دفع اليأس والإحباط الناتج عن انجازات الجيش العربي السوري وحلفائه، ميدانياً، المسلحين السوريين وحلفائهم المرتزقة، لتنفيذ عدة عمليات أشبه ما تكون بالعمليات الانتحارية غير المجدية والفاشلة، والتي تسببت بوقوع أعداد كبيرة منهم قتلى وجرحى وأسرى! فمن القلمون وجرود رنكوس والسلسلة الشرقية إلى وادي خالد اللبناني وتلكلخ السورية، تحكم قبضة النار التي يطبقها الجيش السوري وحلفائه على رقاب المسلحين والمرتزقة، وتتحكم "عيون" وحدات الرصد وحماية الحدود بكل تحرك على طول خط الحدود، محولة آمال المسلحين البائسة إلى دم وبارود.

منذ عمليات الزارة والحصن، انكشف أكثر حجم التدخل العسكري المباشر لبعض المجموعات المسلحة اللبنانية في سوريا، خاصة بعد وقوع مجموعة كبيرة ـ فرت من الحصن باتجاه الحدود اللبنانية ـ في مرمى نيران الجيش العربي السوري، حيث قتل العشرات منهم من حاملي بطاقات الهوية اللبنانية، والجنسيات العربية المختلفة.

آخر هذه المحاولات سُجل أمس، عندما حاول مسلحون للمرة الثالثة على التوالي، التسلل من وادي خالد اللبناني باتجاه أطراف بلدة تلكلخ السوريّة. المجموعة اللبنانية التي يرأسها المدعو محمد عبيدان من عكار، وقعت في كمين محكم لوحدات من الحرس الجمهوري في الجيش العربي السوري، واستطاعت هذه الوحدات من قتل عدد كبير منهم، واعتقلت ٣ لبنانيين بينهم قائد المجموعة المدعو محمد عبيدان.

المعتقلون اعترفوا بأنهم جزء من مجموعات أخرى، تحاول التسلل باتجاه تلكلخ، حيث كان من المفترض أن يمروا بجانب بلدة المشرفة السورية، للالتقاء بمجموعة من المهربين التركمان، الذين أصروا بأن يكون المتسللون من أعمار صغيرة نسبياً، الأمر الذي يسمح لهم بتهريبهم على أنهم أبناءهم، ويساعدونهم في الأعمال الزراعية!.

وفي التفاصيل التي حصلت عليها «العهد»، فإن عدد المجموعة الكامل يتجاوز الـ٤٥ مسلحاً، كانوا ينوون التسلل على دفعات، على أن تكون نقطة الانطلاق من وادي خالد على الجهة اللبنانية من الحدود، وصولاً الى أطراف تلكلخ ثم اوتوستراد حمص حيث يوجد مزرعة يطلق عليها اسم «مزرعة الوعر»، تؤدي الطريق منها الى مستودع «خردة وحديد» بالقرب من طريق حماه الواقع بعد مصفاة حمص، ثم الانتقال مجدداً باتجاه أطراف حي الوعر عبر طرق زراعية غير معبدة.

هدف المتسللين بحسب ما كشف قائد المجموعة، كان الوصول الى حي الوعر للقاء ممثلين للمدعو أبو محمد اليمني، وهو مسؤول مجموعة ارهابية في حي الوعر، يحمل الجنسية اليمنية، ويعتبر من المسؤولين (إلى جانب آخرين من المرتزقة الأجانب) عن افشال مصالحة الوعر، بسبب إصرارهم على ضمان بقائهم في الحي، خشيّة وقوعهم في قبضة الجيش العربي السوري.

هذه المحاولات المكشوفة والمستمرة، من جانب مجموعات لبنانية، لدعم واسناد المرتزقة الأجانب في حمص، لمنع اتمام سلسلة المصالحات الهادفة لتأمين كامل المدينة وإنهاء معاناة الأهالي ـ وفق ماأكدت معلومات خاصة للعهدـ  يشرف عليها مسؤولون لبنانيون، عملوا على ضمان اطلاق سراح إثنين من قادة محاور التبانة، بعد تنظيف سجلاتهم، كي يعودوا من جديد لقيادة شبكة جديدة يجري اعدادها، مهمتها تأمين عمليات تطويع وتجنيد المزيد من المقاتلين اللبنانيين والعرب، وضمان وصولهم الى حمص لمساعدة المسلحين على تخريب مساعي التسويّة ورفدهم بقدرات بشريّة جديدة بعدما أنهكت المعارك المقاتلين المتواجدين في المدينة وتحديداً في حي الوعر.

من جهتها، تواصل وحدات الحرس الجمهوري في الجيش العربي السوري، تشديد اجراءاتها لحماية الحدود السورية - اللبنانية، واستطاعت خلال الأسابيع الماضية إحباط العديد من محاولات التسلل، وقتلت العشرات من المسلحين واعتقلت عدداً منهم، مؤكدة بحضورها في المنطقة بعد مشاركتها في عمليات تحرير الزارة والحصن وتأمين الريف الغربي لمدينة حمص، أن عين الجيش العربي السوري تبقى بالمرصاد لكل محاولات المرتزقة القادمين من خلف الحدود.

  • فريق ماسة
  • 2014-06-22
  • 9298
  • من الأرشيف

محاولات لبنانية يائسة لدعم المسلحين في حي الوعر بحمص!

دفع اليأس والإحباط الناتج عن انجازات الجيش العربي السوري وحلفائه، ميدانياً، المسلحين السوريين وحلفائهم المرتزقة، لتنفيذ عدة عمليات أشبه ما تكون بالعمليات الانتحارية غير المجدية والفاشلة، والتي تسببت بوقوع أعداد كبيرة منهم قتلى وجرحى وأسرى! فمن القلمون وجرود رنكوس والسلسلة الشرقية إلى وادي خالد اللبناني وتلكلخ السورية، تحكم قبضة النار التي يطبقها الجيش السوري وحلفائه على رقاب المسلحين والمرتزقة، وتتحكم "عيون" وحدات الرصد وحماية الحدود بكل تحرك على طول خط الحدود، محولة آمال المسلحين البائسة إلى دم وبارود. منذ عمليات الزارة والحصن، انكشف أكثر حجم التدخل العسكري المباشر لبعض المجموعات المسلحة اللبنانية في سوريا، خاصة بعد وقوع مجموعة كبيرة ـ فرت من الحصن باتجاه الحدود اللبنانية ـ في مرمى نيران الجيش العربي السوري، حيث قتل العشرات منهم من حاملي بطاقات الهوية اللبنانية، والجنسيات العربية المختلفة. آخر هذه المحاولات سُجل أمس، عندما حاول مسلحون للمرة الثالثة على التوالي، التسلل من وادي خالد اللبناني باتجاه أطراف بلدة تلكلخ السوريّة. المجموعة اللبنانية التي يرأسها المدعو محمد عبيدان من عكار، وقعت في كمين محكم لوحدات من الحرس الجمهوري في الجيش العربي السوري، واستطاعت هذه الوحدات من قتل عدد كبير منهم، واعتقلت ٣ لبنانيين بينهم قائد المجموعة المدعو محمد عبيدان. المعتقلون اعترفوا بأنهم جزء من مجموعات أخرى، تحاول التسلل باتجاه تلكلخ، حيث كان من المفترض أن يمروا بجانب بلدة المشرفة السورية، للالتقاء بمجموعة من المهربين التركمان، الذين أصروا بأن يكون المتسللون من أعمار صغيرة نسبياً، الأمر الذي يسمح لهم بتهريبهم على أنهم أبناءهم، ويساعدونهم في الأعمال الزراعية!. وفي التفاصيل التي حصلت عليها «العهد»، فإن عدد المجموعة الكامل يتجاوز الـ٤٥ مسلحاً، كانوا ينوون التسلل على دفعات، على أن تكون نقطة الانطلاق من وادي خالد على الجهة اللبنانية من الحدود، وصولاً الى أطراف تلكلخ ثم اوتوستراد حمص حيث يوجد مزرعة يطلق عليها اسم «مزرعة الوعر»، تؤدي الطريق منها الى مستودع «خردة وحديد» بالقرب من طريق حماه الواقع بعد مصفاة حمص، ثم الانتقال مجدداً باتجاه أطراف حي الوعر عبر طرق زراعية غير معبدة. هدف المتسللين بحسب ما كشف قائد المجموعة، كان الوصول الى حي الوعر للقاء ممثلين للمدعو أبو محمد اليمني، وهو مسؤول مجموعة ارهابية في حي الوعر، يحمل الجنسية اليمنية، ويعتبر من المسؤولين (إلى جانب آخرين من المرتزقة الأجانب) عن افشال مصالحة الوعر، بسبب إصرارهم على ضمان بقائهم في الحي، خشيّة وقوعهم في قبضة الجيش العربي السوري. هذه المحاولات المكشوفة والمستمرة، من جانب مجموعات لبنانية، لدعم واسناد المرتزقة الأجانب في حمص، لمنع اتمام سلسلة المصالحات الهادفة لتأمين كامل المدينة وإنهاء معاناة الأهالي ـ وفق ماأكدت معلومات خاصة للعهدـ  يشرف عليها مسؤولون لبنانيون، عملوا على ضمان اطلاق سراح إثنين من قادة محاور التبانة، بعد تنظيف سجلاتهم، كي يعودوا من جديد لقيادة شبكة جديدة يجري اعدادها، مهمتها تأمين عمليات تطويع وتجنيد المزيد من المقاتلين اللبنانيين والعرب، وضمان وصولهم الى حمص لمساعدة المسلحين على تخريب مساعي التسويّة ورفدهم بقدرات بشريّة جديدة بعدما أنهكت المعارك المقاتلين المتواجدين في المدينة وتحديداً في حي الوعر. من جهتها، تواصل وحدات الحرس الجمهوري في الجيش العربي السوري، تشديد اجراءاتها لحماية الحدود السورية - اللبنانية، واستطاعت خلال الأسابيع الماضية إحباط العديد من محاولات التسلل، وقتلت العشرات من المسلحين واعتقلت عدداً منهم، مؤكدة بحضورها في المنطقة بعد مشاركتها في عمليات تحرير الزارة والحصن وتأمين الريف الغربي لمدينة حمص، أن عين الجيش العربي السوري تبقى بالمرصاد لكل محاولات المرتزقة القادمين من خلف الحدود.

المصدر : العهد / جمال شعيب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة