دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بعد سنتين من التحذيرات من خطر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، تحوّل ما كان يضعه البعض في إطار التهويل إلى "أخطر ما تعرض له لبنان"، بحسب وصف قيادة الجيش بعد هجوم مباغت "شنته مجموعات مسلحة من جنسيات مختلفة، أمس، على المراكز الأمنية في عرسال".
وقد أطلق الجيش اللبناني، مساء أمس، عملية "السيف المسلّط" في منطقة عرسال وجرودها ضد المسلّحين من "جبهة النصرة" و"داعش" اللتان توحّدتا في القتال ضد الجيش بالرغم من اختلاف السياسات، بحسب بيان صادر عن "النصرة" في القلمون فيما استمرّت الاشتباكات بين الجيش اللبناني والمسلحين في الجبال المحيطة ببلدة عرسال لجهة وادي حميد والمصيدة ووادي الرعيان ومدخل عرسال الغربي لجهة عين الشعب، حيث أكد بيان للجيش أن "وحداته تابعت، طوال الليل وحتى صباح اليوم، عملياتها العسكرية في منطقة عرسال ومحيطها، حيث قامت بملاحقة المجموعات المسلحة والاشتباك معها".
وصباحاً، استقدم الجيش اللبناني تعزيزات ضخمة إلى جرود عرسال وإلى منطقة جرد رأس بعلبك والفاكهة في محاولة منه لمحاصرة المسلحين، بعد أن كان قد استعاد، ليل أمس، موقعي وادي حميد ومصيدة ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف المسلحين.
وأشار مراسل "السفير" في الهرمل إلى انتشار المسلحين في شوارع عرسال ومنع الأهالي من مغادرة منازلهم، مؤكداً قيامهم باطلاق النار على كل من يحاول الخروج من منزله وقتله، وتسمع نداءات التكبير في بعض الجوامع من قبل المسلحينوأضاف أن . مسلحين دخلوا إلى ثكنة الجيش عند مدخل عرسال، حيث أصيب عدد من العسكريين.
وأفاد بعض أهالي عرسال لـ"السفير"، اليوم، بأن المسلحين قاموا بنصب مضادات للطيران ومدافع في قلب بعض أحياء البلدة، ويقومون بإطلاق النار على أي مواطن يعترض عليهم وصولاً إلى القتل. كما يتخذ المسلحون من الأحياء وسكانها دروعاً بشرية، ومنها حي السرج المقابل لثكنة الجيش التي يهاجمها المسلحون حالياً.
وأكد بعض أهالي عرسال لـ"السفير" أن العديد منهم تلقوا اتصالات من أهالي قرى الجوار من الهرمل مروراً بالقاع ورأس بعلبك والفاكهة والجديدة والعين واللبوة والنبي عثمان، تفيد بأن كل المنازل منازلهم، وأن الخطر واحد وأن أبواب الجميع مفتوحة لهم. وقد وصل بعض الأهالي إلى منازل أصدقاء لهم في اللبوة.
وفي سياق المعارك الجارية بين الجيش والمسلّحين، نفى رئيس بلدية اللبوة رامز أمهز كل ما تم تداوه حول إطلاق صواريخ من بلدة اللبوة البقاعية باتجاه عرسال، مؤكداً أن مدفعية الجيش اللبناني هي التي تضرب بؤر الإرهابيين من اللبوة ضمن عملية "السيف المسلّط".
وشدد أمهز في مقابلة مع قناة "الجديد"، على الدعم والوقوف خلف الجيش اللبناني، مذكراً بأن أهالي اللبوة طالبوا منذ زمن بعيد ببسط سيطرة الدولة اللبنانية على منطقة عرسال وإلقاء القبض على مصطفى الحجيري، الملقّب بـ "أبو طاقية"، والذي يحتجز الجنود في قوى الأمن الداخلي، واصفاً إياه بـ "حاميها حراميها".
وشدد أمهز على أنه "لا ضمانة سوى الجيش اللبناني"، معتبراً أن "القرار الحاسم الذي اتخذه الجيش هو القرار الصائب فهم يدافعون عنا وعن كرامة الأمة".
على صعيد متصل، أفاد مراسل "السفير" في الهرمل عن فرار العنصر في قوى الأمن الداخلي عبد الرسول كرمبي من خاطفيه في عرسال، وهو أحد الذين ظهروا في شريطٍ مصوّر نشرته "جبهة النصرة" عبر "يوتيوب" يظهر عناصر قوى الأمن الداخلي المختطفين في عرسال، والموجودين لدى الشيخ مصطفى الحجيري الملقّب بـ "أبو طاقية"، وهم يعلنون "انشقاقهم" عن الجيش و"حزب الله".
وكان "أبو طاقية"، قد حدّد أمس، شرطين لتسليم الجنود "الذين هم في ضيافته"، بحسب تعبيره، وهما توقف القصف على عرسال وإطلاق القيادي في "النصرة" عماد أحمد جمعة.
يُشار إلى أن أهالي عرسال عبّروا عن استياء عارم من الاعتداء على الجيش وقد سقط منهم 3 شهداء في المواجهات مع الجيش ضد المسلحين أحدهم من آل الحجيري.
أما على الصعيد السياسي، فسيعقد اجتماع امني استثنائي، مساء اليوم، للبحث في آخر التطورات الأمنية فيما سيجتمع مجلس الوزراء، عند الساعة 12 ظهر الغد، لبحث الوضع في عرسال.
وفي السياق ذاته، التقى قائد الجيش العماد جان قهوجي السفير الأميركي ديفيد هيل.
المصدر :
السفير
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة