التحالف الذي يتخذ مواجهة "داعش" شعاراً له يأمل تعزيز نفوذ الحلف الأطلسي في المحيط الروسي والشرق الأوسط، لكنه يفتح الباب أمام صعود حلفٍ في مواجهته.

التحالف ضد داعش يحاول تعزيز نفوذ حلف الأطلسي في المنطقة

كان لافتاً تصريح مندوب بريطانيا الدائم في الحلف الأطلسي، بأن الحلف الذي يقترب من إنهاء مهمته القتالية في أفغانستان، عليه أن يتخذ وجهة قتالية جديدة.

لكن وجهته الجديدة، لم ترتق إلى مستوى الاستراتيجية، باعتراف معظم خبرائه في مؤتمر "ويلز" الأخير، فلا الحديث عن مواجهة "داعش" يتجاوز ردود الفعل المنظورة، ولا نوايا التمدد في المحيط الروسي، يستند إلى خطط ثابتة، كما تبين من تراجع الأطلسي عن ضم أوكرانيا، وحتى عن تسليحها، أو عن إرسال مستشارين.

بينما يفقد الحلف إحدى أهم ركائزه القتالية، وهي قدرته على الغزو البري واحتلال الأرض، يحاول خوض حروب بالوكالة، فيما يسميه الاعتماد على قوى محلية، بحسب ما نتج عن تحالف واشنطن في جدة.

لكن هذا التحالف، يغرق في تنازعات على المستوى الإقليمي، بين المحور السعودي والمحور التركي. وهي تنازعات تبدو أشد مما تظن الإدارة الأميركية أنه مخاطر تجمع المحورين في تحالف موحد.

هذا الحلف الافتراضي الذي يصر على التوسع، بوجهة قتالية تفتقد إلى القوة المتكاملة، يفتح الباب واسعاً أمام صعود حلف في مواجهته، أكثر تماسكاً، وأوسع أفقاً.

من أوراسيا إلى باب المندب، تتفوق نواة هذا الحلف بين روسيا وإيران، على الحلف الأطلسي، بأنها لا ترد على التردي السياسي، بحلول أمنية. بل تفسح المجال لأشكال متعددة من التعاون الاقتصادي والأمني والسياسي.

نحو هذا الأفق المفتوح تتجه مجموعة البريكس، أو مجموعة شنغهاي، بالرغم من أنها تضم دولاً كالهند وباكستان، على مسافة قريبة من واشنطن وأوروبا.

بموازة هذا الانفتاح، تحظى روسيا وإيران بقدرات عسكرية رادعة، لوحت بها روسيا، بشأن احتمال تغيير العقيدة النووية، إذا أصر الأطلسي على توسيع المغامرة.

في مواجهة تحالف الاطلسي، يتسع فضاء النواة الروسية - الإيرانية نحو سوريا والعراق وربما مصر وغيرها، والشيء بالشيء يذكر.

  • فريق ماسة
  • 2014-09-12
  • 10974
  • من الأرشيف

التحالف ضد داعش يسعى لتعزيز نفوذ حلف الناتو.. ولكن هل ينحج؟

التحالف الذي يتخذ مواجهة "داعش" شعاراً له يأمل تعزيز نفوذ الحلف الأطلسي في المحيط الروسي والشرق الأوسط، لكنه يفتح الباب أمام صعود حلفٍ في مواجهته. التحالف ضد داعش يحاول تعزيز نفوذ حلف الأطلسي في المنطقة كان لافتاً تصريح مندوب بريطانيا الدائم في الحلف الأطلسي، بأن الحلف الذي يقترب من إنهاء مهمته القتالية في أفغانستان، عليه أن يتخذ وجهة قتالية جديدة. لكن وجهته الجديدة، لم ترتق إلى مستوى الاستراتيجية، باعتراف معظم خبرائه في مؤتمر "ويلز" الأخير، فلا الحديث عن مواجهة "داعش" يتجاوز ردود الفعل المنظورة، ولا نوايا التمدد في المحيط الروسي، يستند إلى خطط ثابتة، كما تبين من تراجع الأطلسي عن ضم أوكرانيا، وحتى عن تسليحها، أو عن إرسال مستشارين. بينما يفقد الحلف إحدى أهم ركائزه القتالية، وهي قدرته على الغزو البري واحتلال الأرض، يحاول خوض حروب بالوكالة، فيما يسميه الاعتماد على قوى محلية، بحسب ما نتج عن تحالف واشنطن في جدة. لكن هذا التحالف، يغرق في تنازعات على المستوى الإقليمي، بين المحور السعودي والمحور التركي. وهي تنازعات تبدو أشد مما تظن الإدارة الأميركية أنه مخاطر تجمع المحورين في تحالف موحد. هذا الحلف الافتراضي الذي يصر على التوسع، بوجهة قتالية تفتقد إلى القوة المتكاملة، يفتح الباب واسعاً أمام صعود حلف في مواجهته، أكثر تماسكاً، وأوسع أفقاً. من أوراسيا إلى باب المندب، تتفوق نواة هذا الحلف بين روسيا وإيران، على الحلف الأطلسي، بأنها لا ترد على التردي السياسي، بحلول أمنية. بل تفسح المجال لأشكال متعددة من التعاون الاقتصادي والأمني والسياسي. نحو هذا الأفق المفتوح تتجه مجموعة البريكس، أو مجموعة شنغهاي، بالرغم من أنها تضم دولاً كالهند وباكستان، على مسافة قريبة من واشنطن وأوروبا. بموازة هذا الانفتاح، تحظى روسيا وإيران بقدرات عسكرية رادعة، لوحت بها روسيا، بشأن احتمال تغيير العقيدة النووية، إذا أصر الأطلسي على توسيع المغامرة. في مواجهة تحالف الاطلسي، يتسع فضاء النواة الروسية - الإيرانية نحو سوريا والعراق وربما مصر وغيرها، والشيء بالشيء يذكر.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة