دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
دخلت الخلافات الداخلية في «الجبهة الإسلامية» فصلاً جديداً يُنذر بوقائع دامية في ريف حلب، فيما واصل «الدولة الإسلامية» تقدمه مُحكماً الحصار على مدينة أخترين في الريف الشمالي. «جبهة النصرة» بدورها أعلنت «عدم صلتها بتشكيل قوة تدخل سريع لإنقاذ حلب»
على وقع تتالي الخلافات بين «جبهة النصرة» وحلفائها في حلب، واصل تنظيم «الدولة الإسلامية» تقدمه في ريف المحافظة. التنظيم تمكّن أمس من بسط سيطرته على قرية غيطون جنوب مدينة اخترين التي باتت محاصرة من ثلاث جهات، فيما انسحب مسلحو «لواء التوحيد» إلى معقلهم في مارع (8 كيلومترات غرب أخترين)، تاركين أخترين لحصارها، ومنضمين إلى نار الحرب الداخلية التي بدأت بوادرها مع انقسام «التوحيد» الى مجموعتين: «جناح تل رفعت» و«جناح مارع» الذي تحوّل إلى «لواء قبضة الشمال».
مصادر الأخير اتهمت «الجبهة الإسلامية» بالعمالة للاستخبارات الأميركية، وأكدت امتلاكها معلومات تفيد بأن «الأحداث التي يشهدها الريف الشمالي ليست سوى مخطط بين الجبهة الإسلامية والاستخبارات الأميركية من أجل التمهيد لمصالحة وطنية مع النظام».
وأصدر «قبضة الشمال» بياناً اتهم فيه «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» بالاعتداء على النقاط الحدودية الخاضعة لسيطرته و«نقض اتفاق كان قد حصل بين الطرفين، ينص على تسليم النقاط الحدودية للجبهة الإسلامية من دون قتال».
مصادر من السكان عزت الصراع الدائر في المنطقة إلى «تصاعد الخلافات بين قائد الجبهة في المنطقة عبد العزيز سلامة، وقائد قبضة الشمال أيمن فروح، وفشل جهود المصالحة بينهما، إثر نزاعات حول عائدات التهريب ونقل البضائع ومعامل المدينة الصناعية نحو تركيا».
وفي سياق متصل، قال مصدر معارض لـ«الأخبار» إنّ «جبهة النصرة أبلغت قادة الفصائل الأخرى أنها لم تعد معنية بالدفاع عن المدينة من الداخل، وأنها ستنقل عديدها وعتادها إلى إدلب وشمال حماه لشن هجمات على طريق خناصر لقطعه، لأنها الطريقة الوحيدة لمنع النظام من السيطرة على شرق مدينة حلب». المصدر أوضح أنّ «اجتماعاً ضم ممثلين عن عدد من فصائل الجبهة الإسلامية انتهى من دون اتفاق على تنظيم المهمات في غرفة العمليات المشتركة التي قد يتم حلها، في حال تم توجيه عروض جديدة للتسوية والمصالحة مع النظام». وفي السياق ذاته، نفت مصادر «النصرة» صلتها بالاتفاق الذي نص على تشكيل «قوة تدخل سريع لإنقاذ حلب»، ووقّعه ممثلون عن ثماني مجموعات، كان من المفترض أن «النصرة» من بينهم. واكتفت الأخيرة بنفي مشاركتها، من دون تقديم تفسير لوجود توقيع ممثل عنها على بيان التشكيل.
إلى ذلك، أكد مصدر ميداني لـ«الأخبار» أن وحدات الجيش «باتت على تخوم مدرسة المشاة من جهتي الجنوب والشرق، وأن حدة الاشتباكات في محيطها تزداد ضراوة تمهيداً لاقتحامها».
وفي موازاة ذلك، نفّذ سلاح الجوّ قصفاً عنيفاً على مراكز المسلحين في عدد من مناطق ريف حلب، في بلدة تل رفعت ومحيط بلدة الأتارب، في وقت دارت فيه اشتباكات بين «الدولة» و«وحدات حماية الشعب» الكردية في محيط عين العرب (كوباني) في ريف حلب.
وفي شأن ميداني آخر، تمكن مسلحو «النصرة» من السيطرة على قرية الرهجان (ريف حماة الشرقي)، بعد عمليتين انتحاريتين بشاحنتين مفخختين، استهدفتا الحاجز الأكبر في القرية، التي تبعد نحو 15 كلم عن طريق أثريا ــ خناصر، الذي يُعتبر طريق الإمداد الأساسي إلى مدينة
حلب.
وقاد إحدى الشاحنتين «أبو بكر الكويتي» الذي سبق له أن حاول تنفيذ عملية مماثلة، ولكن فشلت المهمة قبل الوصول إلى الحاجز وتعرض لإطلاق نار فعاد أدراجه، وإثر ذلك «اقتحم المسلحون القرية وارتكبوا مجزرة فيها بحق مدنيين»، وفق مصدر في «الدفاع الوطني» في حماة.
المصدر :
الأخبار /باسل ديوب
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة