّة المتمثلة بابن تيمية الذين حاولوا و لا زالوا يحاولون تطبيق الحكومة الإسلامية الشاملة وتجاوز الأوطان و تجاوز الحدود من خلال شعار قديم جديد "تطبيق حكم الله في الأرض "وهذا الكلام حاول تطبيقه "ريغان "الرئيس الأمريكي بفترة الثمانينات و حتى عندما كان حاكماً لولاية "كاليفورنيا" عندما طالبته المسيحية الأصولية اليهودية بأن يُجبر المدارس في أمريكا على إقامة الصلاة الإجبارية في المدارس!!!

و أردوغان في تركيا حاول من خلال حزب العدالة و التنمية أن يتبنى فكرة خليفة المسلمين من خلال دعمه لكافة الحركات الإسلامية الأصولية و الإرهابية و ما التسويات التي يشهدها حلف الارهاب على سوريا و العراق من خلال التسوية السعودية الوهابية الأردوغانية القطرية إلا جزء من المبدأ الأساسي الذي تتبنّاه الماسونية و الوهابيّة فالغاية تُبرر الوسيلة مهما كانت بشاعة الوسيلة و مهما جرت الدماء لذلك يمكن القول بأن أردوغان عندما يطالب بمنطقة عازلة في سوريا فلأنه يريد أن يقدم لإرهابيي داعش و النصرة و شذاذ الآفاق ملجأ كنقطة ارتكاز بحيث أنه يحلم بأن يحقق هدفين بآن واحد الأول استيعاب هذه المجاميع الإرهابية سواء في الداخل التركي او في المنطقة الحدودية العازلة المفترضة التي يطالب بها يستطيع ايهام الغرب و اقناعهم بان هؤلاء هم المعارضة المعتدلة و أن وجود هؤلاء في المدن التركية و استضافته لهم و تدريبه لهم كان جزءا من مخطط تسعى بعض دول تحالف واشنطن الى تطبيقه على الأرض فيكون أردوغان قد تنفس الصعداء و أوجد مخرجاً يلمّ به شعث شخصيته المُشتتة و المُحبطة و يكون قد وجد ضالته في دعم شتات الإرهابيين في العالم بدعم خليجي أمريكي صهيوني أما الهدف الثاني فهو للداخل التركي الذي بدأت مظاهر العنف تتسع من خلال رفض سياسة أردوغان الداعمة للإرهاب من كثير من المجموعات الإثنية داخل الدولة التركية فيتخلص من مأزقه و تناقضاته الداخلية و تبرير سياسته التي باتت مكشوفة للشعوب التركية التي أدركت بأن مصلحتها في محاربة الإرهاب و ليس دعمه كما تفعل حكومة أردوغان .

وهذا الشيئ يؤدي , إلى استمرار الصراع لسنوات كما يُخطط له من الغرب الإستعماري المتوحش الذي يريد إبقاء وضع يده في شرق أوسط يتصارع و تتنازعه العصبيّات القبلية على حساب مصير و دماء و مُقدّرات شعوب المنطقة , لكن حضارة هذه المنطقة و أصالتها لن تسمح لجنكيز خان و أردوغان أن يدمّر حضارة الإنسان.

  • فريق ماسة
  • 2014-10-11
  • 12004
  • من الأرشيف

من جنكيز خان إلى أردوغان و هدم حضارة الإنسان

المُتتبع للتاريخ و القارئ المُتعمق سيكتشف بأن التاريخ أظهر الكثير من الشخصيات التي تُعاني من الهلاوس الإدراكية حيث يتخيل هؤلاء الأشخاص أنفسهم و نتيجة جنون العظمة بأنهم قادرون أن يغيروا مجرى التاريخ.. و قد يصل بهم المرض إلى الإنفصام بين الواقع و الخيال أو ما يُعرف (بالشيزوفيرينيا) حيث يتصرف هؤلاء بصفتهم أسياد أو أن لديهم القدرة على إستغلال القيم الدينية و الإجتماعية بطريقة مكيافيلية هذا ما حدثّنا عنه التاريخ من نيرون إلى هتلر إلى الفاشية و الأصولية الدينية التي إستغلت تاريخيا الدين للوصول إلى السلطة منذ القرون الوسطى إلى تاريخنا المُعاصر فالنمط العدواني التسلطي قديما جرّ العالم إلى الخراب وحاليّاً يستثمر العصبيّات الدينيّة لكي تدعمه ليصبح الخليفة بمفهوم جماعات الإخوان المسلمين , والوهابيّة المتمثلة بابن تيمية الذين حاولوا و لا زالوا يحاولون تطبيق الحكومة الإسلامية الشاملة وتجاوز الأوطان و تجاوز الحدود من خلال شعار قديم جديد "تطبيق حكم الله في الأرض "وهذا الكلام حاول تطبيقه "ريغان "الرئيس الأمريكي بفترة الثمانينات و حتى عندما كان حاكماً لولاية "كاليفورنيا" عندما طالبته المسيحية الأصولية اليهودية بأن يُجبر المدارس في أمريكا على إقامة الصلاة الإجبارية في المدارس!!! و أردوغان في تركيا حاول من خلال حزب العدالة و التنمية أن يتبنى فكرة خليفة المسلمين من خلال دعمه لكافة الحركات الإسلامية الأصولية و الإرهابية و ما التسويات التي يشهدها حلف الارهاب على سوريا و العراق من خلال التسوية السعودية الوهابية الأردوغانية القطرية إلا جزء من المبدأ الأساسي الذي تتبنّاه الماسونية و الوهابيّة فالغاية تُبرر الوسيلة مهما كانت بشاعة الوسيلة و مهما جرت الدماء لذلك يمكن القول بأن أردوغان عندما يطالب بمنطقة عازلة في سوريا فلأنه يريد أن يقدم لإرهابيي داعش و النصرة و شذاذ الآفاق ملجأ كنقطة ارتكاز بحيث أنه يحلم بأن يحقق هدفين بآن واحد الأول استيعاب هذه المجاميع الإرهابية سواء في الداخل التركي او في المنطقة الحدودية العازلة المفترضة التي يطالب بها يستطيع ايهام الغرب و اقناعهم بان هؤلاء هم المعارضة المعتدلة و أن وجود هؤلاء في المدن التركية و استضافته لهم و تدريبه لهم كان جزءا من مخطط تسعى بعض دول تحالف واشنطن الى تطبيقه على الأرض فيكون أردوغان قد تنفس الصعداء و أوجد مخرجاً يلمّ به شعث شخصيته المُشتتة و المُحبطة و يكون قد وجد ضالته في دعم شتات الإرهابيين في العالم بدعم خليجي أمريكي صهيوني أما الهدف الثاني فهو للداخل التركي الذي بدأت مظاهر العنف تتسع من خلال رفض سياسة أردوغان الداعمة للإرهاب من كثير من المجموعات الإثنية داخل الدولة التركية فيتخلص من مأزقه و تناقضاته الداخلية و تبرير سياسته التي باتت مكشوفة للشعوب التركية التي أدركت بأن مصلحتها في محاربة الإرهاب و ليس دعمه كما تفعل حكومة أردوغان . وهذا الشيئ يؤدي , إلى استمرار الصراع لسنوات كما يُخطط له من الغرب الإستعماري المتوحش الذي يريد إبقاء وضع يده في شرق أوسط يتصارع و تتنازعه العصبيّات القبلية على حساب مصير و دماء و مُقدّرات شعوب المنطقة , لكن حضارة هذه المنطقة و أصالتها لن تسمح لجنكيز خان و أردوغان أن يدمّر حضارة الإنسان.

المصدر : أ.طالب زيفا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة