بلغ التحدي الايراني للاعداء والخصوم في المنطقة والعالم ذروته خلال الساعات القليلة الماضية من خلال نشر صور الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني «مسترخيا» امام شاشة التلفاز يتابع مباراة فريقه الاولى في كأس العالم امام نيجيريا، فيما كان الوفد الايراني المفاوض على الملف النووي الايراني يعيد جدولة مواعيد تلك المفاوضات المصيرية لتتناسب مع موعد تلك المباراة. ليس ما تقدم محاولة من القيادة الايرانية للدلالة على عشقها «لكرة القدم» وتشجيعها للمنتخب الوطني، لكن في الامر «رسالة» الى كل الذين «يفركون اياديهم» فرحا بعد «الغزوة» الداعشية في العراق، ويهللون لغرق ايران في «المستنقع» السوري، بأن ايران ليست قلقة ولا تشعر بالذعر ازاء التطورات، «فالشغل ماشي» على الارض ولن يتوقف، لدى طهران اهداف استراتيجية تسعى الى تحقيقها ولن توقفها اي عثرات على الطريق، لن يتم اهمال اي تفصيل حتى لو كانت الرسالة رياضية «عابقة» برائحة السياسة من البرازيل، فايران تبحث عن موقعها بين الاقوياء، وهي هناك في فيينا تفاوض هؤلاء وتتنافس مع منتخباتهم رياضيا في بلاد السامبا، فيما تقبع دول اخرى في «العتمة» دون انجازات تذكر، وهي لم تتمكن حتى من دخول نادي «الاقوياء» رياضيا، وفشلت في «التأهل» رغم فائض الاموال وتوافر الامكانات.

اوساط ديبلوماسية في بيروت تؤكد اهمية تلك «الصورة»، فـ«اللعبة» الاعلامية يعرف الايرانيون اهميتها ويدركون مدى تاثيرها في الغرب، ولذلك بعد ساعات على نشر تلك الصور، خرج الرئيس الإيراني مرة جديدة بالصوت والصورة في مدينة خرام اباد القريبة من الحدود مع العراق ليبلغ الجميع رسالة ايرانية حاسمة تفيد بأن بلاده ستبذل كل ما بوسعها لحماية الاماكن المقدسة لدى الشيعة في العراق، ماذا يعني ذلك؟ يعني بكل بساطة تقول الاوساط بان ثمة خطوطا حمراء لن تسمح ايران لاحد بتجاوزها، وهي تدرك المخاطر ولكن تتعامل معها بهدوء وحكمة، وهي استفادت اعلاميا من تصدر المشهد في المنطقة صورتان، الاولى تظهر ايران المفاوضة بندية على الطاولة «النووية»، وهي تشارك مع غيرها من دول العالم في حدث حضاري يتابعه الملايين، فيما تظهر الصورة الاخرى «ابداعات» الفكر الوهابي الذي تمثله بامانة «داعش» التي اغرقت وسائل التواصل الاجتماعي بصور الاعدامات المقيتة ، وفي هذا السياق حققت طهران «هدفا» في مرمى خصومها الذين خسروا الحرب الدعائية في توقيت غير مناسب ابدا، لان من اوعز بالبدء بغزوة الموصل فاته ان طهران قادرة على تحويل «الخسارة» المرحلية الى نصر استراتيجي يفتح لها «ابواب» الغرب الموصدة، بحسب الاوساط ومجرد اعلان الخارجية البريطانية عن اعادة فتح السفارة البريطانية في طهران، بعد ساعات على اعلان الولايات المتحدة «انفتاحها على التعاون مع ايران» بخصوص الملف العراقي، شكل صدمة مروعة لدى خصوم طهران في المنطقة، بما يوازي باشواط ارتدادات «زلزال» اي اتفاق نووي محتمل مع الغرب، فهذه المقاربة الاميركية اذا ما اكتملت فصولها ستمثل «بداية» الاعتراف الغربي الرسمي بالنفوذ الاقليمي لايران، وهذا يعني بداية تقاسم الامتيازات والادوار بين الطرفين في هذه اللحظة المصيرية التي يصاغ فيه مستقبل المنطقة، وهذا يعني ايضا ان ثمة سيناريوهات وتحالفات غير تقليدية على الساحة في ظل «التعاون بين الاعداء التقليديين».

طبعا هذا التطور اثار الذعر في الرياض، ووفقا لمعلومات تلك الاوساط، فان الرياض حذرت الولايات المتحدة من مغبة الانزلاق الى التعاون مع ايران في المسألة العراقية، وهي بدأت حملة استباقية لثني الادارة الاميركية ووقف اندفاعتها عبر الترويج لرد فعل مذهبي على هذه الخطوة يتمثل في التحذير من رد فعل عدائي بين السنة الذي سينظرون الى تلك الحرب على انها تحالف اميركي مع الشيعة لضرب نفوذهم في المنطقة من «البوابة العراقية»، وفي ظل تفسخ الدعم الخليجي للنظرية السعودية حملت رسالة المملكة اشارة بالغة الدلالة، تفيد بان مصر لن تكون خارج دائرة الدول المتأثرة، وفيما يشبه التهديد المبطن ذّكر السعوديون الاميركيين بخارطة انتشار السنة في العالم العربي والاسلامي باعتبارهم الاغلبية وما قد يترتب على هذا الامر من ردود فعل غاضبة على المصالح الاميركية على مساحات جغرافية واسعة.

وفي هذا السياق تعتبر الاوساط ان الدوائر السعودية، استغلت تصريحات الحاكم العسكري الاميركي السابق في العراق بول بريمر، الذي قال في تصريحات اعلامية قبل ايام ان الخطّة التي طبقتها الإدارة الأميركية في العراق، كانت بمثابة ثورة قلبت نظاماً عمره ألف عام كانت السيطرة فيه للمسلمين السنّة! وثمة حملة واسعة داخل واشنطن للتحريض على سياسة اوباما الراهنة التي وصفتها السعودية بانها تعمل على استكمال هذه الخطة على نطاق اوسع، وهو ما دفع الناطقة باسم الخارجية الاميركية الى استرضاء السعودية عبر الاعلان عن رفض اتهامات الحكومة العراقية للسعودية بدعم الارهاب. ولكن هل سيغير هذا الامر من الوقائع؟

لا يبدو ذلك، بحسب المعلومات المتوافرة للاوساط ان الرياض ماضية في استغلال الموقف حتى النهاية لاضعاف دور ايران ونفوذها، واذا كانت تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل حول الموقف من سوريا والعراق، ودور الاعلام الممول سعوديا في «تلطيف» الغزوة الداعشية، لا يكفيان لتقديم الدليل على تورط المملكة، فان ما سرب من معلومات في واشنطن عن رفض سعودي وخليجي لاعطاء سلاح الجو الاميركي اذنا باستخدام القواعد العسكرية على اراض تلك الدول لضرب مسلحي داعش، يشير دون لبس الى تورط هؤلاء فيما يحصل على الارض. وبدون إذن من هذه الدول فمن الصعب نشر طائرات هجمومية واخرى بدون طيار فوق العراق. وعلم في هذا السياق ان الادارة الاميركية عملت في الساعات القليلة الماضية على«جس نبض» تركيا لاستخدام اراضيها، لا جواب حتى الان، ولكن ثمة من يرى ان اقناع تركيا سيكون أسهل من الحصول على إذن باستخدام القواعد العسكرية في دول الخليج.

هذه التطورات الاقليمية المتسارعة، تشير على حد قول الاوساط الى ان الايام والاسابيع المقبلة ستشهد مواجهة مفتوحة غير محدودة في ظل تمسك اطراف النزاع بمواقفهم، هذا الامر فرض تحديات كبيرة وجسيمة على دول الجوار العراقي والسوري، واذا كان الاكراد قد اختاروا استغلال الموقف لاستكمال حدود دولتهم، واذا كانت تركيا قد اختارت الاستمرار في لعب دور انتهازي على «القطعة»، فان الاردن اختار «مهادنة» السلفيين خوفا من ارتدادات الحدث العراقي على امن المملكة «الهش»، فيما اتخذت القوى الفاعلة في لبنان خيار «المواجهة» الاستباقية مع هؤلاء درءا «لشرورهم».

وفي هذا السياق، تلفت اوساط سياسية لبنانية متابعة لهذا الملف الى ان قرار الاردن «اللعب» على تناقضات المجموعات التكفيرية ومهادنة البعض على حساب مجموعات اخرى، وصفة فاشلة وغير قابل للتطبيق في لبنان، وقد رفضت اقتراحات في هذا السياق تقدمت بها اوساط اسلامية لبنانية تقضي بفتح قنوات حوار مع بعض الشخصيات المحسوبة على التيارات السلفية «المعتدلة» على الساحة اللبنانية، وبحسب المعطيات فان ما جرى في الايام القليلة الماضية في الضاحية الجنوبية كان تدابير احترازية ووقائية، ستكون مقدمة لخطوات اخرى اكثر فعالية لدرء مخاطر تحركات «الخلايا النائمة» بالتزامن مع معركة «قاسية» ومكلفة، بدأت طلائعها في جرود القلمون لاقفال هذا الملف نهائيا.

وبحسب المعلومات، فان ثمة الكثير من الملفات الامنية اعيد فتحها من جديد بعد «اقفالها» لفترة، وتم «نفض» الغبار عن معلومات سابقة جرى تجميعها عبر تقاطع اكثر من جهد استخباراتي وسيتم تفعيلها على الارض، وجرى خلال الساعات القليلة الماضية رفع مستوى الاتصالات مع مختلف الفصائل الفلسطينية للتنسيق في كيفية التعامل مع «البؤر» الامنية في بعض المخيمات، وخصوصا عين الحلوة بعد رصد تحركات «مشبوهة» لعدد من المطلوبين الامنيين هناك، ومن المتوقع ان تشهد اكثر من منطقة لبنانية عمليات نوعية «استباقية» لن تراعى فيها «خواطر» احد في ظل ظروف امنية شديدة الخطورة ولكنها ما تزال الى حد كبير تحت السيطرة.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-06-19
  • 13904
  • من الأرشيف

هل تنجح طهران في تحويل «الخسارة» المرحليّة في الموصل الى نصر «استراتيجي»؟

بلغ التحدي الايراني للاعداء والخصوم في المنطقة والعالم ذروته خلال الساعات القليلة الماضية من خلال نشر صور الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني «مسترخيا» امام شاشة التلفاز يتابع مباراة فريقه الاولى في كأس العالم امام نيجيريا، فيما كان الوفد الايراني المفاوض على الملف النووي الايراني يعيد جدولة مواعيد تلك المفاوضات المصيرية لتتناسب مع موعد تلك المباراة. ليس ما تقدم محاولة من القيادة الايرانية للدلالة على عشقها «لكرة القدم» وتشجيعها للمنتخب الوطني، لكن في الامر «رسالة» الى كل الذين «يفركون اياديهم» فرحا بعد «الغزوة» الداعشية في العراق، ويهللون لغرق ايران في «المستنقع» السوري، بأن ايران ليست قلقة ولا تشعر بالذعر ازاء التطورات، «فالشغل ماشي» على الارض ولن يتوقف، لدى طهران اهداف استراتيجية تسعى الى تحقيقها ولن توقفها اي عثرات على الطريق، لن يتم اهمال اي تفصيل حتى لو كانت الرسالة رياضية «عابقة» برائحة السياسة من البرازيل، فايران تبحث عن موقعها بين الاقوياء، وهي هناك في فيينا تفاوض هؤلاء وتتنافس مع منتخباتهم رياضيا في بلاد السامبا، فيما تقبع دول اخرى في «العتمة» دون انجازات تذكر، وهي لم تتمكن حتى من دخول نادي «الاقوياء» رياضيا، وفشلت في «التأهل» رغم فائض الاموال وتوافر الامكانات. اوساط ديبلوماسية في بيروت تؤكد اهمية تلك «الصورة»، فـ«اللعبة» الاعلامية يعرف الايرانيون اهميتها ويدركون مدى تاثيرها في الغرب، ولذلك بعد ساعات على نشر تلك الصور، خرج الرئيس الإيراني مرة جديدة بالصوت والصورة في مدينة خرام اباد القريبة من الحدود مع العراق ليبلغ الجميع رسالة ايرانية حاسمة تفيد بأن بلاده ستبذل كل ما بوسعها لحماية الاماكن المقدسة لدى الشيعة في العراق، ماذا يعني ذلك؟ يعني بكل بساطة تقول الاوساط بان ثمة خطوطا حمراء لن تسمح ايران لاحد بتجاوزها، وهي تدرك المخاطر ولكن تتعامل معها بهدوء وحكمة، وهي استفادت اعلاميا من تصدر المشهد في المنطقة صورتان، الاولى تظهر ايران المفاوضة بندية على الطاولة «النووية»، وهي تشارك مع غيرها من دول العالم في حدث حضاري يتابعه الملايين، فيما تظهر الصورة الاخرى «ابداعات» الفكر الوهابي الذي تمثله بامانة «داعش» التي اغرقت وسائل التواصل الاجتماعي بصور الاعدامات المقيتة ، وفي هذا السياق حققت طهران «هدفا» في مرمى خصومها الذين خسروا الحرب الدعائية في توقيت غير مناسب ابدا، لان من اوعز بالبدء بغزوة الموصل فاته ان طهران قادرة على تحويل «الخسارة» المرحلية الى نصر استراتيجي يفتح لها «ابواب» الغرب الموصدة، بحسب الاوساط ومجرد اعلان الخارجية البريطانية عن اعادة فتح السفارة البريطانية في طهران، بعد ساعات على اعلان الولايات المتحدة «انفتاحها على التعاون مع ايران» بخصوص الملف العراقي، شكل صدمة مروعة لدى خصوم طهران في المنطقة، بما يوازي باشواط ارتدادات «زلزال» اي اتفاق نووي محتمل مع الغرب، فهذه المقاربة الاميركية اذا ما اكتملت فصولها ستمثل «بداية» الاعتراف الغربي الرسمي بالنفوذ الاقليمي لايران، وهذا يعني بداية تقاسم الامتيازات والادوار بين الطرفين في هذه اللحظة المصيرية التي يصاغ فيه مستقبل المنطقة، وهذا يعني ايضا ان ثمة سيناريوهات وتحالفات غير تقليدية على الساحة في ظل «التعاون بين الاعداء التقليديين». طبعا هذا التطور اثار الذعر في الرياض، ووفقا لمعلومات تلك الاوساط، فان الرياض حذرت الولايات المتحدة من مغبة الانزلاق الى التعاون مع ايران في المسألة العراقية، وهي بدأت حملة استباقية لثني الادارة الاميركية ووقف اندفاعتها عبر الترويج لرد فعل مذهبي على هذه الخطوة يتمثل في التحذير من رد فعل عدائي بين السنة الذي سينظرون الى تلك الحرب على انها تحالف اميركي مع الشيعة لضرب نفوذهم في المنطقة من «البوابة العراقية»، وفي ظل تفسخ الدعم الخليجي للنظرية السعودية حملت رسالة المملكة اشارة بالغة الدلالة، تفيد بان مصر لن تكون خارج دائرة الدول المتأثرة، وفيما يشبه التهديد المبطن ذّكر السعوديون الاميركيين بخارطة انتشار السنة في العالم العربي والاسلامي باعتبارهم الاغلبية وما قد يترتب على هذا الامر من ردود فعل غاضبة على المصالح الاميركية على مساحات جغرافية واسعة. وفي هذا السياق تعتبر الاوساط ان الدوائر السعودية، استغلت تصريحات الحاكم العسكري الاميركي السابق في العراق بول بريمر، الذي قال في تصريحات اعلامية قبل ايام ان الخطّة التي طبقتها الإدارة الأميركية في العراق، كانت بمثابة ثورة قلبت نظاماً عمره ألف عام كانت السيطرة فيه للمسلمين السنّة! وثمة حملة واسعة داخل واشنطن للتحريض على سياسة اوباما الراهنة التي وصفتها السعودية بانها تعمل على استكمال هذه الخطة على نطاق اوسع، وهو ما دفع الناطقة باسم الخارجية الاميركية الى استرضاء السعودية عبر الاعلان عن رفض اتهامات الحكومة العراقية للسعودية بدعم الارهاب. ولكن هل سيغير هذا الامر من الوقائع؟ لا يبدو ذلك، بحسب المعلومات المتوافرة للاوساط ان الرياض ماضية في استغلال الموقف حتى النهاية لاضعاف دور ايران ونفوذها، واذا كانت تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل حول الموقف من سوريا والعراق، ودور الاعلام الممول سعوديا في «تلطيف» الغزوة الداعشية، لا يكفيان لتقديم الدليل على تورط المملكة، فان ما سرب من معلومات في واشنطن عن رفض سعودي وخليجي لاعطاء سلاح الجو الاميركي اذنا باستخدام القواعد العسكرية على اراض تلك الدول لضرب مسلحي داعش، يشير دون لبس الى تورط هؤلاء فيما يحصل على الارض. وبدون إذن من هذه الدول فمن الصعب نشر طائرات هجمومية واخرى بدون طيار فوق العراق. وعلم في هذا السياق ان الادارة الاميركية عملت في الساعات القليلة الماضية على«جس نبض» تركيا لاستخدام اراضيها، لا جواب حتى الان، ولكن ثمة من يرى ان اقناع تركيا سيكون أسهل من الحصول على إذن باستخدام القواعد العسكرية في دول الخليج. هذه التطورات الاقليمية المتسارعة، تشير على حد قول الاوساط الى ان الايام والاسابيع المقبلة ستشهد مواجهة مفتوحة غير محدودة في ظل تمسك اطراف النزاع بمواقفهم، هذا الامر فرض تحديات كبيرة وجسيمة على دول الجوار العراقي والسوري، واذا كان الاكراد قد اختاروا استغلال الموقف لاستكمال حدود دولتهم، واذا كانت تركيا قد اختارت الاستمرار في لعب دور انتهازي على «القطعة»، فان الاردن اختار «مهادنة» السلفيين خوفا من ارتدادات الحدث العراقي على امن المملكة «الهش»، فيما اتخذت القوى الفاعلة في لبنان خيار «المواجهة» الاستباقية مع هؤلاء درءا «لشرورهم». وفي هذا السياق، تلفت اوساط سياسية لبنانية متابعة لهذا الملف الى ان قرار الاردن «اللعب» على تناقضات المجموعات التكفيرية ومهادنة البعض على حساب مجموعات اخرى، وصفة فاشلة وغير قابل للتطبيق في لبنان، وقد رفضت اقتراحات في هذا السياق تقدمت بها اوساط اسلامية لبنانية تقضي بفتح قنوات حوار مع بعض الشخصيات المحسوبة على التيارات السلفية «المعتدلة» على الساحة اللبنانية، وبحسب المعطيات فان ما جرى في الايام القليلة الماضية في الضاحية الجنوبية كان تدابير احترازية ووقائية، ستكون مقدمة لخطوات اخرى اكثر فعالية لدرء مخاطر تحركات «الخلايا النائمة» بالتزامن مع معركة «قاسية» ومكلفة، بدأت طلائعها في جرود القلمون لاقفال هذا الملف نهائيا. وبحسب المعلومات، فان ثمة الكثير من الملفات الامنية اعيد فتحها من جديد بعد «اقفالها» لفترة، وتم «نفض» الغبار عن معلومات سابقة جرى تجميعها عبر تقاطع اكثر من جهد استخباراتي وسيتم تفعيلها على الارض، وجرى خلال الساعات القليلة الماضية رفع مستوى الاتصالات مع مختلف الفصائل الفلسطينية للتنسيق في كيفية التعامل مع «البؤر» الامنية في بعض المخيمات، وخصوصا عين الحلوة بعد رصد تحركات «مشبوهة» لعدد من المطلوبين الامنيين هناك، ومن المتوقع ان تشهد اكثر من منطقة لبنانية عمليات نوعية «استباقية» لن تراعى فيها «خواطر» احد في ظل ظروف امنية شديدة الخطورة ولكنها ما تزال الى حد كبير تحت السيطرة.  

المصدر : ابراهيم ناصرالدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة