اعتبرت مجلة "الايكونوميست" البريطانية إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنشاء أكبر محمية بحرية طبيعية على مستوى العالم في المحيط الهادئ في ظل الأزمة العراقية التي تجتاح البلاد، والمتمثلة في استيلاء جماعة الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش" على مساحات واسعة من العراق "تجاهلا ملحوظا".

وأضافت المجلة - في تعليق نشرته على نسختها الإلكتروينة السبت 21-6-2014- أنه لم يتبق سوى قليل من الأشياء التي تذكرنا بانه قبل ستة أعوام ونصف، كان هناك 180 ألف جندي أمريكي ينتشرون في العراق لمنع الدولة من الانزلاق في حرب أهلية وهو ما يبدو يحدث الآن.

ومضت المجلة تقول أن 4500 أمريكي قتلوا من أجل هذه القضية وانفقت مليارات الدولارات في الدولة.

وأعادت المجلة إلى الأذهان تصريح لباراك أوباما في عام 2008 قبل أن يصبح رئيس أكبر دولة في العالم عندما قال: " العراق لن تكون مكانا مثاليا ولا نمتلك موارد غير محدودة لنحاول جعلها كذلك".

وفي الشهر الماضي، بدأ أوباما في طرح بعض المبادئ التي تنظم استخدام القوة العسكرية وهي مبادئ اتسقت مع إرادة الشعب الأمريكي، مشيرًا إلى أنه ينبغي على أمريكا استخدام القوة، من جانب واحد إذا لزم الأمر، وذلك عندما تتعرض مصالحها الرئيسية للتهديد فقط.

وتابعت المجلة تقول إن أوباما حدد مصالح بلاده الرئيسية بقلم رصاص كثيف بما يكفي لإخفاء معالم هذه المصالح.

وأشارت المجلة إلى أن كل ما قام به أوباما حيال الأزمة في العراق هو إخبار الكونجرس أنه سيرسل 275 جنديا إلى العراق لتوفير الأمن في السفارة الأمريكية في بغداد، كما أرسل حاملة طائرات إلى جانب سفينتين محملتين بصواريخ من طراز كروز إلى منطقة الخليج.

وذكرت المجلة أن أوباما أكثر حذرا من وزير خارجيته الذي ناقش احتمالية شن غارات جوية على مقاتلي داعش، مكتفيا بالقول أن أي دعم عسكري للحكومة العراقية سيكون مشروطا بقيامها بما هو أفضل بالتعاون مع السنة والأكراد. وفي الوقت ذاته، أسقط بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية تلميحات واسعة على ضرورة رحيل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ووصف أحد المسؤولين في البيت الأبيض الأسئلة بشأن الدعم الجوي الأمريكي أنها مجرد "تكهنات".

وفي السياق ذاته، نسبت المجلة إلى الجنرال ديفيد دبتولا، وهو جنرال متقاعد شارك في الحملة الجوية في عملية عاصفة الصحراء عام 1991، قوله إن ما لا تستطيع القوات الأمريكية القيام به من الجو هو إخراج داعش من المدن التي استولت عليها بالفعل وأنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال قوات الأمن العراقية ربما بدعم من إيران، مشيرا إلى أن مشاركة إيران جعلت رؤية أمريكا أكثر تعقيدا. وعلى الرغم من أن تقدم مقاتلي داعش وضع أمريكا وإيران في موقف غريب حيث أنهما يدعمان الجانب نفسه، لا يزال الجانبان يدعمان جماعات مختلفة في الحرب الأهلية في سوريا.

واختتمت المجلة بالقول أن منع إيران من بناء سلاح نووي هو ما يهم الولايات المتحدة أكثر من تحقيق الاستقرار في العراق مستدلة على هذا الطرح باستبعد البيت الأبيض أي تعاون عسكري مع إيران لمقاتلة داعش وقوله انه سيبحث مع إيران الوضع في العراق على هامش المباحثات النووية الإيرانية في فيينا.

  • فريق ماسة
  • 2014-06-20
  • 10670
  • من الأرشيف

مجلة بريطانية: إنشاء أوباما أكبر محمية بحرية طبيعية في المحيط الهادئ تجاهل ملحوظ لقضية العراق

اعتبرت مجلة "الايكونوميست" البريطانية إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنشاء أكبر محمية بحرية طبيعية على مستوى العالم في المحيط الهادئ في ظل الأزمة العراقية التي تجتاح البلاد، والمتمثلة في استيلاء جماعة الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش" على مساحات واسعة من العراق "تجاهلا ملحوظا". وأضافت المجلة - في تعليق نشرته على نسختها الإلكتروينة السبت 21-6-2014- أنه لم يتبق سوى قليل من الأشياء التي تذكرنا بانه قبل ستة أعوام ونصف، كان هناك 180 ألف جندي أمريكي ينتشرون في العراق لمنع الدولة من الانزلاق في حرب أهلية وهو ما يبدو يحدث الآن. ومضت المجلة تقول أن 4500 أمريكي قتلوا من أجل هذه القضية وانفقت مليارات الدولارات في الدولة. وأعادت المجلة إلى الأذهان تصريح لباراك أوباما في عام 2008 قبل أن يصبح رئيس أكبر دولة في العالم عندما قال: " العراق لن تكون مكانا مثاليا ولا نمتلك موارد غير محدودة لنحاول جعلها كذلك". وفي الشهر الماضي، بدأ أوباما في طرح بعض المبادئ التي تنظم استخدام القوة العسكرية وهي مبادئ اتسقت مع إرادة الشعب الأمريكي، مشيرًا إلى أنه ينبغي على أمريكا استخدام القوة، من جانب واحد إذا لزم الأمر، وذلك عندما تتعرض مصالحها الرئيسية للتهديد فقط. وتابعت المجلة تقول إن أوباما حدد مصالح بلاده الرئيسية بقلم رصاص كثيف بما يكفي لإخفاء معالم هذه المصالح. وأشارت المجلة إلى أن كل ما قام به أوباما حيال الأزمة في العراق هو إخبار الكونجرس أنه سيرسل 275 جنديا إلى العراق لتوفير الأمن في السفارة الأمريكية في بغداد، كما أرسل حاملة طائرات إلى جانب سفينتين محملتين بصواريخ من طراز كروز إلى منطقة الخليج. وذكرت المجلة أن أوباما أكثر حذرا من وزير خارجيته الذي ناقش احتمالية شن غارات جوية على مقاتلي داعش، مكتفيا بالقول أن أي دعم عسكري للحكومة العراقية سيكون مشروطا بقيامها بما هو أفضل بالتعاون مع السنة والأكراد. وفي الوقت ذاته، أسقط بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية تلميحات واسعة على ضرورة رحيل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ووصف أحد المسؤولين في البيت الأبيض الأسئلة بشأن الدعم الجوي الأمريكي أنها مجرد "تكهنات". وفي السياق ذاته، نسبت المجلة إلى الجنرال ديفيد دبتولا، وهو جنرال متقاعد شارك في الحملة الجوية في عملية عاصفة الصحراء عام 1991، قوله إن ما لا تستطيع القوات الأمريكية القيام به من الجو هو إخراج داعش من المدن التي استولت عليها بالفعل وأنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال قوات الأمن العراقية ربما بدعم من إيران، مشيرا إلى أن مشاركة إيران جعلت رؤية أمريكا أكثر تعقيدا. وعلى الرغم من أن تقدم مقاتلي داعش وضع أمريكا وإيران في موقف غريب حيث أنهما يدعمان الجانب نفسه، لا يزال الجانبان يدعمان جماعات مختلفة في الحرب الأهلية في سوريا. واختتمت المجلة بالقول أن منع إيران من بناء سلاح نووي هو ما يهم الولايات المتحدة أكثر من تحقيق الاستقرار في العراق مستدلة على هذا الطرح باستبعد البيت الأبيض أي تعاون عسكري مع إيران لمقاتلة داعش وقوله انه سيبحث مع إيران الوضع في العراق على هامش المباحثات النووية الإيرانية في فيينا.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة