تكشف سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان أنجيلينا إيخهورست أنه خلال زيارتها الأخيرة لبروكسل، تلقت سيلا من الأسئلة من قيادة الاتحاد، حول قدرة لبنان على الاستمرار كوطن ودولة في ظل وجود هذا العدد الكبير من النازحين السوريين. وتشدد على ضرورة ألا تقتصر الخدمات والمساعدات على السوريين، وإنما أن تشمل أيضا اللبنانيين الذين باتوا يعانون أزمات كبرى على هذا الصعيد.

وترى إيخهورست أنه «لا يمكن مواجهة الارهاب والتطرف بالأمن فقط، وإنما بإقامة شبكة أمان إنمائية اجتماعية واقتصادية تساعد على إيجاد فرص العمل ومعالجة الفقر»، لافتة الانتباه الى أن «الاتحاد الأوروبي يقوم بواجباته في مساعدة النازحين، لكن اللبنانيين أيضا يحتاجون الى مساعدات».

إيخهورست التي زارت بعد ظهر أمس مكتب «السفير» في طرابلس، أكدت أن «هناك وضعا ضاغطا جدا في لبنان ناتجا من وجود اللاجئين، ولا بد من إيجاد حلول سياسية واقتصادية واجتماعية، وهذا يأتي من خلال الشعور بالمسؤولية بهذا الوضع».

وتقول إيخهورست لـ«السفير»: «إن الحل بالنسبة للاجئين هو أن تتوقف الحرب في سوريا، وأن يعودوا الى بلدهم. هناك بلد اسمه سوريا ولا بد من أن يعود السوريون إليه»، مشددة على ضرورة «أن تكون المسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف، من خلال توحيد الرؤية والهدف»، داعية القيادات اللبنانية الى تحمل المسؤولية ووضع استراتيجيا للمساعدة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي «الذي يأخذ هذه المسؤولية على عاتقه، تمهيدا لعودة اللاجئين الى بلادهم، إضافة الى توفير فرص العمل والتعليم والتنمية الاقتصادية للبنانيين، وخصوصا في شمال لبنان وطرابلس».

وترى إيخهورست أن التحديات الجديدة ساهمت في تغيير الصورة في المنطقة ككل، واعتبرت أن الارهاب تحول الى «بزنس» أو تجارة، «حيث تقوم جهات بدفع الأموال الى الشباب ليقتلوا جهات أخرى، وهنا لا بد من أن يكون رد الفعل حازما وقويا وواضحا، فلا يمكن لأي بلد أن يواجه الارهاب أو التطرف إلا بالوحدة الوطنية بين كل الأطراف السياسية، وترك كل الأمور الخلافية جانبا لأن وجود الوطن وأمنه يبقى الأهم».

تضيف: «ما يحصل في عرسال لا تتم مواجهته إلا بمزيد من الثقة الوطنية بالحكومة والجيش اللبناني، وهما عليهما أن يتوليا التصدي لما يحصل في عرسال، وأفهم شعور الناس، لكن يجب على كل الأطراف الأخرى أن تتحمل مسؤولياتها».

وترى إيخهورست أن هناك تحديات كبيرة يشهدها لبنان، «ولا يمكن مواجهة هذه التحديات إلا بانتظام المؤسسات، وفي مقدمة ذلك انتخاب رئيس للجمهورية بشكل سريع، وأن يحصل اتفاق بين اللبنانيين على رئيس جديد، وهذا ضروري جدا».

وتقول: «نحن لا نتحدث عن أشخاص، ولا ندعم أي مرشح، بل نحن ندعم لبنان والدولة اللبنانية والشعب اللبناني، وهذه الدولة يجب أن يكون لها رئيس».

وعن طرابلس تقول إيخهورست: «نحن نهتم جدا بطرابلس، ونسمع الشائعات التي تروج عنها، وكنت أتوقع أن تشهد طرابلس حركة جدية للتطوير، ولغاية اليوم ليس واضحا أن الأمور تتجه نحو التحسن، وأعتقد أن طرابلس يجب أن تكون أولوية بالنسبة للحكومة والدولة عموما، وهي كانت لديها إمكانات كبيرة، وعلى قياداتها أن تعمل على إعادة إظهار هذه الامكانات واستثمارها لمصلحة النهوض بالمدينة».

في رأي ايخهورست «أن أي خطة أمنية في طرابلس يجب أن ترتبط بخطة إنمائية واضحة وسريعة تواجه الفقر وتؤمن فرص عمل للجيل الجديد، لأنه من دون إنماء سيفقد الطرابلسيون الأمل، وأعتقد أنه لا يكفي الحل الأمني في طرابلس، إنما الحل يبقى إنمائيا، وفي الخلاصة فان طرابلس تحتاج الى الانماء اليوم قبل الغد، لأن الأمور يبدو أنها تزداد سوءا، في ظل الحاجات الكبيرة».

وفي قضية مخيم البارد، شددت إيخهورست على ضرورة استكمال إعادة الاعمار في مخيم نهر البارد، «هناك خمسة آلاف عائلة شردت في العام 2007 بعدما خسرت منازلها، وقد عاد 1500 عائلة الى منازلهم، والاتحاد الأوروبي ساهم باعادة الاعمار وبعودة هذه الأسر». وتقول: «نحن نعطي للاجئ الفلسطيني الموجود في لبنان، في نهر البارد وسائر المخيمات الأولوية، لكن لم ننس القضية الفلسطينية التي تسببت بمشاكل كثيرة في الشرق الأوسط، والفلسطينيون لديهم حق في الدولة، وما دام لا يوجد دولة حقيقية لديهم الحق في الخدمات في البلاد التي يقيمون فيها في لبنان وسوريا والأردن، ولديهم الحق في التعليم والطبابة والعمل أيضا والحياة بكرامة».

وأعربت عن اعتقادها أن «مخيم البارد يشهد تطورا ملحوظا، لكن الحاجة كبيرة جدا، ويجب على الممولين والاتحاد الأوروبي أن يستمروا في تقديم المساعدات، خصوصا بعدما لمسنا زيادة كبيرة في عدد اللاجئين نتيجة قدوم اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من سوريا، وشاهدنا الحاجة الكبيرة للمــساعدات، وليــس أيضا في البارد وإنما في مخيمات عين الحلوة وبرج البراجنة وكل المخيمات الموجودة».

  • فريق ماسة
  • 2014-09-11
  • 10681
  • من الأرشيف

سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان: الإرهاب تحول إلى بزنس

تكشف سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان أنجيلينا إيخهورست أنه خلال زيارتها الأخيرة لبروكسل، تلقت سيلا من الأسئلة من قيادة الاتحاد، حول قدرة لبنان على الاستمرار كوطن ودولة في ظل وجود هذا العدد الكبير من النازحين السوريين. وتشدد على ضرورة ألا تقتصر الخدمات والمساعدات على السوريين، وإنما أن تشمل أيضا اللبنانيين الذين باتوا يعانون أزمات كبرى على هذا الصعيد. وترى إيخهورست أنه «لا يمكن مواجهة الارهاب والتطرف بالأمن فقط، وإنما بإقامة شبكة أمان إنمائية اجتماعية واقتصادية تساعد على إيجاد فرص العمل ومعالجة الفقر»، لافتة الانتباه الى أن «الاتحاد الأوروبي يقوم بواجباته في مساعدة النازحين، لكن اللبنانيين أيضا يحتاجون الى مساعدات». إيخهورست التي زارت بعد ظهر أمس مكتب «السفير» في طرابلس، أكدت أن «هناك وضعا ضاغطا جدا في لبنان ناتجا من وجود اللاجئين، ولا بد من إيجاد حلول سياسية واقتصادية واجتماعية، وهذا يأتي من خلال الشعور بالمسؤولية بهذا الوضع». وتقول إيخهورست لـ«السفير»: «إن الحل بالنسبة للاجئين هو أن تتوقف الحرب في سوريا، وأن يعودوا الى بلدهم. هناك بلد اسمه سوريا ولا بد من أن يعود السوريون إليه»، مشددة على ضرورة «أن تكون المسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف، من خلال توحيد الرؤية والهدف»، داعية القيادات اللبنانية الى تحمل المسؤولية ووضع استراتيجيا للمساعدة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي «الذي يأخذ هذه المسؤولية على عاتقه، تمهيدا لعودة اللاجئين الى بلادهم، إضافة الى توفير فرص العمل والتعليم والتنمية الاقتصادية للبنانيين، وخصوصا في شمال لبنان وطرابلس». وترى إيخهورست أن التحديات الجديدة ساهمت في تغيير الصورة في المنطقة ككل، واعتبرت أن الارهاب تحول الى «بزنس» أو تجارة، «حيث تقوم جهات بدفع الأموال الى الشباب ليقتلوا جهات أخرى، وهنا لا بد من أن يكون رد الفعل حازما وقويا وواضحا، فلا يمكن لأي بلد أن يواجه الارهاب أو التطرف إلا بالوحدة الوطنية بين كل الأطراف السياسية، وترك كل الأمور الخلافية جانبا لأن وجود الوطن وأمنه يبقى الأهم». تضيف: «ما يحصل في عرسال لا تتم مواجهته إلا بمزيد من الثقة الوطنية بالحكومة والجيش اللبناني، وهما عليهما أن يتوليا التصدي لما يحصل في عرسال، وأفهم شعور الناس، لكن يجب على كل الأطراف الأخرى أن تتحمل مسؤولياتها». وترى إيخهورست أن هناك تحديات كبيرة يشهدها لبنان، «ولا يمكن مواجهة هذه التحديات إلا بانتظام المؤسسات، وفي مقدمة ذلك انتخاب رئيس للجمهورية بشكل سريع، وأن يحصل اتفاق بين اللبنانيين على رئيس جديد، وهذا ضروري جدا». وتقول: «نحن لا نتحدث عن أشخاص، ولا ندعم أي مرشح، بل نحن ندعم لبنان والدولة اللبنانية والشعب اللبناني، وهذه الدولة يجب أن يكون لها رئيس». وعن طرابلس تقول إيخهورست: «نحن نهتم جدا بطرابلس، ونسمع الشائعات التي تروج عنها، وكنت أتوقع أن تشهد طرابلس حركة جدية للتطوير، ولغاية اليوم ليس واضحا أن الأمور تتجه نحو التحسن، وأعتقد أن طرابلس يجب أن تكون أولوية بالنسبة للحكومة والدولة عموما، وهي كانت لديها إمكانات كبيرة، وعلى قياداتها أن تعمل على إعادة إظهار هذه الامكانات واستثمارها لمصلحة النهوض بالمدينة». في رأي ايخهورست «أن أي خطة أمنية في طرابلس يجب أن ترتبط بخطة إنمائية واضحة وسريعة تواجه الفقر وتؤمن فرص عمل للجيل الجديد، لأنه من دون إنماء سيفقد الطرابلسيون الأمل، وأعتقد أنه لا يكفي الحل الأمني في طرابلس، إنما الحل يبقى إنمائيا، وفي الخلاصة فان طرابلس تحتاج الى الانماء اليوم قبل الغد، لأن الأمور يبدو أنها تزداد سوءا، في ظل الحاجات الكبيرة». وفي قضية مخيم البارد، شددت إيخهورست على ضرورة استكمال إعادة الاعمار في مخيم نهر البارد، «هناك خمسة آلاف عائلة شردت في العام 2007 بعدما خسرت منازلها، وقد عاد 1500 عائلة الى منازلهم، والاتحاد الأوروبي ساهم باعادة الاعمار وبعودة هذه الأسر». وتقول: «نحن نعطي للاجئ الفلسطيني الموجود في لبنان، في نهر البارد وسائر المخيمات الأولوية، لكن لم ننس القضية الفلسطينية التي تسببت بمشاكل كثيرة في الشرق الأوسط، والفلسطينيون لديهم حق في الدولة، وما دام لا يوجد دولة حقيقية لديهم الحق في الخدمات في البلاد التي يقيمون فيها في لبنان وسوريا والأردن، ولديهم الحق في التعليم والطبابة والعمل أيضا والحياة بكرامة». وأعربت عن اعتقادها أن «مخيم البارد يشهد تطورا ملحوظا، لكن الحاجة كبيرة جدا، ويجب على الممولين والاتحاد الأوروبي أن يستمروا في تقديم المساعدات، خصوصا بعدما لمسنا زيادة كبيرة في عدد اللاجئين نتيجة قدوم اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من سوريا، وشاهدنا الحاجة الكبيرة للمــساعدات، وليــس أيضا في البارد وإنما في مخيمات عين الحلوة وبرج البراجنة وكل المخيمات الموجودة».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة