لم أكن اعرف أن الملائكة تمارس السياسة وأن من في السماء يشبهون من في الأرض حتى عرفت عهد الثورة السورية ..

 . فمن بين كل التحريض الاعلامي والديني وتسيير الاساطير بين الناس ونشر الخرافات في الربيع العربي لم يلفتني تحريض مثير للسخرية السوداء مثل شهادات العيان التي نقلها العريفي بكل أمانة عن نزول الملائكة بخيولها البيضاء الى حمص لتقاتل الجيش السوري .. بل ان بعض المجانين بثوا صورا على اليوتيوب زعموا انها التقطت بالصدفة بالهواتف النقالة لأشباح بيضاء تنقل المصابين من المسلحين على خيول بيضاء يتخيلها لنا شاهد العيان وهي كما يزعم تتحرك بسرعة خاطفة بالكاد تنظرها العين ويلتقطها البصر وهي تلمع كالبرق .. ولذلك يجب أن نصدقه .. وقد تناقلها المجانين من الثوار ومن خطباء المساجد في الدول المختلة نفسيا والمحتلة عمليا وخاصة ذلك الدجال العريفي وفريقه وضحكوا بها على عقول البسطاء .. وعلى عقول بعض المثقفين حتى أن طبيبا كان يوزع الصور على الثوار وهو يذيّل الرسالة بالتكبير ..الله أكبر ..

ولاندري ان كان سبب غياب الملائكة عن غزة هذه الأيام تلكؤا في همة الملائكة أو تثاقلا عن الجهاد أو ترددا من السماء في ارسال المدد .. ولاندري ان صارت السماء خالية من الملائكة والحوريات في هذه الفترة العصيبة .. فربما قضى الجيش السوري على جيش الملائكة الذي رآه العريفي وأباده .. واما الحوريات اللواتي كن يطعمن الجرحى الرحيق فقد تم استدعاؤهن الى الجنة بسبب وصول آلاف الانتحاريين والاستشهاديين الذي فجروا أنفسهم في سورية والعراق وتوجهوا بسرعة الى قصورهم في الجنة لقبض مخصصاتهم ومكافآتهم النسائية وتنفيذ الوعد الالهي بالنكاح الأزلي .. ولذلك تم استدعاء كل الاحتياطي من الحوريات للوفاء بوعود السماء .. فكل استشهادي سيحظى كما روي بسبعين حورية سيطؤهن جميعا كما وعد الله .. وكل واحدة منهن لديها سبعون وصيفة ويمكنه - من باب ماملكت الأيمان - أن يطأهن جميعا .. وكل وصيفة لديها سبعون خادمة .. وسيمكنه كانتحاري أن يطأهن ايضا جميعا بعد ان قدم جسده في سبيل الله .. ولاندري متى تنتهي هذه المتوالية السبعينية .. وباعتبار أن الجيش السوري قد دمر جيش الملائكة فلم يبق لغزة ولاملاك واحد ينزل حتى ليكون ساعي بريد لينذر السكان أن الطائرات الاسرائيلية ستقصف المنزل .. ولذلك قام ملائكة الجيش الاسرائيلي بهذه المهمة نيابة عن السماء وجعلوا يتصلون بأصحاب البيوت لاخلائها في ثوان بعد أن ابتليت السماء بكارثة ابادة جيش الملائكة الالهي في سورية .. أما الوصيفات فبالكاد لديهن وقت خارج القصور التي تعج بالاستشهاديين وطلباتهم الملحة التي لاتحتمل التأجيل ..

ومن هنا نفهم سبب الصمت الذي أصاب الساحات الاسلامية والمساجد من المحيط الى الخليج .. فقد تفهم الوعاظ والمؤمنون الأزمة التي تمر بها السماء ونقص الموارد "الملائكية"التي أبيدت في حمص وبقية المدن السورية فتقرر اعفاء السماء من الحرج .. وعدم طلب العون والمدد .. بعد أن فتك الجيش السوري بكتائب الملائكة ..وباتت السماء من غير ملائكة ..ولكنها تغص بالانتحاريين ..

 

الا أن في مواعظ معاذ الخطيب نفهم أن السبب ليس نقصا في مدد السماء بل هو حيرة الملائكة وربما سياسة ملائكية .. فهي ان نزلت الى غزة فقد ينسى الله الشعب السوري .. وينجو النظام من أقدار السماء ..  

معاذ يتحدث بلسان جميع الاسلاميين ويقول ان عملية قتل المستوطنين الثلاثة حماقة وفيها الهاء للرأي العام العالمي عن القضية السورية لأن قضية سورية هي الأهم ألف مرة .. وينصح الفلسطينيين بايقاف هذا الجنون من أجل الشعب السوري الذي قدم للفلسطينيين الكثير .. وعلى الفلسطينيين الآن أن يقدموا للشعب السوري بأن يموتوا بصمت .. وان يقبلوا بحرق أبو خضيرة وغزة كرمى عيون الثورة السورية وأن يدفنوا أطفالهم دون نحيب وعويل وصراخ .. وأن يفككوا صواريخهم التي نقلها لهم السوريون والمعنى الآخر هو ان اسرائيل ليست العدو الأول بل النظام السوري ..

الاسلاميون يمارسون السياسة أيضا .. وقد أتقنوا تماما دور الاعتدال العربي وتفننوا في استيعاب المناورات السعودية وغيرها .. فجميعنا نذكر نصائح المعتدلين العرب قبل كل انتخابات اميريكية حيث تقوم اسرائيل بمجزرة مروعة مستغلة انشغال العالم .. وعندما يتعالى صوت أحدهم بالاحتجاح تتعالى نصائح الخبراء العرب والحريصين جدا على القضية الفلسطينية من المعتدلين الفهمانين بألا يتشاطر أحد ويقوم بالتشويش على الانتخابات الامريكية ويحرج المرشح الأميريكي الذي لديه مشروع سلام يتعهد فيه بأن يضع حدا لزعرنة اسرائيل .. فيقتل الاسرائيليون أضعافا مضاعفة والمعتدلون العرب يغمضون أعينهم متأسفين ولكن كلهم يقين أن الرئيس الأميريكي القادم سيقدر مساعدتهم له ..وهذا مايحصل بان يقدم لاسرائيل ضعف ماتطلبه ويوبخ العرب بقسوة ويقدم خيبة اثر خيبة للعرب ولاينسى أن يثرثر بضرورة استمرار عملية السلام وهو يودع البيت الأبيض فقضمت اسرائيل كل فلسطين .. بسبب نصائح المعتدلين والفهمانين العرب .. وهذا السيناريو صار من لوازم الحملة الانتخابية الاميريكية .. مجزرة واعتداء على العرب .. وتفهم عربي لضرورات ومصلحة القضية العربية .. ثم خازوق يدق بأسفلهم ..

وصلت وقاحة المعتدلين العرب أن بيريز (صديق الاخوان المسلمين العظيم والصديق الوفي لمحمد مرسي) عندما كان مرشحا عن حزب العمل لرئاسة وزراء اسرائيل قام بارتكاب مجزرة مروعة في جنوب لبنان هي قانا الأولى عام 1996 .. وعلى الفور تنادى الناصحون العرب والمعتدلون واهل الخير والخبرة وقالوا ان السكوت هو الرد المناسب كي لايتم التشويش على حملة بيريز الانتخابية لأن خسارته تعني فوز منافسه الليكودي الشرس .. وحزب العمل أكثر نعومة في التعامل مع مشروع السلام .. ونسي الناصحون أن يقولوا لنا بأن كل حروب اسرائيل الكبرى قادها حزب العمل الاسرائيلي ..وقد سكت العرب وربح الليكودي الشرس الانتخابات ..

 

طور المعتدلون العرب نظرية الاحتواء السياسي للصدمات وابتلاع الدم اليوم بأن ضرب غزة سينقذ النظام السوري ويحرج الثورة السورية .. ولذلك لم يطلب معاذ الخطيب من القاتل أن يصمت وأن يتوقف بل من الضحايا أن تسكت صونا للثورة السورية وشرفها وسمعتها .. وهذا بالطبع ليس بريئا بل هو تقديم أوراق اعتماد جديدة لاسرائيل من قبل معاذ الخطيب باسم الاسلاميين بأنهم مستعدون للعب الدور القذر للمعتدلين العرب الذين طالما اتنقدهم الاسلاميون وعابوا عليهم برودهم وسكوتهم عن الثأر .. وأبدى الاسلاميون بهذا الطرح الاستعداد للقيام بدور الناصح الذي يطلب من الذبيحة أن تتوقف عن الصراخ .. لأن صراخها سيغطي على الخطب الثورية للمؤمنين ولخلفاء المسلمين وعلى أصوات المكبرين ..

تذكرني نصيحة معاذ بمشهد مقزز روته مذكرات أحد الصحفيين الغربيين الذين كانوا يغطون الصراع بين المستعمرين البيض والأفارقة في زيمبابوي التي كان اسمها روديسيا نسبة الى سيسيل رودس العنصري البريطاني الذي أجبر الأفارقة في بوتسوانا وزيمبابوي على التنازل عن أراضيهم .. وفي روديسيا ابان حكم العنصري سميث شاهد الصحفي في تجواله رجلا أبيض يقوم بذبح أحد السود من عنقه وقد قيد يديه الى ظهره (على نفس الطريقة الاسلامية الحلال لكن من غير الله أكبر) .. وهنا قام الافريقي المسكين بعضّ يد الرجل الأبيض واطبق عليها بقوة لمنعه من ذبحه .. فتألم القاتل وخلص يده التي تحمل السكين وركله ثم ذبحه .. وعندما نهض وهو يتأمل يده التي عضها الافريقي .. قال له الخادم الأسود العاري والحافي القدمين الذي يرافقه محاولا ارضاءه ومعبرا عن استهجانه لتصرف المذبوح: لاأستطيع ياسيدي أن أتخيل كيف تصرف هذا النذل بهذه الوحشية ؟؟ !!

معاذ الخطيب يقف حافيا عاريا مثل ذلك الافريقي الوضيع .. معاذ رسول الملائكة وكاتم أسرارها .. وقف أمام الغزاويين وهم يذبحون .. وقال لهم: ان صراخكم نذالة .. لأنه يشوش على القضية السورية .. وهو نكران للجميل لأننا صمتنا يوما من أجلكم .. وآن الأوان لتصمتوا من أجلنا .. لأاستطيع أن أتخيل كيف تصرف هؤلاء الأنذال الفلسطينيون بهذه الوحشية والأنانية وسرقوا بعض الاهتمام من قضيتنا المباركة السورية ..

هنا عرفت لماذا سكتت الملائكة .. وسكت الله .. وسكت القرآن .. وسكتت الأحاديث .. وسكت الاسلام ..

أنا شخصيا لاأعرف مالذي ينتظره نتنياهو والمتطرفون اليهود وهم يتريثون في هدم المسجد الأقصى ..

الاسلاميون يقولون بعظمة لسانهم بشكل موارب بأن أي شيء لايهمهم حتى لو كان هدم الأقصى .. بل مايهم الوصول الى الحكم في دمشق .. وعلى الاسرائيليين فهم الرسالة والتحرك قبل فوات الأوان وضياع الفرصة ..

قبل ذلك عرض اللبواني التنازل عن الجولان (لأنه ورثه عن أبيه ومعه ورقة الطابو) ..وقبله لم يعرض الشقفة لواء اسكندرون على الأتراك بل اعتبره ليس سوريا ولاداعي لهذا العرض .. وبأن الأتراك هم الأحق به بحكم التقادم .. أما الاسلاميون فانهم بالتأكيد يفكرون بتقديم عرض أكثر سخاء .. انه المسجد الأقصى .. وصخرته .. بل وشطب تلك الفقرة من القرآن التي ورد فيها ذكره .. ولاتتصوروا أن ذلك صعب .. بل بقرار من خليفة المسلمين وعلمائها واسلامييها الذين سيقولون ان مفسدة صغيرة ترد مفسدة كبيرة لهي أفضل للمسلمين واننا فعلنا ذلك بسبب النظام السوري .. ولذلك صرت أفهم لماذا قال أحد الاسرائيليين دون خجل بأن بامكان اسرائيل هدم المسجد الأقصى اليوم قبل الغد .. ولكننا حصلنا على كل مانريد بتوقيع العرب .. فالعرب وقعوا في كامب ديفيد .. والعرب وقعوا في وادي عربة .. والعرب وقعوا في أوسلو .. ولذلك سنأتي بالاسلاميين والعرب ليوقعوا لنا التوقيع الأخير القاضي بالتخلي عن المسجد الأقصى .. والخلافات التاريخية تسكتها الاتفاقات والتواقيع لكي لايبقى لأحد حجة بعد ذلك .. لذا فان اسرائيل ستأتي بالاسلاميين الى أغرب اتفاق سيشهده التاريخ وهو صك التنازل عن المسجد الأقصى .. وربما الكعبة على اساس أن من بناها هو ابراهيم ولهم فيها حصة النصف كورثة لابراهيم ..

الملائكة ستنزل بنفسها لتوقع الصك .. وربما يراها العريفي والمؤمنون تهدم المسجد الأقصى وتبني هيكل سليمان .. 

هل عرفتم الآن لماذا لا تهبط الملائكة في غزة ؟؟

الملائكة أيضا تمارس السياسة وتعتكف في السماء وتنزل حسب الطلب والأجواء السياسية .. والله أيضا .. ورسوله .. والمؤمنون .. وان شئتم فاسألوا ذوي اللحى .. أحباب الله     

  • فريق ماسة
  • 2014-07-11
  • 10251
  • من الأرشيف

من قتل الملائكة في السماء؟ هل ستهدم الملائكة المسجد الأقصى؟؟...بقلم نارام سرجون

لم أكن اعرف أن الملائكة تمارس السياسة وأن من في السماء يشبهون من في الأرض حتى عرفت عهد الثورة السورية ..  . فمن بين كل التحريض الاعلامي والديني وتسيير الاساطير بين الناس ونشر الخرافات في الربيع العربي لم يلفتني تحريض مثير للسخرية السوداء مثل شهادات العيان التي نقلها العريفي بكل أمانة عن نزول الملائكة بخيولها البيضاء الى حمص لتقاتل الجيش السوري .. بل ان بعض المجانين بثوا صورا على اليوتيوب زعموا انها التقطت بالصدفة بالهواتف النقالة لأشباح بيضاء تنقل المصابين من المسلحين على خيول بيضاء يتخيلها لنا شاهد العيان وهي كما يزعم تتحرك بسرعة خاطفة بالكاد تنظرها العين ويلتقطها البصر وهي تلمع كالبرق .. ولذلك يجب أن نصدقه .. وقد تناقلها المجانين من الثوار ومن خطباء المساجد في الدول المختلة نفسيا والمحتلة عمليا وخاصة ذلك الدجال العريفي وفريقه وضحكوا بها على عقول البسطاء .. وعلى عقول بعض المثقفين حتى أن طبيبا كان يوزع الصور على الثوار وهو يذيّل الرسالة بالتكبير ..الله أكبر .. ولاندري ان كان سبب غياب الملائكة عن غزة هذه الأيام تلكؤا في همة الملائكة أو تثاقلا عن الجهاد أو ترددا من السماء في ارسال المدد .. ولاندري ان صارت السماء خالية من الملائكة والحوريات في هذه الفترة العصيبة .. فربما قضى الجيش السوري على جيش الملائكة الذي رآه العريفي وأباده .. واما الحوريات اللواتي كن يطعمن الجرحى الرحيق فقد تم استدعاؤهن الى الجنة بسبب وصول آلاف الانتحاريين والاستشهاديين الذي فجروا أنفسهم في سورية والعراق وتوجهوا بسرعة الى قصورهم في الجنة لقبض مخصصاتهم ومكافآتهم النسائية وتنفيذ الوعد الالهي بالنكاح الأزلي .. ولذلك تم استدعاء كل الاحتياطي من الحوريات للوفاء بوعود السماء .. فكل استشهادي سيحظى كما روي بسبعين حورية سيطؤهن جميعا كما وعد الله .. وكل واحدة منهن لديها سبعون وصيفة ويمكنه - من باب ماملكت الأيمان - أن يطأهن جميعا .. وكل وصيفة لديها سبعون خادمة .. وسيمكنه كانتحاري أن يطأهن ايضا جميعا بعد ان قدم جسده في سبيل الله .. ولاندري متى تنتهي هذه المتوالية السبعينية .. وباعتبار أن الجيش السوري قد دمر جيش الملائكة فلم يبق لغزة ولاملاك واحد ينزل حتى ليكون ساعي بريد لينذر السكان أن الطائرات الاسرائيلية ستقصف المنزل .. ولذلك قام ملائكة الجيش الاسرائيلي بهذه المهمة نيابة عن السماء وجعلوا يتصلون بأصحاب البيوت لاخلائها في ثوان بعد أن ابتليت السماء بكارثة ابادة جيش الملائكة الالهي في سورية .. أما الوصيفات فبالكاد لديهن وقت خارج القصور التي تعج بالاستشهاديين وطلباتهم الملحة التي لاتحتمل التأجيل .. ومن هنا نفهم سبب الصمت الذي أصاب الساحات الاسلامية والمساجد من المحيط الى الخليج .. فقد تفهم الوعاظ والمؤمنون الأزمة التي تمر بها السماء ونقص الموارد "الملائكية"التي أبيدت في حمص وبقية المدن السورية فتقرر اعفاء السماء من الحرج .. وعدم طلب العون والمدد .. بعد أن فتك الجيش السوري بكتائب الملائكة ..وباتت السماء من غير ملائكة ..ولكنها تغص بالانتحاريين ..   الا أن في مواعظ معاذ الخطيب نفهم أن السبب ليس نقصا في مدد السماء بل هو حيرة الملائكة وربما سياسة ملائكية .. فهي ان نزلت الى غزة فقد ينسى الله الشعب السوري .. وينجو النظام من أقدار السماء ..   معاذ يتحدث بلسان جميع الاسلاميين ويقول ان عملية قتل المستوطنين الثلاثة حماقة وفيها الهاء للرأي العام العالمي عن القضية السورية لأن قضية سورية هي الأهم ألف مرة .. وينصح الفلسطينيين بايقاف هذا الجنون من أجل الشعب السوري الذي قدم للفلسطينيين الكثير .. وعلى الفلسطينيين الآن أن يقدموا للشعب السوري بأن يموتوا بصمت .. وان يقبلوا بحرق أبو خضيرة وغزة كرمى عيون الثورة السورية وأن يدفنوا أطفالهم دون نحيب وعويل وصراخ .. وأن يفككوا صواريخهم التي نقلها لهم السوريون والمعنى الآخر هو ان اسرائيل ليست العدو الأول بل النظام السوري .. الاسلاميون يمارسون السياسة أيضا .. وقد أتقنوا تماما دور الاعتدال العربي وتفننوا في استيعاب المناورات السعودية وغيرها .. فجميعنا نذكر نصائح المعتدلين العرب قبل كل انتخابات اميريكية حيث تقوم اسرائيل بمجزرة مروعة مستغلة انشغال العالم .. وعندما يتعالى صوت أحدهم بالاحتجاح تتعالى نصائح الخبراء العرب والحريصين جدا على القضية الفلسطينية من المعتدلين الفهمانين بألا يتشاطر أحد ويقوم بالتشويش على الانتخابات الامريكية ويحرج المرشح الأميريكي الذي لديه مشروع سلام يتعهد فيه بأن يضع حدا لزعرنة اسرائيل .. فيقتل الاسرائيليون أضعافا مضاعفة والمعتدلون العرب يغمضون أعينهم متأسفين ولكن كلهم يقين أن الرئيس الأميريكي القادم سيقدر مساعدتهم له ..وهذا مايحصل بان يقدم لاسرائيل ضعف ماتطلبه ويوبخ العرب بقسوة ويقدم خيبة اثر خيبة للعرب ولاينسى أن يثرثر بضرورة استمرار عملية السلام وهو يودع البيت الأبيض فقضمت اسرائيل كل فلسطين .. بسبب نصائح المعتدلين والفهمانين العرب .. وهذا السيناريو صار من لوازم الحملة الانتخابية الاميريكية .. مجزرة واعتداء على العرب .. وتفهم عربي لضرورات ومصلحة القضية العربية .. ثم خازوق يدق بأسفلهم .. وصلت وقاحة المعتدلين العرب أن بيريز (صديق الاخوان المسلمين العظيم والصديق الوفي لمحمد مرسي) عندما كان مرشحا عن حزب العمل لرئاسة وزراء اسرائيل قام بارتكاب مجزرة مروعة في جنوب لبنان هي قانا الأولى عام 1996 .. وعلى الفور تنادى الناصحون العرب والمعتدلون واهل الخير والخبرة وقالوا ان السكوت هو الرد المناسب كي لايتم التشويش على حملة بيريز الانتخابية لأن خسارته تعني فوز منافسه الليكودي الشرس .. وحزب العمل أكثر نعومة في التعامل مع مشروع السلام .. ونسي الناصحون أن يقولوا لنا بأن كل حروب اسرائيل الكبرى قادها حزب العمل الاسرائيلي ..وقد سكت العرب وربح الليكودي الشرس الانتخابات ..   طور المعتدلون العرب نظرية الاحتواء السياسي للصدمات وابتلاع الدم اليوم بأن ضرب غزة سينقذ النظام السوري ويحرج الثورة السورية .. ولذلك لم يطلب معاذ الخطيب من القاتل أن يصمت وأن يتوقف بل من الضحايا أن تسكت صونا للثورة السورية وشرفها وسمعتها .. وهذا بالطبع ليس بريئا بل هو تقديم أوراق اعتماد جديدة لاسرائيل من قبل معاذ الخطيب باسم الاسلاميين بأنهم مستعدون للعب الدور القذر للمعتدلين العرب الذين طالما اتنقدهم الاسلاميون وعابوا عليهم برودهم وسكوتهم عن الثأر .. وأبدى الاسلاميون بهذا الطرح الاستعداد للقيام بدور الناصح الذي يطلب من الذبيحة أن تتوقف عن الصراخ .. لأن صراخها سيغطي على الخطب الثورية للمؤمنين ولخلفاء المسلمين وعلى أصوات المكبرين .. تذكرني نصيحة معاذ بمشهد مقزز روته مذكرات أحد الصحفيين الغربيين الذين كانوا يغطون الصراع بين المستعمرين البيض والأفارقة في زيمبابوي التي كان اسمها روديسيا نسبة الى سيسيل رودس العنصري البريطاني الذي أجبر الأفارقة في بوتسوانا وزيمبابوي على التنازل عن أراضيهم .. وفي روديسيا ابان حكم العنصري سميث شاهد الصحفي في تجواله رجلا أبيض يقوم بذبح أحد السود من عنقه وقد قيد يديه الى ظهره (على نفس الطريقة الاسلامية الحلال لكن من غير الله أكبر) .. وهنا قام الافريقي المسكين بعضّ يد الرجل الأبيض واطبق عليها بقوة لمنعه من ذبحه .. فتألم القاتل وخلص يده التي تحمل السكين وركله ثم ذبحه .. وعندما نهض وهو يتأمل يده التي عضها الافريقي .. قال له الخادم الأسود العاري والحافي القدمين الذي يرافقه محاولا ارضاءه ومعبرا عن استهجانه لتصرف المذبوح: لاأستطيع ياسيدي أن أتخيل كيف تصرف هذا النذل بهذه الوحشية ؟؟ !! معاذ الخطيب يقف حافيا عاريا مثل ذلك الافريقي الوضيع .. معاذ رسول الملائكة وكاتم أسرارها .. وقف أمام الغزاويين وهم يذبحون .. وقال لهم: ان صراخكم نذالة .. لأنه يشوش على القضية السورية .. وهو نكران للجميل لأننا صمتنا يوما من أجلكم .. وآن الأوان لتصمتوا من أجلنا .. لأاستطيع أن أتخيل كيف تصرف هؤلاء الأنذال الفلسطينيون بهذه الوحشية والأنانية وسرقوا بعض الاهتمام من قضيتنا المباركة السورية .. هنا عرفت لماذا سكتت الملائكة .. وسكت الله .. وسكت القرآن .. وسكتت الأحاديث .. وسكت الاسلام .. أنا شخصيا لاأعرف مالذي ينتظره نتنياهو والمتطرفون اليهود وهم يتريثون في هدم المسجد الأقصى .. الاسلاميون يقولون بعظمة لسانهم بشكل موارب بأن أي شيء لايهمهم حتى لو كان هدم الأقصى .. بل مايهم الوصول الى الحكم في دمشق .. وعلى الاسرائيليين فهم الرسالة والتحرك قبل فوات الأوان وضياع الفرصة .. قبل ذلك عرض اللبواني التنازل عن الجولان (لأنه ورثه عن أبيه ومعه ورقة الطابو) ..وقبله لم يعرض الشقفة لواء اسكندرون على الأتراك بل اعتبره ليس سوريا ولاداعي لهذا العرض .. وبأن الأتراك هم الأحق به بحكم التقادم .. أما الاسلاميون فانهم بالتأكيد يفكرون بتقديم عرض أكثر سخاء .. انه المسجد الأقصى .. وصخرته .. بل وشطب تلك الفقرة من القرآن التي ورد فيها ذكره .. ولاتتصوروا أن ذلك صعب .. بل بقرار من خليفة المسلمين وعلمائها واسلامييها الذين سيقولون ان مفسدة صغيرة ترد مفسدة كبيرة لهي أفضل للمسلمين واننا فعلنا ذلك بسبب النظام السوري .. ولذلك صرت أفهم لماذا قال أحد الاسرائيليين دون خجل بأن بامكان اسرائيل هدم المسجد الأقصى اليوم قبل الغد .. ولكننا حصلنا على كل مانريد بتوقيع العرب .. فالعرب وقعوا في كامب ديفيد .. والعرب وقعوا في وادي عربة .. والعرب وقعوا في أوسلو .. ولذلك سنأتي بالاسلاميين والعرب ليوقعوا لنا التوقيع الأخير القاضي بالتخلي عن المسجد الأقصى .. والخلافات التاريخية تسكتها الاتفاقات والتواقيع لكي لايبقى لأحد حجة بعد ذلك .. لذا فان اسرائيل ستأتي بالاسلاميين الى أغرب اتفاق سيشهده التاريخ وهو صك التنازل عن المسجد الأقصى .. وربما الكعبة على اساس أن من بناها هو ابراهيم ولهم فيها حصة النصف كورثة لابراهيم .. الملائكة ستنزل بنفسها لتوقع الصك .. وربما يراها العريفي والمؤمنون تهدم المسجد الأقصى وتبني هيكل سليمان ..  هل عرفتم الآن لماذا لا تهبط الملائكة في غزة ؟؟ الملائكة أيضا تمارس السياسة وتعتكف في السماء وتنزل حسب الطلب والأجواء السياسية .. والله أيضا .. ورسوله .. والمؤمنون .. وان شئتم فاسألوا ذوي اللحى .. أحباب الله     

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة