دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
نفذ سلاح الجو في الجيش العربي السوري غارات عدة على مقار لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في منبج (80 كيلو متراً شمال شرق حلب) بالتزامن مع ضربات جوية لقوات «التحالف الدولي» على أهداف للتنظيم نفذتها طائرات أميركية.
وأفاد شهود عيان لـ«الوطن» في مدينة منبج أن مراكز لـ(داعش) دمرت بشكل كامل في غارات للمقاتلات السورية قبل منتصف الليل مثل مدرسة عمر أبو ريشة التي يتخذ منها التنظيم مقراً له قبل أن تبدأ الطلعات الجوية للتحالف، التي استمرت حتى الفجر، واستهدفت مراكز وتجمعات للتنظيم في المدينة والريف من أهمها مقر الحسبة الواقع على طريق جرابلس المطاحن التي تعرضت بدورها لثلاث غارات عنيفة.
أحد عمال المطاحن أكد في اتصال مع «الوطن»، أن (داعش) اتخذ من مقراته داخل المطاحن، التي تزود ريف حلب الشرقي بالدقيق، أماكن احتجاز للرهائن المدنيين دروعاً بشرية لردع الطائرات عن ضربها «لكنها أصيبت بشكل مباشر واشتعلت ألسنة اللهب فيها من دون معرفة عدد الضحايا بدقة». وكان طيران التحالف ضرب قبل ثلاثة أيام مواقع لـ«الدولة الإسلامية» في رابطة الفلاحين وجامعة الاتحاد الخاصة على الطريق الواصل بين حلب ومنبج وحقق إصابات دقيقة قضت على 50 مسلحاً من مقاتلي التنظيم في الوقت الذي لم يسجل فيه يوم أمس أي ضربة جوية على منطقة عين العرب التي تشهد اشتباكات عنيفة بين المقاتلين الأكراد و(داعش) التي تحاصر المدينة وتضيق الخناق عليها بغية السيطرة عليها.
في الأثناء، قال إدريس نيسان، أحد المسؤولين المحليين في عين عرب: إن تنظيم «الدولة الإسلامية» قام بتنفيذ هجوم مضاد ناجح باتجاه عين عرب.
وقال المسؤول في مكالمة هاتفية مع شبكة CNN الاخبارية الأميركية: «إننا بحاجة إلى المساعدة، نحن بحاجة للسلاح، إلى جانب حاجتنا الضرورية للمزيد من الغارات الجوية الفعالة».
وتابع قائلاً: «إذا استمر الوضع على ما هو عليه فإننا سنشهد مجزرة.. لا أستطيع أن أتخيل أن يتمكن تنظيم داعش من الدخول إلى داخل كوباني».
من جهته قال ناشط في المنطقة لـCNN فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية: «إن داعش يتقدم من قرية مرج إسماعيل وأصبح على بعد 3 كيلو مترات من عين العرب». وكانت قناة «روسيا اليوم» الناطقة باللغة الإنكليزية ذكرت أن خالد العنزي أحد قيادات تنظيم (داعش) لقي مصرعه على أيدي مقاتلي قوات الحماية الشعبية الكردية مؤخراً. وأضافت «روسيا اليوم» عبر موقعها الإلكتروني: إن المدعو خالد العنزي- الكويتي الجنسية- انضم في البداية إلى جبهة النصرة في بداية اندلاع الأزمة السورية عام 2011، ثم انضم في وقت لاحق إلى تنظيم (داعش). وأشارت إلى أن العنزي لقي حتفه خلال قتال بين القوات الكردية وعناصر (داعش) في بلدة «عين العرب». وكانت الأضواء قد سلطت على العنزي بعد ظهوره بشكل علني في شريط فيديو أذيع عبر شبكة الإنترنت كان يقوم فيه بذبح أحد الأكراد.
من جهته أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض الذي يتخذ من لندن مقرا له بأن طائرات تابعة للتحالف الدولي نفذت أمس خمس غارات على مطار الطبقة العسكري ومحيطه في محافظة الرقة الذي يسيطر عليه تنظيم (داعش) سابقاً. وقال المرصد في بيان بحسب وكالة الأنباء الألمانية: إن هناك معلومات مؤكدة عن مقتل عدد من مقاتلي التنظيم. وفي وقت سابق من يوم أمس قصفت طائرات تابعة للتحالف مدرسة عين العروس بالقرب من مدينة تل أبيض بمحافظة الرقة، حيث يتخذ تنظيم «الدولة الإسلامية» المدرسة كمقر له، كما قصفت مبنى آخر في المنطقة، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر البشرية. بدورها نقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصادر أهلية أن غارات التحالف استهدفت مقرات التنظيم الإرهابي في قرية رطلة شرقي مدينة الرقة وقرية السحل في ريفها الغربي. على خط مواز، أعلن الأدميرال دي وولف ميلر في البحرية الأميركية تنفيذ 1600 طلعة جوية فوق العراق وسورية منذ حزيران الماضي، لافتاً إلى أن الهدف من الضربات التي تشنها قوات التحالف هي القضاء تماماً على تنظيم (داعش) في أي مكان. وقال ميلر في تصريح خاص لشبكة (سكاي نيوز) الأميركية: إن الطلعات الجوية بدأت بالاستطلاعية والحربية فوق العراق وتستمر فوق مواقع (داعش) في سورية، مضيفاً: إن الأهداف العسكرية داخل سورية ركزت حتى الآن على مراكز التحكم والتدريب التابعة لـ(داعش) ووسائل نقل أسلحتهم من سورية إلى العراق من مركبات ودبابات.
وأوضح القائد الأميركي أنه يتم حالياً استهداف مصادر توريد الأموال كمصافي النفط، ويعد ذلك دليلاً على المرحلة المتقدمة التي تم التوصل إليها للحد من أنشطة (داعش).
وأغارت طائرات تابعة للتحالف الدولي أمس الأول على معمل غاز «كونيكو» قرب بلدة خشام شرقي محافظة دير الزور، بحسب نشطاء سوريين أفادوا بوقوع أضرار مادية محدودة.
وقال النشطاء: إن الصواريخ التي أطلقتها الطائرات أصابت بوابة للمعمل ومصلى قريبا منه، موضحين أن «عدداً من حراس المعمل الواقع تحت سيطرة تنظيم داعش أصيبوا في الغارة»، دون الإبلاغ عن سقوط قتلى.
وقال شهود عيان: إن «معمل غاز كونيكو هو أكبر معامل الغاز في سورية، وسيطرت عليه فصائل المعارضة المسلحة مع معظم مساحة الريف الشرقي بدير الزور قبل نحو عامين، قبل أن تسقط تلك المنطقة الغنية بالنفط في يد تنظيم داعش منذ أكثر من شهرين». وأشاروا إلى أن «المعمل له أهمية حيوية، وخاصة أنه يغذي عدة محطات لتوليد الكهرباء في البلاد، التي تنتج الكهرباء لنحو ربع مساحة سورية». ولم يصدر التحالف بياناً بشأن ذلك الهجوم، ولم يتسن التأكد من صدقية الأمر من مصدر مستقل.
واستهدف طيران التحالف خلال الأيام الماضية مصافي نفط بدائية لتنظيم (داعش) شمالي وشرقي البلاد سورية بهدف تجفيف منابع تمويله التي يعد النفط أبرز مقوماتها، بحسب مراقبين.
والثلاثاء الماضي باشرت الولايات المتحدة بمشاركة خمس دول عربية تنفيذ غارات جوية على مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» ومجموعات جهادية أخرى في سورية، وذلك بعد شهر ونصف الشهر من بدئها منفردة غارات على مواقع للتنظيم المتطرف في العراق.
وإضافة إلى (داعش)، تستهدف الغارات «جبهة النصرة» وجماعة «أحرار الشام» و«شبكة خراسان»، وكلها جماعات تعتبرها واشنطن وحلفاؤها في التحالف الدولي «تنظيمات إرهابية».
غارات التحالف تشرخ «الائتلاف»
كشفت مصادر إعلامية معارضة عن وقوع مشادات حادة بين أعضاء «الائتلاف السوري» المعارض حول الغارات التي يشنها حلفاؤهم الأميركيون والخليجيون على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وباقي الفصائل الإسلامية المتطرفة. وأوضحت مواقع معارضة أن «المشادات (بلغت) ذروتها عند الحديث عن عدم علم الائتلاف بالضربة الدولية وتجنبها ضرب النظام، في الوقت الذي استهدفت فيه فصائل شاركت بقتال «الدولة الإسلامية».
ونقلت المواقع عمن وصفته بـ«مصدر مطلع»، قوله: إن «الائتلاف أصبح على شفير الهاوية»، واعتباره أن «سورية دخلت منعطفاً جديداً يهدد بخروج السوريين من المشهد السياسي وحتى العسكري بعد رفض أكبر الفصائل (المسلحة)» المشاركة في قتال (داعش) و«جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سورية. ونقل المصدر عن النقاشات داخل الائتلاف تأكيدها أن «الشارع» المعارض في الداخل «مصدوم» من سلوكية التحالف وضرب حركة «أحرار الشام الإسلامية» (حاشا) و«النصرة» وفصائل أخرى، سبق أن قاتلت تنظيم (داعش).
المصدر :
الماسة السورية/الوطن
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة