تزخر دمشق التي تعتبر من أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان بالكثير من المعالم الأثرية إضافة الى الكثير من الكنوز والمتاحف ومن هذه المتاحف التاريخية "مركز الوثائق التاريخية " الذي اتخذ من بيت رئيس وزراء السوري الراحل خالد العظم والذي يقع في سوق ساروجة احد أحياء دمشق القديمة مقرا له.

ويعتبر مركز الوثائق التاريخية السوري الذي انشىء في الرابع من كانون الثاني عام 1959 بقرار وزير الثقافة والإرشاد في الجمهورية العربية المتحدة (سوريا ومصر) من أغنى المراكز التاريخية والتوثيقية في الوطن العربي حيث يضم خمسة ملايين وثيقة ومخطوطة يعود تاريخ أقدمها إلى أكثر من خمسة قرون وشملت مخطوطات ومطبوعات ووثائق متنوعة وصورا للملوك والزعماء العرب وصورا لسوريا في حقب مختلفة.

وقال مدير المركز الدكتور غسان أن المركز يضم سبعة أقسام رئيسية هي القسم العثماني ويحتوي على مجموعة سجلات المحاكم الشرعية لدمشق وحلب وحماة وحمص وسجل واحد لكل من غزة واللاذقية وفرمانات وأوامر سلطانية وسجلات المحاكم النظامية والدرنكار والطابو والتي تعطي صورة كاملة عن المجتمع السوري أثناء الحكم العثماني بجميع قضاياه الاجتماعية والسياسية والدينية والعسكرية، إضافة إلى سجلات المحاكم التجارية والسالنامة - الجريدة للدولة العثمانية.

وأضاف أن المركز يشتمل على قسم وثائق الدولة والذي يحتوي الوثائق الصادرة عن الحكومة السورية بمختلف مؤسساتها ومختلف المواضيع وذلك في الفترة بين 1920-1966 ومنها وثائق وزارت الدولة كالداخلية والزراعة والإعلام وغيرها بالإضافة إلى المراسيم الجمهورية والقرارات الوزارية ووثائق الأحزاب السياسية.

وتابع " يحتوى القسم أيضا وثائق من فترة الانتداب الفرنسي على سوريا إلى جانب الأعداد الكاملة للجريدة الرسمية منذ بداية صدورها في عام 1919 وحتى اليوم ويحوي سجلات المحاكم المختلطة باللغتين العربية والفرنسية".

وأشار إلى أن القسم الخاص للمركز يضم مجموعة من الأوراق والرسائل الخاصة لشخصيات سياسية ووطنية أدت دورا كبيرا في الحركة العربية وصراعها مع المستعمر إضافة إلى أوراق خاصة بالجمعيات والأحزاب السياسية الناشطة في سوريا وبعض الدول العربية وهذه الأوراق تقع في الفترة بين عامي 1910-1950.

وذكر أن القسم الصحفي للمركز يضم مجموعة من الصحف والجرائد التي تعود إلى فترات مختلفة تمتد من الفترة العثمانية حتى اليوم وباللغات العثمانية والعربية ومنها الصحف الصادرة من مصر وسوريا ولبنان ودول المغرب العربي، إضافة إلى بعض الصحف الصادرة عن دول المهجر في أمريكا اللاتينية.

وأضاف بالقول" على الرغم من أن المجموعة الصحفية في مركز الوثائق غير مكتملة إلا أنها تشكل نواة هامة لجمع كافة الصحف السورية إلى جانب مجموعة من التقارير الصحفية العربية والأجنبية الصادرة عن جهة خاصة في وزارة الثقافة والإرشاد القومي ومن ثم في وزارة الإعلام حيث كانت تراقب ما ينشر في الصحف العربية والأجنبية وتلخص وتترجم المقالات والأخبار وتقدمها إلى صناع القرار في الدولة بالإضافة إلى نشرات وكالات الأنباء العربية والعالمية العاملة في سوريا.

وحول قسم التصوير والميكروفيلم قال عبيد انه يضم ما يقارب 6000 صورة تمثل شخصيات سورية وعربية ودولية بمناسبات سياسية ووطنية بالإضافة إلى صورا للثوار والمجاهدين السوريين ومجموعة للمدن والمواقع الهامة في سوريا مشيرا إلى أن الميكروفيلم ضم كافة سجلات المحاكم الشرعية "ووضعت الأفلام في خزائن خاصة وستوضع في خدمة الباحثين قريبا".

وذكر أن المكتبة التاريخية للمركز ضمت ما يقارب 6000 عنوان لكتب هامة عن تاريخ سوريا والوطن العربي السياسي والاجتماعي والاقتصادي بالإضافة إلى عدد من الرسائل الجامعية التي كتبت بالاعتماد على وثائق المركز، مشيرا إلى أن الكتب المحفوظة بالمكتبة والتي تم اقتنائها عن طريق الشراء أو الإهداء اشتملت على عدة لغات "ونسعى حاليا إلى اقتناء جميع الكتب المتعلقة بتاريخ سوريا الحديث والمعاصر".

وقال إن قسم الترميم للمركز تأسس عام 2005 بالتعاون مع وكالة جايكا اليابانية حيث عمل المتطوعون اليابانيون إلى جانب زملائهم السوريين فى المركز وقدموا لهم خبرتهم في أعمال الترميم وحفظ الوثائق.

وأضاف انه وفى عام 2006 تم تزويد مختبر المركز بأجهزة جديدة تم تصنيع بعضها محليا بالتنسيق مع العاملين في المركز ومن أهم أعمال القسم إعداد دراسة حول أولويات الترميم ومراقبة حالة مستودعات الوثائق وظروف الحفظ كالرطوبة والحرارة والغبار إلى جانب القيام بأعمال الترميم بالطرق العلمية بما يضمن إطالة عمر الوثيقة وتوثيق وأرشفة وتصوير الأعمال.

وأشار الدكتور غسان عبيد إلى أن المركز يسعى حاليا استصدار قانون للأرشيف الوطني من اجل حماية الرصيد الوثائقي في البلاد كما يسعى المركز إلى جمع وحفظ الوثائق في سوريا لاسيما المتصلة بالعصور القديمة والحديثة لتكون مرجعا للباحثين والمهتمين السوريين والعرب والأجانب.

  • فريق ماسة
  • 2010-11-01
  • 12979
  • من الأرشيف

سوريا الأغنى في الوطن العربي بالوثائق التاريخية

تزخر دمشق التي تعتبر من أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان بالكثير من المعالم الأثرية إضافة الى الكثير من الكنوز والمتاحف ومن هذه المتاحف التاريخية "مركز الوثائق التاريخية " الذي اتخذ من بيت رئيس وزراء السوري الراحل خالد العظم والذي يقع في سوق ساروجة احد أحياء دمشق القديمة مقرا له. ويعتبر مركز الوثائق التاريخية السوري الذي انشىء في الرابع من كانون الثاني عام 1959 بقرار وزير الثقافة والإرشاد في الجمهورية العربية المتحدة (سوريا ومصر) من أغنى المراكز التاريخية والتوثيقية في الوطن العربي حيث يضم خمسة ملايين وثيقة ومخطوطة يعود تاريخ أقدمها إلى أكثر من خمسة قرون وشملت مخطوطات ومطبوعات ووثائق متنوعة وصورا للملوك والزعماء العرب وصورا لسوريا في حقب مختلفة. وقال مدير المركز الدكتور غسان أن المركز يضم سبعة أقسام رئيسية هي القسم العثماني ويحتوي على مجموعة سجلات المحاكم الشرعية لدمشق وحلب وحماة وحمص وسجل واحد لكل من غزة واللاذقية وفرمانات وأوامر سلطانية وسجلات المحاكم النظامية والدرنكار والطابو والتي تعطي صورة كاملة عن المجتمع السوري أثناء الحكم العثماني بجميع قضاياه الاجتماعية والسياسية والدينية والعسكرية، إضافة إلى سجلات المحاكم التجارية والسالنامة - الجريدة للدولة العثمانية. وأضاف أن المركز يشتمل على قسم وثائق الدولة والذي يحتوي الوثائق الصادرة عن الحكومة السورية بمختلف مؤسساتها ومختلف المواضيع وذلك في الفترة بين 1920-1966 ومنها وثائق وزارت الدولة كالداخلية والزراعة والإعلام وغيرها بالإضافة إلى المراسيم الجمهورية والقرارات الوزارية ووثائق الأحزاب السياسية. وتابع " يحتوى القسم أيضا وثائق من فترة الانتداب الفرنسي على سوريا إلى جانب الأعداد الكاملة للجريدة الرسمية منذ بداية صدورها في عام 1919 وحتى اليوم ويحوي سجلات المحاكم المختلطة باللغتين العربية والفرنسية". وأشار إلى أن القسم الخاص للمركز يضم مجموعة من الأوراق والرسائل الخاصة لشخصيات سياسية ووطنية أدت دورا كبيرا في الحركة العربية وصراعها مع المستعمر إضافة إلى أوراق خاصة بالجمعيات والأحزاب السياسية الناشطة في سوريا وبعض الدول العربية وهذه الأوراق تقع في الفترة بين عامي 1910-1950. وذكر أن القسم الصحفي للمركز يضم مجموعة من الصحف والجرائد التي تعود إلى فترات مختلفة تمتد من الفترة العثمانية حتى اليوم وباللغات العثمانية والعربية ومنها الصحف الصادرة من مصر وسوريا ولبنان ودول المغرب العربي، إضافة إلى بعض الصحف الصادرة عن دول المهجر في أمريكا اللاتينية. وأضاف بالقول" على الرغم من أن المجموعة الصحفية في مركز الوثائق غير مكتملة إلا أنها تشكل نواة هامة لجمع كافة الصحف السورية إلى جانب مجموعة من التقارير الصحفية العربية والأجنبية الصادرة عن جهة خاصة في وزارة الثقافة والإرشاد القومي ومن ثم في وزارة الإعلام حيث كانت تراقب ما ينشر في الصحف العربية والأجنبية وتلخص وتترجم المقالات والأخبار وتقدمها إلى صناع القرار في الدولة بالإضافة إلى نشرات وكالات الأنباء العربية والعالمية العاملة في سوريا. وحول قسم التصوير والميكروفيلم قال عبيد انه يضم ما يقارب 6000 صورة تمثل شخصيات سورية وعربية ودولية بمناسبات سياسية ووطنية بالإضافة إلى صورا للثوار والمجاهدين السوريين ومجموعة للمدن والمواقع الهامة في سوريا مشيرا إلى أن الميكروفيلم ضم كافة سجلات المحاكم الشرعية "ووضعت الأفلام في خزائن خاصة وستوضع في خدمة الباحثين قريبا". وذكر أن المكتبة التاريخية للمركز ضمت ما يقارب 6000 عنوان لكتب هامة عن تاريخ سوريا والوطن العربي السياسي والاجتماعي والاقتصادي بالإضافة إلى عدد من الرسائل الجامعية التي كتبت بالاعتماد على وثائق المركز، مشيرا إلى أن الكتب المحفوظة بالمكتبة والتي تم اقتنائها عن طريق الشراء أو الإهداء اشتملت على عدة لغات "ونسعى حاليا إلى اقتناء جميع الكتب المتعلقة بتاريخ سوريا الحديث والمعاصر". وقال إن قسم الترميم للمركز تأسس عام 2005 بالتعاون مع وكالة جايكا اليابانية حيث عمل المتطوعون اليابانيون إلى جانب زملائهم السوريين فى المركز وقدموا لهم خبرتهم في أعمال الترميم وحفظ الوثائق. وأضاف انه وفى عام 2006 تم تزويد مختبر المركز بأجهزة جديدة تم تصنيع بعضها محليا بالتنسيق مع العاملين في المركز ومن أهم أعمال القسم إعداد دراسة حول أولويات الترميم ومراقبة حالة مستودعات الوثائق وظروف الحفظ كالرطوبة والحرارة والغبار إلى جانب القيام بأعمال الترميم بالطرق العلمية بما يضمن إطالة عمر الوثيقة وتوثيق وأرشفة وتصوير الأعمال. وأشار الدكتور غسان عبيد إلى أن المركز يسعى حاليا استصدار قانون للأرشيف الوطني من اجل حماية الرصيد الوثائقي في البلاد كما يسعى المركز إلى جمع وحفظ الوثائق في سوريا لاسيما المتصلة بالعصور القديمة والحديثة لتكون مرجعا للباحثين والمهتمين السوريين والعرب والأجانب.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة