أن تملك شاربا يبلغ طوله 86 سم، فهو بالتأكيد شىء استثنائى سواء سلبا أو إيجابا؛ فتارة يجلب لك السب والاستهزاء، وتارة أخرى، يكون مصدر مدح وغبطة، وقد تعتبره أنت مصدر فخر وشيئا قيما يستحق التأريخ.

تلك حالة العم فتحى شنب، رئيس الرابطة المصرية للشوارب الطويلة، الذى يرى أن شاربه هو “ثروته ووصيته لأبنائه وزوجته”.

العم فتحى، الذى تخطى عمره حاجز الـ73 عاما، يرأس رابطة الشوارب التى أسست قبل 35 عاما، ومازالت تستقبل أعضاء جدد رغم أن عدد أعضائها الحاليين وصل إلى 151 شخصا من أصحاب الشوارب المميزة والطويلة فى مصر.

على بعد أمتار من منزل العم فتحى شنب، الذى يسكن فى حى إمبابة، غربى العاصمة المصرية القاهرة، تحدث المارة فى الطريق عن الرجل بألقاب عدة، فور ذكر اسمه، منهم من قال إنه “صاحب أطول شنب فى العالم”، وأخرون قالوا إنه “من أعاد الهيبة للشارب”، فيما أجمعوا أنهم تمنوا لو كان لدى بعضهم شاربًا يشبه شارب العم فتحى.

يقول العم فتحى شنب إنه اختار تربية شاربه منذ الصغر لما عرف عنه من رمز للشهامة والرجولة، كما هو الحال مع الأجداد، خصوصا فى الصعيد (جنوب مصر)، حتى أن البعض يقوم بالحلف بالشارب كقولهم بالعامية المصرية “وحياة شنبى” أى (شاربى)، فضلًا عن أن الشارب ميز رموز كبيرة فى تاريخ مصر الحديث: مصطفى كامل (1874- 1908)، زعيم سياسى ومناضل ضد الاستعمار، وسعد زغلول(1858 – 1927)، رئيس وزراء مصر فى عشرينيات القرن الماضى، ومحمد فريد(1868 – 1919)، حقوقى مصرى شهير.

فتحى شنب يضيف : “الشارب سبب فى تكوينى لعلاقات جيدة مع أشخاص عدة، يكفى أن مجرد وجودى فى وسط أسرة يعتبر فرحة لهم، شاربى يعتبر سببًا فى إسعاد كثيرين، فالكثير من المعجبين والمعجبات يطلبون أخذ صورة معى”.

وعن أهم الصعاب التى واجهته طوال هذه السنوات، يقول العم فتحى: “أحيانا يكون شاربى عائقا فى ركوب المواصلات العامة، وحتى فى الإفراج تتحول الكاميرات لى، لكن فى النهاية الشارب كان سببًا فى عمل علاقات مع شخصيات عدة على مستوى العالم العربى (لم يحددهم)، وعلى مستوى الرابطة التى تجمع أصدقائى من أصحاب الشوارب الطويلة”.

يتابع العم فتحى حول رابطة الشوارب المميزة بقوله “الرابطة تأسست عام 1987 وبالنسبة لى فأنا رئيس الرابطة المميزة التى كانت تضم فى عضويتها فى البداية نحو 16 عضوا ووصلنا حاليًا إلى 151 عضوا، وجميعنا مصريين من جميع المحافظات”.

العم فتحى الذى اشترك فى أكثر من مسابقة دولية حصل فيها على ألقاب عدة من بينها ملك مملكة الشوارب عام 1985، وأضخم شارب فى عام 1988 ومسجل فى موسوعة جينيس لأطول شارب عام 1990 ومحطم الأرقام القياسية للشوارب عام 1994 ولقب لورد الشوارب عام 1999وقائد مملكة الشوارب عام 2012، يقول إن “حفاظه على شاربه بهذا الطول يكلفه شهريا حوالى 300 جنيه (أقل من 50 دولار) حتى يتمكن من شراء كريمات وبلسم (مرطبات) وشامبو وزيوت وغذاء ملكات النحل”.

ويقول العم فتحى: “لن نقوم بعمل مليونيات (مظاهرات حاشدة) مماثلة لتلك التى تقوم بها رابطة الشوارب الأمريكية (تأسست فى 1965)، لكننا نقدم مطالبنا للجهات المختصة، ولا نريد أن نشترك فى مليوينيات أو مظاهرات لرفع مطالبنا، التى هى باختصار مطالب بسيطة، نتمنى أن يستمع لها الرئيس المصرى”.

وحول أهم مطالبهم، يقول العم فتحى: “نحن مجموعة أصحاب الشوارب الطويلة والمميزة، لدينا مواهب عديدة لو دفعت بنا الدولة كى نقوم بعمل مهرجان بالخارج سيكون الأمر مميزا لمصر، كما أننا يمكن أن يتم استغلالنا فى أعمال الخير، كأن نقوم بجمع تبرعات الدم، من المصريين بجوار سيارات الإسعاف فى مقابل التصوير معانا”.

ويروى العم فتحى، الذى بدى عليه الفخر بشاربه، “لو كان صدرى غير متسع للجميع ما تحملت تعليقات كثيرة كان من الممكن أن تغضب غيرى وتستفزه، أذكر أنه فى أحد المرات قال لى أحدهم لماذا تربى هذا الشارب، وأخذ يقول لصديقه انظر لماذا يربى هذا الرجل شاربه، كان من الأولى أن يربى شيئا ينفعه، وقتها وجدت نفسى أرد عليه إن هذا الشارب ينفعنى، ويمكننى تربيته، وتربية غيره إذا أراد، وهو ما يعنى أننى لا أقبل بأحد أن يهزأ بشاربى بل على العكس أواجه كل المواقف ولا شىء يضطرنى إلى حلقه”.

فى المقابل يجد العم فتحى نفسه يروى مواقف أخرى مضحكة، منها “شكوى أحد المصلين جوارى فى الجامع أنه شاربى وصل إلى فمه أثناء الصلاة كما أن بعض السيدات أحيانا يسألونى أسئلة محرجة من بينها كيفية تقبيلى لزوجتى”.

أما زوجة الحج فتحى شنب التى جلست تستمع لذكرياته فقالت للمراسلة إنها “وجدت حنانا وحنية وطيبة من زوجها صاحب أطول شارب لم تجده عندما كان لا يربى شاربه”.

ولا يفكر العم فتحى مطلقا فى حلاقة شاربه ويبرر ذلك قائلا: “لأن شاربى هو ثروتى ووصيتى لأبنائى وزوجتى”، مطالبًا إياهم بالحفاظ على صوره التذكارية، لأنها تاريخه.

  • فريق ماسة
  • 2014-07-06
  • 9079
  • من الأرشيف

صاحب أطول شارب بمصر يطالب الدولة بـ”استغلاله” في الأعمال الخيرية

أن تملك شاربا يبلغ طوله 86 سم، فهو بالتأكيد شىء استثنائى سواء سلبا أو إيجابا؛ فتارة يجلب لك السب والاستهزاء، وتارة أخرى، يكون مصدر مدح وغبطة، وقد تعتبره أنت مصدر فخر وشيئا قيما يستحق التأريخ. تلك حالة العم فتحى شنب، رئيس الرابطة المصرية للشوارب الطويلة، الذى يرى أن شاربه هو “ثروته ووصيته لأبنائه وزوجته”. العم فتحى، الذى تخطى عمره حاجز الـ73 عاما، يرأس رابطة الشوارب التى أسست قبل 35 عاما، ومازالت تستقبل أعضاء جدد رغم أن عدد أعضائها الحاليين وصل إلى 151 شخصا من أصحاب الشوارب المميزة والطويلة فى مصر. على بعد أمتار من منزل العم فتحى شنب، الذى يسكن فى حى إمبابة، غربى العاصمة المصرية القاهرة، تحدث المارة فى الطريق عن الرجل بألقاب عدة، فور ذكر اسمه، منهم من قال إنه “صاحب أطول شنب فى العالم”، وأخرون قالوا إنه “من أعاد الهيبة للشارب”، فيما أجمعوا أنهم تمنوا لو كان لدى بعضهم شاربًا يشبه شارب العم فتحى. يقول العم فتحى شنب إنه اختار تربية شاربه منذ الصغر لما عرف عنه من رمز للشهامة والرجولة، كما هو الحال مع الأجداد، خصوصا فى الصعيد (جنوب مصر)، حتى أن البعض يقوم بالحلف بالشارب كقولهم بالعامية المصرية “وحياة شنبى” أى (شاربى)، فضلًا عن أن الشارب ميز رموز كبيرة فى تاريخ مصر الحديث: مصطفى كامل (1874- 1908)، زعيم سياسى ومناضل ضد الاستعمار، وسعد زغلول(1858 – 1927)، رئيس وزراء مصر فى عشرينيات القرن الماضى، ومحمد فريد(1868 – 1919)، حقوقى مصرى شهير. فتحى شنب يضيف : “الشارب سبب فى تكوينى لعلاقات جيدة مع أشخاص عدة، يكفى أن مجرد وجودى فى وسط أسرة يعتبر فرحة لهم، شاربى يعتبر سببًا فى إسعاد كثيرين، فالكثير من المعجبين والمعجبات يطلبون أخذ صورة معى”. وعن أهم الصعاب التى واجهته طوال هذه السنوات، يقول العم فتحى: “أحيانا يكون شاربى عائقا فى ركوب المواصلات العامة، وحتى فى الإفراج تتحول الكاميرات لى، لكن فى النهاية الشارب كان سببًا فى عمل علاقات مع شخصيات عدة على مستوى العالم العربى (لم يحددهم)، وعلى مستوى الرابطة التى تجمع أصدقائى من أصحاب الشوارب الطويلة”. يتابع العم فتحى حول رابطة الشوارب المميزة بقوله “الرابطة تأسست عام 1987 وبالنسبة لى فأنا رئيس الرابطة المميزة التى كانت تضم فى عضويتها فى البداية نحو 16 عضوا ووصلنا حاليًا إلى 151 عضوا، وجميعنا مصريين من جميع المحافظات”. العم فتحى الذى اشترك فى أكثر من مسابقة دولية حصل فيها على ألقاب عدة من بينها ملك مملكة الشوارب عام 1985، وأضخم شارب فى عام 1988 ومسجل فى موسوعة جينيس لأطول شارب عام 1990 ومحطم الأرقام القياسية للشوارب عام 1994 ولقب لورد الشوارب عام 1999وقائد مملكة الشوارب عام 2012، يقول إن “حفاظه على شاربه بهذا الطول يكلفه شهريا حوالى 300 جنيه (أقل من 50 دولار) حتى يتمكن من شراء كريمات وبلسم (مرطبات) وشامبو وزيوت وغذاء ملكات النحل”. ويقول العم فتحى: “لن نقوم بعمل مليونيات (مظاهرات حاشدة) مماثلة لتلك التى تقوم بها رابطة الشوارب الأمريكية (تأسست فى 1965)، لكننا نقدم مطالبنا للجهات المختصة، ولا نريد أن نشترك فى مليوينيات أو مظاهرات لرفع مطالبنا، التى هى باختصار مطالب بسيطة، نتمنى أن يستمع لها الرئيس المصرى”. وحول أهم مطالبهم، يقول العم فتحى: “نحن مجموعة أصحاب الشوارب الطويلة والمميزة، لدينا مواهب عديدة لو دفعت بنا الدولة كى نقوم بعمل مهرجان بالخارج سيكون الأمر مميزا لمصر، كما أننا يمكن أن يتم استغلالنا فى أعمال الخير، كأن نقوم بجمع تبرعات الدم، من المصريين بجوار سيارات الإسعاف فى مقابل التصوير معانا”. ويروى العم فتحى، الذى بدى عليه الفخر بشاربه، “لو كان صدرى غير متسع للجميع ما تحملت تعليقات كثيرة كان من الممكن أن تغضب غيرى وتستفزه، أذكر أنه فى أحد المرات قال لى أحدهم لماذا تربى هذا الشارب، وأخذ يقول لصديقه انظر لماذا يربى هذا الرجل شاربه، كان من الأولى أن يربى شيئا ينفعه، وقتها وجدت نفسى أرد عليه إن هذا الشارب ينفعنى، ويمكننى تربيته، وتربية غيره إذا أراد، وهو ما يعنى أننى لا أقبل بأحد أن يهزأ بشاربى بل على العكس أواجه كل المواقف ولا شىء يضطرنى إلى حلقه”. فى المقابل يجد العم فتحى نفسه يروى مواقف أخرى مضحكة، منها “شكوى أحد المصلين جوارى فى الجامع أنه شاربى وصل إلى فمه أثناء الصلاة كما أن بعض السيدات أحيانا يسألونى أسئلة محرجة من بينها كيفية تقبيلى لزوجتى”. أما زوجة الحج فتحى شنب التى جلست تستمع لذكرياته فقالت للمراسلة إنها “وجدت حنانا وحنية وطيبة من زوجها صاحب أطول شارب لم تجده عندما كان لا يربى شاربه”. ولا يفكر العم فتحى مطلقا فى حلاقة شاربه ويبرر ذلك قائلا: “لأن شاربى هو ثروتى ووصيتى لأبنائى وزوجتى”، مطالبًا إياهم بالحفاظ على صوره التذكارية، لأنها تاريخه.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة