دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن ما يحتاجه الشعب الفلسطيني ليس تعداد ضحاياه الأبرياء وخسائره وحجم الأضرار الهائل بعد كل عدوان إسرائيلي عليه بل تحرير أرضه المحتلة من الاحتلال الاسرائيلي ونيل حقه في تقرير المصير وتحقيق استقلاله الناجز أسوة بشعوب العالم قاطبة.
وعبر الجعفري في كلمة له في جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول غزة عن استغرابه من سياسة الازدواجية التي تعتمدها الجمعية العامة متسائلا كيف يمكن للجمعية العامة أن تعتمد بشكل دوري قرارات لمصلحة إنهاء الاستعمار في أرض لا تتمتع بالاستقلال الذاتي ويقطنها بضعة آلاف من الأشخاص في حين تقف هذه الجمعية العامة عاجزة عن منح الملايين من الفلسطينيين حقهم المشروع بتقرير مصيرهم بنفسهم في وطنهم فلسطين.
وقال الجعفري إنه لمن المعيب أن تواصل بعض الدول الأعضاء نفاقها وتكرار ادعاءاتها حول حماية المدنيين وضرورة تحقيق العدالة الدولية والمساءلة في الوقت الذي تواصل فيه هذه الدول نفسها غض النظر عن جرائم الحرب وجرائم العدوان والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها وترتكبها “إسرائيل” ومحاولة توفير الحصانة لها وضمان إفلاتها من العقاب الأمر الذي يعري ويكشف زيف ادعاءات هذه الدول ونفاقها.
وأضاف الجعفري إن الإجرام الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في غزة ما كان له أن يحدث لو أن قراءة الدول الأعضاء وبشكل خاص بعض الدول العربية كانت دقيقة وصحيحة خلال العدوان الإسرائيلي السابق على غزة في نهاية عام 2008 ومطلع عام 2009.
وتابع الجعفري إن من حضر الاجتماع الطارئء الذي دعا إليه آنذاك رئيس الجمعية العامة الأسبق الأب ميغيل ديسكوتو للتعامل مع العدوان الإسرائيلي على غزة بسبب شلل مجلس الأمن وعجزه عن التحرك لوقف هذا العدوان يتذكر أن رئيس الجمعية العامة حينها أعد مشروع قرار وطرحه على التصويت فوقفت ضده بعض الدول العربية والغربية وأفشلت مساعيه.
وأوضح الجعفري أن التاريخ المأساوي يكرر نفسه اليوم في غزة مشيرا إلى أن مجلس الأمن الذي أناطت به الدول الأعضاء مسؤولية حفظ السلم والأمن الدوليين يقف عاجزا عن الاضطلاع بمسؤولياته ما يثبت مجددا ازدواجية المعايير التي تمارسها بعض الدول دائمة العضوية في المجلس والتي أحبطت مبادرة العضو العربي في مجلس الأمن لتقديم مشروع قرار بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة تحت ذريعة أن هذا المشروع لا يتوافق مع مصالح هذه الدول في حين أن الدول نفسها استخدمت هذا الدور العربي في مجلس الأمن وهللت له عندما تلاءم مع مصالحها وأجنداتها إزاء الوضع في سورية.
ولفت مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أن ما تم الترويج له في مخابر الاستخبارات الدولية وسمي زورا وبهتانا ظاهرة “الربيع العربي” كان هدفه الأساسي إغراق الدول العربية في الفوضى الخلاقة وتقويض آمال الشعوب العربية بالإصلاح السلمي لأوضاعهم بعيدا عن التدخل الخارجي والتآمر على مصالحهم وذلك لتشتيت الانتباه العربي والدولي عن أولوية القضية الفلسطينية خدمة لمشروع وأدها وإطلاق يد “إسرائيل” في القضاء على الأمل في إقامة السلام العادل والشامل في المنطقة وإغراق شعوب المنطقة في بحر من الدماء والحروب العبثية الجاهلية التي تستهلكهم وتستنفد طاقاتهم البشرية والتنموية وثرواتهم وآمالهم بحياة أفضل.
وأضاف الجعفري إن مندوب “إسرائيل” ادعى أن حكومته منزعجة من الإرهاب التكفيري في العراق بيد أنه أغفل متعمدا واقع أن حكومته بالتنسيق مع بعض الأنظمة العربية للأسف تدعم وتسلح هذا الإرهاب التكفيري نفسه في سورية وتعالج جرحاه الإرهابيين في مشافي “إسرائيل” قبل أن تعيدهم إلى خط الفصل في الجولان السوري المحتل لمواصلة إرهابهم ضد الدولة والشعب السوريين لافتا إلى أن تقرير الأمين العام الأخير حول قوة الأمم المتحدة لمراقبة فصل القوات في الجولان السوري المحتل “الاندوف” أكد هذه الحقيقة التي تتحمل “إسرائيل” وحدها تبعاتها ونتائجها.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة