ألحقت ألمانيا أول خسارة بمنتخب الأرجنتين مع ليونيل ميسي  بعد ما يقارب 3 سنوات.

أخر خسارة كانت لمنتخب التانجو أثناء تواجد ليونيل ميسي ضمن صفوفه تعود إلى 12-أكتوبر-2011، ويومها خسرت الأرجنتين بهدف نظيف سجله أموربيتا.

ومن يومها تحسنت الأرجنتين بشكل كبير تحت قيادة المدرب اليخاندرو سابيلا، وظهر تفاهم ممتاز بين ميسي ورفاقه أمثال هيجواين ودي ماريا ولافيتزي وأجويرو، لكن الاصطدام بالماكينات الألمانية حطم هذا الرقم.

فوز المانيا على الأرجنتين في نهائي كأس العالم ليس فقط أنهى سلسلة عدم الخسائر، بل جعل المدرب اليخاندرو سابيلا يغادر منتخب بلاده بخسارة، وهو الذي أعلن قبل أيام أن مباراة اليوم هي الأخيرة له، ومن المتوقع أن يكون تاتا مارتينو خليفة له.

لقاء اليوم شهد تفوقاً تكتيكياً أرجنتينياً بشكل واضح وإن انتصر الألمان في النهاية، فالمنتخب اللاتيني أجبر الماكينات على لعب كرة غير كرته التي اعتادها في السنوات الأخيرة، وهدد مرماه أكثر من مرة، وأثبت نديته في كل لحظة للمانشافت الذي قدم كرة جميلة طوال البطولة.

تفوق الأرجنتين كان بقتل مفاتيح لعب الألمان، فلم يستطع كروس ولا شفاينستايجر التحرك كما يريدان، بل قدم توني كروس واحدة من أسوأ مبارياته تحت الضغط، وكاد أن يتسبب بخسارة منتخب بلاده في أكثر من مرة، أخطرها الكرة التي أعادها لجونزالو هيجواين وجعله يواجه مرمى نوير.

ما أنقذ المانيا اليوم مرونتها، وعند القول مرونتها فهذا يعني مرونة تكتيكية وذهنية، فالمرونة التكتيكية كانت بمحاولة اللعب أكثر على الأطراف، والعمل على توسيع رقعة اللعب بشكل أكبر من السابق فكانت كرات عرضية أكثر جاء من إحداها الهدف، كما أن أوزيل لعب أكثر على الأطراف من دون محاولة إرساله إلى العمق الذي كان كالثقب الأسود للاعبي المانيا بسبب تفوق خط وسط الأرجنتين.

أما المرونة الذهنية فتمثلت بإدراك الألمان بعد الشوط الأول أن هذه المباراة صعبة جداً عليهم، والعناد فيها بفرض أسلوب اللعب سيعني خسارة البطولة، فكان التراجع للخلف بشكل اكبر في الشوط الثاني ومحاولة الهجوم في بعض الفترات، هذا قلل كثيراً من المساحات المتاحة للأرجنتين، وأخذ المباراة إلى الأشواط الإضافية، وهناك تفوقت المانيا بحماسها ولياقتها وتنوع أسلحتها.

منتخب الأرجنتين قدم قيمة تكتيكية مميزة جداً طوال البطولة وبالذات في مباراة اليوم، لكنه اصطدم بمنتخب عالي الجودة في كل خطوطه، وما حققه التانجو بقيادة سابيلا يعد إنجازاً نسبة إلى ما يملكه من لاعبين.

وفي تقاصيل المباراة دخل سابيلا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني المباراة ، بقوته الضاربة بإستثناء دي ماريا المصاب ، ولعب بطريقة 4-4-2.. بينما لعب غريمه لوف المدير الفني للمنتخب الألماني ، بطريقة 4-2-3-1 وغاب خضيرة لإصابته قبل المباراة مباشرة ، ولعب كرامر بدلا منه .

 لا وقت لمرحلة جس النبض شعار رفعه نجوم الفريقين ، على عكس المتوقع في اللقاءات النهائية ، التي تطول فيها هذه المرحلة .. ألمانيا هاجمت منذ البداية ، ووضح بعض الإرتباك على الدفاع الأرجنتيني.. بينما كانت الإستراتيجية الهجومية لراقصي التانجو، تعتمد على الهجمات المرتدة السريعة، التي شكلت خطورة واضحة مع مرور الوقت .

 ونجحت المانيا في حسم معركة منتصف الملعب مبكرا، حيث كانت الأكثر إستحواذا، بفضل قوة لاعبيه كروس وشفاينشتايجر وكرامر، كما كون فيليب لام ومولر جبهة يمنى قوية ، كانت محور الخطورة على مرمى روميرو،  بينما كان إعتماد الأرجنتين على إستغلال مهارة ميسي وسرعة هيجواين ولافيتزي.

 على عكس سير اللعب، جاءت الخطورة الأولى الحقيقية لمصلحة الأرجنتين، في الدقيقة 21 عندما أخطأ توني كروس في إعادة الكرة للحارس نوير، لتصل لهيجواين الذي إنفرد تماما ، ولكنه سددها خارج المرمى بغرابة في أخطر الفرص .

 خطورة الهجمة أصابت الماكينات بالإهتزاز نوعا ما ، وأحرز هيجواين هدفا ولكن الحكم الإيطالي ألغاه للتسلل ، كما أنذر كل من شفاينشتايجر وبينيدايكت للخشونة المتعمدة .. وأجرى لوف تغييرا إضطراريا ، ودفع بشورله بدلا من كرامر الذي أصيب بعد نصف ساعة لعب.

 لم يرغب ميسي أن ينتهي هذا الشوط دون وضع بصمته ، فقبل النهاية بخمس دقائق إنطلق من الجهة اليمنى ، وراوغ الدفاع وتخطت الكرة الحارس ، لكن بواتينج شتتها قبل أن تصل لهيجواين .. رد كروس بسرعة بتسديدة قوية ، لكن روميرو تصدى لها بسهولة ، وتوالت الركنيات لألمانيا وسدد بينيدايكت برأسه في القائم ولكنها إرتدت لمولر المتسلل، لينتهي الشوط بالتعادل السلبي بين الفريقين.

 أجرى سابيلا التغيير الأول لفريقه مع مطلع الشوط الثاني ، حيث دفع بأجويرو بدلا من لافيتزي لتنشيط الهجوم ، وليلعب الشوط الثاني بطريقة 4-3-3 ، ولم تمر دقيقتين ومرر بجيليا بينية متقنة لميسي ، ولكن تسديدته مرت بجوار القائم الأيسر لنوير بسنتيمترات قليلة.

 تحسن الأداء الهجومي للأرجنتين ، وإمتلكوا الكرة في المناطق الهجومية .. ولكن العودة الألمانية جاءت سريعة ، وعاد الفريقان للندية من جديد ، وتبادلا الهجمات ولكن كانت الكلمة العليا لدفاعات الفريقين التي منعت تشكيل خطورة حقيقية على المرمى .. وكثرت الخشونة بين اللاعبين ، لينذر الحكم ماسكيرانو وأجويرو .

 إستمرت محاولات الفريقين ، ومع مرور الوقت فقدت هجمات الأرجنتين خطورتها نظرا لإنخفاض معدل اللياقة البدنية لهيجواين ، كما عاد ميسي لوسط الملعب للهروب من الرقابة المفروضة عليه .. بينما حاول نجوم ألمانيا إستغلال ذلك ، ولكن لاعبو المنتصف فقدوا الكثير من التألق الذي لعبوا به في النصف الأول من المباراة .

 تدخل سابيلا مرة أخرى في الوقت المناسب، ودفع ببالاسيو بدلا من هيجواين المختفي وجاجو بدلا من بيريز، بينما أجرى لوف تغييرا متأخرا، ودفع بجوتزة بدلا من كلوزة ،وحاول ميسي إستغلال مهاراته الفردية لحسم الأمور، ولكن الرقابة الثلاثية من مدافعي ألمانيا حالت دون ذلك.. وإستعاد المانشافت خطورتهم في الدقائق الأخيرة من اللقاء، ومرت تسديدة كروس بجوار القائم ، لينتهي الشوط الثاني والوقت الأصلي بالتعادل السلبي ، ويلجأ المنتخبان لوقت إضافي.

 خطورة واضحة للماكينات الألمانية في بداية الإضافي الأول ، وتصدى الحارس روميرو لتسديدة شورله ، ووضحت أن اللياقة البدنية للألمان أفضل من الأرجنتينيين للعبهم وقت إضافي في الدور قبل النهائي ، ورغم ذلك أضاع بالاسيو إنفراد تام، ولعب الكرة فوق الحارس نوير ولكنها تهادت خارج المرمى .. وفي الشوط الإضافي الثاني حسم الألمان الماراثون الدائر بين الفريقين،  ففي الدقيقة 113  لعب شورله كرة عرضية من الجهة اليسرى إستقبلها جوتزة الخالي من الرقابة على صدره، وسددها بيسراه في الزاوية اليمنى للحارس روميرو ، محرزا الهدف الوحيد في القاء وهدف حسم اللقب العالمي فقد حاول نجوم التانجو العودة للمباراة ، ولكن الدفاع والحارس نوير تصدوا لهذه المحاولات لتفوز ألمانيا بلقبها العالمي الرابع

  • فريق ماسة
  • 2014-07-12
  • 7968
  • من الأرشيف

دارت الماكينات ..فتوج الألمان أبطالاً للعالم

ألحقت ألمانيا أول خسارة بمنتخب الأرجنتين مع ليونيل ميسي  بعد ما يقارب 3 سنوات. أخر خسارة كانت لمنتخب التانجو أثناء تواجد ليونيل ميسي ضمن صفوفه تعود إلى 12-أكتوبر-2011، ويومها خسرت الأرجنتين بهدف نظيف سجله أموربيتا. ومن يومها تحسنت الأرجنتين بشكل كبير تحت قيادة المدرب اليخاندرو سابيلا، وظهر تفاهم ممتاز بين ميسي ورفاقه أمثال هيجواين ودي ماريا ولافيتزي وأجويرو، لكن الاصطدام بالماكينات الألمانية حطم هذا الرقم. فوز المانيا على الأرجنتين في نهائي كأس العالم ليس فقط أنهى سلسلة عدم الخسائر، بل جعل المدرب اليخاندرو سابيلا يغادر منتخب بلاده بخسارة، وهو الذي أعلن قبل أيام أن مباراة اليوم هي الأخيرة له، ومن المتوقع أن يكون تاتا مارتينو خليفة له. لقاء اليوم شهد تفوقاً تكتيكياً أرجنتينياً بشكل واضح وإن انتصر الألمان في النهاية، فالمنتخب اللاتيني أجبر الماكينات على لعب كرة غير كرته التي اعتادها في السنوات الأخيرة، وهدد مرماه أكثر من مرة، وأثبت نديته في كل لحظة للمانشافت الذي قدم كرة جميلة طوال البطولة. تفوق الأرجنتين كان بقتل مفاتيح لعب الألمان، فلم يستطع كروس ولا شفاينستايجر التحرك كما يريدان، بل قدم توني كروس واحدة من أسوأ مبارياته تحت الضغط، وكاد أن يتسبب بخسارة منتخب بلاده في أكثر من مرة، أخطرها الكرة التي أعادها لجونزالو هيجواين وجعله يواجه مرمى نوير. ما أنقذ المانيا اليوم مرونتها، وعند القول مرونتها فهذا يعني مرونة تكتيكية وذهنية، فالمرونة التكتيكية كانت بمحاولة اللعب أكثر على الأطراف، والعمل على توسيع رقعة اللعب بشكل أكبر من السابق فكانت كرات عرضية أكثر جاء من إحداها الهدف، كما أن أوزيل لعب أكثر على الأطراف من دون محاولة إرساله إلى العمق الذي كان كالثقب الأسود للاعبي المانيا بسبب تفوق خط وسط الأرجنتين. أما المرونة الذهنية فتمثلت بإدراك الألمان بعد الشوط الأول أن هذه المباراة صعبة جداً عليهم، والعناد فيها بفرض أسلوب اللعب سيعني خسارة البطولة، فكان التراجع للخلف بشكل اكبر في الشوط الثاني ومحاولة الهجوم في بعض الفترات، هذا قلل كثيراً من المساحات المتاحة للأرجنتين، وأخذ المباراة إلى الأشواط الإضافية، وهناك تفوقت المانيا بحماسها ولياقتها وتنوع أسلحتها. منتخب الأرجنتين قدم قيمة تكتيكية مميزة جداً طوال البطولة وبالذات في مباراة اليوم، لكنه اصطدم بمنتخب عالي الجودة في كل خطوطه، وما حققه التانجو بقيادة سابيلا يعد إنجازاً نسبة إلى ما يملكه من لاعبين. وفي تقاصيل المباراة دخل سابيلا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني المباراة ، بقوته الضاربة بإستثناء دي ماريا المصاب ، ولعب بطريقة 4-4-2.. بينما لعب غريمه لوف المدير الفني للمنتخب الألماني ، بطريقة 4-2-3-1 وغاب خضيرة لإصابته قبل المباراة مباشرة ، ولعب كرامر بدلا منه .  لا وقت لمرحلة جس النبض شعار رفعه نجوم الفريقين ، على عكس المتوقع في اللقاءات النهائية ، التي تطول فيها هذه المرحلة .. ألمانيا هاجمت منذ البداية ، ووضح بعض الإرتباك على الدفاع الأرجنتيني.. بينما كانت الإستراتيجية الهجومية لراقصي التانجو، تعتمد على الهجمات المرتدة السريعة، التي شكلت خطورة واضحة مع مرور الوقت .  ونجحت المانيا في حسم معركة منتصف الملعب مبكرا، حيث كانت الأكثر إستحواذا، بفضل قوة لاعبيه كروس وشفاينشتايجر وكرامر، كما كون فيليب لام ومولر جبهة يمنى قوية ، كانت محور الخطورة على مرمى روميرو،  بينما كان إعتماد الأرجنتين على إستغلال مهارة ميسي وسرعة هيجواين ولافيتزي.  على عكس سير اللعب، جاءت الخطورة الأولى الحقيقية لمصلحة الأرجنتين، في الدقيقة 21 عندما أخطأ توني كروس في إعادة الكرة للحارس نوير، لتصل لهيجواين الذي إنفرد تماما ، ولكنه سددها خارج المرمى بغرابة في أخطر الفرص .  خطورة الهجمة أصابت الماكينات بالإهتزاز نوعا ما ، وأحرز هيجواين هدفا ولكن الحكم الإيطالي ألغاه للتسلل ، كما أنذر كل من شفاينشتايجر وبينيدايكت للخشونة المتعمدة .. وأجرى لوف تغييرا إضطراريا ، ودفع بشورله بدلا من كرامر الذي أصيب بعد نصف ساعة لعب.  لم يرغب ميسي أن ينتهي هذا الشوط دون وضع بصمته ، فقبل النهاية بخمس دقائق إنطلق من الجهة اليمنى ، وراوغ الدفاع وتخطت الكرة الحارس ، لكن بواتينج شتتها قبل أن تصل لهيجواين .. رد كروس بسرعة بتسديدة قوية ، لكن روميرو تصدى لها بسهولة ، وتوالت الركنيات لألمانيا وسدد بينيدايكت برأسه في القائم ولكنها إرتدت لمولر المتسلل، لينتهي الشوط بالتعادل السلبي بين الفريقين.  أجرى سابيلا التغيير الأول لفريقه مع مطلع الشوط الثاني ، حيث دفع بأجويرو بدلا من لافيتزي لتنشيط الهجوم ، وليلعب الشوط الثاني بطريقة 4-3-3 ، ولم تمر دقيقتين ومرر بجيليا بينية متقنة لميسي ، ولكن تسديدته مرت بجوار القائم الأيسر لنوير بسنتيمترات قليلة.  تحسن الأداء الهجومي للأرجنتين ، وإمتلكوا الكرة في المناطق الهجومية .. ولكن العودة الألمانية جاءت سريعة ، وعاد الفريقان للندية من جديد ، وتبادلا الهجمات ولكن كانت الكلمة العليا لدفاعات الفريقين التي منعت تشكيل خطورة حقيقية على المرمى .. وكثرت الخشونة بين اللاعبين ، لينذر الحكم ماسكيرانو وأجويرو .  إستمرت محاولات الفريقين ، ومع مرور الوقت فقدت هجمات الأرجنتين خطورتها نظرا لإنخفاض معدل اللياقة البدنية لهيجواين ، كما عاد ميسي لوسط الملعب للهروب من الرقابة المفروضة عليه .. بينما حاول نجوم ألمانيا إستغلال ذلك ، ولكن لاعبو المنتصف فقدوا الكثير من التألق الذي لعبوا به في النصف الأول من المباراة .  تدخل سابيلا مرة أخرى في الوقت المناسب، ودفع ببالاسيو بدلا من هيجواين المختفي وجاجو بدلا من بيريز، بينما أجرى لوف تغييرا متأخرا، ودفع بجوتزة بدلا من كلوزة ،وحاول ميسي إستغلال مهاراته الفردية لحسم الأمور، ولكن الرقابة الثلاثية من مدافعي ألمانيا حالت دون ذلك.. وإستعاد المانشافت خطورتهم في الدقائق الأخيرة من اللقاء، ومرت تسديدة كروس بجوار القائم ، لينتهي الشوط الثاني والوقت الأصلي بالتعادل السلبي ، ويلجأ المنتخبان لوقت إضافي.  خطورة واضحة للماكينات الألمانية في بداية الإضافي الأول ، وتصدى الحارس روميرو لتسديدة شورله ، ووضحت أن اللياقة البدنية للألمان أفضل من الأرجنتينيين للعبهم وقت إضافي في الدور قبل النهائي ، ورغم ذلك أضاع بالاسيو إنفراد تام، ولعب الكرة فوق الحارس نوير ولكنها تهادت خارج المرمى .. وفي الشوط الإضافي الثاني حسم الألمان الماراثون الدائر بين الفريقين،  ففي الدقيقة 113  لعب شورله كرة عرضية من الجهة اليسرى إستقبلها جوتزة الخالي من الرقابة على صدره، وسددها بيسراه في الزاوية اليمنى للحارس روميرو ، محرزا الهدف الوحيد في القاء وهدف حسم اللقب العالمي فقد حاول نجوم التانجو العودة للمباراة ، ولكن الدفاع والحارس نوير تصدوا لهذه المحاولات لتفوز ألمانيا بلقبها العالمي الرابع

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة