قال رئيس الوزراء التركي للصحافيين عندما سألوه مؤخراً عن الوضع في مدينة الموصل العراقية حرفياً ما ترجمته: "علمي علمكم"، في اليوم التالي صدر قرار قضائي بمنع الصحف ووسائل الإعلام من الحديث عن الوضع هناك، تحت ذريعة "حماية المحتجَزين في القنصلية التركية في الموصل".

وبحسب موقع " الثبات ، تُصوِّر أنقرة الوضع في العراق على أنه نتيجة طبيعية للسياسات الطائفية للحكومة العراقية، لكن المعارضة التركية - ومعلومات غربية - تتحدث بوضوح عن الدور التركي المتقدّم في دعم مسلحي تنظيم "داعش" في العراق، وقبله في سورية.

وفيما تحدّث رئيس حزب "الشعب الجمهوري" المعارض كليتشدار أوغلو عن وثائق تُثبت أن مئات الشاحنات المحمّلة بالأسلحة دخلت إلى العراق، اتهم الزعيم المعارض الحكومة بأنها "تنشر الفتنة الطائفية في المنطقة من خلال نقل الأسلحة للمتطرفيين، وكان آخرها نقل مئات الشاحنات المحمَّلة بالأسلحة إلى الأراضي العراقية".

 

وفي الإطار نفسه، تقدّم طانري كولو؛ النائب في البرلمان عن مدينة اسطنبول، ونائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، بطلب إلى رئيس البرلمان لاستجواب وزير الخارجية داود أوغلو على خلفية أحداث اقتحام القنصلية التركية واختطاف الطاقم الدبلوماسي هناك، بعد صدور تقرير أمني مُسرَّب يُفيد بأن القنصلية التركية في الموصل أخبرت أنقرة بخطورة الوضع في شمال الموصل، إلا أن وزارة الخارجية التركية طالبتها بعدم المغادرة، مؤكدة أن "الوضع بالموصل غير مُقلق، وأن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ليس خصماً لتركيا"!

 

لم يكن غريباً، في رأي المتابعين للملف التركي، أن هذا التنظيم لم يدخل "لائحة الإرهاب" التركية، فالمعلومات تتحدث عن دور لوجستي كبير لتركيا في رعاية هذا التنظيم في سورية والعراق، حتى أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان "يكاد يصلي عليهم حين يأتي على ذكرهم"، كما يقول المعاون السابق لرئيس الوزراء التركي عبد اللطيف شنر، مشيراً في حديث صحفي لجريدة "طرف" التركية إلى أن عناصر تنظيم "داعش" "يأتون إلى تركيا لتناول الكباب بعد خوض المعارك ضد الجيشيْن العراقي والسوري".

 

وتتحدث المصادر التركية المعارضة عن دور كبير للاستخبارات التركية في دعم وتوسع هذا التنظيم المتطرف، بدءاً من مشاركته في القتال ضد أكراد سورية انطلاقاً من الأراضي التركية، حيث عبرت دباباته إلى المنطقة انطلاقاً من تركيا، وصولاً إلى تكوين قاعدة دعم خلفية كبيرة له، وتشير المعلومات إلى أن فصيلاً متكاملاً لـ"داعش" موجود في تركيا برعاية من الاستخبارات التركية، ويقود هذا التنظيم "خالص بايانجوك"، المعروف بـ"أبو حنظلة"، وهو كان نزيلاً في السجون التركية منذ العام 2011، قبل إطلاقه في 24 كانون الثاني 2013، وتتحدث المعارضة التركية عن خضوع أفراد الشرطة الذين اعتقلوا "خالص بايانجوك" لإجراءات تأديبية ومساءلة إدارية.

 

ويقول الكاتب التركي أموط يافوز: "علينا أن نواجه حقيقة أن تركيا أصبحت مركزاً للخدمات اللوجيستية التي تحدث في العراق وسورية خلال فترة تسليم المنطقة إلى الإرهابيين، وفي هذا السياق يبدو أن ثمّة احتماليْن في هذا الموضوع؛ فإمّا أن تكون تركيا أكثر سلبية وغير مؤثّرة في هذه المنطقة على عكس توقعاتنا، وإما أن يكون لها دور بالذات في زعزعة استقرار المنطقة"، معتبراً أن كلا الاحتمالين يشكلان خطراً كبيراً على أمن تركيا ومستقبلها.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-06-25
  • 11230
  • من الأرشيف

الاستخبارات التركية تنسّق هجمات "داعش" في سورية والعراق

قال رئيس الوزراء التركي للصحافيين عندما سألوه مؤخراً عن الوضع في مدينة الموصل العراقية حرفياً ما ترجمته: "علمي علمكم"، في اليوم التالي صدر قرار قضائي بمنع الصحف ووسائل الإعلام من الحديث عن الوضع هناك، تحت ذريعة "حماية المحتجَزين في القنصلية التركية في الموصل". وبحسب موقع " الثبات ، تُصوِّر أنقرة الوضع في العراق على أنه نتيجة طبيعية للسياسات الطائفية للحكومة العراقية، لكن المعارضة التركية - ومعلومات غربية - تتحدث بوضوح عن الدور التركي المتقدّم في دعم مسلحي تنظيم "داعش" في العراق، وقبله في سورية. وفيما تحدّث رئيس حزب "الشعب الجمهوري" المعارض كليتشدار أوغلو عن وثائق تُثبت أن مئات الشاحنات المحمّلة بالأسلحة دخلت إلى العراق، اتهم الزعيم المعارض الحكومة بأنها "تنشر الفتنة الطائفية في المنطقة من خلال نقل الأسلحة للمتطرفيين، وكان آخرها نقل مئات الشاحنات المحمَّلة بالأسلحة إلى الأراضي العراقية".   وفي الإطار نفسه، تقدّم طانري كولو؛ النائب في البرلمان عن مدينة اسطنبول، ونائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، بطلب إلى رئيس البرلمان لاستجواب وزير الخارجية داود أوغلو على خلفية أحداث اقتحام القنصلية التركية واختطاف الطاقم الدبلوماسي هناك، بعد صدور تقرير أمني مُسرَّب يُفيد بأن القنصلية التركية في الموصل أخبرت أنقرة بخطورة الوضع في شمال الموصل، إلا أن وزارة الخارجية التركية طالبتها بعدم المغادرة، مؤكدة أن "الوضع بالموصل غير مُقلق، وأن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ليس خصماً لتركيا"!   لم يكن غريباً، في رأي المتابعين للملف التركي، أن هذا التنظيم لم يدخل "لائحة الإرهاب" التركية، فالمعلومات تتحدث عن دور لوجستي كبير لتركيا في رعاية هذا التنظيم في سورية والعراق، حتى أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان "يكاد يصلي عليهم حين يأتي على ذكرهم"، كما يقول المعاون السابق لرئيس الوزراء التركي عبد اللطيف شنر، مشيراً في حديث صحفي لجريدة "طرف" التركية إلى أن عناصر تنظيم "داعش" "يأتون إلى تركيا لتناول الكباب بعد خوض المعارك ضد الجيشيْن العراقي والسوري".   وتتحدث المصادر التركية المعارضة عن دور كبير للاستخبارات التركية في دعم وتوسع هذا التنظيم المتطرف، بدءاً من مشاركته في القتال ضد أكراد سورية انطلاقاً من الأراضي التركية، حيث عبرت دباباته إلى المنطقة انطلاقاً من تركيا، وصولاً إلى تكوين قاعدة دعم خلفية كبيرة له، وتشير المعلومات إلى أن فصيلاً متكاملاً لـ"داعش" موجود في تركيا برعاية من الاستخبارات التركية، ويقود هذا التنظيم "خالص بايانجوك"، المعروف بـ"أبو حنظلة"، وهو كان نزيلاً في السجون التركية منذ العام 2011، قبل إطلاقه في 24 كانون الثاني 2013، وتتحدث المعارضة التركية عن خضوع أفراد الشرطة الذين اعتقلوا "خالص بايانجوك" لإجراءات تأديبية ومساءلة إدارية.   ويقول الكاتب التركي أموط يافوز: "علينا أن نواجه حقيقة أن تركيا أصبحت مركزاً للخدمات اللوجيستية التي تحدث في العراق وسورية خلال فترة تسليم المنطقة إلى الإرهابيين، وفي هذا السياق يبدو أن ثمّة احتماليْن في هذا الموضوع؛ فإمّا أن تكون تركيا أكثر سلبية وغير مؤثّرة في هذه المنطقة على عكس توقعاتنا، وإما أن يكون لها دور بالذات في زعزعة استقرار المنطقة"، معتبراً أن كلا الاحتمالين يشكلان خطراً كبيراً على أمن تركيا ومستقبلها.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة