دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
صعدت السلطات السعودية من حملاتها الاعلامية الدينية ضد المنظومة الايدولوجية والثقافية للسلفية الجهادية التي اصبحت هي المرجع الفقهي والايدولوجي لحركات الارهاب الاسلامي المعاصر (القاعدة وداعش).
وصدر يوم امس بيان في الرياض من هيئة كبار العلماء المسلمين ـ وهي اعلى هيئة وسلطة دينية في السعودية ـ اكدت فيه «تحريم الالتحاق بالقتال في مناطق الصراع مثل العراق وسوريا الى جانب المجموعات المتطرفة» ودعت الهيئة السلطات الى محاربة من ينتسبون الى هذه الجماعات او يلتحقون بها ومن يحرضون المسلمين على الالتحاق بهذه المجموعات «لأنهم دعاة ضلالة وفرقة وتحريض على معصية ولاة الامر والخروج عليهم» وقدم بيان هيئة كبار العلماء المسلمين ادلة من القرآن والاحاديث النبوية تجرم الارهاب وتحرمه «لأن الارهاب يعرض مصالح الامة لأعظم الاخطار ومن زعم انه من الجهاد فهو جاهل ضال».
واعتبر كبار علماء الدين في السعودية جميع «اعمال الارهاب الصادرة عن بعض الجماعات مثل داعش والقاعدة وما يسمى بـ»عصائب الحق» ـ وهي ميليشيا شيعية متطرفة في العراق ـ وحزب الله والحوثيين، «محرمة ومجرمة»، وساوى العلماء بين «جرائم» هذه التنظيمات و»اجرام الاحتلال الاسرئيلي».
ولكن لوحظ ان بيان هيئة كبار العلماء في السعودية – وهؤلاء لهم نفوذ وكلمة مسموعة عند القيادة الحاكمة في السعودية ـ لم يشر باي كلمة او تلميح لجماعة الاخوان المسلمين حين اشار الى الجماعات الارهابية «المحرمة» .
ويذكر ان الحكومة السعودية وضعت في شهر آذار/مارس الماضي جماعة الاخوان المسلمين على لائحة الجماعات الارهابية التي حظرت وجودها او الانتماء اليها .
واعطت هيئة كبار العلماء تأييدا ودعما كبيرا للدولة وللسلطات السعودية في ملاحقتها لمن ينتسب الى الجماعات الارهابية او يلتحق بها او يروج لافكارها ويحرض على الالتحاق بها، حيث جاء في بيانها: «فإن هيئة كبار العلماء تؤيد ما تقوم به الدولة ــ أعزها الله بالإسلام ــ من تتبع لمن ينتسب لفئات الإرهاب والإجرام والكشف عنهم، كداعش والقاعدة والحوثيين وما يسمى بحزب الله، أو ينتمي إلى ولاءات سياسية خارجية لوقاية البلاد والعباد شرهم ولدرء الفتنة وحماية بيضتهم، ويجب على الجميع أن يتعاونوا في القضاء على هذا الأمر الخطير لأن ذلك من التعاون على البر والتقوى الذي أمرنا الله تعالى به».
وحذرت الهيئة «من التستر على هؤلاء أو ايوائهم فإن هذا من كبائر الذنوب».
ويذكر ان السلطات الامنية السعودية كثفت من شهور طويلة حملاتها الامنية لملاحقة مؤيدي تنظيمات الارهاب المتطرف ومؤيديهم ومن يدعو الى الى افكارهم ويحرض على الالتحاق بصفوف هذه التنظيمات مثل «القاعدة» و»جبهة النصرة» و»داعش» وفرضت عقوبات تصل الى السجن عشرين عاما لمن يلتحق بها. وتفرض الاجهزة الامنية السعودية رقابة صارمة على وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي وغيرها لمراقبة وملاحقة من يروج لافكار مثل هذه الجماعات.
وفي هذا الاطار كانت السلطات السعودية بدأت بالفعل بمحاربة المنهج الفكري المتطرف في المملكة من خلال مراجعة برامج التعليم ومناهجه التي احتوت على الفكر المتشدد، حين اوكلت للامير خالد الفيصل – بعد تعيينه وزيرا للتربية والتعليم مطلع العام الجاري ـ تطوير منهاج التعليم المحافظ وتطهير الوزارة من نفوذ المتدينين المحافظين والمتشددين.
الا انه لوحظ ان هيئة كبار العلماء المسلمين استنكرت ربط التطرف بالمناهج التعليمية في السعودية.
وقال البيان ان «هيئة كبار العلماء لتستنكر ما يتفوه به بعض الكتاب من ربط أفكار الإرهاب بالمناهج التعليمية أو بمؤلفات أهل العلم المعتبرة». ورغم هذه الحملة الاعلامية الدينية «التنويرية» للسلطات السعودية، التي تستهدف في الدرجة الاولى منع التحاق المئات من الشباب السعوديين للقتال تحت راية هذه التنظيمات، الا انه لازال هناك من الشباب السعودي من يحاول مخالفة اوامر حكومته، واخر هؤلاء ثلاثة من الشباب السعودي الصغار في السن (اعمارهم مابين الـ16 والـ18 عاما) القي القبض عليهم اول امس في منطقة جازان وهم يحاولون التسلل من اليمن عائدين الى بلادهم، بعد ان تسللوا الى اليمن محاولين الالتحاق بتنظيم القاعدة ولكن حين فشلوا عادوا ادراجهم للمملكة متسللين عبر الحدود حيث القي القبض عليهم .
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة