دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تملّص الرئيس الاميركي باراك اوباما بكلام ديبلوماسي من الاشكالية المطروحة امامه حول كيفية مواجهة تنظيم «داعش» في سوريا بما قد يمثل خدمة غير مباشرة للنظام في دمشق، قائلا ان الرئيس السوري بشار الاسد لا يملك القدرة اساسا على الوصول الى المناطق التي يسيطر عليها «داعش» في الشرق السوري، وهو ما قد يحرر اوباما من اية قيود او انتقادات سياسية من شأنها عرقلة خياره بمهاجمة مواقع «الدولة الاسلامية» في العراق وسوريا، مشيرا الى انه سيعتمد ايضا على القوى السنية في المنطقة، فاتحا الباب امام امكانية تشكيل «صحوات» في سوريا، عبر حديثه عن دعم «المجموعات السنية المعتدلة».
في هذا الوقت، شنت الطائرات السورية غارات على مقر لـ«داعش» في مدينة موحسن في الريف الشرقي لمدينة دير الزور، حيث كان يعقد اجتماع لقياديين من التنظيم، بينهم العميد المتقاعد سكر الأحمد، الذي كان «القائد العسكري لغرفة عمليات مطار دير الزور التابعة للمجلس العسكري»، وبايع «داعش» قبل أسابيع.
وفي القنيطرة، احتجز عناصر من «جبهة النصرة» 43 جنديا من قوات حفظ السلام الدولية في الجولان السوري المحتل (الاندوف) وحاصروا 81 عنصرا، فيما اشتعلت جبهة جوبر في دمشق مع إطلاق الجيش السوري عملية عسكرية واسعة في البلدة على غرار ما حدث في المليحة قبل أسبوعين.
وذكرت وكالة الأنباء السورية - «سانا» أن القوات السورية أطلقت عملية عسكرية ضخمة في جوبر وقرى وبلدات في الغوطة الشرقية ومناطق أخرى في ريف دمشق. وأضافت «تم تنفيذ سلسلة من العمليات المكثفة، تركزت في الجهتين الشمالية الشرقية والشرقية ومن جهة دوار المناشر في جوبر، محققة تقدما ملحوظا بعد تدمير أوكار ومقرات للإرهابيين وإيقاع العديد منهم قتلى ومصابين، ترافقت مع عمليات أخرى مماثلة على محور عربين وزملكا ووادي عين ترما».
وأعلن البيت الأبيض أن أوباما التقى كبار مستشاري الأمن القومي لبحث التحدي الذي يشكله «داعش» والوضع في العراق وسوريا. وعقد أوباما اجتماعا مع نائبه جو بايدن وأعضاء مجلس الأمن القومي. ويأتي الاجتماع في الوقت الذي بدأت فيه الطوافات والطائرات الأميركية من دون طيار بطلعات فوق سوريا، استعداداً لإصدار أوباما أمراً بش غارات على مواقع «داعش».
وأعلن أوباما، في مؤتمر صحافي قبل الاجتماع، انه لم يتم حتى الآن تحديد إستراتيجية للتدخل في سوريا، لكنه أشار إلى انه طلب من وزير الدفاع تشاك هايغل إعداد مجموعة من الخيارات لمواجهة «داعش»، مؤكدا انه سيكون هناك «جانب عسكري» للإستراتيجية في مواجهة التنظيم.
واعتبر ان «كسر شوكة الدولة الإسلامية على المدى الطويل يتطلب إستراتيجية إقليمية بالتعاون مع السنة في العراق وسوريا»، موضحا انه طلب من وزير الخارجية جون كيري التوجه للشرق الأوسط للمساعدة في بناء تحالف ضد «داعش».
وردا على سؤال حول كيفية مواجهة «داعش» في سوريا من دون التعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان اعتبر الرئيس الأميركي انه فقد «الشرعية»، قال أوباما إن «حلقة العنف في سوريا منحت ملاذا آمنا للدولة الإسلامية، وبغية تقييم قوة التنظيم فان علينا التحدث مع العشائر السنية». وأضاف «الأولوية حاليا هي التأكد من ان الغنائم التي أخذها داعش من العراق يجب أن تزول».
وأضاف «الأسد لا يملك القدرة على الدخول إلى مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، لذلك فانه ليس علينا أن نختار بين الأسد والدولة الإسلامية»، وتابع «سنواصل دعمنا للمجموعات السنية المعتدلة في سوريا». واعتبر ان مواجهة «داعش» تحتاج الى إستراتيجية إقليمية، مضيفا انه «لا يملك إيديولوجية غير العنف والفوضى».
وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن واشنطن تكثف مساعيها لتجنيد شركاء للقيام بعمل عسكري مشترك ضد مقاتلي «داعش» في العراق وسوريا. وأضافوا إن بريطانيا واستراليا مرشحتان محتملتان، فيما بدأ مسؤول فرنسي زيارة إلى واشنطن لبحث هذا الأمر. وكانت ألمانيا أعلنت أنها تجري محادثات مع الولايات المتحدة وشركاء دوليين آخرين بشأن عمل عسكري محتمل ضد «داعش»، لكنها أوضحت أنها لن تشارك فيه.
وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة قد تتحرك بمفردها إذا دعت الضرورة ضد «داعش». وكان مسؤولون في البيت الأبيض عقدوا اجتماعا قبل أيام لبحث إستراتيجية توسيع الهجوم على «الدولة الإسلامية»، بما في ذلك إمكانية شن ضربات جوية على معاقله في سوريا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بيساكي «نعمل مع شركائنا، ونسأل كيف سيكون بمقدورهم المساهمة. ثمة عدة وسائل للمساهمة: إنسانية وعسكرية ومخابراتية وديبلوماسية».
وأعلنت متحدثة باسم الحكومة البريطانية أن لندن لم تتلق أي طلب من الولايات المتحدة بخصوص شن غارات جوية. وقالت «هذا الأمر ليس موضع مناقشة في الوقت الراهن. مازال تركيزنا هو دعم حكومة العراق والقوات الكردية حتى يمكنهما مواجهة الخطر الذي تمثله الدولة الإسلامية».
ويأمل المسؤولون الأميركيون أن يؤدي النجاح النسبي للمساعدات الإنسانية والضربات التي نفذت في الآونة الأخيرة على مواقع «داعش» في العراق إلى تبديد مخاوف الحلفاء من دعم أي عمل عسكري جديد.
وقال مسؤولان أميركيان إن المحادثات شملت عددا كبير من الدول، غالبيتها متحمسة لإضعاف «الدولة الإسلامية» لكن من دون المشاركة في عمل عسكري. وتتضمن هذه المجموعة تركيا والسعودية والإمارات وقطر والأردن وبريطانيا وفرنسا واستراليا وألمانيا.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست إن أوباما قد يدعو إلى اجتماع لمجلس الأمن في أيلول المقبل لبحث موضوع مواجهة التهديد الذي يمثله الأجانب العائدون من سوريا على دولهم. وتخطط باريس لعقد مؤتمر آخر، قد يجمع دولا غربية وعربية، لتنسيق الجهود ضد «الدولة الإسلامية». وقال ديبلوماسي «الهدف هو الوصول إلى رؤية شاملة حول كيفية التعامل معه (داعش) في العراق وسوريا».
إلى ذلك، رفض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أي تعاون مع السلطات السورية. وقال، في خطاب خلال الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين في باريس، إن «النزاع (السوري) امتد إلى العراق، البلد الذي يعاني أساساً من الانقسامات والنزاعات الدينية وانعدام الاستقرار، ودخل الدولة الإسلامية من هذه الثغرة، لان الإرهاب يتغذى دائما من الفوضى».
وشدد على انه «من الضروري تشكيل تحالف واسع، لكن لتكن الأمور واضحة: (الرئيس) بشار الأسد لا يمكن أن يكون شريكا في مكافحة الإرهاب، فهو الحليف الموضوعي للجهاديين». وكرر عزمه على عقد مؤتمر دولي لتنسيق التحرك الدولي ضد «داعش».
المصدر :
السفير
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة