بدايةً عند وصول سعر صرف الدولار إلى 300 ليرة لم يتوقع أحد انخفاضها سوى المركزي الذي طرح الدولار بسعر 250 ومن ثم 230 ومن ثم 175 والآن يبيعه بمحيط ال 160

ولا يمكن أن يتوقع أي شخص في العالم سعر صرف الليرة المناسب سوى من خلال قرار المصرف المركزي السوري ..

وللتوضيح الاقتصادي نبين :

إن الصادرات بأنواعها ومن ضمنها النفطية متوقفة والإنتاج الصناعي بأنواعه متوقف والإنتاج الزراعي منهوب و في غياب أي مصادر للدخل القومي من أنشطة سياحية وصناعية وزراعية وخدمية و ضرائب ورسوم وعائدات تشغيل المنافذ الحدودية والموانئ وغيرها من مصادر الدخل سواء أكانت بالليرة السورية أو بالقطع الأجنبي وهي إن وجدت تكون بالحدود الدنيا !!..

وبالتالي من المفترض أن تكون الليرة السورية منهارة تماماً !!!!! ..

ولكن قوة ومتانة احتياطيات المصرف المركزي مع مهارة في الإدارة لسعر الصرف بالتزامن مع التطورات السياسية والعسكرية وحسن توظيف مساعدات الأصدقاء قد أدّت دورها تماماً , سواءاً تم فهم هذه الإجراءات أم لم يتم فهمها اقتصادياً كون الحرب كانت وستبقى خدعة ..

و ليس المطلوب من المركزي تبرير أي تصرف ما دام يحافظ على سعر الصرف عند السعر الذي يقرره والذي يراه اقتصادياً وفق مصلحة الدولة في معركتها ..

وتبقى الأسعار ضمن مسؤولية مختلفة لا نستطيع أن نربطها مع سعر صرف الليرة كون أسعار الصرف لا تتدخل في مجمل الأسعار بنسبة تزيد عن 20% ..

ومن المناسب للاقتصاد السوري عملياً تثبيت سعر الصرف أكثر من السعي المستمر لتخفيضه

وذلك أن الحركة المستمرة والتذبذب في سعر الصرف يوقف ما تبقى من الحركة الاقتصادية في البلد بالكامل بسبب توقف قدرة الأبطال السوريين الذين يحاولون تصدير بعض المنتجات السورية من فائض المواسم الزراعية والصناعات النسيجية وغيرها ...

و باشراقة أمل نتمنى سرعة انتهاء هذه الأزمة التي تمر بالبلاد ويعود اقتصادنا مزدهراً .

والمؤشرات كلها ايجابية لتحقق ذلك .

نتمنى من كل الفعاليات الاقتصادية المتخصصة أن توضح للمواطن أهمية دور المركزي في الازمة ودوره في الحفاظ على ليرتنا من الانهيار أسوة بالدول المجاورة التي انهارت عملتها في حروب مماثلة ..

و هناك مسؤولية أخلاقية كبيرة على من يحاول النيل من صمود المركزي خلال السنوات الاربع من عمر الازمة تحت أي عنوان شخصي أو جانبي أو أية ردود أفعال تنفيها قصة صمود الليرة .

لابد أن نتجاوز الاسقاطات الشخصية لنكون جديرين بتمثيل هذا البلد العظيم الذي أعطى درساً للعالم اننا في سورية الصمود مع القائد الملهم بشار حافظ الاسد.

  • فريق ماسة
  • 2014-06-21
  • 15409
  • من الأرشيف

المركزي والليرة وقصة صمود / بقلم الباحث الاقتصادي إياد محمد

بدايةً عند وصول سعر صرف الدولار إلى 300 ليرة لم يتوقع أحد انخفاضها سوى المركزي الذي طرح الدولار بسعر 250 ومن ثم 230 ومن ثم 175 والآن يبيعه بمحيط ال 160 ولا يمكن أن يتوقع أي شخص في العالم سعر صرف الليرة المناسب سوى من خلال قرار المصرف المركزي السوري .. وللتوضيح الاقتصادي نبين : إن الصادرات بأنواعها ومن ضمنها النفطية متوقفة والإنتاج الصناعي بأنواعه متوقف والإنتاج الزراعي منهوب و في غياب أي مصادر للدخل القومي من أنشطة سياحية وصناعية وزراعية وخدمية و ضرائب ورسوم وعائدات تشغيل المنافذ الحدودية والموانئ وغيرها من مصادر الدخل سواء أكانت بالليرة السورية أو بالقطع الأجنبي وهي إن وجدت تكون بالحدود الدنيا !!.. وبالتالي من المفترض أن تكون الليرة السورية منهارة تماماً !!!!! .. ولكن قوة ومتانة احتياطيات المصرف المركزي مع مهارة في الإدارة لسعر الصرف بالتزامن مع التطورات السياسية والعسكرية وحسن توظيف مساعدات الأصدقاء قد أدّت دورها تماماً , سواءاً تم فهم هذه الإجراءات أم لم يتم فهمها اقتصادياً كون الحرب كانت وستبقى خدعة .. و ليس المطلوب من المركزي تبرير أي تصرف ما دام يحافظ على سعر الصرف عند السعر الذي يقرره والذي يراه اقتصادياً وفق مصلحة الدولة في معركتها .. وتبقى الأسعار ضمن مسؤولية مختلفة لا نستطيع أن نربطها مع سعر صرف الليرة كون أسعار الصرف لا تتدخل في مجمل الأسعار بنسبة تزيد عن 20% .. ومن المناسب للاقتصاد السوري عملياً تثبيت سعر الصرف أكثر من السعي المستمر لتخفيضه وذلك أن الحركة المستمرة والتذبذب في سعر الصرف يوقف ما تبقى من الحركة الاقتصادية في البلد بالكامل بسبب توقف قدرة الأبطال السوريين الذين يحاولون تصدير بعض المنتجات السورية من فائض المواسم الزراعية والصناعات النسيجية وغيرها ... و باشراقة أمل نتمنى سرعة انتهاء هذه الأزمة التي تمر بالبلاد ويعود اقتصادنا مزدهراً . والمؤشرات كلها ايجابية لتحقق ذلك . نتمنى من كل الفعاليات الاقتصادية المتخصصة أن توضح للمواطن أهمية دور المركزي في الازمة ودوره في الحفاظ على ليرتنا من الانهيار أسوة بالدول المجاورة التي انهارت عملتها في حروب مماثلة .. و هناك مسؤولية أخلاقية كبيرة على من يحاول النيل من صمود المركزي خلال السنوات الاربع من عمر الازمة تحت أي عنوان شخصي أو جانبي أو أية ردود أفعال تنفيها قصة صمود الليرة . لابد أن نتجاوز الاسقاطات الشخصية لنكون جديرين بتمثيل هذا البلد العظيم الذي أعطى درساً للعالم اننا في سورية الصمود مع القائد الملهم بشار حافظ الاسد.

المصدر : الماسة السورية/ إياد أنيس محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة