دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
باسم ياخور، وكاريس بشار، وغيرهم من نجوم الدراما السورية سيطلّون في رمضان المقبل ضمن مسلسل كتبه فادي قوشقجي. العمل الذي يخرجه سيف الدين السبيعي يحاول ملامسة هموم الطبقة الوسطى وأزماتها الاقتصادية والاجتماعية
ثلاثة أعمال تلفزيونية استطاع من خلالها الكاتب فادي قوشقجي أن يلامس همّ الشارع السوري هي: «على طول الأيام»، و«ليس سراباً»، و«عن الخوف والعزلة». قبل هذه الأعمال، راهن الكاتب السوري على القضايا الاجتماعية المعاصرة التي تبدو أقرب للمشاهد. هكذا قرر العودة هذا العام بنص «تعب المشوار» الذي باشر إنجاز مشاهده المخرج سيف الدين السبيعي.
يتناول المسلسل حالة «التعب» التي تعتري العلاقات المعاصرة بين أفراد مجتمع أنهكته النكسات والهزائم، فصار يفتقر إلى حلم واضح. وهو المجتمع نفسه الذي تراجعت آماله وأحلامه الكبرى بالتقدّم والعدالة، لتنحصر في أمور صغيرة، قبل أن يكتشف أن عمره انقضى من دون تحقيق هذه ولا تلك. من خلال تشابك أحداثه، يطرح العمل مجموعة نماذج تحسب على الطبقة الوسطى التي يفترض أنها تمثّل جزءاً مهماً من المجتمع السوري. ويرصد النضال الذي تخوضه هذه النماذج بغية إثبات وجودها، كما يلاحق العمل الخيبات والانكسارات التي تمر بها شخصياته. ينطلق الحدث من مصادفة التقاء ثلاث عينات من المجتمع السوري، وقد خرجت للسهر والترفيه في الأماكن العامة، ليمر من خلال هذه العينات المختلفة الانتماء والوضع الاجتماعي على أزمات يعانيها المجتمع عامة. تتمثل الخطوط الكبرى في المسلسل بثلاث قصص رئيسة، أولاها قصة بيت زوجي يتداعى تحت وطأة صراع القيم. وفي لحظات تداعيه، يدخل إلى حياة الزوجة رجل تجمعها به علاقة متأرجحة. على مستوى آخر، نتابع قصة الزواج الذي يعيش صراعاً مع زوج شقيقته حول ملكية بحث علمي خلّاق.
أما الخط الثاني من الأحداث، فيصوّر قصة حب تجمع بين شاب يسعى إلى الهجرة، وفتاة تنتمي إلى أسرة تقليدية جداً ستعارض ارتباطها به لأسباب متعددة. وبالتوازي مع القصة العاطفية، نتابع علاقة هذا الشاب بخاله الذي يحاول إغراءه بوسائل عدة للبقاء في سوريا.
فيما يتمثل الخط الثالث بقصة حب أخرى تجمع خال الشاب وفتاة تصغره بستة وعشرين عاماً تأتي إلى دمشق بين الحين والآخر في إجازات محددة لتعود إلى الخارج حيث تنجز رسالة دكتوراه في الآثار.
من جانب آخر، يحل باسم ياخور ضيفاً على هذا العمل في أول تجربة له مع المخرج سيف الدين السبيعي. ويشرح النجم السوري في حديثه طبيعة دوره، فيقول: «أجسّد دور نزار وهو دكتاتور في أسرته لأنّه الرجل الوحيد فيها. هكذا، يمارس تسلطه معتمداً على القمع والتحكم بكل مظاهر العائلة بما أنّه الأخ الأكبر فيها وعلى أساس أنه مصدر الدخل الوحيد لهذه العائلة».
أما الممثلة الشابة رنا شميس التي تجسد دور سهر، فتقول إنها تلعب دور فتاة عاشقة لكن الحظ لا يحالفها «لأنها تعيش في بيئة تحرّم الحب، فهي تنتمي عملياً إلى عائلة متعصبة يمارس الأخ الأكبر فيها ذكوريته». لكن اللافت في هذه الشخصية أنها لا تفارق أحداث المسلسل في كل حلقاته.
هكذا تنجز شركة «بانة للإنتاج الفني» مسلسل «تعب المشوار» بأموال سورية بحتة، من دون مشاركة أي طرف أو الاتفاق مسبقاً مع أي محطة عربية. وكل ما يعني هذا المسلسل حسب صنّاعه هو ملامسة هموم الشعب السوري. وإذا كان هناك من همس في كواليس التصوير بأن النص يعيد تكرار أفكار قديمة سبق أن قدمتها بعض الأعمال السورية، فإن الجواب على هذا الكلام يأتي من مكان آخر، ليؤكد أنّ إعادة تقديم الأفكار ذاتها بأسلوب مختلف وشكل جديد ضرورة يجب تبنيها في الدراما التلفزيونية لترسيخها عند المتلقي بعد إمتاعه.
أما عن التوقيت، فيُفترض أن يعرض العمل في رمضان المقبل على أكثر من محطة عربية، فيما تبقى ميزانية المسلسل عنصر دعم له وفق ما يقول مدير إدارة الإنتاج حمادة جمال الدين. ويؤكد هذا الأخير أن «هذه الأعمال لا تتطلب ميزانيات كبيرة». ورغم ذلك، لا شكّ في أن الشركة دخلت في تحد كبير عندما قررت أن تنتج عملها بمال وطني بحت. إذ كان عليها أن تستقطب أكبر عدد ممكن من النجوم لضمان التسويق الجيد، وهذا ما حصل فعلاً لتزيد ميزانية المسلسل قياساً إلى أي مسلسل آخر من هذا النوع.
إذاً الجمهور السوري سيكون على موعد مع حكاية سورية تلفزيونية، بمشاركة نخبة كبيرة من نجوم الدراما ومنهم: عباس النوري، وكاريس بشار، وباسل خياط، ورامي حنا، وضحى الدبس، ونادين تحسين بيك، وميرنا شلفون، وشادي مقرش وآخرون.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة