نشرت صحيفة «ذي وول ستريت جورنال»، أول من أمس، مقالاً يتضمّن تفاصيل «رسمية» حول الإعداد لعملية إنقاذ الصحافيين الأميركيين اللذين ذبحتهما «داعش» أخيراً، وحول تنفيذها وأسباب فشلها. المقال يتوسّع في سرد المعلومات الخاصة عن كيفية تخطيط «البنتاغون» لعملية الانقاذ، لكنه يذكر أيضاً بعض الأسباب اللافتة وراء فشلها.

 «وول ستريت» تعيد أسباب الفشل الى «ثغر استخبارية» تسببت بها «رؤية محدودة على الداخل السوري وعلى منطقة السجن حيث احتجزت داعش المخطوفين الأميركيين». وكشف «مسؤولون أميركيون» للصحيفة أنّ «البنتاغون قدّم إلى الإدارة قبل أسابيع من تنفيذ الهجوم خطّة لتنفيذ طلعات تجسسية جوية فوق المواقع التي كان يعتقد أنها تؤوي المخطوفين، لكنه سرعان ما سحبها لعلمه بأن البيت الأبيض سيرفضها»، لكن مصادر رسمية في الإدارة تقول إنّ «الطلب الوحيد الذي أرسله البنتاغون لتنفيذ طلعات جوية جاء قبل تنفيذ المهمة مباشرة».

الصحيفة تكشف رمي كل طرف المسؤولية على الآخر، وأن قرار الطلعات الجوية أُسقط لأن «الرئيس (باراك أوباما) لا يريد أن يفعل ذلك»، لأنه «لا يريد أن تجرّه خطوة اختراق المجال الجوي السوري للمشاركة في الحرب  السورية»، لكن إقدام «داعش» على ذبح الصحافي جيمس فولي بعد فشل مهمة الإنقاذ «غيّرت الحسابات على نحو كبير وسريع»، يكشف مسؤول أميركي للصحيفة، مضيفاً أن «أوباما بعدها قرر السماح بتنفيذ طلعات جوية تجسسية فوق الأراضي السورية... والطائرات من دون طيار تحلّق الآن فوق سوريا لتكشف أهدافاً بغية ضربها ورصد أماكن وجود المخطوفين الباقين».

تفصيل لافت آخر، يذكره مقال الصحيفة الأميركية من بين الأسباب التي أسهمت في إفشال مهمة الانقاذ، وهو رفض تركيا طلباً أميركياً لتنفيذ الهجوم انطلاقاً من أراضيها القريبة من الهدف في الرقّة. مصادر الصحيفة تقول إن «الأتراك أبدوا حذراً تجاه الطلب الأميركي بسبب قلقهم على المخطوفين الأتراك المحتجزين»، لكن مصدراً تركياً رسمياً رفيعاً نفى للصحيفة أن «تكون أنقرة قد تلقّت أي طلب أميركي في شأن استخدام قاعدة على أراضيها». ما اضطر واشنطن في نهاية الأمر الى تنفيذ الهجوم انطلاقاً من «دولة اخرى مجاورة»، لكن بعيدة أكثر عن الرقّة. تلك الدولة اشترطت على واشنطن أن تبقى هويتها سرية، بحسب الصحيفة.

وفي تفاصيل العملية كشف المقال أن عشرات من أفراد القوات الخاصة الأميركية «دلتا فورس» هبطوا داخل منشأة لتخزين النفط شرق سوريا مطلع تموز الماضي، في مهمة ترمي إلى تحييد المقاتلين والعثور على فولي وسوتلوف وغيرهما من الرهائن المحتجزين لدى «داعش» في الرقّة، ثم الخروج بهم بأمان خارج سوريا خلال 20 دقيقة، لكن الوحدة القتالية عادت عقب مرور أكثر من ساعة على الوقت المحدد إلى مكان انطلاقها خارج سوريا خالية الوفاض.

وقالت «وول ستريت» إن أحد النماذج الشبيهة لعملية الانقاذ هذه كان مهمة قتل أسامة بن لادن عام 2011 في باكستان، حيث جرى اختيار التوقيت ذاته، أي خلال أحلك الليالي القمرية لتسهيل مهمة المغيرين. لكن مهمة الانقاذ، التي كانت «أوّل تدخل عسكري مباشر معلن» منذ اندلاع الحرب، مثلت في نواح كثيرة «مقامرة تجاوزت بكثير مهمة باكستان» وفقاً لمسؤولين حكوميين وعسكريين أميركيين.

وفي التفاصيل المنشورة أيضاً أن فريق نخبة «دلتا فورس» تلقى تدريبات على مدى أسابيع داخل إحدى القواعد الأميركية في ولاية نورث كارولينا قبل تنفيذ المهمة الفاشلة.

  • فريق ماسة
  • 2014-09-07
  • 11301
  • من الأرشيف

«دلتا فورس» في سوريا: فشلنا يا أوباما

نشرت صحيفة «ذي وول ستريت جورنال»، أول من أمس، مقالاً يتضمّن تفاصيل «رسمية» حول الإعداد لعملية إنقاذ الصحافيين الأميركيين اللذين ذبحتهما «داعش» أخيراً، وحول تنفيذها وأسباب فشلها. المقال يتوسّع في سرد المعلومات الخاصة عن كيفية تخطيط «البنتاغون» لعملية الانقاذ، لكنه يذكر أيضاً بعض الأسباب اللافتة وراء فشلها.  «وول ستريت» تعيد أسباب الفشل الى «ثغر استخبارية» تسببت بها «رؤية محدودة على الداخل السوري وعلى منطقة السجن حيث احتجزت داعش المخطوفين الأميركيين». وكشف «مسؤولون أميركيون» للصحيفة أنّ «البنتاغون قدّم إلى الإدارة قبل أسابيع من تنفيذ الهجوم خطّة لتنفيذ طلعات تجسسية جوية فوق المواقع التي كان يعتقد أنها تؤوي المخطوفين، لكنه سرعان ما سحبها لعلمه بأن البيت الأبيض سيرفضها»، لكن مصادر رسمية في الإدارة تقول إنّ «الطلب الوحيد الذي أرسله البنتاغون لتنفيذ طلعات جوية جاء قبل تنفيذ المهمة مباشرة». الصحيفة تكشف رمي كل طرف المسؤولية على الآخر، وأن قرار الطلعات الجوية أُسقط لأن «الرئيس (باراك أوباما) لا يريد أن يفعل ذلك»، لأنه «لا يريد أن تجرّه خطوة اختراق المجال الجوي السوري للمشاركة في الحرب  السورية»، لكن إقدام «داعش» على ذبح الصحافي جيمس فولي بعد فشل مهمة الإنقاذ «غيّرت الحسابات على نحو كبير وسريع»، يكشف مسؤول أميركي للصحيفة، مضيفاً أن «أوباما بعدها قرر السماح بتنفيذ طلعات جوية تجسسية فوق الأراضي السورية... والطائرات من دون طيار تحلّق الآن فوق سوريا لتكشف أهدافاً بغية ضربها ورصد أماكن وجود المخطوفين الباقين». تفصيل لافت آخر، يذكره مقال الصحيفة الأميركية من بين الأسباب التي أسهمت في إفشال مهمة الانقاذ، وهو رفض تركيا طلباً أميركياً لتنفيذ الهجوم انطلاقاً من أراضيها القريبة من الهدف في الرقّة. مصادر الصحيفة تقول إن «الأتراك أبدوا حذراً تجاه الطلب الأميركي بسبب قلقهم على المخطوفين الأتراك المحتجزين»، لكن مصدراً تركياً رسمياً رفيعاً نفى للصحيفة أن «تكون أنقرة قد تلقّت أي طلب أميركي في شأن استخدام قاعدة على أراضيها». ما اضطر واشنطن في نهاية الأمر الى تنفيذ الهجوم انطلاقاً من «دولة اخرى مجاورة»، لكن بعيدة أكثر عن الرقّة. تلك الدولة اشترطت على واشنطن أن تبقى هويتها سرية، بحسب الصحيفة. وفي تفاصيل العملية كشف المقال أن عشرات من أفراد القوات الخاصة الأميركية «دلتا فورس» هبطوا داخل منشأة لتخزين النفط شرق سوريا مطلع تموز الماضي، في مهمة ترمي إلى تحييد المقاتلين والعثور على فولي وسوتلوف وغيرهما من الرهائن المحتجزين لدى «داعش» في الرقّة، ثم الخروج بهم بأمان خارج سوريا خلال 20 دقيقة، لكن الوحدة القتالية عادت عقب مرور أكثر من ساعة على الوقت المحدد إلى مكان انطلاقها خارج سوريا خالية الوفاض. وقالت «وول ستريت» إن أحد النماذج الشبيهة لعملية الانقاذ هذه كان مهمة قتل أسامة بن لادن عام 2011 في باكستان، حيث جرى اختيار التوقيت ذاته، أي خلال أحلك الليالي القمرية لتسهيل مهمة المغيرين. لكن مهمة الانقاذ، التي كانت «أوّل تدخل عسكري مباشر معلن» منذ اندلاع الحرب، مثلت في نواح كثيرة «مقامرة تجاوزت بكثير مهمة باكستان» وفقاً لمسؤولين حكوميين وعسكريين أميركيين. وفي التفاصيل المنشورة أيضاً أن فريق نخبة «دلتا فورس» تلقى تدريبات على مدى أسابيع داخل إحدى القواعد الأميركية في ولاية نورث كارولينا قبل تنفيذ المهمة الفاشلة.

المصدر : الماسة السورية/ الأخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة