دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
ينعقد مؤتمر باريس قبل ظهر اليوم تحت عنوان "مؤتمر باريس حول الامن والاستقرار في العراق" بحضور رؤساء ورؤساء حكومات ووزراء خارجية لنحو 20 دولة في غياب ايران. وعشية المؤتمر، أعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري عقب جولة في المنطقة لبناء الائتلاف الدولي لمكافحة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في العراق وسوريا، عن ثقته بالتمكن سريعا من بناء الائتلاف، حتى انه أفصح عن رغبة بعض الدول العربية من غير ان يسميها في ارسال جنود للمشاركة ميدانياً في الحرب على هذا التنظيم المتطرف، فيما قال مسؤولون أميركيون آخرون ان دولاً عربية عرضت المساهمة في ضربات جوية على مواقع التنظيم.
وقبيل انعقاد مؤتمر باريس، الذي لن يستمر سوى بضع ساعات بما فيها المؤتمر الصحافي المقرر في نهايته لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أوضحت اوساط سياسية فرنسية لـ"النهار" أنه "لن يحصل أي توزيع أدوار بين المشاركين في مواجهة داعش ، فتوزيع الأدوار لم ينتظر القمة الباريسية بل تمّ الاتفاق عليها خلال الزيارات المكوكية التي قام بها وزيرا الخارجية والدفاع الاميركيان جون كيري وتشاك هيغل لمنطقة الشرق الاوسط وأوروبا خلال الاسبوعين الاخيرين"، مما يعني أن مؤتمر باريس الذي يأتي في ختام جولة التحضيرات للحرب على "داعش" لن يخرج عن كونه صدى اعلامياً لتشكيل الائتلاف الدولي وصورة تذكارية لهذا الائتلاف واعلاناً موحداً يستخلص مواقف دول اعلنت سابقاً مواقفها واتخذت قراراتها.
وأكدت اوساط فرنسية أن المؤتمر لا يعكس حقيقة الواقع المعقد لقرار الحرب على الارهاب، فالحملة المنتظرة تواجه عقبات كبيرة أهمها رفض الحلف الداعم للنظام السوري، موسكو وطهران، المشاركة في ما يعتبرانه "مسرحية الحرب على الارهاب" وخصوصاً في شقه السوري. وخلافا لما اعلنه الجانب الاميركي عن عدم موافقته على مشاركة ايران في القمة الباريسية، فإن الاوساط الفرنسية المقربة من مركز القرار أوضحت أن طهران لم تستسغ يوماً فكرة تشكيل ائتلاف دولي ترى فيه "عودة الاميركيين الى المنطقة والدخول من باب داعش للوصول الى النظام في دمشق".
وقالت هذه الاوساط إن الجانب الايراني أبلغ فابيوس خلال الاتصالات التي تكثفت في الفترة الأخيرة بين الطرفين أنه يشترط رفع العقوبات الدولية عن ايران في مقابل المشاركة الايرانية في الائتلاف الدولي، مما اعتبره الجانب الفرنسي رفعاً كبيراً للسقف ورفضاً قاطعاً للالتحاق بالتحالف الدولي.
أما عن الجانب الروسي الذي يحتفظ بالصمت المطبق حيال ما يمكن أن تكون ردة فعله في حال شمول حرب الائتلاف الاراضي السورية وتكراره يوميا ضرورة الحصول سلفاً على قرار من مجلس الامن لأي عمل عسكري في سوريا أو الحصول على موافقة حكومة دمشق، ترى مصادر مقربة من الديبلوماسية الروسية في جنيف أن الولايات المتحدة ترتكب خطأً كبيراً اذا ما أصرت على المضي في المسار المعلن للحرب على الارهاب في سوريا من دون "مظلة أممية وموافقة سورية"، وتحذّر من أن النتائج ستؤدي الى مزيد من الفوضى والعنف في المنطقة.
ومن هذا المنطلق، تطمئن مصادر ديبلوماسية غربية الى أن الائتلاف الدولي يبحث حاليا عن مخرج قانوني لقطع الطريق على موسكو، وقد يكون القرار 2170 الذي يتيح للدول محاربة الارهاب قاعدة يستند اليها في المواجهة على الارض السورية.
وتضع الاوساط الفرنسية النشاط المرتفع الوتيرة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند منذ زيارته بغداد في خانتين، الأولى تتعلق بوضعه الداخلي ووضع حزبه بعد جملة الاخفاقات والفضائح التي لاحقته، ومحاولته الخروج من أزماته الداخلية بالانخراط الواسع في أزمات خارج حدود الدولة، والثانية تكمن في البحث الفرنسي الدائم عن دور مركزي في منطقة الشرق الاوسط. وعلى هذا الاساس عُلم أن الاليزيه مستاء من "تهميش" الاميركيين مرة جديدة الدور الفرنسي، "اذ وضعوا استراتيجية المواجهة في الشرق الاوسط من دون استشارة أقرب الحلفاء". ففرنسا التي أرادت "دوراً قيادياً" من خلال نيتها رسم استراتيجيتها الخاصة في الحرب على الارهاب ابتداء من عملية تحديد استخباراتها الخاصة الاهداف العسكرية وصولا الى تنفيذ الغارات، مضطرة الى الاكتفاء بدور هامشي و"بحسب الطلب الاميركي" بحيث ستشن غارات جوية على مواقع تحدها الاستخبارات الاميركية، وانطلاقا من هذا الواقع تتوقع المصادر الفرنسية ألا تحرك باريس أي قوة اضافية الى المنطقة وستكتفي فقط بطائراتها "الرافال" الست الموجودة دائما في قاعدة فرنسية في دولة الامارات العربية المتحدة.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة