فاجأت حركة مثليي الجنس في بريطانيا الرأي العام بالإعلان عن تنصيب مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أكبر رمز لمثليي الجنس في العالم على مدى الثلاثين سنة الماضية.

وجاء الإعلان في العدد الأخير من مجلة “غاي تايمز” الناطقة بلسان الحركة والمتخصصة في قضايا مثليي الجنس رجالاً ونساء، وذلك بمناسبة الاحتفال في الذكرى الثلاثين لصدور المجلة.

ونقلت صحيفة “الاندبندنت” تصريحاً لـسيد”10 داونينغ ستريت” السابق بلير ظهر على موقعها الإلكتروني أمس قال فيه “إنني أشعر بفخر شديد لهذا التكريم، وأعتبره جزءاً مهماً من تراثي الشخصي. إنني أتذكر البند 28 من قانون الحكم المحلي، كان ذلك بنداً لعيناً”. والغريب في الأمر أن بلير قال ذلك وقدّم ما قدّمه لمثليي الجنس في الوقت الذي طرح نفسه أمام الرأي العام كشخص مؤمن دينياً، من دون أن يرى في ذلك أي تناقض، مع العلم أن جميع الأديان السماوية تُـحرّم المثلية الجنسية وتعتبرها غير أخلاقية، بل إن بلير أنشأ عقب تنحيه عن رئاسة الوزراء العام 2007 مؤسسة خيرية أطلق عليها اسم “مؤسسة بلير للإيمان”، وأعلن عن تغيير مذهبه البروتستانتي والانتماء للمذهب الكاثوليكي وبنى علاقة وطيدة مع الكرسي البابوي والفاتيكان الذي يُعتبر من أشد المعارضين لمثليي الجنس في العالم.

ووضعت “غاي تايمز” بلير على رأس قائمة رموز الحركة في بريطانيا التي ضمت أسماء عديدة لمشاهير عالميين من مثليي الجنس مثل مغني موسيقى البوب الإنكليزي بوي جورج والمغنية والممثلة الأميركية باربرا سترايساند. وأصدرت المجلة أمس عدداً احتفالياً في المناسبة زيّنته بصورة لبلير، عرفاناً بالجميل.

وكانت حركة مثليي الجنس دعمت حملة بلير الانتخابية العام 1997 وأصدرت عدداً خاصاً بمناسبة تلك الحملة الانتخابية وظهرت صورة بلير في حينه على الغلاف أيضاً. في حين كرم بلير المجلة وهو رئيس وزراء وخصها بمقال بتوقيعه دعماً لها وللحركة، وذلك خلال حملته الانتخابية الثالثة.

وقالت المجلة إن السبب الأساسي الذي دفع حركة مثليي الجنس لتكريم بلير يعود للإنجازات المهمة التي تحققت لمثليي الجنس في عهده كرئيس للوزراء، إذ ان بلير ألغى التمييز الذي عانى منه مثليو الجنس ووفر لهم الحماية القانونية، وكانت أول خطوة على هذا الصعيد خطاها بلير بأنه ألغى العام 2000 الحظر الذي كان مفروضاً على مثليي الجنس في القوات المسلحة البريطانية، فأصبحوا قادرين على الإعلان عن أنفسهم من دون أن يُفصلوا من الخدمة، وفي العام 2001 خفّض السن القانونية لممارسة الجنس بالنسبة لمثليي الجنس من 18 عاماً إلى 16 عاماً وساواهم مع المواطنين العاديين، وعدّل قانون الحكم المحلي بإلغاء البند 28 منه الذي يحظر عمليات الترويج لمثليي الجنس وفتح المجال أمام زواج مثليي الجنس رجالاً ونساء.

ووفقاً للمحللين، يُعتبر تكريم بلير هذا دليلاً على اتساع نفوذ حركة مثليي الجنس في بريطانيا وتأثيرها على الساحة المحلية وفي الخارج، ومن ضمنها في العالم العربي ومنطقة الخليج بالذات. إذ اهتمت وسائل الإعلام البريطانية الأربعاء الماضي بالاعتذار الذي قدّمته فضائية «إم بي سي» بسبب نشرها قائمة لأشهر مثليي الجنس في العالم وعنونت القائمة باسم «قائمة العار» لمثليي الجنس.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-09-27
  • 8755
  • من الأرشيف

طوني بلير رمز لمثليي الجنس في العالم

فاجأت حركة مثليي الجنس في بريطانيا الرأي العام بالإعلان عن تنصيب مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أكبر رمز لمثليي الجنس في العالم على مدى الثلاثين سنة الماضية. وجاء الإعلان في العدد الأخير من مجلة “غاي تايمز” الناطقة بلسان الحركة والمتخصصة في قضايا مثليي الجنس رجالاً ونساء، وذلك بمناسبة الاحتفال في الذكرى الثلاثين لصدور المجلة. ونقلت صحيفة “الاندبندنت” تصريحاً لـسيد”10 داونينغ ستريت” السابق بلير ظهر على موقعها الإلكتروني أمس قال فيه “إنني أشعر بفخر شديد لهذا التكريم، وأعتبره جزءاً مهماً من تراثي الشخصي. إنني أتذكر البند 28 من قانون الحكم المحلي، كان ذلك بنداً لعيناً”. والغريب في الأمر أن بلير قال ذلك وقدّم ما قدّمه لمثليي الجنس في الوقت الذي طرح نفسه أمام الرأي العام كشخص مؤمن دينياً، من دون أن يرى في ذلك أي تناقض، مع العلم أن جميع الأديان السماوية تُـحرّم المثلية الجنسية وتعتبرها غير أخلاقية، بل إن بلير أنشأ عقب تنحيه عن رئاسة الوزراء العام 2007 مؤسسة خيرية أطلق عليها اسم “مؤسسة بلير للإيمان”، وأعلن عن تغيير مذهبه البروتستانتي والانتماء للمذهب الكاثوليكي وبنى علاقة وطيدة مع الكرسي البابوي والفاتيكان الذي يُعتبر من أشد المعارضين لمثليي الجنس في العالم. ووضعت “غاي تايمز” بلير على رأس قائمة رموز الحركة في بريطانيا التي ضمت أسماء عديدة لمشاهير عالميين من مثليي الجنس مثل مغني موسيقى البوب الإنكليزي بوي جورج والمغنية والممثلة الأميركية باربرا سترايساند. وأصدرت المجلة أمس عدداً احتفالياً في المناسبة زيّنته بصورة لبلير، عرفاناً بالجميل. وكانت حركة مثليي الجنس دعمت حملة بلير الانتخابية العام 1997 وأصدرت عدداً خاصاً بمناسبة تلك الحملة الانتخابية وظهرت صورة بلير في حينه على الغلاف أيضاً. في حين كرم بلير المجلة وهو رئيس وزراء وخصها بمقال بتوقيعه دعماً لها وللحركة، وذلك خلال حملته الانتخابية الثالثة. وقالت المجلة إن السبب الأساسي الذي دفع حركة مثليي الجنس لتكريم بلير يعود للإنجازات المهمة التي تحققت لمثليي الجنس في عهده كرئيس للوزراء، إذ ان بلير ألغى التمييز الذي عانى منه مثليو الجنس ووفر لهم الحماية القانونية، وكانت أول خطوة على هذا الصعيد خطاها بلير بأنه ألغى العام 2000 الحظر الذي كان مفروضاً على مثليي الجنس في القوات المسلحة البريطانية، فأصبحوا قادرين على الإعلان عن أنفسهم من دون أن يُفصلوا من الخدمة، وفي العام 2001 خفّض السن القانونية لممارسة الجنس بالنسبة لمثليي الجنس من 18 عاماً إلى 16 عاماً وساواهم مع المواطنين العاديين، وعدّل قانون الحكم المحلي بإلغاء البند 28 منه الذي يحظر عمليات الترويج لمثليي الجنس وفتح المجال أمام زواج مثليي الجنس رجالاً ونساء. ووفقاً للمحللين، يُعتبر تكريم بلير هذا دليلاً على اتساع نفوذ حركة مثليي الجنس في بريطانيا وتأثيرها على الساحة المحلية وفي الخارج، ومن ضمنها في العالم العربي ومنطقة الخليج بالذات. إذ اهتمت وسائل الإعلام البريطانية الأربعاء الماضي بالاعتذار الذي قدّمته فضائية «إم بي سي» بسبب نشرها قائمة لأشهر مثليي الجنس في العالم وعنونت القائمة باسم «قائمة العار» لمثليي الجنس.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة