هدأت وتيرة المعارك، شمالي حلب، بتثبيت وحدات الجيش السوري مواقع سيطرتها الجديدة، وصدّها لهجمات معاكسة للمسلحين الذين بادروا إلى إرسال دعم إلى تلك المناطق،

 رغم حركة الانشقاقات التي تخرق صفوفها، وكان آخرها التحاق أكثر من أربعين عنصراً من «حركة أحرار الشام الإسلامية» بتنظيم «داعش».

وقال مصدر معارض في ريف حلب، لـ«الأخبار»، إنّ خطوط التماس بين تنظيم «داعش» والفصائل الأخرى تحولت إلى معابر للعناصر المنشقة عن الفصائل والملتحقة بالتنظيم «ولا أحد يجرؤ على منعهم ومواجهة الأفراد الذين يساعدونهم في أعزاز وحريتان ومارع، مستفيدين من التعاطف الكبير الذي يلقاه التنظيم بعد غارات التحالف الدولي».

وفي السياق، نفى ناطق باسم «الجبهة الإسلامية» الأخبار التي بثتها قناة «الجزيرة» عن وقف «الجبهة» لعملياتها العسكرية ضد تنظيم «داعش»، مؤكداً استمرار القتال بين الطرفين.

كذلك، فشلت مجموعات من تنظيم «داعش» في التقدم باتجاه تلالين، شمال مارع، بعد محاولات عدة وقصف عنيف الدبابات والمدافع المتوسطة.

في موازاة ذلك، تستمر الاشتباكات في مخيم حندرات وأرض الملاح والكاستيلو بين الجيش والمسلحين، حيث زجت المجموعات المسلحة بتعزيزات كبيرة وحاولت التقدم باتجاه تلة حندرات والقرية وأعلنت سيطرتها على حندرات، فيما أكدت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» سيطرة الجيش الكاملة على جميع المناطق التي سيطر عليها في الأيام الثلاثة الأخيرة.

وفي حلب القديمة التي اشتعلت جميع محاورها، تمكنت وحدة من الجيش من السيطرة على عدد من الأبنية المطلة على حيّي قسطل المشط وقسطل الحرامي وبناء المستوصف القديم الاستراتيجي بعد معارك شارك فيها سلاحا الجو والمدفعية. وفي المنطقة الصناعية في حيّ الخالدية تمكنّت وحدة من الجيش من السيطرة على محلجتين للقطن كانت تتمركز فيهما المجموعات المسلحة.

وفي حيّ بني زيد تتواصل عملية عسكرية للسيطرة على الأجزاء الجنوبية من الحيّ، حيث دارت اشتباكات عنيفة في شوارعه بعد اقتحام وحدات النخبة في الجيش للحيّ من محورين. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إن «وحدات الجيش تواجه مقاومة عنيفة من قبل المسلحين في هذا المحور معظمهم من جنسيات أجنبية».

في سياق آخر، تحسّن الوارد الكهربائي إلى مدينة حلب بعد ثلاثة أيام من الانقطاع التام، وتراجعت حدة الازدحام أمام محطات الوقود.

 الجيش يوقف عمليته في ريف اللاذقية

 إطلاق رصاص كثيف، ثاني أيام عيد الأضحى، أيقظ اللاذقيين على حقيقة مرّة أعلنت توقف العملية العسكرية باتجاه بلدة سلمى في ريف اللاذقية الشرقي. الرصاص جاء لمناسبة تشييع سبعة شهداء، جميعهم من عناصر «كتائب البعث». الشهداء هم حصيلة تلك العملية، إضافة إلى 28 جريحاً. هواجس الجنود في محيط قمة النبي يونس في مكانها، إذ كان هنالك خوف من مغبة التقدم السريع، بين قمم محاطة بجروف صخرية حادة، يصعب تحريك الآليات العسكرية ضمنها.

 الكثير من الأخطاء يرويها الجنود العائدون من المعارك، حول التخطيط وسرعة التنفيذ، والمفاجآت «التي كان ينبغي أن توضع في الحسبان»، والتي أعدّهاها المسلحون لاستقبالهم. مصدر ميداني أكد لـ«الأخبار» أن «الظروف التي عاكست التقدم، عادةً ما تحصل في بداية معظم العمليات العسكرية، ولا سيما تلك التي تحكمها طبيعة جبلية وعرة». وأضاف أن «معاودة استئناف العملية يتوقف على إعداد خطط دقيقة، على ضوء الظروف الميدانية المستجدة».

يقود المسلحين في معارك الساحل «جبهة الأصالة والتنمية»، التي حوّلت العملية العسكرية التي بدأها الجيش إلى هجوم مضاد، كانت قد سمّته سابقاً «صدى القصاص». وبذلك تحول الجيش إلى مواقع دفاعية، لصدّ هجوم المسلحين المتقدمين نحو التلال التي سبق أن سيطر عليها خلال الأيام الأولى من العملية العسكرية.

مقتل الكثير من المسلحين المنتمين إلى جنسيات أجنبية لم يحدث فرقاً كبيراً في سير المعارك البرية. المسلحون أعلنوا مقتل سلمان التونسي خلال اشتباكات عنيفة في محيط تلة دورين التي عادت للخروج عن سيطرة الجيش. وتركزت الاشتباكات في محيط التلة، إضافة إلى منطقة كفر عجوز التركمانية. وللتغطية على التراجع البري، بخسائر أقل، كثّف سلاح المدفعية ضرباته على جبل الأكراد وسلمى ودورين، ما أدى إلى مقتل «القاضي الشرعي» في «جبهة النصرة» السعودي محمد الفالح. تراجع الجيش عن المرتفعات قابله قصف مدينة اللاذقية بقذائف صاروخية، خلال أيام العيد، ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين وعشرات الجرحى.

 تقدم في جوبر... وتراجع في درعا

 وفي الدخانية، شرق العاصمة السورية، استطاع الجيش السيطرة على معظم المنطقة، بعد انسحاب المسلحين باتجاه وادي عين ترما، شمال البلدة. وبحسب مصدر ميداني، فإن المنطقة الواقعة شمال بلدة جرمانا أصبحت بالكامل تحت سيطرة قوات الجيش، باستثناء بعض الجيوب المجاورة لوادي عين ترما، حيث يتمركز بعض المسلحين، وتحديداً في منطقة قاطع النهر. «شبكات من الأنفاق عثر عليها عناصر الجيش» في المنطقة القريبة من طريق مطار دمشق الدولي، بحسب المصدر، إضافة إلى «عدد من الجثث المقطعة الأوصال». ويؤكد المصدر أن قوات الجيش سيطرت على المنطقة المواجهة لجسر زملكا، في الجزء الشرقي من حي جوبر الدمشقي، وذلك بعد السيطرة على دوار زملكا. وذكر المصدر أن دفاعات المسلحين تنهار وسط الحي، إذ سقطت كتل أبنية عدة بين جسر زملكا وجامع طيبة، حيث يبعد جسر زملكا عن عناصر الجيش مسافة لا تزيد على 50 متراً. ويستميت المسلحون في منع الجيش من الوصول إلى الجسر المذكور، بحسب المصدر، إذ إن السيطرة عليه تعني فصل بقية مسلحي جوبر وزملكا عن مسلحي بقية الغوطة الشرقية. كذلك تتواصل الاشتباكات العنيفة في حرستا، شمالي العاصمة، في محاولة من الجيش لاستعادة مواقع خسرها سابقاً، في محيط فرع المخابرات الجوية داخل البلدة.

وإلى الجنوب السوري، حيث سقط تل الحارة الاستراتيجي في ريف درعا الشمالي الغربي، بعد هجوم دام 48 ساعة، شنّه مسلحو «جبهة النصرة» من جهة نبع الصخر، ما أدى إلى اعتلائهم التل والسيطرة على مستودعاته. وأعلن المسلحون، أول من أمس، السيطرة على التل الذي يبعد عن هضبة الجولان المحتلة ما يقارب 12 كلم شرقاً. في حين يبعد التل عن الريف الغربي للعاصمة السورية مسافة لا تزيد على 40 كلم جنوباً.

  • فريق ماسة
  • 2014-10-06
  • 10656
  • من الأرشيف

تقدم في جوبر... وتراجع في درعا...والجيش «يحمي» مناطق سيطرته الجديدة في حلب

هدأت وتيرة المعارك، شمالي حلب، بتثبيت وحدات الجيش السوري مواقع سيطرتها الجديدة، وصدّها لهجمات معاكسة للمسلحين الذين بادروا إلى إرسال دعم إلى تلك المناطق،  رغم حركة الانشقاقات التي تخرق صفوفها، وكان آخرها التحاق أكثر من أربعين عنصراً من «حركة أحرار الشام الإسلامية» بتنظيم «داعش». وقال مصدر معارض في ريف حلب، لـ«الأخبار»، إنّ خطوط التماس بين تنظيم «داعش» والفصائل الأخرى تحولت إلى معابر للعناصر المنشقة عن الفصائل والملتحقة بالتنظيم «ولا أحد يجرؤ على منعهم ومواجهة الأفراد الذين يساعدونهم في أعزاز وحريتان ومارع، مستفيدين من التعاطف الكبير الذي يلقاه التنظيم بعد غارات التحالف الدولي». وفي السياق، نفى ناطق باسم «الجبهة الإسلامية» الأخبار التي بثتها قناة «الجزيرة» عن وقف «الجبهة» لعملياتها العسكرية ضد تنظيم «داعش»، مؤكداً استمرار القتال بين الطرفين. كذلك، فشلت مجموعات من تنظيم «داعش» في التقدم باتجاه تلالين، شمال مارع، بعد محاولات عدة وقصف عنيف الدبابات والمدافع المتوسطة. في موازاة ذلك، تستمر الاشتباكات في مخيم حندرات وأرض الملاح والكاستيلو بين الجيش والمسلحين، حيث زجت المجموعات المسلحة بتعزيزات كبيرة وحاولت التقدم باتجاه تلة حندرات والقرية وأعلنت سيطرتها على حندرات، فيما أكدت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» سيطرة الجيش الكاملة على جميع المناطق التي سيطر عليها في الأيام الثلاثة الأخيرة. وفي حلب القديمة التي اشتعلت جميع محاورها، تمكنت وحدة من الجيش من السيطرة على عدد من الأبنية المطلة على حيّي قسطل المشط وقسطل الحرامي وبناء المستوصف القديم الاستراتيجي بعد معارك شارك فيها سلاحا الجو والمدفعية. وفي المنطقة الصناعية في حيّ الخالدية تمكنّت وحدة من الجيش من السيطرة على محلجتين للقطن كانت تتمركز فيهما المجموعات المسلحة. وفي حيّ بني زيد تتواصل عملية عسكرية للسيطرة على الأجزاء الجنوبية من الحيّ، حيث دارت اشتباكات عنيفة في شوارعه بعد اقتحام وحدات النخبة في الجيش للحيّ من محورين. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إن «وحدات الجيش تواجه مقاومة عنيفة من قبل المسلحين في هذا المحور معظمهم من جنسيات أجنبية». في سياق آخر، تحسّن الوارد الكهربائي إلى مدينة حلب بعد ثلاثة أيام من الانقطاع التام، وتراجعت حدة الازدحام أمام محطات الوقود.  الجيش يوقف عمليته في ريف اللاذقية  إطلاق رصاص كثيف، ثاني أيام عيد الأضحى، أيقظ اللاذقيين على حقيقة مرّة أعلنت توقف العملية العسكرية باتجاه بلدة سلمى في ريف اللاذقية الشرقي. الرصاص جاء لمناسبة تشييع سبعة شهداء، جميعهم من عناصر «كتائب البعث». الشهداء هم حصيلة تلك العملية، إضافة إلى 28 جريحاً. هواجس الجنود في محيط قمة النبي يونس في مكانها، إذ كان هنالك خوف من مغبة التقدم السريع، بين قمم محاطة بجروف صخرية حادة، يصعب تحريك الآليات العسكرية ضمنها.  الكثير من الأخطاء يرويها الجنود العائدون من المعارك، حول التخطيط وسرعة التنفيذ، والمفاجآت «التي كان ينبغي أن توضع في الحسبان»، والتي أعدّهاها المسلحون لاستقبالهم. مصدر ميداني أكد لـ«الأخبار» أن «الظروف التي عاكست التقدم، عادةً ما تحصل في بداية معظم العمليات العسكرية، ولا سيما تلك التي تحكمها طبيعة جبلية وعرة». وأضاف أن «معاودة استئناف العملية يتوقف على إعداد خطط دقيقة، على ضوء الظروف الميدانية المستجدة». يقود المسلحين في معارك الساحل «جبهة الأصالة والتنمية»، التي حوّلت العملية العسكرية التي بدأها الجيش إلى هجوم مضاد، كانت قد سمّته سابقاً «صدى القصاص». وبذلك تحول الجيش إلى مواقع دفاعية، لصدّ هجوم المسلحين المتقدمين نحو التلال التي سبق أن سيطر عليها خلال الأيام الأولى من العملية العسكرية. مقتل الكثير من المسلحين المنتمين إلى جنسيات أجنبية لم يحدث فرقاً كبيراً في سير المعارك البرية. المسلحون أعلنوا مقتل سلمان التونسي خلال اشتباكات عنيفة في محيط تلة دورين التي عادت للخروج عن سيطرة الجيش. وتركزت الاشتباكات في محيط التلة، إضافة إلى منطقة كفر عجوز التركمانية. وللتغطية على التراجع البري، بخسائر أقل، كثّف سلاح المدفعية ضرباته على جبل الأكراد وسلمى ودورين، ما أدى إلى مقتل «القاضي الشرعي» في «جبهة النصرة» السعودي محمد الفالح. تراجع الجيش عن المرتفعات قابله قصف مدينة اللاذقية بقذائف صاروخية، خلال أيام العيد، ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين وعشرات الجرحى.  تقدم في جوبر... وتراجع في درعا  وفي الدخانية، شرق العاصمة السورية، استطاع الجيش السيطرة على معظم المنطقة، بعد انسحاب المسلحين باتجاه وادي عين ترما، شمال البلدة. وبحسب مصدر ميداني، فإن المنطقة الواقعة شمال بلدة جرمانا أصبحت بالكامل تحت سيطرة قوات الجيش، باستثناء بعض الجيوب المجاورة لوادي عين ترما، حيث يتمركز بعض المسلحين، وتحديداً في منطقة قاطع النهر. «شبكات من الأنفاق عثر عليها عناصر الجيش» في المنطقة القريبة من طريق مطار دمشق الدولي، بحسب المصدر، إضافة إلى «عدد من الجثث المقطعة الأوصال». ويؤكد المصدر أن قوات الجيش سيطرت على المنطقة المواجهة لجسر زملكا، في الجزء الشرقي من حي جوبر الدمشقي، وذلك بعد السيطرة على دوار زملكا. وذكر المصدر أن دفاعات المسلحين تنهار وسط الحي، إذ سقطت كتل أبنية عدة بين جسر زملكا وجامع طيبة، حيث يبعد جسر زملكا عن عناصر الجيش مسافة لا تزيد على 50 متراً. ويستميت المسلحون في منع الجيش من الوصول إلى الجسر المذكور، بحسب المصدر، إذ إن السيطرة عليه تعني فصل بقية مسلحي جوبر وزملكا عن مسلحي بقية الغوطة الشرقية. كذلك تتواصل الاشتباكات العنيفة في حرستا، شمالي العاصمة، في محاولة من الجيش لاستعادة مواقع خسرها سابقاً، في محيط فرع المخابرات الجوية داخل البلدة. وإلى الجنوب السوري، حيث سقط تل الحارة الاستراتيجي في ريف درعا الشمالي الغربي، بعد هجوم دام 48 ساعة، شنّه مسلحو «جبهة النصرة» من جهة نبع الصخر، ما أدى إلى اعتلائهم التل والسيطرة على مستودعاته. وأعلن المسلحون، أول من أمس، السيطرة على التل الذي يبعد عن هضبة الجولان المحتلة ما يقارب 12 كلم شرقاً. في حين يبعد التل عن الريف الغربي للعاصمة السورية مسافة لا تزيد على 40 كلم جنوباً.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة