دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لا تثقوا بأوباما ولا بأي ممن يثق به في المنطقة ولا يظنن أحد مطلقاً بأنهم فعلاً صادقون في محاربة الإرهاب والتكفير.
لا تثقوا أيضاً وبنفس القوة بأن المجموعات الإرهابية تحمل مشروعاً فكرياً أو سياسياً فتضيعون الوقت في مناقشته أهو من الإسلام في شيء أم لا!؟.
إن الصانع والمصنوع هما من جنس الهاغانا ومرتكبي مجازر كفر قاسم ودير ياسين ولكن بنسخ جديدة، بعد أن قرروا تبديل مشروع «الفوضى الخلاقة» أو «البناءة» القديم إلى مشروع اسمه «إدارة التوحش».
أعرف وأدري جيداً بأن البعض سيتهمني فوراً بأنني ذاهب لإثبات نظرية المؤامرة وأنني لا أرى حقائق مهمة تحصل على الأرض قد تعارض قولي هذا.
وأنا لا أتردد فوراً بالقول نعم أنا ذاهب لإثبات نظرية المؤامرة ولكن من باب المنطق والبرهان والعقل ودفع الشبهات باليقين.
بعد تصريحات جو بايدن الأخيرة هل بقي لديكم شك بأن «داعش» صنيعة شركاء أو حلفاء أو أتباع أميركا سمّوهم ما شئتم بالتمويل والتدريب والتسليح والرعاية والأهداف؟
طبعاً ما لم يقله جو بايدن هو أن كل ذلك كان يجري تحت أعين وإشراف وإدارة ساكني البيت الأبيض وأدواته الاستخبارية بامتياز وهو ما تناساه للحظة عامداً متعمداً من أجل إيصال رسالته إلى هذه الدول من أجل حسم أمرها في الالتحاق بـ «حلف بغداد» الجديد وأداء دورها المعهود إليها بفعالية وبامتياز.
لذلك كان الإفصاح المبتور ولذلك كان الاعتذار «الفصيح» والوقائع على الأرض وفي الميدان من شأنه أن يكشف الكثير من الحقائق.
هل لديكم شك في أن جو بايدن يريد تقسيم العراق وأنه هو المكلف برعاية تبلور هذا المشروع الذي بدأ تنفيذه على نار هادئة منذ غزوة الموصل؟
ما لم يقله جو بايدن هو أنه يريد توظيف «خطر داعش» المزعوم على السعودية ودول مجلس التعاون لينهب المزيد من أموالها في «حلف بغداد» الجديد.
ما لم يقله جو بايدن هو أنه يريد من تركيا الطامحة في استعادة الدور والنفوذ والمشروع الذي كان لديها أيام الاتحاد السوفياتي السابق في إطار «حلف بغداد» الجديد كدرع واق من تمدد النفوذ الروسي إلى غرب آسيا.
وإلا لماذا يتطلب القضاء على مجموعات إرهابية إذا ما «قرر» صانعوها فعلاً منع تمويلها ومحاصرة مصادر تسليحها وتحركات كوادرها وإغلاق الحدود المفتوحة أمامها، إلى ثلاث سنوات؟
ولماذا يحتاج تحرير الموصل إلى سنة كاملة وقد تسلمها «داعش» منهم أي برعاية أميركية تركية بريطانية في ساعات؟
القارئ الحذق والبصير في خفايا الأمور يعرف تماماً أن جو بايدن وساكني البيت الأبيض يبحثون عن أهداف أبعد لحلفهم الدولي المزعوم أنه ضد الإرهاب:
أولاً: إن واشنطن تريد العودة إلى المنطقة التي طردت منها وهزمت فيها والتي تكاد تسقط عروش أتباع تاريخيين إضافيين لها وذلك من بوابة التهويل بخطر داعش الذي لم يسمنها سوى هي وأدواتها في المنطقة وباعتراف جو بايدن الصريح.
ثانياً: إنها تريد الإمساك قدر الإمكان بالقرار السياسي العراقي الذي بات الخط اللوجيستي الأساسي لمحور طهران – دمشق – لبنان المقاوم والممانع وتخيير قادته بين «النهش المتوحش» من قبل «داعش» وصولاً إلى التقسيم أو القبول بـ»النهش الناعم واللطيف» من خلال العودة إلى عهد بريمر.
ثالثاً: إنها تريد منع الإدارة السورية في قصر الشعب من تثبيت شرعيتها الجماهيرية من خلال فتح الجرح الكردي على مصراعيه ليصبح إما منطقة عازلة ومنطقة حظر طيران على شاكلة ما حصل للعراق قبل الغزو الأميركي أو إقليم كردي تحت رحمة القوة التركية والرعاية الأطلسية.
رابعاً: إنها تريد ترويض العثماني الجديد الطامح بدور وبلورة هوية ومشروع أن يكون ذلك في إطار «إسلام أميركي» يؤمن لحكام أنقرة ما يريدون ولكن تحت سقف حلف واشنطن وسياسة الأطلسي التي تريد لأردوغان دور الشرطي الحامي لحدود جنوب الأطلسي من توسع المارد الروسي.
خامساً: إنها تريد بهذا الحلف الجديد أن تمنع مجموع حلف المقاومة والممانعة من التوسع ومزيد من التمدد حتى لا يبقى كما هو الآن منصة إضافية للماردين الروسي والصيني تساعده في مواقع جديدة في خريطة الاصطفاف الدولي الجديدة ومعادلات إعادة رسم خرائط العالم في الوقت الذي قررت فيه، أي واشنطن، محاصرتهما بأوكرانيا وهونغ كونغ «سوريتين».
المؤامرة تعني المخطط وهذا هو مخطط واشنطن في بعض أجزائه وما خفي أعظم بكثير وما لم يكشف عنه حتى الآن مؤامرة أخطر.
وحده حلف المقاومة الممتد من طهران القوية إلى الضاحية الأبية مروراً بدمشق التي على الجروح متعالية والذي وصل مداه اليوم صنعاء العزيزة الغنية، القادر على إحباط هذا المخطط المؤامرة وكشف أكذوبة «التحالف الدولي لمحاربة داعش».
اذهبوا بأبصاركم بعيداً في أفق ومدى ما بات يشكل مثلث مضائق هرمز- ملقا – باب المندب والذي تمر عبره ثلثا تجارة العالم الحر والذي بدأ يخرج من نفوذ الدول العظمى رويداً رويداً، ومن ثم عودوا وركزوا ملياً ما يمكن أن يحصل في مثلث جبل الشيخ المتواصل سورياً لبنانياً فلسطينياً والمتصل بالجليل الأعلى، عندها ستكتشفون من له اليد العليا والمبسوطة في تغيير قواعد اللعبة متى يشاء وحيث يشاء والقادر في الوقت نفسه أن يفاجئ واشنطن بما لن تستطيع حسابه بعلم الحساب ولا علم الرياضيات.
المصدر :
الماسة السورية/ البناء
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة