أعلن الرئيس أوباما في خطاب متلفز بتاريخ 10 أيلول 2014، استمرار الإستراتيجية التي فرضت على بلاده من قبل قادة انقلاب الحادي عشر من أيلول 2011 القاضية بإعادة تشكيل الشرق الأوسط الكبير.

شهذا الصيف، سقط الجزء الأول من الخطة الحالية في غزة، حين حول الإسرائيليون عملية البحث عن الشبان الثلاثة المختطفين، إلى حملة عسكرية تهدف إلى اجتثاث حركة حماس، بعد أن أعطيت لهم الأوامر باستخدام القوة في تهجير سكان شمال قطاع غزة نحو مصر، في الوقت الذي كانوا يدعون في وسائل الإعلام الدولية أنهم يسعون إلى تدمير أنفاق تقع تحت حدود إسرائيل التي قصفت من البحر مدنا فحولتها بأكملها إلى ركام من الحجارة، بشكل مكنها من تهجير جزء من السكان و«تحرير» 44% من الأراضي، لكنها فشلت في فتح الحدود مع مصر، كما فشلت في دفع أهل غزة إلى الهرب من ديارهم.

أما الجزء الثاني من العملية، وهذه المرة في العراق، فقد تحقق بالكامل تقريبا. فقد كلفت الدولة الإسلامية بتنفيذ تطهير عرقي بحق كل الأقليات الموجود في منطقة ذات أغلبية سنية. الأمر الذي دفع المسيحيين واليزيدين إلى الفرار، في حين تعرضت أقليات أخرى كالشبك إلى الإبادة بشكل كامل، وسط صمت واشنطن وحلفائها، ونفيهم أي مسؤولة عن هذه الجرائم ضد الإنسانية. لا بل، حتى عدم إدانتها.

أما الجزء الثالث من العملية فيتعلق بالشمال الشرقي لسورية، المخصص ليكون مندمجا ضمن

دولة كردستان المستقبل.

ففي الوقت الذي كانت إسرائيل تشن هجوما على غزة، كانت تركيا تجفف أراضي شمال شرق سورية عبر تحويل مجرى مياه نهر الفرات، في حين كانت قوات حلف شمال الأطلسي المتمركزة في قاعدة أنجرليك (تركيا) تنثر من ارتفاعات عالية في الجو مادة كيميائية تجعل الأراضي التي تسقط فوقها هذه المادة غير صالحة للزراعة. وهكذا لم تعد مخازن غلال القمح السوري سابقا، صالحة للزراعة بعد الآن. يضاف إلى ذلك قيام حلف شمال الأطلسي طوال تلك الفترة باستقدام عائلات صينية مسلمة، ومسلمين ايغور يتحدثون التركية إلى شمال شرق سورية، لدمجهم في الدولة الإسلامية.

تستعد واشنطن من الآن إلى ترحيل الدولة الإسلامية من العراق إلى سورية. فهي ترغب بأن يعلن كل من كردستان العراق، ومنطقة السنة العراقيين عن استقلالهما. ذلك، لأن الدولة الأولى ستكون فرعاً لإسرائيل هناك، تماماً كما هو الحال في جنوب السودان الذي أنشئ 2011 لنفس الغرض.

أما الدولة الثانية فسيتم وضعها تحت سلطة الأمير علي من الأردن وزوجته الأميرة ريم، (مقدمة البرامج في محطة سي. إن. إن. الأميركية، ابنة الأخضر الإبراهيمي). ينبغي على هذه الدولة السنية في نهاية المطاف أن ترحب بقدوم الشعب الفلسطيني، طبقا لخطة بلتيمور عام 1942، حيث لم يكن بوسع الأنغلوسكسون تطبيق هذا البند أثناء النكبة.

سوف ينظر العالم إلى شمال شرق سورية كدولة قراصنة، وسيكون من شأن الدولة الإسلامية أن تمارس الإرهاب على مجمل العالم العربي، وصولاً إلى المغرب.

وحين يكون العالم العربي قد دمر بأكمله، وأصبح جاهزا بشكل مؤكد للخضوع للهيمنة الأنغلوسكسونية، حينذاك، يتم نقل داعش إلى روسيا والصين بهدف إضعاف هذين البلدين العظميين، كما في المرة السابقة حين استخدمت القاعدة في إنشاء دولة إسلامية في الشيشان، ليس لها من مهمة سوى زرع عبوات ناسفة في كزينجيانغ.

غير أن التصدي لهذا المخطط، ينظم صفوفه، رغم كل ما ذكرنا...

  • فريق ماسة
  • 2014-09-16
  • 11492
  • من الأرشيف

كابوس العالم العربي

أعلن الرئيس أوباما في خطاب متلفز بتاريخ 10 أيلول 2014، استمرار الإستراتيجية التي فرضت على بلاده من قبل قادة انقلاب الحادي عشر من أيلول 2011 القاضية بإعادة تشكيل الشرق الأوسط الكبير. شهذا الصيف، سقط الجزء الأول من الخطة الحالية في غزة، حين حول الإسرائيليون عملية البحث عن الشبان الثلاثة المختطفين، إلى حملة عسكرية تهدف إلى اجتثاث حركة حماس، بعد أن أعطيت لهم الأوامر باستخدام القوة في تهجير سكان شمال قطاع غزة نحو مصر، في الوقت الذي كانوا يدعون في وسائل الإعلام الدولية أنهم يسعون إلى تدمير أنفاق تقع تحت حدود إسرائيل التي قصفت من البحر مدنا فحولتها بأكملها إلى ركام من الحجارة، بشكل مكنها من تهجير جزء من السكان و«تحرير» 44% من الأراضي، لكنها فشلت في فتح الحدود مع مصر، كما فشلت في دفع أهل غزة إلى الهرب من ديارهم. أما الجزء الثاني من العملية، وهذه المرة في العراق، فقد تحقق بالكامل تقريبا. فقد كلفت الدولة الإسلامية بتنفيذ تطهير عرقي بحق كل الأقليات الموجود في منطقة ذات أغلبية سنية. الأمر الذي دفع المسيحيين واليزيدين إلى الفرار، في حين تعرضت أقليات أخرى كالشبك إلى الإبادة بشكل كامل، وسط صمت واشنطن وحلفائها، ونفيهم أي مسؤولة عن هذه الجرائم ضد الإنسانية. لا بل، حتى عدم إدانتها. أما الجزء الثالث من العملية فيتعلق بالشمال الشرقي لسورية، المخصص ليكون مندمجا ضمن دولة كردستان المستقبل. ففي الوقت الذي كانت إسرائيل تشن هجوما على غزة، كانت تركيا تجفف أراضي شمال شرق سورية عبر تحويل مجرى مياه نهر الفرات، في حين كانت قوات حلف شمال الأطلسي المتمركزة في قاعدة أنجرليك (تركيا) تنثر من ارتفاعات عالية في الجو مادة كيميائية تجعل الأراضي التي تسقط فوقها هذه المادة غير صالحة للزراعة. وهكذا لم تعد مخازن غلال القمح السوري سابقا، صالحة للزراعة بعد الآن. يضاف إلى ذلك قيام حلف شمال الأطلسي طوال تلك الفترة باستقدام عائلات صينية مسلمة، ومسلمين ايغور يتحدثون التركية إلى شمال شرق سورية، لدمجهم في الدولة الإسلامية. تستعد واشنطن من الآن إلى ترحيل الدولة الإسلامية من العراق إلى سورية. فهي ترغب بأن يعلن كل من كردستان العراق، ومنطقة السنة العراقيين عن استقلالهما. ذلك، لأن الدولة الأولى ستكون فرعاً لإسرائيل هناك، تماماً كما هو الحال في جنوب السودان الذي أنشئ 2011 لنفس الغرض. أما الدولة الثانية فسيتم وضعها تحت سلطة الأمير علي من الأردن وزوجته الأميرة ريم، (مقدمة البرامج في محطة سي. إن. إن. الأميركية، ابنة الأخضر الإبراهيمي). ينبغي على هذه الدولة السنية في نهاية المطاف أن ترحب بقدوم الشعب الفلسطيني، طبقا لخطة بلتيمور عام 1942، حيث لم يكن بوسع الأنغلوسكسون تطبيق هذا البند أثناء النكبة. سوف ينظر العالم إلى شمال شرق سورية كدولة قراصنة، وسيكون من شأن الدولة الإسلامية أن تمارس الإرهاب على مجمل العالم العربي، وصولاً إلى المغرب. وحين يكون العالم العربي قد دمر بأكمله، وأصبح جاهزا بشكل مؤكد للخضوع للهيمنة الأنغلوسكسونية، حينذاك، يتم نقل داعش إلى روسيا والصين بهدف إضعاف هذين البلدين العظميين، كما في المرة السابقة حين استخدمت القاعدة في إنشاء دولة إسلامية في الشيشان، ليس لها من مهمة سوى زرع عبوات ناسفة في كزينجيانغ. غير أن التصدي لهذا المخطط، ينظم صفوفه، رغم كل ما ذكرنا...

المصدر : الوطن/ تيري ميسان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة