في وقت ارتفعت فيه حدة المعارك بين «داعش» و«جيش الاسلام» في الغوطة الشرقية، أصدر «داعش» أمس، وللمرة الأولى منذ بدء المعارك وحرب تصفية القادة بينهما، بياناً، اتهم فيه «جيش الاسلام» «بإعلان الحرب عليه»، ومطالباً في الوقت نفسه بحل «الخصومات عن طريق قضاء مشترك»

دخلت الحرب بين «الجهاديين» أمس مرحلة جديدة في الغوطة الشرقية، فبعد صدور ثلاثة بيانات لـ«جيش الإسلام» خلال أقل من أسبوعين، أعلن فيها الحرب على تنظيم «داعش»، داعيا الأهالي فيها إلى التبليغ عن عناصره في الغوطة الشرقية، ومحذرا من مغبّة إيوائهم ومؤازرتهم، أصدر «داعش» أمس البيان الاول له في هذا الصدد.

 واتهم التنظيم «جيش الإسلام» بإعلان الحرب عليه. البيان الذي حمل توقيع «المكتب الإعلامي لولاية دمشق، قاطع الغوطة الشرقية»، طالب «دار القضاء الموحّد»، التي كالت «الاتهامات جزافاً» لـ«داعش»، بحسب البيان المذكور، بإلغاء البيانات الثلاثة التي صدرت ضدّه، «ثم تحل جميع الخصومات المتعلقة بين الطرفين عن طريق قضاء مشترك»، وذلك «حقناً لدماء المسلمين».

وأمس أيضاً، نشرت وسائل إعلام حكما لـ«القاضي الشرعي» لـ«داعش» في الغوطة الشرقية، يصنّف فيه «حال الفصائل المقاتلة»، ويصف فيه «المجلس العسكري والائتلاف الوطني وهيئة الاركان» بـ «طوائف ردّة وكفر». كذلك سجّل البيان تحفظاً على قبول قيادة «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» توقيع «ميثاق الشرف الثوري»، ويتهم فيه قيادة «الجبهة الإسلامية» بالوقوع في «ناقض من نواقض الإسلام» دون تحديده، فيما يستثني الحكم «جبهة النصرة» من الفصائل المقاتلة، ويعدّها «المسلمين قادة وأفراداً».

ميدانياً، علمت «الأخبار»، من مصدر مقرّب من «جيش الإسلام»، أن «داعش» أعدم عدداً من الأسرى لديه، من مسلّحي «جيش الإسلام»، الأمر الذي دفع الأخير إلى مهاجمة العديد من نقاط «داعش» صباحاً. وتمدّدت المواجهات في كامل المنطقة الممتدّة ما بين مسرابا ودوما. وروى المصدر أنّه «بدا داعش كأنه كان على أهبة الاستعداد لخوض هذه المواجهة؛ فحالما هاجم جيش الاسلام نقاطاً له في مسرابا، توغّلت مجموعة تابعة له شمالاً باتجاه مدينة دوما، مدجّجةً بالأسلحة الثقيلة، ما أدى إلى انسحاب المهاجمين إلى تخوم المدينة لحمايتها». وأكّد المصدر وقوع العديد من القتلى بين الطرفين، و«استمرار مرابطة الطرفين في نقاط متعدّدة من تلك المنطقة، تحسباً لقيام أي طرف بتنفيذ هجمات جديدة».

 مسلحو القلمون يحاولون الانسحاب باتجاه الزبداني بعد فشل فتح ثغرة من رنكوس

 إلى ذلك، استمرت عمليات الجيش في مناطق متعدّدة من ريف دمشق، ففي الغوطة الشرقية استهدفت المدفعية وسلاح الطيران نقاطاً للمسلّحين في حي جوبر، وبلدات المليحة ووادي عين ترما وجسرين والنشابية، وأوقعا العديد من القتلى والمصابين في صفوف المسلّحين. كذلك أدّت المواجهات في الغوطة الغربية إلى تدمير نفق للمسلّحين في داريا، بالقرب من مقام السيدة سكينة، وإلى إحداث خسائر فادحة في صفوف مسلّحي خان الشيح، بحسب مصدر ميداني.

في موازاة ذلك، أحبط الجيش مساعي مسلّحي جرود القلمون للفرار، فقد كانت خطّة المسلّحين المحاصرين في منطقة عرسال اللبنانية، والجرود المحاذية لها من الجهة السورية تقضي بفتح ثغرة من خلال رنكوس باتجاه الأجزاء الشمالية من منطقة القلمون، ومنها إلى البادية السورية شمالاً، أو باتجاه الغوطة الشرقية، عبر منطقة الضمير، التي تفصل ما بين مناطق القلمون والغوطة الشرقية والبادية. وفي مقابل ذلك تمكّن الجيش من منع تسلّل مسلّحي تلك المناطق باتجاه القلمون، وفصل منطقة الزبداني عن القلمون من جهة أخرى، إذ وصل أمس إلى نقطة الدرة المقابلة لتّلة النمرود من الجهة اللبنانية. إلى ذلك، يتقدّم الجيش من جرود مناطق قارة والبريج باتجاه سلسلة الجبال الشرقية، ومن سهل رنكوس، بعد فرار المجموعات المسلّحة من بلدة الطفيل اللبنانية قبل نحو أسبوع، فيما يستمر بتمشيط المناطق والبساتين المجاورة لبلدة الزبداني، بالقرب من قرية الروضة، ما بين حاجزي المعسكر وحاجز النهر على الطريق العام.

تسوية اليرموك

وفي مخيّم اليرموك، جنوبي دمشق، تحرز التسوية تقدّماً ملحوظاً، إذ أنهت ورش الصيانة والكهرباء عمليات إزالة السواتر والعوائق في الشوارع الرئيسية من المخيم، وعمليات إعادة تأهيل شبكات الكهرباء والصرف. ويُتوقع أن يزور محافظ دمشق بشر الصبان المخيّم خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة، لإعلان نجاح الهدنة وفتح الطرق لعودة الأهالي إلى المخيّم. وقال مصدر فلسطيني مشارك في التسوية لـ«الأخبار»: «أُنشئت وحدة مسلّحة مكونة من 50 شخصا من ثقاة الأطراف المختلفة، تعمل على التحقق المستمر من انسحاب المسلّحين خارج الحدود الإدارية للمخيم، فضلاً عن تمشيط المناطق التي انسحب منها المسلّحون».

وفي ريف حلب، سيطر الجيش أمس على مقلع بيت جنيد ومحطة كهرباء المنطقة الثالثة، في الوقت الذي استمرت فيه المعارك بينه وبين الجماعات المسلحة المعارضة في حيي الراشدين والزهراء. الى ذلك، تعرّضت بلدتا نبل والزهراء المحاصرتان في الريف الشمالي لاستهداف بقذائف صاروخية من قبل المسلحين.

وفي حيّ الوعر في حمص، تمّ الاتفاق بين الجيش السوري ومسلحي الحيّ على وقف اطلاق النار طيلة شهر رمضان، لتخللها استكمال المفاوضات خلال الشهر. ودخل الاتفاق حيّز التنفيذ منذ أمس.

  • فريق ماسة
  • 2014-06-27
  • 7338
  • من الأرشيف

«داعش» في الغوطة الشرقية: فلنلجأ إلى «حكم القضاء»!

في وقت ارتفعت فيه حدة المعارك بين «داعش» و«جيش الاسلام» في الغوطة الشرقية، أصدر «داعش» أمس، وللمرة الأولى منذ بدء المعارك وحرب تصفية القادة بينهما، بياناً، اتهم فيه «جيش الاسلام» «بإعلان الحرب عليه»، ومطالباً في الوقت نفسه بحل «الخصومات عن طريق قضاء مشترك» دخلت الحرب بين «الجهاديين» أمس مرحلة جديدة في الغوطة الشرقية، فبعد صدور ثلاثة بيانات لـ«جيش الإسلام» خلال أقل من أسبوعين، أعلن فيها الحرب على تنظيم «داعش»، داعيا الأهالي فيها إلى التبليغ عن عناصره في الغوطة الشرقية، ومحذرا من مغبّة إيوائهم ومؤازرتهم، أصدر «داعش» أمس البيان الاول له في هذا الصدد.  واتهم التنظيم «جيش الإسلام» بإعلان الحرب عليه. البيان الذي حمل توقيع «المكتب الإعلامي لولاية دمشق، قاطع الغوطة الشرقية»، طالب «دار القضاء الموحّد»، التي كالت «الاتهامات جزافاً» لـ«داعش»، بحسب البيان المذكور، بإلغاء البيانات الثلاثة التي صدرت ضدّه، «ثم تحل جميع الخصومات المتعلقة بين الطرفين عن طريق قضاء مشترك»، وذلك «حقناً لدماء المسلمين». وأمس أيضاً، نشرت وسائل إعلام حكما لـ«القاضي الشرعي» لـ«داعش» في الغوطة الشرقية، يصنّف فيه «حال الفصائل المقاتلة»، ويصف فيه «المجلس العسكري والائتلاف الوطني وهيئة الاركان» بـ «طوائف ردّة وكفر». كذلك سجّل البيان تحفظاً على قبول قيادة «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» توقيع «ميثاق الشرف الثوري»، ويتهم فيه قيادة «الجبهة الإسلامية» بالوقوع في «ناقض من نواقض الإسلام» دون تحديده، فيما يستثني الحكم «جبهة النصرة» من الفصائل المقاتلة، ويعدّها «المسلمين قادة وأفراداً». ميدانياً، علمت «الأخبار»، من مصدر مقرّب من «جيش الإسلام»، أن «داعش» أعدم عدداً من الأسرى لديه، من مسلّحي «جيش الإسلام»، الأمر الذي دفع الأخير إلى مهاجمة العديد من نقاط «داعش» صباحاً. وتمدّدت المواجهات في كامل المنطقة الممتدّة ما بين مسرابا ودوما. وروى المصدر أنّه «بدا داعش كأنه كان على أهبة الاستعداد لخوض هذه المواجهة؛ فحالما هاجم جيش الاسلام نقاطاً له في مسرابا، توغّلت مجموعة تابعة له شمالاً باتجاه مدينة دوما، مدجّجةً بالأسلحة الثقيلة، ما أدى إلى انسحاب المهاجمين إلى تخوم المدينة لحمايتها». وأكّد المصدر وقوع العديد من القتلى بين الطرفين، و«استمرار مرابطة الطرفين في نقاط متعدّدة من تلك المنطقة، تحسباً لقيام أي طرف بتنفيذ هجمات جديدة».  مسلحو القلمون يحاولون الانسحاب باتجاه الزبداني بعد فشل فتح ثغرة من رنكوس  إلى ذلك، استمرت عمليات الجيش في مناطق متعدّدة من ريف دمشق، ففي الغوطة الشرقية استهدفت المدفعية وسلاح الطيران نقاطاً للمسلّحين في حي جوبر، وبلدات المليحة ووادي عين ترما وجسرين والنشابية، وأوقعا العديد من القتلى والمصابين في صفوف المسلّحين. كذلك أدّت المواجهات في الغوطة الغربية إلى تدمير نفق للمسلّحين في داريا، بالقرب من مقام السيدة سكينة، وإلى إحداث خسائر فادحة في صفوف مسلّحي خان الشيح، بحسب مصدر ميداني. في موازاة ذلك، أحبط الجيش مساعي مسلّحي جرود القلمون للفرار، فقد كانت خطّة المسلّحين المحاصرين في منطقة عرسال اللبنانية، والجرود المحاذية لها من الجهة السورية تقضي بفتح ثغرة من خلال رنكوس باتجاه الأجزاء الشمالية من منطقة القلمون، ومنها إلى البادية السورية شمالاً، أو باتجاه الغوطة الشرقية، عبر منطقة الضمير، التي تفصل ما بين مناطق القلمون والغوطة الشرقية والبادية. وفي مقابل ذلك تمكّن الجيش من منع تسلّل مسلّحي تلك المناطق باتجاه القلمون، وفصل منطقة الزبداني عن القلمون من جهة أخرى، إذ وصل أمس إلى نقطة الدرة المقابلة لتّلة النمرود من الجهة اللبنانية. إلى ذلك، يتقدّم الجيش من جرود مناطق قارة والبريج باتجاه سلسلة الجبال الشرقية، ومن سهل رنكوس، بعد فرار المجموعات المسلّحة من بلدة الطفيل اللبنانية قبل نحو أسبوع، فيما يستمر بتمشيط المناطق والبساتين المجاورة لبلدة الزبداني، بالقرب من قرية الروضة، ما بين حاجزي المعسكر وحاجز النهر على الطريق العام. تسوية اليرموك وفي مخيّم اليرموك، جنوبي دمشق، تحرز التسوية تقدّماً ملحوظاً، إذ أنهت ورش الصيانة والكهرباء عمليات إزالة السواتر والعوائق في الشوارع الرئيسية من المخيم، وعمليات إعادة تأهيل شبكات الكهرباء والصرف. ويُتوقع أن يزور محافظ دمشق بشر الصبان المخيّم خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة، لإعلان نجاح الهدنة وفتح الطرق لعودة الأهالي إلى المخيّم. وقال مصدر فلسطيني مشارك في التسوية لـ«الأخبار»: «أُنشئت وحدة مسلّحة مكونة من 50 شخصا من ثقاة الأطراف المختلفة، تعمل على التحقق المستمر من انسحاب المسلّحين خارج الحدود الإدارية للمخيم، فضلاً عن تمشيط المناطق التي انسحب منها المسلّحون». وفي ريف حلب، سيطر الجيش أمس على مقلع بيت جنيد ومحطة كهرباء المنطقة الثالثة، في الوقت الذي استمرت فيه المعارك بينه وبين الجماعات المسلحة المعارضة في حيي الراشدين والزهراء. الى ذلك، تعرّضت بلدتا نبل والزهراء المحاصرتان في الريف الشمالي لاستهداف بقذائف صاروخية من قبل المسلحين. وفي حيّ الوعر في حمص، تمّ الاتفاق بين الجيش السوري ومسلحي الحيّ على وقف اطلاق النار طيلة شهر رمضان، لتخللها استكمال المفاوضات خلال الشهر. ودخل الاتفاق حيّز التنفيذ منذ أمس.

المصدر : الماسة السورية/ الأخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة