دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لا يمكن وصف التصريحات الامريكية الرسمية على الاحداث في قطاع غزة بتعبير اقل من انها منحازة تماما للعدوان الاسرائيلي. والانكأ من ذلك انها اظهرت قلقا عميقا ازاء احتمال اصابة مدنيين من الجانب الاسرايئلي فيما تجنبت التنديد بسقوط عشرات الشهداء ومن بينهم الاطفال والنساء.
الموقف الواضح للولايات المتحدة من خلال التصريحات الرسمية لوزارة الخارجية يتجاوز حالة اللامبالاة وعدم الاكتراث بالقتل المنظم لعشرات المدنيين الفلسطينين المدنيين في غزة إلى تبني الموقف الاسرائيلي الزاعم انها تقصف غزة باستمرار ضمن قيود وقواعد القانون الدولي للدفاع عن النفس والحرص الوحيد الذي اظهرته واشنطن من تصاعد الصراع في المنطقة كان فقط رغبتها في المساعدة لوقف اطلاق الصواريخ على الاسرائيلين.
وقالت المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية، جين بساكي انها سعيدة جدا للتأكيد على ان تركيز الولايات المتحدة، الان، هو على استخدام كل الادوات لوضع حد لاطلاق الصواريخ التى تهددالابرياء من المدنيين في اسرائيل والتى هي بالتاكيد تشكل تهديدا في المنطقة.
وردا على تعليق ان الولايات المتحدة، تركز جهودها على وقف اطلاق الصواريخ من غزة وليس وقف القصف الاسرائيلي، اجابت انه لا يمكن لاى بلد ان يعيش تحت التهديد المستمر من العنف العشوائي ضد المدنيين الابرياء وانه من المهم التذكير ان حماس منظمة ارهابية، ومن الواضح ان العديد من المدنيين قد قتلوا بما فيهم الاطفال وهذا امر مأسوي للغاية لذا ندعو كلا من الطرفين لاتخاذ خطوات لحماية المدنيين.
وقالت بساكي ان اسرائيل اتخذت الخطوات من جانبها لمنع سقوط ضحايا من المدنيين من خلال التحذير والانذار المبكر ولكن حركة حماس بطبيعة الحال لم تقم بذلك وواصلت الهجمات العشوائية ضد المناطق المدنية في اسرائيل.
هذه الاجابة استفزت احد الصحافيين الذي قال متسائلا: اذا انتم ترون ان اسقاط اسرائيل لمنشورات الدعاية او الدعوة عبر الهواتف لترويع الناس ودعوتهم لترك وطنهم هو لفتة انسانية عظيمة؟. فاجابت بساكي بلا مواربة: «نعم، ردنا على الهجمات العشوائية من حماس هو مختلف ومهم بالتأكيد ان نشير اليه مقارنة مع الهجمات التى تستهدف اسرائيل».
ولم تمنع هذه الاجابة من طرح سؤال آخر صريح هو: اذن، انتم تعتقدون ان مساعدة الولايات المتحدة لاسرائيل عبر تزويدها بطائرات «اف- 16» التى تقصف المنازل وتقتل المدنيين يتم بشكل مناسب وفقا للقوانيين التى تنظم نقل الاسلحة إلى اسرائيل؟.
وجاءت اجابة بساكي محاولة للتهرب من الرد المباشر بقولها «حسنا، من الواضح ان عددا من المدنيين قتلوا وبالتأكيد هذا هو مصدر قلق لنا وهو السبب الذي جعلنا ندعو جميع الاطراف بنزع فتيل التوتر على الارض ونحن نقدم تعازينا لاسر الضحايا ولكنني اود تذكيركم ان هذا هو خطأ حماس».
ولكن هذه الاجابة لم تتفق مع تجاهل واشنطن لدعوة الامم المتحدة بوقف اطلاق فوري للنار.
واضافت بساكي ان وقف الصواريخ من غزة سيساهم بالحد من العنف وان هنالك فرقا بين حماس وهي منظمة ارهابية تهاجم بلا تمييز المدنيين الابرياء في المناطق المدنية وبين حق اسرائيل في الرد.
إلى ذلك ترى واشنطن ان علاقة الحكومة المصرية الحالية مع حركة حماس تختلف تماما عن الحكومات السابقة.
واوضحت بساكي ان وزير الخارجية جون كيري هاتف مصر وقطر كجزء من جهوده لنزع فتيل التوتر.
وردا على سؤال حول توقف العلاقة الجيدة دوما للجيش المصري مع حماس قالت بساكي ان الولايات المتحدة ستعمل مع اى دولة قادرة على لعب دور لوضع حد لاطلاق الصواريخ من قبل حماس.
وكشفت بساكي ان افضل ما في وسع الولايات المتحدة عمله هو محاولة نزع فتيل التوتر وحماية الابرياء في الوقت الذي تقوم به اسرائيل بممارسة «حقها في الدفاع عن نفسها» مؤكدة ان واشنطن تجري مناقشات مع عدد من دول المنطقة.
ورفضت وزارة الخارجية الامريكية التعليق على اذا كانت لديها نية لاقناع اسرائيل بعدم القيام باى نوع من هجوم بري ولكنها قالت ان لا احد يريد رؤية غزو بري بما في ذلك اسرائيل كما رفضت الخوض في تفاصيل المحادثة الهاتفية التى اجراها كيري مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس واكتفت بالقول ان المناقشات مع جميع زعماء المنطقة سارت باتجاه كيفية تهدئة الامور وخطوات وضع حد لصواريخ غزة.
المصدر :
القدس العربي
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة