دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
رغم توفر أدلة على هوية القاتلين منذ اليوم الأول قبل نحو أسبوع أعلنت الشرطة الإسرائيلية أمس عن « تطور دراماتيكي» في جريمة خطف وحرق الفتى محمد أبو خضير(15) من شعفاط في القدس المحتلة بحرقه حيا.
في غضون ذلك قالت وزارة القضاء الاسرائيلية تسيبي لفني بان جريمة اسستشهاد محمد ابو خضير حرقا، جاء نتيجة عمليات تحريض رسمية وشعبية
واختارت الشرطة الإسرائيلية أن تكشف عن هوية قتلة أبو خضير تزامنا مع الكشف عن عملية قتل فتاة إسرائيلية شيلي دادون يتهم بقتلها سائق تاكسي عربي من قرية عبلين قبل شهرين داخل أراضي 48 منوهة أن هناك شبهات أن» الخلفية القومية» وأبقت تفاصيل أخرى تتعلق بملابسات جريمة القتل طي الكتمان. ونقلت الإذاعة العبرية العامة أمس عن ضابط كبير قوله إن الشرطة رغبت بالكشف عن جريمتي القتل بنفس اللحظة من أجل « الموازنة «. كما نقلت عن والد الفتى المغدور مطالبته إسرائيل بهدم بيوت القتلة النازيين.
وقال النائب أحمد الطيبي لـ «القدس العربي» إن قتل الفتاة شيلي دادون جريمة بشعة ولكن توقيت نشرها بالتزامن مع نشر خبر اعتقال عصابة ارهابية يمينية قتلت الشهيد محمد ابو خضير..توقيت تفوح منه رائحة كريهة.. نتنة وفاضحة وتابع « شرطة إسرائيل متهمة بالتواطؤ «. وقررت لجنة المتابعة العليا تنظيم مظاهرة جماهيرية ضخمة في الناصرة الجمعة احتجاجا على الاعتداءات الإسرائيلية. وكشفت عن اعتقال ستة إسرائيليين يشتبه بتورطهم بجريمة قتل أبو خضير على خلفية قومية ولم تتلق عائلة أبو خضير أي اتصال من شرطة الاحتلال حول ذلك رغم وعودها بأن تكون الأولى بمعرفة أي تطور في ملف التحقيقات.
يشار أن جثة الفتى الشهيد خضعت يوم الخميس الماضي للتشريح في معهد الطب العدلي في تل أبيب بمشاركة طبيب فلسطيني من جهة العائلة.
وقال النائب الفلسطيني العام القاضي محمد عبد الغني يوم السبت الماضي إن الفتى استشهد جراء حروق بالأساس نتيجة إدخال مواد مشتعلة لجسم وإشعاله وهو لا يزال على قيد الحياة. كما ظهرت آثار ضرب في رأسه بآلة حادة.
ويستدل من ملف التحقيق أن أبو خضير توجه للمسجد في بلدته شعفاط فجر الأربعاء الماضي برفقة صديقين اللذين سبقاه للصلاة وبعد لحظات توقفت سيارة بجوار الرصيف وترجل منها شخصان قاما بخطفه وفرا من المكان بسرعة.
وحاول شباب من شعفاط حاولوا اللحاق بالسيارة بمركبتهم لكنهم فقدوها عند التلة الفرنسية وأفاد شهود العيان أن الخاطفين عبروا المفرق رغم الشارة المرورية الحمراء فعاد الشهود وأخبروا والد الفتى بما شاهدوه فسارع للاتصال بالشرطة على الفور.
وبواسطة تقنيات ألكترونية وهاتف الفتى الجوال تمكنت الشرطة من التعرف على موقعه داخل غابة قريبة من قرية دير ياسين المهجرة غربي القدس.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبيل الجلسة الحكومية أمس إنه «يعمل على عدة جبهات في آن واحد بهدف إعادة الهدوء والأمان لجميع المواطنين الإسرائيليين وعلى رأسهم المواطنون في الجنوب».
وفي انتقاد مبطّن لوزيري الخارجية أفيغدور ليبرمان والاقتصاد نفتالي بينيت اللذين جددا دعوتها لاستخدام القوة المفرطة واحتلال غزة أوضح نتنياهو أن التجربة تثبت ضرورة ضبط النفس والتصرف بمسؤولية وليس بشكل متسرع. وتابع « عملنا في نهاية الأسبوع بحزم ضد أعمال الشغب التي اندلعت في القدس والبلدات العربية. إننا نتخذ اجراءات صارمة ضد المشاغبين الذين يخالفون القانون وضد المحرضين من أي طرف كان». وقال إنه من غير الممكن يمكن أن يتم داخل إسرائيل رشق أفراد الشرطة بالحجارة والزجاجات الحارقة ولا يمكن أن يتم إغلاق الطرقات وتدمير الممتلكات».
ولم يتعرض نتنياهو لانتقادات فلسطينية فحسب اذ حملته أوساط سياسية وإعلامية في إسرائيل حتى من دلخل حكومته، مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية. وذهبت رئيسة حزب «ميرتس» المعارض للتأكيد على أن استشهاد أبو خضير هو نتيجة عمليات تحريض دموية وعنصرية ونتيجة سياسة « العين بالعين». وفي بيان لها قدمت مثالا على تحريض الوزراء « عندما يدعو وزير عضو بالحكومة المصغرة للانتقال من الأقوال للأفعال هناك من يسمع ويبادر للقيام بالانتقام وخسارة أن الوزراء لا يقتدون بعائلات المستوطنين القتلى الذين استنكروا قتل أبو خضير وقالوا إن القتل يبقى جريمة نكراء بصرف النظر عن هوية القتيل والقاتل».
ويرى يوفال ديسكين الرئيس السابق للمخابرات العامة (الشاباك) أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لترهيب الإسرائيليين والزعم بأنه لا يوجد شريك فلسطيني لافتا لمضيها في تجاهل احتياجات وحقوق فلسطينيي الداخل محذرا من أن الأجواء ما زالت مشبعة بالوقود.
وقال ديسكين في صفحته على الفيسبوك أمس إن ما يجري اليوم معرض للكثير من التدهور على خلفية قتل الفتى أبو خضير حتى لو هدأت الأوضاع مؤقتا موضحا أن تدهور الحالة الأمنية هو بالدرجة الأولى نتيجة الوهم بأن جمود الحكومة من شأنه أن يجمّد الأوضاع ويبقيها هادئة.
وحمل ديسكين على سياسات نتنياهو حيال الفلسطينيين على طرفي الخط الأخضر، ومواصلة الاستيطان، والمضي قدما بترهيب الإسرائيليين من كل ما يدور حولهم في الشرق الأوسط وفرض حقائق على الأرض لا يمكن تغييرها والاستمرار بعدم معالجة المشاكل الملحة للمجتمع العربي في إسرائيل.
واما ليفني فاعترفت أن قتل محمد أبو خضير من بلدة شعفاط في القدس المحتلة جاء نتيجة مباشرة للتحريض الرسمي والشعبي على العرب بعد الكشف عن قتل المستوطنين الثلاثة.
وقالت ليفني المسؤولة عن ملف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية للقناة الإسرائيلية الثانية مساء أمس إنها مصدومة من إقدام المجرمين الستة بخطف الفتى الفلسطيني وحرقه حيا حتى الموت.
ودعت ليفني قيادة الشعبين للتصرف بحكمة وضبط للنفس لئلا تنفلت الأوضاع نحو الهاوية كما حدث في الانتفاضة الثانية.
من جهتها ما زالت الشرطة الإسرائيلية تفرض أمر منع نشر على ملابسات الجريمة لكن تسريبات صحافية تفيد بأن القتلة خططوا لها سلفا.
ويستدل من التحقيق أن الشرطة ضبطت المركبة التي استقلها المجرمون بالخطف والقتل بفضل كاميرات المراقبة في المكان وفي مناطق أخرى من القدس.
وقالت القناة الثانية إن الخاطفين ضربوا الفتى وهو داخل السيارة وانتقلوا من بيت حنينا لغربي القدس حيث ضربوه مجددا قبل إحراقه حيّا. أما التطورات التي قادت لفك اللغز فتعود لمحاولة مجموعة القتلة خطف فتى فلسطيني آخر قبل خطف أبو خضير بيوم انتهت بالفشل بفضل يقظة الأم التي انتزعته منهم.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة