لتخسأ كل الأقلام المسمومة التي بدأت تروج لعبثية حرب حماس على إسرائيل.. مستندين في ذلك على ما اعتبروه سابقة حرب 2012 التي حولت الرئيس المخلوع ‘محمد مرسي’ إلى عراب للسلام، بعد التصعيد الغير مفهوم بين حماس وإسرائيل في شهر تشرين الثاني 2012 وما تلاه من تبادل للقصف بالطيران وإطلاق الصواريخ.

ويشير هؤلاء أيضا، إلى أن حماس اختارت في شهر آذار 2012 عدم المشاركة إلى جانب الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية في رد العدوان الإسرائيلي الذي بدأ يوم 9 آذار باغتيال ‘زهير القيسي’، الأمين العام للجان المقاومة الشعبية، حيث صرحت قيادة حماس، يوم 14 آذار، بأن “الحرب الشاملة ستكون مدمرة للشعب الفلسطيني”.

أما بالنسبة لما أسموه بـ”الصيف الغامض 2014″، والذي بدأ بموقف ملفت تمثل في قبول حماس بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع فتح.. فجأة، قفز للسطح نبأ اختطاف الصهاينة الثلاثة وقتلهم ودفنهم في موقع مهجور، ذات اليوم الذي اختطفوا فيه، وفق ما أظهرته نتائج التشريح.

وأصحاب هذا الطرح، يحملون حماس مسؤولية خطف الصهاينة الثلاثة والتسبب في العدوان الدائر اليوم على الشعب الفلسطيني في غزة، إستنادا إلى تقرير صدر في صحفية ‘واشنطن بوست’ الأمريكية ذات التوجهات الصهيونية، اتهمت فيه القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس ‘صالح العاروري’ بأنه هو من أشعل الحرب في غزة بوقوفه وراء اختطاف المستوطنين الثلاثة الشهر الماضي. لكن الأمر يظهر بوضوح حين تقول الصحيفة أنها استندت في ذلك للتهم الذي وجهها إليه الكيان الصهيوني.. كما أن حماس لم تتبنى العملية حتى الساعة.

هذه الحرب أكبر من حماس ومن غزة ومن فلسطين وحدها، هذه حرب محور المقاومة بكل أدرعه، في معركة بدأت في غزة ولن تنتهي إلا بالإتفاق النووي، وتحرير الجولان، وإنتخاب رئيس في لبنان، وترسيخ حكم الأسد الشرعي، وإسقاط وهم تقسيم العراق، والإعتراف بدور إيران كقوة عظمى في الإقليم برغم أنف آل سعود.

إن إطلاق صواريخ من صناعة سورية على تل أبيب والقدس ومطار بن غريون وغيرها من المواقع الحساسة بما فيها منطقة الكنيست.. لها دلالة سياسية وعسكرية مؤداها، أن ‘الأسد’ أعمى “إسرائيل” عندما اعتقدت أن عودة التحالف بين النظام السوري وحماس هو من رابع المستحيلات، لتفاجأ بأن مخزون المقاومة الفلسطينية من الصواريخ السوريــة وغيرها من الأسلحة المتطورة يفوق التصور، وأن هذا المخزون وفق معلومات أدلى بها ‘أنيس النقاش’ للميادين، قد تشكل خلال السنتين الماضيتين وسورية في عز الحرب على الإرهاب، وأن ما أطلق حتى الآن هو النزر القليل جدا مما تمتلكه المقاومة الفلسطينية من مخزون الصواريخ ومن مفاجآت.

ما من شك أن اللعبة كبيرة لأنها تطرح خياران لا ثالث لهما، إسقاط مشروع تقسيم الأمة بتراجع أمريكا والقبول بالشروط الإيرانية أصالة عن نفسها ونيابة عن باقي مكونات محور المقاومة، أو تفجير المنطقة إنطلاقا من فلسطين التي ستجمع حولها الأمة العربية والإسلامية والشرفاء من شعوب الغرب المناهض للحروب والمساند للحق الفلسطيني.. ولا ننسى روسيا والصين وبقية الحلفاء الذين يلعبون في الظل حتى الآن، في إنتظار معرفة الخطوة الأمريكية المقبلة، لأنه وفق محللين إيرانيين، الـ’النتن ياهو’ لم يعد يقرر ما يفعله في الحرب، وأمريكا هي من تتولى الآن إدارتها بمعرفتها.

ما من شك، أن معركة بهذا الحجم والتعقيد، يديرها عقل جبار في محور المقاومة، حيث تشير أصابع أمريكا وإسرائيل والغرب إلى “الشهيد الحي’ الجنرال ‘قاسم سليماني’، الذي قلنا عنه ذات مقال أنه رجل بحجــم أمــة.

إسرائيل صدمت.. أمريكا صعقت.. اللعبة أكبر مما كان حلف المؤامرة يتصور.. ومن حيث لم يكن يحتسب، ها هو حلف المقاومة يضرب في عمق “إسرائيل” ويقلب الطاولة في المنطقة على الجميع..

فشل السيسي في إستجداء وقف إطلاق النار من حماس، ثم دخلت على الخط قطر وتركيا بأوامر أمريكية للضغط على حماس للقبول بالعودة لهدنة 2012. رفضت حماس أي حديث عن هدنة أو عودة للماضي، وأكد الناطق الرسمي باسمها أن هذه الحرب هي لصناعة المستقبل لا للعودة إلى الماضي.

أخيرا، فهموا أن هذه ليست حرب ‘حماس’ لأنها قبل أن تبدأ كانت هناك إجتماعات تنسيقية مع إيران من خلال زيارات عديدة لمسؤولين من ‘حماس’ و ‘الجهاد الإسلامي’، ثم عقد إجتماع على مستوى كل فصائل المقاومة بما فيها المنضوية تحت لواء فتح، و وضعت هياكل وآليات للتنسيق الميداني في حرب لن تكون قصيرة، لأنها بصريح العبارة حرب أعد لها لتكون حرب وجود ومصير كما سبق وأن حدد بعدها الإستراتيجي الخطير على الأمة سماحة إمام المقاومة.

غزة لن تسقط.. هذا عهد مقدس بين حلقات محور المقاومة، وإسرائيل بعد أن فهمت المقلب لن تتورط في حرب برية ستفتح عليها مباشرة جبهة حزب الله من لبنان والجولان، لأن لا أحد في هذا العالم سيقبل بهولوكوست بشري في فلسطين.. كما أن الـ”نتن ياهو” إكتشف أنه أول الخاسرين في هذه الحرب، لأن الجبهة الداخلية لن تصمت طويلا على خيبته وفشله في ضمان أمن مواطنيه كإستراتيجيا أولى “مقدسة” تتبجح بها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ومن الآن بدأت الصحافة الصهيونية الترويج لنهاية حياة الرجل السياسية ليلحق بسلفه الفاشل ‘إيهود أولمرت’.. حتى مخابراته تبين أنها فشلت فشلا ذريعا في معرفة مخازن صواريخ المقاومة، وأماكن تواجد القيادات.. هذه نكسة حقيقية ومقدمة لدخول الأمريكي والبريطاني والفرنسي على خط المفاوضات مع الإيراني مخافة أن تنفجر المنطقة برمتها وتضيع إسرائيل وكل مصالح الولايات المتحدة.. هذا ما يقوله منطق “الواقعية السياسية”.

لذلك، لم يتأخر الرئيس ‘حسن روحاني’، فقفز فجأة على المسرح الدولي مقترحا أن يتم التعاون بين إيران وتركيا وقطر في قضية فلسطين وليس غزة فحسب. هذا يعني، أن من يريد حلا في فلسطين فعليه أن يحاور “إيران” لا أن يضغط على حماس، لأن خيوط اللعبة السياسية في طهران، وقيادة المقاومة العربية والإسلامية في دمشق..

هذا يعني، أن الذي يرقص لا يخفي وجهه، وبالتالي، اللعبة واضحة، تريدون تفتيت الأمة وإدخالها في حروب أهلية ومذهبية تلهيها عن قضيتها المركزية وعدوها الحقيقي؟.. حسنا، ها هو محور المقاومة اليوم يعيد للأمة وعيها ويعدل البوصلة ويفتح معركة الوجود والمصير مع العدو الحقيقي الذي يتربص بالأمة ودينها شرا مستطيرا..

تريدون تقسيم العراق والعودة لتدمير سورية بعد أن قرر الحلف الأطلسي إغلاق الحدود التركية السورية ومراقبتها بطائرات بدون طيار، ما يؤشر لتدخل عسكري في العراق وسورية أيضا بذريعة محاربة الإرهاب، ما دامت “داعش” أسقطت الحدود بين البلدين، وهو ما يخدم مصلحة أمريكا كما قال سفيرها السابق في العراق هذا الأسبوع.. حسنا، مقابل هذا المشروع التدميري الكبير الذي يخدم أمن وإستقرار “إسرائيل”، ها هو محور المقاومة بدأ الشرارة الأولى من غزة وستمتد حتما إلى لبنان والجولان، وقد يتطور لما هو أكثر..

لقد إنتهت مرحلة الدفاع وإطفاء الحرائق من لبنان إلى العراق مرورا بسورية، وبعد أن وصل السيل الزبى، قرر محور المقاومة اليوم المبادرة بالهجوم، وفي الساحة التي تؤلم إسرائيل وتقلق أمريكا والغرب.. ما خلف حالة من الذهول على المستوى الدولي.

أمريكا تدرك أن إشعال حروب مقاومة على “إسرائيل” من أكثر من جبهة، من شأنه أن يؤدي إلى كوارث يصعب السيطرة عليها.. فهل تقبل أمريكا وإسرائيل بالهزيمة الكبرى في المنطقة وتسلم لإيران بشروطها؟..

هذا ما ستجيب عنه الساعات القادمة، لأن الأسبوع المقبل قد يكون حاسما، وهناك من يتحدث عن بداية التسخين من قبل حزب الله في لبنان والمقاومة في الجولان، في إنتظار ما ستؤول إليه الأمور في المفاوضات على وقع تطورات الميدان.

فمن أراد أن يسلك لربه سبيلا فليدعم معركة الأمة اليوم في فلسطين، لأنه إذا تحرك الشارع العربي كما بدأنا نرى الإرهاصات الأولى في بعض العواصم، وتحرك الشارع الغربي كما بدأ اليوم في أمريكا وكندا وأوروبا، وخصوصا في بريطانيا، فلن يكون في مقدور ‘أوباما’ وحلفائه فعل شيىء، سوى البحث عن تسوية مع الإيراني، لا تبدو سهلة بالمرة..

لكن غزة وفلسطين لها مكانة خاصة في ذاكرة الشعوب العربية والإسلامية والغربية لما شاهدوه من ظلم ومجازر وعنصرية الكيان الصهيوني طوال عقود، ويحملون حكوماتهم مسؤولية هذا الظلم بسبب دعمهم اللا مشروط للكيان الصهيوني، وهذه ورقة ذكية وقوية في يد محور المقاومة.

  • فريق ماسة
  • 2014-07-12
  • 11468
  • من الأرشيف

‘الأســـد’ مـن غـــزة.. هنــا سوريـــة

لتخسأ كل الأقلام المسمومة التي بدأت تروج لعبثية حرب حماس على إسرائيل.. مستندين في ذلك على ما اعتبروه سابقة حرب 2012 التي حولت الرئيس المخلوع ‘محمد مرسي’ إلى عراب للسلام، بعد التصعيد الغير مفهوم بين حماس وإسرائيل في شهر تشرين الثاني 2012 وما تلاه من تبادل للقصف بالطيران وإطلاق الصواريخ. ويشير هؤلاء أيضا، إلى أن حماس اختارت في شهر آذار 2012 عدم المشاركة إلى جانب الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية في رد العدوان الإسرائيلي الذي بدأ يوم 9 آذار باغتيال ‘زهير القيسي’، الأمين العام للجان المقاومة الشعبية، حيث صرحت قيادة حماس، يوم 14 آذار، بأن “الحرب الشاملة ستكون مدمرة للشعب الفلسطيني”. أما بالنسبة لما أسموه بـ”الصيف الغامض 2014″، والذي بدأ بموقف ملفت تمثل في قبول حماس بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع فتح.. فجأة، قفز للسطح نبأ اختطاف الصهاينة الثلاثة وقتلهم ودفنهم في موقع مهجور، ذات اليوم الذي اختطفوا فيه، وفق ما أظهرته نتائج التشريح. وأصحاب هذا الطرح، يحملون حماس مسؤولية خطف الصهاينة الثلاثة والتسبب في العدوان الدائر اليوم على الشعب الفلسطيني في غزة، إستنادا إلى تقرير صدر في صحفية ‘واشنطن بوست’ الأمريكية ذات التوجهات الصهيونية، اتهمت فيه القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس ‘صالح العاروري’ بأنه هو من أشعل الحرب في غزة بوقوفه وراء اختطاف المستوطنين الثلاثة الشهر الماضي. لكن الأمر يظهر بوضوح حين تقول الصحيفة أنها استندت في ذلك للتهم الذي وجهها إليه الكيان الصهيوني.. كما أن حماس لم تتبنى العملية حتى الساعة. هذه الحرب أكبر من حماس ومن غزة ومن فلسطين وحدها، هذه حرب محور المقاومة بكل أدرعه، في معركة بدأت في غزة ولن تنتهي إلا بالإتفاق النووي، وتحرير الجولان، وإنتخاب رئيس في لبنان، وترسيخ حكم الأسد الشرعي، وإسقاط وهم تقسيم العراق، والإعتراف بدور إيران كقوة عظمى في الإقليم برغم أنف آل سعود. إن إطلاق صواريخ من صناعة سورية على تل أبيب والقدس ومطار بن غريون وغيرها من المواقع الحساسة بما فيها منطقة الكنيست.. لها دلالة سياسية وعسكرية مؤداها، أن ‘الأسد’ أعمى “إسرائيل” عندما اعتقدت أن عودة التحالف بين النظام السوري وحماس هو من رابع المستحيلات، لتفاجأ بأن مخزون المقاومة الفلسطينية من الصواريخ السوريــة وغيرها من الأسلحة المتطورة يفوق التصور، وأن هذا المخزون وفق معلومات أدلى بها ‘أنيس النقاش’ للميادين، قد تشكل خلال السنتين الماضيتين وسورية في عز الحرب على الإرهاب، وأن ما أطلق حتى الآن هو النزر القليل جدا مما تمتلكه المقاومة الفلسطينية من مخزون الصواريخ ومن مفاجآت. ما من شك أن اللعبة كبيرة لأنها تطرح خياران لا ثالث لهما، إسقاط مشروع تقسيم الأمة بتراجع أمريكا والقبول بالشروط الإيرانية أصالة عن نفسها ونيابة عن باقي مكونات محور المقاومة، أو تفجير المنطقة إنطلاقا من فلسطين التي ستجمع حولها الأمة العربية والإسلامية والشرفاء من شعوب الغرب المناهض للحروب والمساند للحق الفلسطيني.. ولا ننسى روسيا والصين وبقية الحلفاء الذين يلعبون في الظل حتى الآن، في إنتظار معرفة الخطوة الأمريكية المقبلة، لأنه وفق محللين إيرانيين، الـ’النتن ياهو’ لم يعد يقرر ما يفعله في الحرب، وأمريكا هي من تتولى الآن إدارتها بمعرفتها. ما من شك، أن معركة بهذا الحجم والتعقيد، يديرها عقل جبار في محور المقاومة، حيث تشير أصابع أمريكا وإسرائيل والغرب إلى “الشهيد الحي’ الجنرال ‘قاسم سليماني’، الذي قلنا عنه ذات مقال أنه رجل بحجــم أمــة. إسرائيل صدمت.. أمريكا صعقت.. اللعبة أكبر مما كان حلف المؤامرة يتصور.. ومن حيث لم يكن يحتسب، ها هو حلف المقاومة يضرب في عمق “إسرائيل” ويقلب الطاولة في المنطقة على الجميع.. فشل السيسي في إستجداء وقف إطلاق النار من حماس، ثم دخلت على الخط قطر وتركيا بأوامر أمريكية للضغط على حماس للقبول بالعودة لهدنة 2012. رفضت حماس أي حديث عن هدنة أو عودة للماضي، وأكد الناطق الرسمي باسمها أن هذه الحرب هي لصناعة المستقبل لا للعودة إلى الماضي. أخيرا، فهموا أن هذه ليست حرب ‘حماس’ لأنها قبل أن تبدأ كانت هناك إجتماعات تنسيقية مع إيران من خلال زيارات عديدة لمسؤولين من ‘حماس’ و ‘الجهاد الإسلامي’، ثم عقد إجتماع على مستوى كل فصائل المقاومة بما فيها المنضوية تحت لواء فتح، و وضعت هياكل وآليات للتنسيق الميداني في حرب لن تكون قصيرة، لأنها بصريح العبارة حرب أعد لها لتكون حرب وجود ومصير كما سبق وأن حدد بعدها الإستراتيجي الخطير على الأمة سماحة إمام المقاومة. غزة لن تسقط.. هذا عهد مقدس بين حلقات محور المقاومة، وإسرائيل بعد أن فهمت المقلب لن تتورط في حرب برية ستفتح عليها مباشرة جبهة حزب الله من لبنان والجولان، لأن لا أحد في هذا العالم سيقبل بهولوكوست بشري في فلسطين.. كما أن الـ”نتن ياهو” إكتشف أنه أول الخاسرين في هذه الحرب، لأن الجبهة الداخلية لن تصمت طويلا على خيبته وفشله في ضمان أمن مواطنيه كإستراتيجيا أولى “مقدسة” تتبجح بها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ومن الآن بدأت الصحافة الصهيونية الترويج لنهاية حياة الرجل السياسية ليلحق بسلفه الفاشل ‘إيهود أولمرت’.. حتى مخابراته تبين أنها فشلت فشلا ذريعا في معرفة مخازن صواريخ المقاومة، وأماكن تواجد القيادات.. هذه نكسة حقيقية ومقدمة لدخول الأمريكي والبريطاني والفرنسي على خط المفاوضات مع الإيراني مخافة أن تنفجر المنطقة برمتها وتضيع إسرائيل وكل مصالح الولايات المتحدة.. هذا ما يقوله منطق “الواقعية السياسية”. لذلك، لم يتأخر الرئيس ‘حسن روحاني’، فقفز فجأة على المسرح الدولي مقترحا أن يتم التعاون بين إيران وتركيا وقطر في قضية فلسطين وليس غزة فحسب. هذا يعني، أن من يريد حلا في فلسطين فعليه أن يحاور “إيران” لا أن يضغط على حماس، لأن خيوط اللعبة السياسية في طهران، وقيادة المقاومة العربية والإسلامية في دمشق.. هذا يعني، أن الذي يرقص لا يخفي وجهه، وبالتالي، اللعبة واضحة، تريدون تفتيت الأمة وإدخالها في حروب أهلية ومذهبية تلهيها عن قضيتها المركزية وعدوها الحقيقي؟.. حسنا، ها هو محور المقاومة اليوم يعيد للأمة وعيها ويعدل البوصلة ويفتح معركة الوجود والمصير مع العدو الحقيقي الذي يتربص بالأمة ودينها شرا مستطيرا.. تريدون تقسيم العراق والعودة لتدمير سورية بعد أن قرر الحلف الأطلسي إغلاق الحدود التركية السورية ومراقبتها بطائرات بدون طيار، ما يؤشر لتدخل عسكري في العراق وسورية أيضا بذريعة محاربة الإرهاب، ما دامت “داعش” أسقطت الحدود بين البلدين، وهو ما يخدم مصلحة أمريكا كما قال سفيرها السابق في العراق هذا الأسبوع.. حسنا، مقابل هذا المشروع التدميري الكبير الذي يخدم أمن وإستقرار “إسرائيل”، ها هو محور المقاومة بدأ الشرارة الأولى من غزة وستمتد حتما إلى لبنان والجولان، وقد يتطور لما هو أكثر.. لقد إنتهت مرحلة الدفاع وإطفاء الحرائق من لبنان إلى العراق مرورا بسورية، وبعد أن وصل السيل الزبى، قرر محور المقاومة اليوم المبادرة بالهجوم، وفي الساحة التي تؤلم إسرائيل وتقلق أمريكا والغرب.. ما خلف حالة من الذهول على المستوى الدولي. أمريكا تدرك أن إشعال حروب مقاومة على “إسرائيل” من أكثر من جبهة، من شأنه أن يؤدي إلى كوارث يصعب السيطرة عليها.. فهل تقبل أمريكا وإسرائيل بالهزيمة الكبرى في المنطقة وتسلم لإيران بشروطها؟.. هذا ما ستجيب عنه الساعات القادمة، لأن الأسبوع المقبل قد يكون حاسما، وهناك من يتحدث عن بداية التسخين من قبل حزب الله في لبنان والمقاومة في الجولان، في إنتظار ما ستؤول إليه الأمور في المفاوضات على وقع تطورات الميدان. فمن أراد أن يسلك لربه سبيلا فليدعم معركة الأمة اليوم في فلسطين، لأنه إذا تحرك الشارع العربي كما بدأنا نرى الإرهاصات الأولى في بعض العواصم، وتحرك الشارع الغربي كما بدأ اليوم في أمريكا وكندا وأوروبا، وخصوصا في بريطانيا، فلن يكون في مقدور ‘أوباما’ وحلفائه فعل شيىء، سوى البحث عن تسوية مع الإيراني، لا تبدو سهلة بالمرة.. لكن غزة وفلسطين لها مكانة خاصة في ذاكرة الشعوب العربية والإسلامية والغربية لما شاهدوه من ظلم ومجازر وعنصرية الكيان الصهيوني طوال عقود، ويحملون حكوماتهم مسؤولية هذا الظلم بسبب دعمهم اللا مشروط للكيان الصهيوني، وهذه ورقة ذكية وقوية في يد محور المقاومة.

المصدر : بانوراما الشرق الأوسط/ أحمد الشرقاوي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة