تبدي الإدارة الأميركية منذ أيام رغبة شديدة بمساعدة "المعارضة السورية المعتدلة" عن طريق تقديم التدريب والتسليح، وهي رغبة غابت منذ أشهر طويلة.

ويعود تغيّر الموقف الأميركي إلى تحقيق تنظيم "داعش" تقدماً كبيراً على الأرض في العراق وقبله في سوريا. وتؤكد الإدارة الأميركية أنه لا يمكن التعايش مع هذا التنظيم الإرهابي، بل يجب العمل لاحتوائه أولاً ومنعه من التقدّم إلى مناطق جديدة، ثم القضاء عليه.

تقول الإدارة الأميركية أيضاً إنها لا يمكن أن تتعامل مع النظام السوري الذي قتل أكثر من 160 ألفاً من مواطنيه واستعمل ضدهم التهجير والأسلحة الكيمياوية والبراميل المتفجّرة.

وتشير مخططات الحكومة الأميركية إلى أنها تودّ تسريع إقرار المساعدات العسكرية لـ"المعارضة السورية المعتدلة"، وترى أن هناك توافقاً بين جناحي الكونغرس على إقرار هذه المساعدات. ومن المنتظر أن يتمّ إقرار مبلغ الـ500 مليون دولار في شهر سبتمبر المقبل.

ستكون هذه المناسبة مواتية للمعارضة السورية، لكن خطط وزارة الدفاع الأميركية بقيت خجولة ولا تلبّي الحاجات الضرورية لتكون المعارضة السورية قوية وقادرة على مواجهة النظام و"داعش" وجبهة النصرة في وقت واحد.

علمت "العربية.نت" من مصادر المعارضة أن مندوبين من وزارة الدفاع الأميركية اطلعوا مساعدين لأعضاء الكونغرس الأميركي على خطة لتدريب 2300 عنصر من الجيش الحرّ خلال 18 شهراً تبدأ من تاريخ إقرار الميزانية.

اعترض ممثلو الكونغرس المتحمسون لمساعدة المعارضة على الخطة، وقالوا لممثلي وزارة الدفاع إن الإدارة لا تحاول حتى أن تقنع الكونغرس بأنها جدية في مساعدة المعارضة السورية، ولا تحاول، كما تجري العادة، تسويق خططها، أو تحاول إقناع الأعضاء بضرورة صرف الأموال وإبداء الالتزام مع من يحاولون مواجهة الإرهاب.

مطالب المعارضة

في هذا الوقت، تطالب المعارضة السورية في واشنطن بخطط أكثر طموحاً، كما طلبت أن يتولى فرع العمليات الخاصة في وزارة الدفاع الأميركية مهمة التدريب.

وقد وعد المعارضون السوريون بتجنيد 10 آلاف مقاتل من تنظيمات الجيش الحرّ على أن يكونوا جميعاً مقبولين أمنياً، وأن لا يكون لهم أي التزام غير أن يكونوا بإمرة قيادتهم التابعة للمجلس العسكري الموحّد.

وقد ناقش ممثلو وزارة الدفاع خططاً لتدريب هؤلاء الثوار في الأردن بشكل خاص وأيضاً في تركيا، كما تمت مناقشة إمكانية إرسال بعضهم إلى دول خليجية.

وعلمت "العربية.نت" أنه خلال النقاشات بين المعارضة والبنتاغون والكونغرس، طلبت المعارضة أجهزة اتصالات وأسلحة خفيفة والكثير من الذخيرة، فانقطاع الذخيرة كان سبباً في اندحار المعارضة من مناطق عديدة من وجه النظام أو التنظيمات الإرهابية.

كما طلب ممثلو المعارضة أيضاً متابعة إرسال صواريخ "تاو" المضادة للدروع لأنها حققت الكثير من النجاحات في شمال وجنوب سوريا.

صحيح أن ظروف طلب المساعدة العسكرية تغيّرت منذ أسابيع، لكن المعارضة السورية ما زالت عند الانطباع أن رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال دمبسي، مازال يعارض أي خطط للانخراط في سوريا. وفيما تبدي مستشارة الأمن القومي سوزان رايس حماسة لمشاريع الدعم، يبقى موقف الرئيس الأميركي غامضاً إلى حدّ كبير.

ونقل مفاوضون عن مخططين في وزارة الدفاع الأميركية قولهم إن المشكلة تكمن في أن الرئيس باراك أوباما لم يُعطِ حتى الآن رؤية للحلّ النهائي في سوريا.

  • فريق ماسة
  • 2014-07-25
  • 12393
  • من الأرشيف

تسليح المعارضة السورية آت والبنتاغون يقدم خططا ضعيفة

تبدي الإدارة الأميركية منذ أيام رغبة شديدة بمساعدة "المعارضة السورية المعتدلة" عن طريق تقديم التدريب والتسليح، وهي رغبة غابت منذ أشهر طويلة. ويعود تغيّر الموقف الأميركي إلى تحقيق تنظيم "داعش" تقدماً كبيراً على الأرض في العراق وقبله في سوريا. وتؤكد الإدارة الأميركية أنه لا يمكن التعايش مع هذا التنظيم الإرهابي، بل يجب العمل لاحتوائه أولاً ومنعه من التقدّم إلى مناطق جديدة، ثم القضاء عليه. تقول الإدارة الأميركية أيضاً إنها لا يمكن أن تتعامل مع النظام السوري الذي قتل أكثر من 160 ألفاً من مواطنيه واستعمل ضدهم التهجير والأسلحة الكيمياوية والبراميل المتفجّرة. وتشير مخططات الحكومة الأميركية إلى أنها تودّ تسريع إقرار المساعدات العسكرية لـ"المعارضة السورية المعتدلة"، وترى أن هناك توافقاً بين جناحي الكونغرس على إقرار هذه المساعدات. ومن المنتظر أن يتمّ إقرار مبلغ الـ500 مليون دولار في شهر سبتمبر المقبل. ستكون هذه المناسبة مواتية للمعارضة السورية، لكن خطط وزارة الدفاع الأميركية بقيت خجولة ولا تلبّي الحاجات الضرورية لتكون المعارضة السورية قوية وقادرة على مواجهة النظام و"داعش" وجبهة النصرة في وقت واحد. علمت "العربية.نت" من مصادر المعارضة أن مندوبين من وزارة الدفاع الأميركية اطلعوا مساعدين لأعضاء الكونغرس الأميركي على خطة لتدريب 2300 عنصر من الجيش الحرّ خلال 18 شهراً تبدأ من تاريخ إقرار الميزانية. اعترض ممثلو الكونغرس المتحمسون لمساعدة المعارضة على الخطة، وقالوا لممثلي وزارة الدفاع إن الإدارة لا تحاول حتى أن تقنع الكونغرس بأنها جدية في مساعدة المعارضة السورية، ولا تحاول، كما تجري العادة، تسويق خططها، أو تحاول إقناع الأعضاء بضرورة صرف الأموال وإبداء الالتزام مع من يحاولون مواجهة الإرهاب. مطالب المعارضة في هذا الوقت، تطالب المعارضة السورية في واشنطن بخطط أكثر طموحاً، كما طلبت أن يتولى فرع العمليات الخاصة في وزارة الدفاع الأميركية مهمة التدريب. وقد وعد المعارضون السوريون بتجنيد 10 آلاف مقاتل من تنظيمات الجيش الحرّ على أن يكونوا جميعاً مقبولين أمنياً، وأن لا يكون لهم أي التزام غير أن يكونوا بإمرة قيادتهم التابعة للمجلس العسكري الموحّد. وقد ناقش ممثلو وزارة الدفاع خططاً لتدريب هؤلاء الثوار في الأردن بشكل خاص وأيضاً في تركيا، كما تمت مناقشة إمكانية إرسال بعضهم إلى دول خليجية. وعلمت "العربية.نت" أنه خلال النقاشات بين المعارضة والبنتاغون والكونغرس، طلبت المعارضة أجهزة اتصالات وأسلحة خفيفة والكثير من الذخيرة، فانقطاع الذخيرة كان سبباً في اندحار المعارضة من مناطق عديدة من وجه النظام أو التنظيمات الإرهابية. كما طلب ممثلو المعارضة أيضاً متابعة إرسال صواريخ "تاو" المضادة للدروع لأنها حققت الكثير من النجاحات في شمال وجنوب سوريا. صحيح أن ظروف طلب المساعدة العسكرية تغيّرت منذ أسابيع، لكن المعارضة السورية ما زالت عند الانطباع أن رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال دمبسي، مازال يعارض أي خطط للانخراط في سوريا. وفيما تبدي مستشارة الأمن القومي سوزان رايس حماسة لمشاريع الدعم، يبقى موقف الرئيس الأميركي غامضاً إلى حدّ كبير. ونقل مفاوضون عن مخططين في وزارة الدفاع الأميركية قولهم إن المشكلة تكمن في أن الرئيس باراك أوباما لم يُعطِ حتى الآن رؤية للحلّ النهائي في سوريا.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة