المرشح الجمهوري السابق لرئاسة الولايات المتحدة جون ماكين، هو رسميا، عضو في مجلس الشيوخ، لكنه في الواقع، أكثر من ذلك بكثير.

في 4 شباط 2011، كان يرأس اجتماعا سريا في القاهرة ضم أعضاء من حلف شمال الأطلسي، مع وفد ليبي وآخر سوري لإطلاق «الربيع العربي» في هذين البلدين: عملية تلاعب واسعة النطاق تهدف إلى الاطاحة بنظامي البلدين لمصلحة الإخوان المسلمين.

في 22 شباط من العام نفسه، ذهب إلى لبنان كي يعهد بإدخال الأسلحة إلى سورية لأعضاء حول النائب عقاب صقر في تيار المستقبل. بعدها غادر بيروت ليقوم بجولة تفتيشية على الحدود مع سورية، واختار عرسال لتكون قاعدة خلفية للعمليات العسكرية.

في تلك الأثناء، كانت سورية لا تزال تنعم بالهدوء، وما من أحد، باستثناء الرئيس بشار الأسد، كان يتوقع قدوم الكارثة التي تحضرها الولايات المتحدة.

في أيار 2013، التقى جون ماكين مع أعضاء هيئة أركان الجيش السوري الحر بالقرب من إدلب، ووفقاً للصورة الرسمية لذلك الاجتماع، فإن اللواء سليم ادريس كان برفقة ابراهيم البدري، الذي كان في تلك الأثناء أحد أكثر ثلاثة جهاديين مطلوبين عالميا لوزارة الخارجية الأميركية التي رصدت جائزة تصل قيمتها إلى 10 ملايين دولار لمن يمكنها من إلقاء القبض عليه. فضلا عن ذلك، فإن اسمه مدرج بين أعضاء تنظيم القاعدة على قائمة المطلوبين للأمم المتحدة.

باسمه الحركي أبو بكر البغدادي، أعلن ابراهيم البدري عن تأسيس داعش مع الاحتفاظ بمنصبه ضمن هيئة أركان الجيش السوري الحر. إذاً، كان الرجل نفسه، حسب شكل قبعته، «معتدلا» أو «متطرفا» في آن واحد.

في شهر كانون الثاني من العام الحالي، عقد الكونغرس الأميركي جلسة سرية، تمكن السيناتور جون ماكين خلالها من اقناع زملائه باعتماد اقتراح مقدم من إدارة أوباما يقضي بتمويل وتسليح كل من الجيش السوري الحر، وجبهة النصرة، وداعش في آن واحد، على الرغم من أن الأخيرتين مصنفتان كتنظيمين إرهابيين من إدارة أوباما نفسها.

على إثر ذلك فوراً، اعترفت قناة العربية، الفخورة بهذا التمويل، أن داعش تدار من السعودية، وكشفت فضلا عن ذلك، أن قائد داعش الفعلي، هو، السديري، الأمير عبد الرحمن الفيصل، شقيق وزير الخارجية وكذلك سفير المملكة في واشنطن.

في شهر أيار الماضي، استلمت داعش شحنة أسلحة أوكرانية الصنع، وصلتها عبر قطار خاص مستأجر من الاستخبارات التركية لهذا الغرض، تم استخدامها في الهجوم على العراق.

الجدير بالذكر أن ترتيبات الهجوم الرئيسي تم إعدادها أثناء اجتماع سري عقد في عمان بتاريخ 1 حزيران الماضي، شاركت فيه مجموعات جهادية ومعارضون لرئيس الوزراء نوري المالكي، وكذلك ممثلون عن حكومة كردستان المحلية، منهم رئيس الاستخبارات مسرور جمعة برزاني.

في شهر حزيران من العام الجاري، هاجمت داعش والبشمركة معاً العراق. فتوسعت البشمركة بنسبة 40 بالمئة، في حين بسطت داعش نفوذها فوق أراض يتعاطف سكانها معها. ولكي تحرض على تقسيم البلد إلى ثلاث دويلات منفصلة، عمدت داعش إلى ارتكاب فظاعات أدت إلى فرار الأقليات من البلاد.

وعملاً بخطة الولايات المتحدة، انسحبت فصائل البشمركة التابعة للبرزاني من أمام قوات داعش، التي لم يتوقف تقدمها إلا مع وصول مقاتلي حزب العمال الكردستاني بشقيه التركي والسوري.

لم تجر ملاحقة جون ماكين من حكومة بلاده، ولا من الأمم المتحدة، على إثر محادثاته الحميمة والمثمرة مع أبو بكر البغدادي. لم تجر ملاحقته، ليس لأنه ببساطة عضو في مجلس الشيوخ، بل لأنه رئيس المعهد الجمهوري الدولي، وهو منظمة، أنشأها الرئيس الأسبق رونالد ريغان ليمكن (سي. آي. إيه) من التغلغل داخل بعض التنظيمات السياسية.

  • فريق ماسة
  • 2014-08-18
  • 10802
  • من الأرشيف

العميل ماكين...بقلم تيري ميسان

المرشح الجمهوري السابق لرئاسة الولايات المتحدة جون ماكين، هو رسميا، عضو في مجلس الشيوخ، لكنه في الواقع، أكثر من ذلك بكثير. في 4 شباط 2011، كان يرأس اجتماعا سريا في القاهرة ضم أعضاء من حلف شمال الأطلسي، مع وفد ليبي وآخر سوري لإطلاق «الربيع العربي» في هذين البلدين: عملية تلاعب واسعة النطاق تهدف إلى الاطاحة بنظامي البلدين لمصلحة الإخوان المسلمين. في 22 شباط من العام نفسه، ذهب إلى لبنان كي يعهد بإدخال الأسلحة إلى سورية لأعضاء حول النائب عقاب صقر في تيار المستقبل. بعدها غادر بيروت ليقوم بجولة تفتيشية على الحدود مع سورية، واختار عرسال لتكون قاعدة خلفية للعمليات العسكرية. في تلك الأثناء، كانت سورية لا تزال تنعم بالهدوء، وما من أحد، باستثناء الرئيس بشار الأسد، كان يتوقع قدوم الكارثة التي تحضرها الولايات المتحدة. في أيار 2013، التقى جون ماكين مع أعضاء هيئة أركان الجيش السوري الحر بالقرب من إدلب، ووفقاً للصورة الرسمية لذلك الاجتماع، فإن اللواء سليم ادريس كان برفقة ابراهيم البدري، الذي كان في تلك الأثناء أحد أكثر ثلاثة جهاديين مطلوبين عالميا لوزارة الخارجية الأميركية التي رصدت جائزة تصل قيمتها إلى 10 ملايين دولار لمن يمكنها من إلقاء القبض عليه. فضلا عن ذلك، فإن اسمه مدرج بين أعضاء تنظيم القاعدة على قائمة المطلوبين للأمم المتحدة. باسمه الحركي أبو بكر البغدادي، أعلن ابراهيم البدري عن تأسيس داعش مع الاحتفاظ بمنصبه ضمن هيئة أركان الجيش السوري الحر. إذاً، كان الرجل نفسه، حسب شكل قبعته، «معتدلا» أو «متطرفا» في آن واحد. في شهر كانون الثاني من العام الحالي، عقد الكونغرس الأميركي جلسة سرية، تمكن السيناتور جون ماكين خلالها من اقناع زملائه باعتماد اقتراح مقدم من إدارة أوباما يقضي بتمويل وتسليح كل من الجيش السوري الحر، وجبهة النصرة، وداعش في آن واحد، على الرغم من أن الأخيرتين مصنفتان كتنظيمين إرهابيين من إدارة أوباما نفسها. على إثر ذلك فوراً، اعترفت قناة العربية، الفخورة بهذا التمويل، أن داعش تدار من السعودية، وكشفت فضلا عن ذلك، أن قائد داعش الفعلي، هو، السديري، الأمير عبد الرحمن الفيصل، شقيق وزير الخارجية وكذلك سفير المملكة في واشنطن. في شهر أيار الماضي، استلمت داعش شحنة أسلحة أوكرانية الصنع، وصلتها عبر قطار خاص مستأجر من الاستخبارات التركية لهذا الغرض، تم استخدامها في الهجوم على العراق. الجدير بالذكر أن ترتيبات الهجوم الرئيسي تم إعدادها أثناء اجتماع سري عقد في عمان بتاريخ 1 حزيران الماضي، شاركت فيه مجموعات جهادية ومعارضون لرئيس الوزراء نوري المالكي، وكذلك ممثلون عن حكومة كردستان المحلية، منهم رئيس الاستخبارات مسرور جمعة برزاني. في شهر حزيران من العام الجاري، هاجمت داعش والبشمركة معاً العراق. فتوسعت البشمركة بنسبة 40 بالمئة، في حين بسطت داعش نفوذها فوق أراض يتعاطف سكانها معها. ولكي تحرض على تقسيم البلد إلى ثلاث دويلات منفصلة، عمدت داعش إلى ارتكاب فظاعات أدت إلى فرار الأقليات من البلاد. وعملاً بخطة الولايات المتحدة، انسحبت فصائل البشمركة التابعة للبرزاني من أمام قوات داعش، التي لم يتوقف تقدمها إلا مع وصول مقاتلي حزب العمال الكردستاني بشقيه التركي والسوري. لم تجر ملاحقة جون ماكين من حكومة بلاده، ولا من الأمم المتحدة، على إثر محادثاته الحميمة والمثمرة مع أبو بكر البغدادي. لم تجر ملاحقته، ليس لأنه ببساطة عضو في مجلس الشيوخ، بل لأنه رئيس المعهد الجمهوري الدولي، وهو منظمة، أنشأها الرئيس الأسبق رونالد ريغان ليمكن (سي. آي. إيه) من التغلغل داخل بعض التنظيمات السياسية.

المصدر : الوطن / تيري ميسان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة