يبدو أن حلب التي شهدت أعنف المعارك قد تركب قطار المصالحة بحسب ما علمت «الأخبار» من مصدر رسمي في الأحياء الشرقية من المدينة. وتتضمّن المصالحة عدداً من البنود التي تختلف عن تلك التي طرحت في مناطق أخرى

 علمت «الأخبار» أن قناة اتصال فُتحت بين لجان المصالحة الوطنية وممثلين عن الجماعات المسلحة التي تنتشر في أحياء شرق مدينة حلب، وبالاتفاق الأولي على ترتيب خطوات «بناء ثقة» تمهيداً لـ«تسوية من مرحلتين»، لن تكون «استنساخاً للتسوية التي جرت في حمص لاختلاف الظروف والأسباب وموازين القوى».

مصدر رفيع المستوى في محافظة حلب قال لـ«الأخبار» إنّ «اتصالات تجري مع ممثلين للجماعات المسلحة للتوصل إلى اتفاق يمهد لانسحابهم من المدينة وتسوية أوضاع من يرغب وإطلاق سراح مخطوفين وكشف مصير مفقودين أو معتقلين».

المصدر نفسه أوضح أنّ بداية التفاهم المزمع التوصل إليه عشية بدء شهر رمضان سيكون «وقفاً فورياً لإطلاق النار من قبل المسلحين، يشمل كل مدينة حلب دون مناطقها الريفية، وتحييداً كاملاً للبنى التحتية والمؤسسات الخدمية في المدينة، على أن يجري إثر ذلك تشكيل لجان لمتابعة وكشف مصير المخطوفين والمفقودين والمعتقلين».

أما المرحلة الثانية من التفاهم فستبدأ «بعد انتهاء اللجان من عملها، ومن المتوقع أن يتم تحرير المخطوفين وكشف مصير المفقودين مقابل إطلاق سراح موقوفين، وستنتهي هذه المرحلة بخروج المسلحين من المدينة»، وفق المصدر الذي امتنع عن تحديد آلية ذلك.

 

 

الجيش لم يطبق الحصار بعد على أحياء شرق حلب تاركاً ممراً لانسحاب من يرغب

 

بدوره، رأى مصدر متابع أنّ موازين القوى في حلب مختلفة عما كانت عليه الموازين في ريف حمص الشمالي عشية التفاهم على إجلاء المسلحين، حيث كانوا «محاصرين وخائري القوى وبلا طرق إمداد للذخيرة والسلاح». وأضاف: «تلقوا ضربات موجعة قبل اقتناعهم بالتسوية»، لافتاً إلى أنّ «مسلحي حلب ليسوا محاصرين، ولكن فقدوا الأمل بإسقاط النظام، وبدأوا يعقلون أنهم في طريق مسدود، بعد توالي انتصارات الجيش وهزائمهم المستمرة أمام داعش».

المصدر نفسه أشار إلى أنّ «الجيش لم يطبق الحصار بعد على أحياء شرق حلب، تاركاً ممراً لانسحاب من يرغب منهم، مع تسديد ضربات نوعية إلى مراكز قياداتهم ومستودعات ذخيرتهم بين الحين والآخر».

إلى ذلك، أكّد المصدر في المحافظة أنّ «تفويضاً موقعاً عليه من كبريات الجماعات المسلحة لإنجاز التسوية جعل الجهات الرسمية في حلب تتعامل بجدية مع الأمر».وسرت شائعات عن قيام مفتي حلب في المدينة الشيخ محمود عكام بزيارة لمنطقة بستان القصر ولقائه مع ممثلين عن الجماعات المسلحة، الأمر الذي نفاه مقربون من المفتي الذي يمكنه أن يلعب وفق رأيهم «دوراً مكملاً وضامناً لتنفيذ أي اتفاق ومحكماً في حال حصول أي مشكلة وخلاف أثناء التفاوض أو التنفيذ».

بالتوازي مع ذلك، أطلق رسمياً، أمس، تجمّع «حلب قلب واحد»، كجهة شعبية تتولى جهود المصالحات والتسويات ودعم عمل وزارة المصالحة الوطنية.

وقال مصدر معني بالمصالحة لـ«الأخبار» إنّ «الاتصالات لم تنقطع بين وجهاء في حيّي الهلك والحيدرية شمال حلب وبين المعنيين في حلب لتجنيب الحيّين المعارك بالضغط على متزعمي المسلحين لعدم استخدامهما كمنطلق للهجمات على الأحياء الآمنة».

وتركزت الشائعات التي سرت في حلب، في الآونة الأخيرة، على قرب إنجاز مصالحة تقضي بتسليم الجزء المتبقي تحت سيطرة المسلحين من حي صلاح الدين إلى الجيش وعودة الأهالي إليه، الأمر الذي نفاه المصدر قائلاً: «ما زلنا في بداية الطريق الوعر والمهمة الشاقة، وقد تكون التسوية الأولى في حي صلاح الدين أو سليمان الحلبي أو غيرهما... لم نصل إلى هذه المرحلة بعد».

تبادل في الزهراء

 

جرت عملية تبادل في الزهراء في ريف حلب الشمالي بين ممثلين عن الدولة السورية و«الجيش السوري الحر»، إذ أطلق المسلحون سراح فيروز وجيه فواز وأطفالها علي ومحمد ومريم، وزمزم قاسم محمود وأطفالها حوراء وزهراء وبسيمة وعلي مقابل اطلاق سراح خمسة عشر من مقاتلي المعارضة كانوا محتجزين لدى السلطات المعنية في الزهراء.

  • فريق ماسة
  • 2014-06-25
  • 10021
  • من الأرشيف

الجيش ترك ممراً لانسحاب من يرغب ....هل تركب حلب قطار المصالحات؟

يبدو أن حلب التي شهدت أعنف المعارك قد تركب قطار المصالحة بحسب ما علمت «الأخبار» من مصدر رسمي في الأحياء الشرقية من المدينة. وتتضمّن المصالحة عدداً من البنود التي تختلف عن تلك التي طرحت في مناطق أخرى  علمت «الأخبار» أن قناة اتصال فُتحت بين لجان المصالحة الوطنية وممثلين عن الجماعات المسلحة التي تنتشر في أحياء شرق مدينة حلب، وبالاتفاق الأولي على ترتيب خطوات «بناء ثقة» تمهيداً لـ«تسوية من مرحلتين»، لن تكون «استنساخاً للتسوية التي جرت في حمص لاختلاف الظروف والأسباب وموازين القوى». مصدر رفيع المستوى في محافظة حلب قال لـ«الأخبار» إنّ «اتصالات تجري مع ممثلين للجماعات المسلحة للتوصل إلى اتفاق يمهد لانسحابهم من المدينة وتسوية أوضاع من يرغب وإطلاق سراح مخطوفين وكشف مصير مفقودين أو معتقلين». المصدر نفسه أوضح أنّ بداية التفاهم المزمع التوصل إليه عشية بدء شهر رمضان سيكون «وقفاً فورياً لإطلاق النار من قبل المسلحين، يشمل كل مدينة حلب دون مناطقها الريفية، وتحييداً كاملاً للبنى التحتية والمؤسسات الخدمية في المدينة، على أن يجري إثر ذلك تشكيل لجان لمتابعة وكشف مصير المخطوفين والمفقودين والمعتقلين». أما المرحلة الثانية من التفاهم فستبدأ «بعد انتهاء اللجان من عملها، ومن المتوقع أن يتم تحرير المخطوفين وكشف مصير المفقودين مقابل إطلاق سراح موقوفين، وستنتهي هذه المرحلة بخروج المسلحين من المدينة»، وفق المصدر الذي امتنع عن تحديد آلية ذلك.     الجيش لم يطبق الحصار بعد على أحياء شرق حلب تاركاً ممراً لانسحاب من يرغب   بدوره، رأى مصدر متابع أنّ موازين القوى في حلب مختلفة عما كانت عليه الموازين في ريف حمص الشمالي عشية التفاهم على إجلاء المسلحين، حيث كانوا «محاصرين وخائري القوى وبلا طرق إمداد للذخيرة والسلاح». وأضاف: «تلقوا ضربات موجعة قبل اقتناعهم بالتسوية»، لافتاً إلى أنّ «مسلحي حلب ليسوا محاصرين، ولكن فقدوا الأمل بإسقاط النظام، وبدأوا يعقلون أنهم في طريق مسدود، بعد توالي انتصارات الجيش وهزائمهم المستمرة أمام داعش». المصدر نفسه أشار إلى أنّ «الجيش لم يطبق الحصار بعد على أحياء شرق حلب، تاركاً ممراً لانسحاب من يرغب منهم، مع تسديد ضربات نوعية إلى مراكز قياداتهم ومستودعات ذخيرتهم بين الحين والآخر». إلى ذلك، أكّد المصدر في المحافظة أنّ «تفويضاً موقعاً عليه من كبريات الجماعات المسلحة لإنجاز التسوية جعل الجهات الرسمية في حلب تتعامل بجدية مع الأمر».وسرت شائعات عن قيام مفتي حلب في المدينة الشيخ محمود عكام بزيارة لمنطقة بستان القصر ولقائه مع ممثلين عن الجماعات المسلحة، الأمر الذي نفاه مقربون من المفتي الذي يمكنه أن يلعب وفق رأيهم «دوراً مكملاً وضامناً لتنفيذ أي اتفاق ومحكماً في حال حصول أي مشكلة وخلاف أثناء التفاوض أو التنفيذ». بالتوازي مع ذلك، أطلق رسمياً، أمس، تجمّع «حلب قلب واحد»، كجهة شعبية تتولى جهود المصالحات والتسويات ودعم عمل وزارة المصالحة الوطنية. وقال مصدر معني بالمصالحة لـ«الأخبار» إنّ «الاتصالات لم تنقطع بين وجهاء في حيّي الهلك والحيدرية شمال حلب وبين المعنيين في حلب لتجنيب الحيّين المعارك بالضغط على متزعمي المسلحين لعدم استخدامهما كمنطلق للهجمات على الأحياء الآمنة». وتركزت الشائعات التي سرت في حلب، في الآونة الأخيرة، على قرب إنجاز مصالحة تقضي بتسليم الجزء المتبقي تحت سيطرة المسلحين من حي صلاح الدين إلى الجيش وعودة الأهالي إليه، الأمر الذي نفاه المصدر قائلاً: «ما زلنا في بداية الطريق الوعر والمهمة الشاقة، وقد تكون التسوية الأولى في حي صلاح الدين أو سليمان الحلبي أو غيرهما... لم نصل إلى هذه المرحلة بعد». تبادل في الزهراء   جرت عملية تبادل في الزهراء في ريف حلب الشمالي بين ممثلين عن الدولة السورية و«الجيش السوري الحر»، إذ أطلق المسلحون سراح فيروز وجيه فواز وأطفالها علي ومحمد ومريم، وزمزم قاسم محمود وأطفالها حوراء وزهراء وبسيمة وعلي مقابل اطلاق سراح خمسة عشر من مقاتلي المعارضة كانوا محتجزين لدى السلطات المعنية في الزهراء.

المصدر : الأخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة