دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
شهدنا في هذا الأسبوع أهم وأخطر ما مرّ على منطقتنا منذ إتفاقية سايكس - بيكو 1916 ، حيث بدأت تتكشف خيوط مخطط ضخم كان سيعصف بالمنطقة من بغداد إلى بيروت في المرحلة الأولى ، ومن ثمّ تصفية القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني في المرحلة الثانية . قد يظن البعض أن في الأمر مبالغة وتهويل ، ولذلك أرجو تتبع هذا المخطط الذي تعجز حتى الشياطين عن تحمل تبعاته ، وتحمل وزر الأرواح التي ستزهق فيه ، والدماء التي ستسيل بسببه ، وحالة الفوضى العارمة التي ستنتج عنه ، والحقوق والأراضي التي ستضيع بفعله . لنسترجع بعض الأحداث ، ونضعها في سياقها الصحيح ؛ المبني على قدر معقول من المعلومات ، والتحليل العلمي للوقائع والأحداث ولعقول أعدائنا وطريقة تفكيرهم ، ومن ثمّ نقرر .
* شرارة الحريق الكبير :
يوم الإثنين 9/6/2014 يشنّ عدة مئات من تنظيم داعش هجوماً "مباغتاً" على محافظة نينوى ، وينجح هؤلاء في إحتلالها والسيطرة على عاصمتها –الموصل- خلال ساعات ؛ بشراكة كاملة مع المحافظ "اثيل النجيفي" ، وعدد من كبار القادة العسكريين في المدينة ، والتحالف الكردستاني . بدأ الغزاة "بهضم" المحافظة خلال ساعات ، بإستثناء جيبين قاوما الغزو "الداعشي" في أطراف المدينة لم يفرّ قادتهما مع الفارون . في اليوم التالي ( الثلاثاء 10/6/2014) يبدأ الزحف نحو محافظتي ديالا وصلاح الدين ، وينجح الغزو في تحقيق إختراقات كبيرة في المحافظتين ، وسط حالة من الدهشة والذهول والصدمة في بغداد والمنطقة والعالم بسبب السقوط السريع والصادم لمحافظة نينوى ، وتداعي خطوط دفاع بعض المحافظات الأخرى ، وحرب الشائعات والأخبار المضللة التي تشنها قنوات فضائية متمرسة كالجزيرة والعربية والبي بي سي ... وعدد كبير من المواقع الإلكترونية . لقد كان الأمر يشبه إندلاع حريق كبير ، ولا يمكن وقفه .
* اصمدوا حتى يوم الثلاثاء : (17/6/2014)
بدأت القيادات السياسية والعسكرية بإستيعاب الصدمة إبتداءاً من يومي الخميس والجمعة (12-13/6/2014) ، وخصوصاً بعد المواقف الداعية للوحدة والتكاتف الوطني ، ومكافحة الإرهاب وطرد داعش وحلفائها ، من قبل عدد كبير من الهيئات والمرجعيات الدينية الكبرى والوازنة (السنية والشيعية) مثل الفتوى التاريخية للمرجع الأعلى السيد علي السيستاني ، وبيان "الوقف السني" على لسان رئيس ديوانه محمود الصميدعي ، وبيان وتصريحات رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا ، وهيئة علماء السنة في البصرة ... . إبتداءاً من يومي السبت والأحد (14-15/6/2014) تدفق مئات الآلاف من المتطوعين إلى مراكز التوزيع والتأهيل من كلّ مدن ومحافظات العراق الحبيب ، وبدأ الجيش العراقي يمسك بزمام المبادرة ، وصرنا نسمع أخبار تقدم الجيش وإسترجاعه لبعض المناطق والنواحي ، وبدأنا بمشاهدة أفلام قصف نسور سلاح الجو العراقي لمجاميع وآليات الإرهابيين ... ؟ كما ظهرت عدة محاولات لتلميع صورة داعش الإجرامية ، والتعمية على ممارساته البربرية في سورية والعراق ، وسعيها الأكيد لإشعال فتنة سنية-شيعية لا تنتهي ؛ عبر تهديدها بتفجير الأضرحة والمقامات ... كما فعلت في سوريا من قبل ، ومن هذه المحاولات ؛ أن ما يجري في العراق هو ثورة "البعث" ، وثورة "المحافظات السنية" ، وصولاً إلى إصدار بيان بإسم "داعش" ، يوم السبت 14/6/ ، تعلن فيه مسؤوليتها عن خطف ثلاثة مستوطنين صهاينة في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية ... كلّ ذلك لم يمنع بروز حقيقة وقف تقدم داعش وحلفائها ، وبداية الهجوم المعاكس الناجح الذي يقوم به الجيش والشعب العراقيين . بدأت معاناة داعش تتراكم ، وتعاظم الرفض الشعبي لها ، وصارت تخسر الجغرافيا التي سيطرت عليها يوما بعد يوم ، وتعرضت لخسائر كبيرة جدا في المعدات والأفراد ... وكان لتلاحم الجيش العراقي والشعب بكل مكوناته أهم الأثر في ذلك ، إلى جانب الغطاء الجوي الذي قدمه سلاح الجو في الجيش العربي السوري . وطلب من داعش الصمود في "مواقعها" حتى صبيحة يوم الثلاثاء 17/6 ، لأن حدث ما هائل سيقع ويغير الخريطة بالكامل .
* أفعال إستباقية أنقذت المنطقة والعالم :
يوم الجمعه 13/6 يصد الجيش العربي السوري هجوما "تجريبيّاً- تمهيدياً كان سيتم تطويره ومضاعفته لو نجح مخطط قصف دمشق بالسارين " لمجموعة ارهابية من جبهة النصرة بإتجاه مزارع رنكوس – القلمون ، ويتابع الجيش قصفه الجوي والمدفعي على مدار عدة أيام ، وينجح بقتل عدد كبير من المسلحين بينهم قادة كبار في جبهة النصرة على الحدود مع لبنان . وفي ذات اليوم "الجمعة" يقوم الجيش اللبناني بتنفيذ عملية دهم واسعة في جرود منطقة عرسال ، بحثاً عن المسلحين والمشبوهين في علاقتهم بنشاطات إرهابية ، ويوقف داخل مخيمات النازحين السوريين في المنطقة المذكورة ، أحد الأشخاص الذي يشتبه في انتمائه إلى كتائب عبدالله عزام . فضلاً عن عدد من الموقوفين السوريين بسبب حيازتهم كاميرات تصوير واجهزة كومبيوتر وأقراصاً مدمجة ، تثبت اشتراكهم في تدريبات مع مجموعات إرهابية .
السبت 14/6 ، بعد أن أكدت فرق الاستطلاع والتعقب انعقاد إجتماع بحضور أحد عشرة من أمراء "جبهة النصرة" في إحدى المزارع في منطقة دروشا التابعة لبلدة قطنا في ريف دمشق الجنوبي ، عرف منهم : الأمير "أبو حنيفة" ، الأمير "أبو صالح" ، الأمير "أبو الدرداء السوري" ، الأمير "سعيد التونسي" ، والنقيب المنشق ابراهيم الحموي ... غارة جوية تمسح المنزل عن الخارطة . وكان هذا الإجتماع الأخير في سلسلة من الإجتماعات التي عقدت لقصف دمشق بغاز "السارين" وفق خطة أعدتها "جبهة النصرة" ، بالتعاون مع الاستخبارات التركية ، وكانت تستهدف شن هجوم "بغاز السارين" على العاصمة السورية دمشق أثناء تأدية الرئيس بشار الأسد القسم . وبحسب المعلومات ، فقد تمكّنت "جبهة النصرة" من جمع "16 أنبوباً من غاز السارين ، تبلغ قدرة شعاع كل أنبوب منها 500 متر . وتمت عملية الشراء من أحد المستوعبات الخاصة في العاصمة البلغارية صوفيا . وقالت المصادر إنّ عراب الصفقة رجل استخبارات تركي رفيع المستوى ، وساعد على تهريب هذه الأنابيب الى عناصر من جبهة النصرة تنفيذاً لمخطط الهجوم ، على أن يتمّ توزيعها في مناطق مختلفة من ريف دمشق ، وتحديداً في أحياء التضامن والحجر الأسود والجزء الجنوبي من القدم . وقالت المصادر إنّ المجموعات المسلحة أجرت تدريباً على استخدام صواريخ محلية الصنع نحو العاصمة ، تؤمن إصابة عدد من الأهداف ؛ من بينها : "تجمعات المدنيين ، مجلس الشعب ، وإدارة المخابرات العامة ، والمبنى الرئيسي للأمن الوطني" .
* سيناريو يوم سقوط دمشق ، وإشتعال بيروت ، وإنهيار بغداد :
1 – في لحظة أداء القسم ؛ يقصف بغاز السارين ، مجلس الشعب ؛ حيث الرئيس بشار حافظ الأسد يؤدي القسم ، بحضور كامل أعضاء الحكومة ، ومجلس الشعب ، ومعظم قيادات الدولة وحزب البعث ... ومبنى إدارة المخابرات العامة ؛ حيث معظم القيادات الأمنية تراقب المشهد ، وتتابع حيثياته ، وتضمن سلامة الإجراءات ... والمبنى الرئيسي للأمن الوطني ، وتجمعات المواطنين المحتفلين بأداء القسم ... فتسقط أغلب القيادات السياسية والأمنية والعسكرية ... بضربة واحدة ، وتقع الفوضى العارمة ، وتنهار الدولة ، ويتمزق الجيش ، وتتهاوى المدن ... .
2 – عدد من السيارات المفخخة تضرب بيروت ، وإنتشار كبير للمسلحين في طرابلس ، و"المخيمات الفلسطينية" ، وإنتخاب سمير جعجع رئيساً للبنان في جلسة الأربعاء 18/6 كأمر واقع لا خيار دونه ، وإنطلاق حرب هوجاء ضد المقاومة وبيئتها ... .
3 – صدور البيان رقم (1) من قلب بغداد ، يعلن سقوط الحكومة ، وإنهيار الدولة ، وبداية حرب أهلية – دينية – لا نهاية لها ... .
4 – الكيان الصهيوني يشنّ هجوماً واسعاً على غزة ، كون حماس مسؤلة عن خطف المستوطنين الثلاث .
5 – إجتماع "جدة" يفوض مملكة آل سعود دعوة السوريين والعراقيين ، وكلّ على حده ، لحل أزماتهم .
... ولكم أن تتخيلوا البقية ، ولكن ذلك جميعاً ، أسقطه عرين الأسد ، وأقدام حماة الديار ، وليوث المقاومة ، وشعبنا العراقي العظيم ، وجيشه البطل .
المصدر :
الحقيقة السورية/ سمير الفزاع
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة