انشغلت إسرائيل على مدار 26 يوماً من "الجرف الصامد"، بمناقشة العملية عبر مقابلاتها مع مسؤولين سياسيين وعسكريين وأمنيين وخبراء، وكلّ قدّم التحليلات وكشف نقاشات داخلية في المؤسسة العسكرية والسياسية، ما اعتبره البعض السلاح الأقوى لحماس في معرفة كيف تدير إسرائيل حربها تجاه غزة.

وتصف صحيفة "هارتس" معالجة القنوات التلفزيونية الموضوع، وطرح المواقف الاسرائيلية عبرها كـ"عملية شراء أو بيع"، وتقول: "إن سلاح حماس السري هو موقفنا تجاه الحرب، كما لو كانت عملية شراء أو بيع: نريد أن نعرف مقدماً ما سنحصل عليه في نهاية المطاف. وكم سيكلف من المال. ما هو عدد القتلى تماماً. وهل هناك إجماع لدى جميع أصحاب المصلحة والعملاء في الخارج؟".

إن سلاح "حماس" السري هو اعتقادها أن الإسرائيليين ليسوا على استعداد للقتال حقاً، على عكس مقاتليها المستعدين للتضحية بحياتهم.

وهذا الاعتقاد، إذا ثبت نفسه، سيرسخ أسطورة جديدة في الشرق الأوسط، تقول إن الصهيونية أصبحت سمينة، مدللة ومتعبة. ويمكن استغلال ضعفها. يمكن إجبارها على ابتلاع كل شيء. يمكن هزمها، ببطء، في حرب استنزاف، تصيب اليهود بالاكتئاب، وتشجّع بعضهم على الهرب إلى الخارج، وتدبّ الخلاف بين البقية. ما الذي يجب أن تفعله حماس، أيضاً، كي نغير رأينا؟ إطلاق الصواريخ يومياً على تل أبيب؟ إعداد البنية التحتية، ومحاولة تنفيذ سلسلة من أعمال القتل والخطف الجماعي في المستوطنات الإسرائيلية؟ تعطيل النقل الجوي إلى إسرائيل؟ القسم بتكريس الحياة لتدمير إسرائيل؟ التردد الإسرائيلي يخلق البلبلة في الجيش الإسرائيلي، الذي لا يعرف ما يريدونه منه، بسبب الأهداف التي يتم تغييرها كل يومين: وقف إطلاق الصواريخ، تدمير الأنفاق، منح حماس جرعة كي تتذكرها لبضع سنوات، تجريد سلاح غزة، إجبار حركة حماس على الموافقة على وقف إطلاق النار؟ وفي هذه الأثناء كل يوم يمرّ يضعف إسرائيل. يجبي منها ثمناً دموياً لا يتوقف ويقوّض التحالف مع الشركاء الأجانب".

ويقول الخبير يئير كسبي: "لقد خضنا حربين قاتلنا خلالهما من أجل الفوز: حرب الاستقلال، وحرب الأيام الستة. منذ حرب الأيام الستة ونحن لا نقاتل للفوز، ولكن لكسب الوقت. لتصليح اتفاقات وقف إطلاق النار التي تم خرقها. فالإسرائيليون الذين فقدوا رغبتهم وقدرتهم على الفوز، يكتفون "بصورة النصر". كما لو أن الحياة الحقيقية تحدث على شاشة التلفزيون، أو في الصحف. إن الورقة السرية لحماس هي الإعلان الإسرائيلي بأننا لا نريد السيطرة على مليون وثمانمائة ألف فلسطيني في غزة. ربما لا يكون هناك خيار آخر، ونضطر إلى السيطرة هناك لفترة من الوقت. وربما تكون هذه السيطرة أكثر إنسانية من تدمير غزة من الجو". مضيفاً أنه يمكن نزع السلاح من غزة أولاً، ومن ثم إعادة بناء القطاع.

  • فريق ماسة
  • 2014-08-02
  • 8952
  • من الأرشيف

وسائل الإعلام الإسرائيلية سلاح سرّي لـ"حماس"

انشغلت إسرائيل على مدار 26 يوماً من "الجرف الصامد"، بمناقشة العملية عبر مقابلاتها مع مسؤولين سياسيين وعسكريين وأمنيين وخبراء، وكلّ قدّم التحليلات وكشف نقاشات داخلية في المؤسسة العسكرية والسياسية، ما اعتبره البعض السلاح الأقوى لحماس في معرفة كيف تدير إسرائيل حربها تجاه غزة. وتصف صحيفة "هارتس" معالجة القنوات التلفزيونية الموضوع، وطرح المواقف الاسرائيلية عبرها كـ"عملية شراء أو بيع"، وتقول: "إن سلاح حماس السري هو موقفنا تجاه الحرب، كما لو كانت عملية شراء أو بيع: نريد أن نعرف مقدماً ما سنحصل عليه في نهاية المطاف. وكم سيكلف من المال. ما هو عدد القتلى تماماً. وهل هناك إجماع لدى جميع أصحاب المصلحة والعملاء في الخارج؟". إن سلاح "حماس" السري هو اعتقادها أن الإسرائيليين ليسوا على استعداد للقتال حقاً، على عكس مقاتليها المستعدين للتضحية بحياتهم. وهذا الاعتقاد، إذا ثبت نفسه، سيرسخ أسطورة جديدة في الشرق الأوسط، تقول إن الصهيونية أصبحت سمينة، مدللة ومتعبة. ويمكن استغلال ضعفها. يمكن إجبارها على ابتلاع كل شيء. يمكن هزمها، ببطء، في حرب استنزاف، تصيب اليهود بالاكتئاب، وتشجّع بعضهم على الهرب إلى الخارج، وتدبّ الخلاف بين البقية. ما الذي يجب أن تفعله حماس، أيضاً، كي نغير رأينا؟ إطلاق الصواريخ يومياً على تل أبيب؟ إعداد البنية التحتية، ومحاولة تنفيذ سلسلة من أعمال القتل والخطف الجماعي في المستوطنات الإسرائيلية؟ تعطيل النقل الجوي إلى إسرائيل؟ القسم بتكريس الحياة لتدمير إسرائيل؟ التردد الإسرائيلي يخلق البلبلة في الجيش الإسرائيلي، الذي لا يعرف ما يريدونه منه، بسبب الأهداف التي يتم تغييرها كل يومين: وقف إطلاق الصواريخ، تدمير الأنفاق، منح حماس جرعة كي تتذكرها لبضع سنوات، تجريد سلاح غزة، إجبار حركة حماس على الموافقة على وقف إطلاق النار؟ وفي هذه الأثناء كل يوم يمرّ يضعف إسرائيل. يجبي منها ثمناً دموياً لا يتوقف ويقوّض التحالف مع الشركاء الأجانب". ويقول الخبير يئير كسبي: "لقد خضنا حربين قاتلنا خلالهما من أجل الفوز: حرب الاستقلال، وحرب الأيام الستة. منذ حرب الأيام الستة ونحن لا نقاتل للفوز، ولكن لكسب الوقت. لتصليح اتفاقات وقف إطلاق النار التي تم خرقها. فالإسرائيليون الذين فقدوا رغبتهم وقدرتهم على الفوز، يكتفون "بصورة النصر". كما لو أن الحياة الحقيقية تحدث على شاشة التلفزيون، أو في الصحف. إن الورقة السرية لحماس هي الإعلان الإسرائيلي بأننا لا نريد السيطرة على مليون وثمانمائة ألف فلسطيني في غزة. ربما لا يكون هناك خيار آخر، ونضطر إلى السيطرة هناك لفترة من الوقت. وربما تكون هذه السيطرة أكثر إنسانية من تدمير غزة من الجو". مضيفاً أنه يمكن نزع السلاح من غزة أولاً، ومن ثم إعادة بناء القطاع.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة