دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
استفاق السوريون أمس على مأساة إثر فقدان الاتصال بعشرات من عناصر الجيش السوري والدفاع الوطني ومدنيين، وصور مجزرة موصوفة في حقل الشاعر للغاز شرق حمص، بعد سيطرة «الدولة الاسلامية» عليه. اليوم الجيش مصمّم على استعادة الحقل
«مهما كلّف الأمر»
- وصلت تعزيزات الجيش السوري أمس إلى تخوم حقل الشاعر للغاز الواقع شرقي حمص، شمال مدينة تدمر، والذي سيطر عليه مقاتلو «الدولة الاسلامية»، أول من أمس، بحسب ما أكّد مصدر عسكري لـ«الأخبار». وذكر المصدر أن «التعزيزات المذكورة تبعد عن الحقل كليومترات عدة، باعتبار منطقة الاشتباك المتوقعة تمتد بين 5 ــ 8 كلم حول الحقل» الذي يعتبر أكبر حقول الغاز الطبيعي في سوريا.
وأشار المصدر إلى أنّ عناصر حماية الحقل الناجين نصبوا كميناً للمسلحين، فجراً، ما أدى إلى مقتل عدد من المسلحين. وأكد المصدر أن «الظروف الطبيعية الجبلية يمكن أن توفر النجاة والتخفي لعدد من العناصر المجهولي المصير، في ظل وصول تعزيزات الجيش سريعاً إلى المنطقة». ويقدر المصدر أن «عدد عناصر حماية الحقل هو 350 عنصراً موزعين على 5 نقاط حول حقل الشاعر، خرج منهم سالماً 60 فقط». في حين أكّد أن «220 منهم مجهولو المصير، بينهم قرابة 25 عاملاً فقد الاتصال معهم، في ظل عدم وجود أي اتصالات في المنطقة». ورداً على اللغط الحاصل في الشارع السوري حول تأخر وصول التعزيزات إلى الحقل المذكور، يشدّد المصدر على أن «عدد عناصر الحماية كاف لتأمين موقع الشاعر»، الذي يبعد عن مدينة حمص 120 كلم شرقاً.
«عملية تسلل قوات داعش التي جرت ليل أول من أمس، تمت من جبل البلعاس وعقيربات في ريف حماه»، بحسب المصدر، ما أدى إلى «انضمام المسلحين إلى عناصر مقاتلة متمركزة على جبل الشاعر المطل على حقل الغاز، ضمن المنطقة الجبلية الوعرة الممتدة على 15 كلم». ويشار إلى أن المسلحين اعتمدوا الهجوم ليلاً من الجبال، تشتيتاً للمدفعية وسلاح الجو الذي حاول ضرب خطوط المسلحين الخلفية، قبل بدء الاشتباكات. أحد القادة العسكريين المتوجهين إلى المنطقة أكّد أنّ «لا خيار أمام الجيش سوى استعادة الحقل خلال مدة قصيرة، وإلا سترابط القوات في العراء». وتوقّع أنّ «الإرادة بالسيطرة على الموقع الاستراتيجي تطغى، بالنسبة إلى الجيش، على ظروف المعركة الصعبة».
وأضاف: «محاولات المسلحين تشتيت قوات الجيش في حمص بين الريف الشرقي والشمالي، والسيطرة على مرافق الثروات الحيوية، لن تنفع، إذ إن الدول تحدد أولوياتها في القتال، حسبما تفرضه المصالح الاستراتيجية». وأكمل: «المصلحة الآن تقتضي استعادة حقل الشاعر الذي يغذي محطات توليد الطاقة الكهربائية في المنطقة الوسطى». ونفذ سلاح الجو أمس غارات عديدة تمهيداً للتوغل البري المتوقع خلال الساعات المقبلة.
وكانت معركة حقل الشاعر بين المسلحين وعناصر حماية الموقع استغرقت ساعات، قبل انتهائها بسيطرة «الدولة» على الحقل وآباره الممتدة على مساحة 13 كلم. وتقدر أعداد المسلحين المشاركين في الهجوم بما يزيد على 2000 مقاتل، قتل منهم ما يزيد على 40.
الجيش يتقدم في مورك
في سياق آخر، وبعد اشتباكات عنيفة تدور منذ أيام في مدينة مورك في ريف حماه، حقّق الجيش السوري أمس تقدّماً ملموساً، وسط تكبّد المسلحين خسارة كبيرة في صفوفهم. وسيطر الجيش أمس تلة الحلبي وسط المدينة، بعد معارك مع «جبهة النصرة» وفصائل أخرى، ما مكّنه من الإشراف على كامل المدينة. من ناحية ثانية، تقدمت وحدات أخرى من الجيش الى داخل المدينة وسيطرت على «كتيبة الدبابات» الواقعة شمال التلة، ما أدى الى مقتل عدد من المسلحين. وفي السياق، قتل أكثر من 25 مسلحاً من «النصرة» داخل معامل مكسر الفستق في مورك بعد تقدم الجيش. وأطلقت الجماعات المسلحة إثر ذلك نداءات استغاثة لمؤازرة المسلحين.
على صعيد آخر، استمرت الاشتباكات بين «الدولة الاسلامية» و«جيش الاسلام» في الغوطة الشرقية للعاصمة. وأمس، نعى «الدولة» «مدرب المعسكرات» في الغوطة الشرقية المدعو حيدر العراقي، ومصوراً تابع لهم يدعى «أبو طلحة الانصاري»، إضافة الى 10 من قادة مقاتليه. كذلك خطفت «حركة أحرار الشام» المسؤول الشرعي في «الدولة» «أبو ماريا الأردني» من أحد المستشفيات وقتلته لاحقاً في الغوطة الشرقية أيضاً.
المصدر :
الأخبار / مرح ماشي
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة