دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
غزة تحترق بـ«الجرف الصامد» الصهيونيّ، ولم يتحرك خادم الحرمين للدفاع عن أهل السنة في فلسطين، بل باركهم الأمير تركي الفيصل في «مؤتمر إسرائيل للسلام» وهو يحلم بزيارة نصب المحرقة اليهودية وبدعوة «الإسرائيليين» إلى قاعدة أجداده في الدرعية لإحياء التحالف القديم الجديد!
لم يتحرك الخليفة أبو بكر البغدادي الذي جنده الأميركيون في سجن «بوكا» العراقي وأقاموا له دولة «داعش» مثلما صنعوا «القاعدة» بالتعاون مع السعوديين وترك الخليفة رعاياه المفترضين في فلسطين بلا دعم ولم يهدد «إسرائيل» ولم يقتل «إسرائيلياً» واحداً بل همّه ذبح المسلمين والمسيحيين.
الخليفة والخادم ومعهما الجامعة العربية تركوا أهل غزة وحيدين في صحراء غزة والنقب إلاّ من الصواريخ الإيرانية والسورية التي هربها حزب الله إلى غزة وحوكم في مصر مبارك على فعلته الشنعاء وهي قتال «إسرائيل»!
نامت الجامعة العربية ولم تستدع وزراءها على عجل مثلما كانت تفعل ضدّ سورية التي أمهلتها خمس دقائق حتى تستسلم مستعينة بالأميركيين والناتو لاغتصاب ليبيا والتدخل في سورية، جامعة تصلي بإمامة خادم الحرمين صلاة «الاستسقاء» للضربات الجوية الأميركية والصهيونية، لكنها لم تتحرك لأجل غزة ولم يغلق العرب السفارات «الإسرائيلية» في عواصمهم مثلما أغلقوا سفارات سورية!
لم تستيقظ قطر حمد بن خليفة وحمد بن جاسم اللذين استفاقا ذات يوم وأشرقت عليهما شمس «الربيع العربي» الأحمر فظنّا أنهما قائدا العالم العربي عندما رأيا ظلّيهما في الحركات التكفيرية و»الإخوان المسلمين» فأضحيا طاووسي الدم والخطف وتنصيب الرؤساء لكنهما عزلا بعدما استدرجا قادة حماس الى فنادقهما وقال بن جاسم: «لقد انتهت حركة حماس كحركة مقاومة مسلحة».
لم يتحرك «الإخوان المسلمون» الذين يلهثون وراء حكم انهار وتصحر، وهم يخربون مصر وسورية وليبيا وتونس. لم نسمعهم يتظاهرون لأجل غزة وحماس ذراعهم الجهادية مثلما صرح هنية… وظيفتهم التي كلفهم الأميركيون بها إسقاط المقاومة وتقسيم الدول ففشلوا وأسندت إلى التكفيرية – الوهابية.
القرضاوي العرعور العريفي- البراك… مشايخ الفتنة المذهبية والقتل لم يخرجوا سلاحهم النووي «جهاد النكاح» لحماية غزة… وتفرّغوا لتحرير سورية والعراق ولبنان من المسيحيين والمسلمين.
«داعش» و»النصرة» وألوية الإسلام المتعددة لم تسمع بفلسطين، كذلك بعض الفلسطينيين أيضاً، فها هو الفلسطيني من عرب 48 والفلسطيني من غزة يتجاوزان حواجز الجيش «الإسرائيلي» ويسافران إلى سورية ليفجرا نفسيهما بالجيش العربي السوري ويحتفلا!
خالد مشعل يلوّح بعلم الانتداب، علم «الثورة السورية» من غزة، متوعّداً النظام السوري بالسقوط عبر الأنفاق، بعدما وقع على الهدنة مع الصهاينة ليتفرغ لمقاتلة الجيش السوري وحلفائه ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد لتقسيم المنطقة، عله يصبح والياً على الوطن البديل في الأردن.
أردوغان التركي يدعم «داعش» لتقسيم العراق ويحتضن التكفيريين ويرسلهم إلى سورية لإسقاط الدولة، وينهب المصانع والنفط «لحفظ حقوق السنة» ويتحالف استراتيجياً مع «إسرائيل» التي تقصف غزة.
سورية التي يحرقها الثالوث التكفيري الصهيوني التركي، لا تزال صواريخها المهرّبة إلى غزة تقصف يافا و»تل أبيب» والمستوطنات لتعلن أن صواريخها تتجه نحو العدو وأنها قلعة المقاومة توقظ العرب لتحرير القدس وليس دمشق أو الموصل أو الضاحية.
صورايخ إيران تضيء فجر غزة وتهدّد الاحتلال لتعلن أن إيران التي افتتحت أول سفارة لفلسطين ما برحت على العهد لدعم المقاومة مع كلّ الطعنات، وأنها لا تخوض معركة الفرس ضدّ العرب بل معركة المسلمين ضدّ الصهاينة.
صواريخ إيران وسورية وحزب الله تحمي أهل السنة في فلسطين، فيما يذبح التكفيريون السنة في العراق وسورية ويقتلون الشهيد الشيخ البوطي في المسجد وابن المفتي حسون ويخطفون المطارنة والزوار.
إنه إسلام أميركا… إنه الإسلام نتاج «جهاد النكاح» بين الاستعمار والوهابية.
نقول للإخوان الفلسطينيين الشرفاء: لقد بقيتم وحدكم مع صواريخ المقاومة ولم تنفعكم فنادق قطر ولا تركيا ولا الائتلاف «الجرب» في سورية.
فلسطين لا تحرّرها الفنادق والمكرمات، إنما بنادق الشرفاء وليس الذين التزموا كامب ديفيد.
لن نقاتلكم مثلما تقاتلوننا ولن نطعن ظهوركم مثلما فعلتم بنا. نقاتل لأجل تحرير القدس وبيت لحم وفلسطين كلها، ففلسطين والقدس للعرب والمسلمين، وسنقاتل لطرد الاحتلال منها ونحن ننزف دماً من خناجر الأعراب وسيوف التكفيريين.
بلغ عدوان تموز 2006 ثمانية أعوام سنوات وتوسع وأحرق الساحات العربية كلّها بأيد عربية وإسلامية وقيادة أميركية صهيونية، لكن المقاومة مثلما صمدت وانتصرت في تموز 2006 ستنتصر في ساحات المقاومة ، خاصة أن عدوان تموز 2014 على غزة يقاومه الفلسطينيون الشرفاء في الداخل، بعيداً عن القادة السياسيين في فنادق الخارج، وستكون وحدة جبهات المقاومة بمواجهة وحدة جبهات التكفير.
سورية صمدت والمقاومة وفت بالعهد والحلفاء صدقوا، وستعود شظايا التكفيريين إلى حيث ولدوا لينفجروا في الخليج وأوروبا وتركيا، تماماً مثلما أصاب العدو الذي تفرّج ثلاث سنوات على الحريق العربي والآن استدرجته المقاومة إلى محرقة النار الملتهبة.
المصدر :
البناء / نسيب حطيط
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة