استغرب ريبال الأسد، رئيس منظمة (ايمان) لحوار الحضارات والأديان ومكافحة التطرف في لندن، ما وصفها بالهستيريا الدولية التي اثارها تنظيم “الدولة الاسلامية” بعد اعلانه قيام دولة الخلافة الاسلامية، ولفت إلى أن المجتمع الدولي كان على علم بوجوده منذ سنوات ولم يتخذ أية تدابير لتحييد خطره.

وقال ريبال، نجل نائب الرئيس السوري السابق رفعت الأسد وابن عم الرئيس بشار الأسد، في مقابلة خاصة مع “رأي اليوم” إن “الاهتمام المفاجئ للمجتمع الدولي بتعاظم قوة (الدولة الاسلامية) مستغرب لأنه ليس تنظيماً جديداً، وكان هذا المجتمع يعلم بأنه موجود في العراق وانتقل إلى سورية بعد الثورة، حيث قام بتقوية نفسه بدعم من بعض الدول الخليجية وتحت نظر القوى الكبرى”.

وشدد على ضرورة أن لا يقتصر اهتمام المجتمع الدولي على (الدولة الاسلامية)، لاعتقاده بأن هناك “جماعات سيئة مثله وتشاطره أفكار التطرف السلفي الوهابي نفسها، وأن تحركه ضد هذا التنظيم جاء بعد أن أيقن متأخراً خطورة الجماعات المتطرفة على الأمن والسلام الدوليين”.

واتهم رئيس منظمة (ايمان) المجتمع الدولي بـ “الوقوف موقف المتفرج والسماح لحلفائه في المنطقة، الذين لا علاقة لهم بالديمقراطية، بقيادة الحراك الشعبي في سورية من خلال دعم الجماعات المتطرفة نفسها بالمال والسلاح وحتى الاعلام، بهدف منع هذا الحراك من الوصول إلى أراضيها”.

واضاف “حذّرنا المجتمع الدولي قبل ثلاث سنوات ومن خلال منظمة (ايمان) من أن اطالة أمد النزاع في سورية عن طريق توفير بعض دول المنطقة كافة أشكال الدعم للجماعات المتطرفة وتغطية خطابهم التحريضي الطائفي عبر الماكينة الاعلامية التي سخّرتها الدول الداعمة لهذه الجماعات، سيقود إلى انتقال أعمال العنف إلى دول الجوار، ومن امكانية امتداده أيضاً خارج حدود المنطقة بواسطة الجهاديين الأجانب”.

وذكّر ابن عم الرئيس السوري أن، مايكل موريل ، نائب مدير الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه) كان حذّر في آب/أغسطس من العام الماضي وقبل أن يترك منصبه من أن الجماعات الجهادية في سورية أصبحت تشكل أكبر خطر على الأمن القومي للولايات المتحدة، واستغرب الأسد أن الدول الأوروبية “أخذت 9 أشهر قبل أن تعترف بخطورة هذه الجماعات على أمنها القومي، رغم حقيقة أن سورية هي أقرب إليها من الولايات المتحدة”.

وابدى استغرابه أيضاً من تصريح الرئيس الاميركي، باراك أوباما، بأن تسليح المعارضة السورية لن يساهم أبداً في تغيير النظام، واعلانه بعد ايام عن أن الولايات المتحدة قدّمت الدعم لهذه الجماعات، متسائلاً “ما جدوى هذا الدعم غير صب النار على زيت الصراع في سورية”.

وقال ريبال الأسد “كان من المفترض أن يبادر المجتمع الدولي إلى استثمار الحراك الشعبي السلمي في سورية ويقود زمام المبادرة، ولا يسمح لحلفائه في المنطقة الذين لهم أجندات ومصالح مختلفة بإشعال العنف، ويمارس ضغوطاً حقيقية على النظام لارغامه على احترام الحريات والسماح بتشكيل أحزاب مدنية علمانية، ومن ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية يليها انتقال سلمي تدريجي للسلطة”.

واضاف “لهذه الأسباب بادرت منظمة (إيمان) لحوار الحضارات والأديان ومكافحة التطرف إلى عقد مؤتمر دولي في لندن الأسبوع الماضي تحت شعار (التطرف الاسلامي خطر عالمي)، لتسليط الضوء مجدداً على هذه المشكلة بعد تحولها إلى حدث طارئ، وتوحيد الموقف الدولي في مواجهة هذا الخطر بعد أن صار يشكل تهديداً أكبر من خطر النازية”.

واوضح نجل نائب الرئيس السوري السابق بأن المنظمة التي يرأسها “سعت من خلال المؤتمر إلى التحذير من أن الخطر لا يقتصر على تنظيم (الدولة الاسلامية) وجبهة النصرة، ويشمل حركات اسلامية أخرى مثل جماعة الأخوان المسلمين”، والتي اشار إلى أنها “تسوّق نفسها على أنها معتدلة، مع أنها أخطر من هذين التنظيمين وتبنت العقيدة نفسها في الماضي لاقامة إمارة اسلامية قبل أن يُعلن تنظيم (الدولة الاسلامية) عن اقامة دولة الخلافة الاسلامية المزعومة”.

وقال إن مفهوم الأخوان المسلمين للديمقراطية “يتلخص بما أورده، رجب طيب أردوغان، في خطاب ألقاه عام 1998 قبل صعوده إلى السلطة في تركيا واعتبر فيه الديمقراطية “قطاراً نستقله لايصالنا إلى الهدف”، واستشهد فيه بأبيات الشعر “المساجد معسكراتنا، وقببها خوذنا، ومآذنها حرابنا، والمؤمنون جنودنا”.

وكانت منظمة (ايمان) لحوار الحضارات والأديان ومكافحة التطرف عقدت الأسبوع الماضي مؤتمراً دولياً في لندن حول التطرف الاسلامي تحدث فيه كل من رئيس وزراء جمهورية ايرلندا السابق بيرتي أهيرن، ورئيس وزراء ايسلندا السابق هالدور أسغريمسون، ورئيس وزراء صربيا السابق ميركو سفتكوفيك، ونائب رئيس وزراء جمهورية تشيكيا الأسبق سيريل سفوبودا، وعضو البرلمان الأوروبي عن حزب المحافظين البريطاني الحاكم تشارلز تانوك، والرئيس السابق لعمليات مكافحة الارهاب بجهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) ريتشارد باريت، وعضو مجلس اللوردات البريطاني جون كيكلوني.

وحذّر المشاركون في المؤتمر من أن خطر الجماعات المتطرفة لا يقتصر على دول بعينها ويشمل كافة أنحاء العالم، ودعوا المجتمع الدولي إلى التصدي بكافة الوسائل لتحركات تنظيم (الدولة الاسلامية) وجبهة النصرة في سورية والعراق وسائر المنظمات المتطرفة والجهادية التكفيرية، وشددوا على ضرورة أن لا يقتصر تحركه على العمل العسكري وأن يكون مقروناً بالوسائل السياسية والمشاريع التنموية، وعلى معالجة البيئة الحاضنة لأفكار التطرف في مختلف أنحاء العالم، وتشجيع الحراك الديمقراطي ودعم الحريات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، واغلاق محطات الاعلام التحريضية ومحاسبة القائمين عليها والمحرضين أمام العدالة، وعدم التعامل بسياسة الكيل بمكيالين في مكافحة التطرف في دولة وغض الطرف عنه في بلد آخر.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-07-12
  • 9308
  • من الأرشيف

ريبال الاسد يستغرب الهستيريا الدولية التي اثارها تنظيم “الدولة الاسلامية”

استغرب ريبال الأسد، رئيس منظمة (ايمان) لحوار الحضارات والأديان ومكافحة التطرف في لندن، ما وصفها بالهستيريا الدولية التي اثارها تنظيم “الدولة الاسلامية” بعد اعلانه قيام دولة الخلافة الاسلامية، ولفت إلى أن المجتمع الدولي كان على علم بوجوده منذ سنوات ولم يتخذ أية تدابير لتحييد خطره. وقال ريبال، نجل نائب الرئيس السوري السابق رفعت الأسد وابن عم الرئيس بشار الأسد، في مقابلة خاصة مع “رأي اليوم” إن “الاهتمام المفاجئ للمجتمع الدولي بتعاظم قوة (الدولة الاسلامية) مستغرب لأنه ليس تنظيماً جديداً، وكان هذا المجتمع يعلم بأنه موجود في العراق وانتقل إلى سورية بعد الثورة، حيث قام بتقوية نفسه بدعم من بعض الدول الخليجية وتحت نظر القوى الكبرى”. وشدد على ضرورة أن لا يقتصر اهتمام المجتمع الدولي على (الدولة الاسلامية)، لاعتقاده بأن هناك “جماعات سيئة مثله وتشاطره أفكار التطرف السلفي الوهابي نفسها، وأن تحركه ضد هذا التنظيم جاء بعد أن أيقن متأخراً خطورة الجماعات المتطرفة على الأمن والسلام الدوليين”. واتهم رئيس منظمة (ايمان) المجتمع الدولي بـ “الوقوف موقف المتفرج والسماح لحلفائه في المنطقة، الذين لا علاقة لهم بالديمقراطية، بقيادة الحراك الشعبي في سورية من خلال دعم الجماعات المتطرفة نفسها بالمال والسلاح وحتى الاعلام، بهدف منع هذا الحراك من الوصول إلى أراضيها”. واضاف “حذّرنا المجتمع الدولي قبل ثلاث سنوات ومن خلال منظمة (ايمان) من أن اطالة أمد النزاع في سورية عن طريق توفير بعض دول المنطقة كافة أشكال الدعم للجماعات المتطرفة وتغطية خطابهم التحريضي الطائفي عبر الماكينة الاعلامية التي سخّرتها الدول الداعمة لهذه الجماعات، سيقود إلى انتقال أعمال العنف إلى دول الجوار، ومن امكانية امتداده أيضاً خارج حدود المنطقة بواسطة الجهاديين الأجانب”. وذكّر ابن عم الرئيس السوري أن، مايكل موريل ، نائب مدير الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه) كان حذّر في آب/أغسطس من العام الماضي وقبل أن يترك منصبه من أن الجماعات الجهادية في سورية أصبحت تشكل أكبر خطر على الأمن القومي للولايات المتحدة، واستغرب الأسد أن الدول الأوروبية “أخذت 9 أشهر قبل أن تعترف بخطورة هذه الجماعات على أمنها القومي، رغم حقيقة أن سورية هي أقرب إليها من الولايات المتحدة”. وابدى استغرابه أيضاً من تصريح الرئيس الاميركي، باراك أوباما، بأن تسليح المعارضة السورية لن يساهم أبداً في تغيير النظام، واعلانه بعد ايام عن أن الولايات المتحدة قدّمت الدعم لهذه الجماعات، متسائلاً “ما جدوى هذا الدعم غير صب النار على زيت الصراع في سورية”. وقال ريبال الأسد “كان من المفترض أن يبادر المجتمع الدولي إلى استثمار الحراك الشعبي السلمي في سورية ويقود زمام المبادرة، ولا يسمح لحلفائه في المنطقة الذين لهم أجندات ومصالح مختلفة بإشعال العنف، ويمارس ضغوطاً حقيقية على النظام لارغامه على احترام الحريات والسماح بتشكيل أحزاب مدنية علمانية، ومن ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية يليها انتقال سلمي تدريجي للسلطة”. واضاف “لهذه الأسباب بادرت منظمة (إيمان) لحوار الحضارات والأديان ومكافحة التطرف إلى عقد مؤتمر دولي في لندن الأسبوع الماضي تحت شعار (التطرف الاسلامي خطر عالمي)، لتسليط الضوء مجدداً على هذه المشكلة بعد تحولها إلى حدث طارئ، وتوحيد الموقف الدولي في مواجهة هذا الخطر بعد أن صار يشكل تهديداً أكبر من خطر النازية”. واوضح نجل نائب الرئيس السوري السابق بأن المنظمة التي يرأسها “سعت من خلال المؤتمر إلى التحذير من أن الخطر لا يقتصر على تنظيم (الدولة الاسلامية) وجبهة النصرة، ويشمل حركات اسلامية أخرى مثل جماعة الأخوان المسلمين”، والتي اشار إلى أنها “تسوّق نفسها على أنها معتدلة، مع أنها أخطر من هذين التنظيمين وتبنت العقيدة نفسها في الماضي لاقامة إمارة اسلامية قبل أن يُعلن تنظيم (الدولة الاسلامية) عن اقامة دولة الخلافة الاسلامية المزعومة”. وقال إن مفهوم الأخوان المسلمين للديمقراطية “يتلخص بما أورده، رجب طيب أردوغان، في خطاب ألقاه عام 1998 قبل صعوده إلى السلطة في تركيا واعتبر فيه الديمقراطية “قطاراً نستقله لايصالنا إلى الهدف”، واستشهد فيه بأبيات الشعر “المساجد معسكراتنا، وقببها خوذنا، ومآذنها حرابنا، والمؤمنون جنودنا”. وكانت منظمة (ايمان) لحوار الحضارات والأديان ومكافحة التطرف عقدت الأسبوع الماضي مؤتمراً دولياً في لندن حول التطرف الاسلامي تحدث فيه كل من رئيس وزراء جمهورية ايرلندا السابق بيرتي أهيرن، ورئيس وزراء ايسلندا السابق هالدور أسغريمسون، ورئيس وزراء صربيا السابق ميركو سفتكوفيك، ونائب رئيس وزراء جمهورية تشيكيا الأسبق سيريل سفوبودا، وعضو البرلمان الأوروبي عن حزب المحافظين البريطاني الحاكم تشارلز تانوك، والرئيس السابق لعمليات مكافحة الارهاب بجهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) ريتشارد باريت، وعضو مجلس اللوردات البريطاني جون كيكلوني. وحذّر المشاركون في المؤتمر من أن خطر الجماعات المتطرفة لا يقتصر على دول بعينها ويشمل كافة أنحاء العالم، ودعوا المجتمع الدولي إلى التصدي بكافة الوسائل لتحركات تنظيم (الدولة الاسلامية) وجبهة النصرة في سورية والعراق وسائر المنظمات المتطرفة والجهادية التكفيرية، وشددوا على ضرورة أن لا يقتصر تحركه على العمل العسكري وأن يكون مقروناً بالوسائل السياسية والمشاريع التنموية، وعلى معالجة البيئة الحاضنة لأفكار التطرف في مختلف أنحاء العالم، وتشجيع الحراك الديمقراطي ودعم الحريات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، واغلاق محطات الاعلام التحريضية ومحاسبة القائمين عليها والمحرضين أمام العدالة، وعدم التعامل بسياسة الكيل بمكيالين في مكافحة التطرف في دولة وغض الطرف عنه في بلد آخر.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة