لا أرى سببا يدفعني للإعتقاد بأن شريط الفيديو الذي بثته محطة «أخبار الآن» حول تسالي بعض الداعشيين في دير الزور بقطع رؤوس بعض المواطنين السوريين بإعتبارهم مرتدين وكفارا لا ينطوي على أي «فبركة»، خصوصا وأن المذيعة جهزتنا كملتقين مسبقا لعملية مونتاج خصمت المشاهد الأكثر إيلاما.

يلهو القوم ويتمازحون حسب الشريط وهم يتلاعبون برؤوس «أينعت» وتم قطفها بجرائم إرتكبت بدون محاكمة وأمام الكاميرا ويقف بكل صلافة وبلهجة خليجية رجل وهو يقول للذبيح «أخي.. أنت ستذبح».

عملية قطع رأس أي إنسان همجية ووحشية ولا يمكن تبريرها في عالم اليوم، لكنها لا تقل بربرية عن قصف إسرائيل أو حكومة المالكي لبيت أو عمارة وهدمها على من فيها من أطفال وضعفاء ونساء.

وهي بالضرورة لا تقل همجية عن تلك المشاهد التي تختزلها ذاكرة العراقيين عن تصرفات الحراس الأمريكيين المخجلة في سجن «أبو غريب»، حيث تعذيب العراقيين «السنة» تحديدا وهم عراة وإجبار النساء على ممارسة الجنس بالأسلحة الرشاشة والإستمتاع بالكلاب وهي تلتهم لحوم آدمية وتخييط جريح بدون مخدر.

 كلنا ضحايا

 ليس الإسلام وليس المسلمين مسؤولون عن الوحشية والإرهاب والغلو «الداعشي» أو غير الداعشي، بل هم ضحاياه عندما يتعلق الأمر بجيشي إحتلال في فلسطين والعراق تخاصما عشرات المرات مع الحضارة والبشرية ومعهما تصرفات اللهو الخفي في النظام البوليسي السوري وما يحصل في الزنازين العربية.

إرهاب الدول التي تتصرف جيوشها تماما كما يتصرف المرتزقة هو المصنع الرئيسي للإرهاب… فليتفق العالم معنا على ذلك ثم نشاركه جميعا في معركة التصدي للإرهاب.

بالمقابل لا أرى سببا وجيها يدفعني لشراء روايته المفبركة التي يستند إليها المتعاطفون مع داعش وعدم تصديق الفظائع، التي ترتكب بإسم الإسلام والمسلمين وتحت يافطة «إعلاء كلمة ألله» في الوقت الذي لا تطلق فيه رصاصة واحدة على إسرائيل.

أغلب التقدير أنه لا دخان بلا نار، ومن الواضح أن التصرفات غير البشرية التي تصور بالفيديو بإسم تنظيمات داعش لا تجد من ينفيها ولا يرد عليها وقد وجهنا لبعض المراجع السلفية أسئلة محددة عبر وسيط فقيل لنا بانها أسئلة إستخبارية.

صمت الخليفة أبو بكر البغدادي والناطقين بإسمه ومراجع الحواضن الفكرية والإجتماعية على بعض التصرفات التي تسيء للإسلام والمسلمين مريب ويدفعنا لعدم تصديق روايات الفبركة… لذلك لم نعد نعرف من يفبرك ضد من؟!

  • فريق ماسة
  • 2014-08-24
  • 12955
  • من الأرشيف

داعش و«أخي… أنت ستذبح»: هل تذكرون سجن أبو غريب؟

لا أرى سببا يدفعني للإعتقاد بأن شريط الفيديو الذي بثته محطة «أخبار الآن» حول تسالي بعض الداعشيين في دير الزور بقطع رؤوس بعض المواطنين السوريين بإعتبارهم مرتدين وكفارا لا ينطوي على أي «فبركة»، خصوصا وأن المذيعة جهزتنا كملتقين مسبقا لعملية مونتاج خصمت المشاهد الأكثر إيلاما. يلهو القوم ويتمازحون حسب الشريط وهم يتلاعبون برؤوس «أينعت» وتم قطفها بجرائم إرتكبت بدون محاكمة وأمام الكاميرا ويقف بكل صلافة وبلهجة خليجية رجل وهو يقول للذبيح «أخي.. أنت ستذبح». عملية قطع رأس أي إنسان همجية ووحشية ولا يمكن تبريرها في عالم اليوم، لكنها لا تقل بربرية عن قصف إسرائيل أو حكومة المالكي لبيت أو عمارة وهدمها على من فيها من أطفال وضعفاء ونساء. وهي بالضرورة لا تقل همجية عن تلك المشاهد التي تختزلها ذاكرة العراقيين عن تصرفات الحراس الأمريكيين المخجلة في سجن «أبو غريب»، حيث تعذيب العراقيين «السنة» تحديدا وهم عراة وإجبار النساء على ممارسة الجنس بالأسلحة الرشاشة والإستمتاع بالكلاب وهي تلتهم لحوم آدمية وتخييط جريح بدون مخدر.  كلنا ضحايا  ليس الإسلام وليس المسلمين مسؤولون عن الوحشية والإرهاب والغلو «الداعشي» أو غير الداعشي، بل هم ضحاياه عندما يتعلق الأمر بجيشي إحتلال في فلسطين والعراق تخاصما عشرات المرات مع الحضارة والبشرية ومعهما تصرفات اللهو الخفي في النظام البوليسي السوري وما يحصل في الزنازين العربية. إرهاب الدول التي تتصرف جيوشها تماما كما يتصرف المرتزقة هو المصنع الرئيسي للإرهاب… فليتفق العالم معنا على ذلك ثم نشاركه جميعا في معركة التصدي للإرهاب. بالمقابل لا أرى سببا وجيها يدفعني لشراء روايته المفبركة التي يستند إليها المتعاطفون مع داعش وعدم تصديق الفظائع، التي ترتكب بإسم الإسلام والمسلمين وتحت يافطة «إعلاء كلمة ألله» في الوقت الذي لا تطلق فيه رصاصة واحدة على إسرائيل. أغلب التقدير أنه لا دخان بلا نار، ومن الواضح أن التصرفات غير البشرية التي تصور بالفيديو بإسم تنظيمات داعش لا تجد من ينفيها ولا يرد عليها وقد وجهنا لبعض المراجع السلفية أسئلة محددة عبر وسيط فقيل لنا بانها أسئلة إستخبارية. صمت الخليفة أبو بكر البغدادي والناطقين بإسمه ومراجع الحواضن الفكرية والإجتماعية على بعض التصرفات التي تسيء للإسلام والمسلمين مريب ويدفعنا لعدم تصديق روايات الفبركة… لذلك لم نعد نعرف من يفبرك ضد من؟!

المصدر : الماسة السورية/ بسام البدارين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة