دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
ما أغرب هذا التاريخ الذي تمر به الأمة العربية منذ أربع سنوات حملت له حروباً من كل اتجاه وتتحكم بقواعد لعبتها الولايات المتحدة وإسرائيل..
هل كان أحد يصدق أن تقوم إمارة صغيرة لا يزيد عدد سكانها عن 200 ألف بتهديد أمن مصر وبشن حرب إعلامية ضد سورية ومصر والعراق بل وبتمويل مجموعات مسلحة بمليارات الدولارات لشن حروب داخلية؟ وهل يصح لحلفاء واشنطن في عدد من الدول العربية الاعتقاد بأن الإدارة الأميركية لها أصدقاء للأبد ولا حلفاء للأبد؟ فالتاريخ يعلمنا أن القرن الماضي تبدل فيه الأصدقاء والحلفاء مرات كثيرة بسبب المصالح وما تفرضه ضد حلفاء ضعفاء مستلبي الإرادة أو أقوياء دمرتهم الحروب في لعبة المصالح. وهذا ما تشير إليه الكاتبة الأميركية (بوني كريستيان) المسؤولة في منظمة الشباب الأميركية اليسارية حين تتساءل حول دعم الولايات المتحدة لمجموعات إسلامية كثيرة في الشرق الأوسط وهي التي كانت تعتبر الإسلاميين خطراً إرهابياً على أميركا والعالم، فتحت عنوان «إدارة أوباما تقول إنها تحارب الوحوش الإرهابيين وهي التي تخلق المزيد منهم» تقول كريستيان: إن منظمة القاعدة التي يفترض أنها تشكل خطراً على الولايات المتحدة تحولت إلى «منتجة لمنظمات إرهابية أكبر منها وأكثر عدداً من قواتها بفضل قواعد اللعبة الأميركية في الشرق الأوسط»، وتكشف أن واشنطن صمتت على استيلاء منظمة داعش للأسلحة التي صدرتها واشنطن للجيش العراقي فازدادت العمليات الوحشية لداعش في العراق فمن الذي يضمن ألا تقع أسلحة دول صديقة وحليفة لأميركا في المنطقة بأيدي هذه المجموعات المسلحة نفسها؟ فحين تجد واشنطن أن مثل هذه النتيجة ستخدم مصالحها فلن تتردد بالتخلي عن حلفائها وأصدقائها وحين تزداد النقمة الشعبية ضد بعض الحكام المتحالفين معها يصبح من مصلحتها خلق فوضى ودماء لكي تستبدلهم بآخرين من الموالين الجدد لها لمنع وصول حكام يعملون لمصلحة شعوبهم وليس لمصلحة أميركا.. فقد سمحت واشنطن باستبدال مبارك وهي التي طلبت منه الخضوع والاستقالة لكي تمهد طريق الفوضى الخلاقة في ساحة الثورة المصرية واستلام الإخوان المسلمين المصريين للحكم رغم اعتراض الجيش، وهي التي أبعدت أمير قطر حمد ورئيس وزرائه بعد فشل دوره ضد سورية وهي التي فرضت على السعودية إبعاد (بندر بن سلطان) بعد فشل دوره ضد سورية وهزيمة مخططاتها التي شارك في تنفيذها.. والولايات المتحدة لم تستنفد خططها لتقسيم ليبيا ولذلك خلقت حروباً مجانية داخلية بين معظم المتحالفين معها داخل الساحة السياسية الليبية لتدميرهم جميعاً ثم تقسيمهم كما تشاء والولايات المتحدة هي التي طلبت بمشاركة بعض حلفائها استقالة علي عبد الله صالح الرئيس اليمني وتنصيب نائبه لاستكمال مشروعها في تقسيم اليمن ومنعه من الاستقرار والقرار المستقل. وها هي تسعى الآن لاستخدام قادة الأكراد في شمال العراق بطريقة الفوضى حين تتعهد بإرسال السلاح إليهم لمحاربة داعش بينما هي تطلق داعش ضد كل العراقيين وتمتنع عن إرسال السلاح للجيش العراقي.. فمن الواضح أن أوباما يريد التحكم بقواعد لعبة الحرب الداخلية في العراق من خلال خطة يسيطر فيها من الجو ويوزع من خلالها مصادر القوة النارية على أي طرف ضد مصلحة الطرف الآخر في الساحة العراقية وكأن أوباما يريد أن يرسم الحدود لدولة داعش ويوجهها حين يرغب لتقتل وتدمر في المكان الذي يتناسب مع خطته في تقسيم العراق وتفتيت قدراته وتاريخه بهدف تحويله إلى إمارات صغيرة تحقق مصالحه في العالم العربي والإسلامي في المنطقة.
وتحذر (زوي كاربينتر) في صحيفة (ذي نيشن) الأميركية من خطر سياسة أوباما في العراق على مستقبل المصالح الأميركية في الخليج كله لأنها ترى أن الشعب العراقي أصبح يدرك أهداف أميركا وسياستها في منعه من الاستقرار والاستقلال والسيادة ولن ينجح أوباما في مخططه هذا مثلما لم ينجح في تنفيذ مخططه ضد سورية وإيران.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة