"لقد دخلنا في مرحلة جديدة تماماً".. منذ عام كامل قالها السيد نصر الله، وفي احتفال ذكرى التحرير يوم 25 ايار/مايو 2013 اعلن السيد "نحن أمام مرحلة جديدة بالكامل بدأت الآن، بدأت في الأسابيع الأخيرة بالتحديد بشكلها الواضح، مرحلة جديدة اسمها تحصين المقاومة وحماية ظهرها وتحصين لبنان وحماية ظهره، وهذه مسؤولية الجميع".

كان الوضع حينها عبارة عن استهداف القرى الحدودية اللبنانية واللبنانيين داخل حدود سوريا، وتنامي عمليات دخول المسلحين من سوريا الى لبنان وبالعكس، وضرب صواريخ ليس فقط على مناطق بقاعية، بل على الضاحية الجنوبية.. كان واضحا من التطورات الامنية هذه أنه لا يمكن ترك "الحبل على الغارب" وترك المسلحين يعيثون فساداً، ويهددون المقاومة، التي لن تنتظر ليصل "الموس" اليها، فالوقائع تشي بالأخطر، وتتلازم معها تهديدات متصاعدة من قيادات الارهاب بأن الدور الآتي هو لبنان ومقاومته!..

لقد وعت قيادة المقاومة دقة المرحلة وخططت لها ولمواجهتها بصبر وحكمة.. وبقوة، وحين وعد "السيد" حينها بنصر جديد، كان واثقاً من خطاه، وهو تحدث ايضا عن تكلفة متوقعة لهذه المعركة فلم يُغفل التضحيات الممكنة، لكن المقاومة وبيئتها كانت حاضرة، من اجل حماية الوطن من خطر اشد واعظم.

قال السيد "انتم لا تفهمون هذه المقاومة، ولا جمهور هذه المقاومة ولا بيئة هذه المقاومة ولا ثقافة هذه المقاومة، منذ ثلاثين سنة لم تفهموها ولن تفهموها، لأنكم دائماً تفهمون خطأ، وتحسبون خطأ فتصلون الى نتائج خطأ. المقدمات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة".

راهن هؤلاء على الانتصار على المقاومة وبيئتها وكانت المقدمات خاطئة فوصلوا الى نتائج خاطئة تماما كما حذرهم السيد، لقد اعلن اننا "سنكمل هذا الطريق، سنتحمل هذه المسؤولية، وسنتحمل كل التضحيات والتبعات المتوقفة على هذا الموقف وعلى هذه المسؤولية".

وفي ختام الاحتفال بالتحرير  نادى بشعبه ومجاهديه "أيها الناس الشرفاء، أيها المجاهدون، أيها الأبطال، كما كنت أعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجدداً".

الجمعة 16 آب/اغسطس من العام الماضي، يقيم حزب الله احتفالا مركزيا في بلدة عيتا الشعب الحدودية، في الذكرى السابعة لانتصار تموز 2006، اتى ذلك بعد يومين من تفجير ضخم في الرويس بيد الارهاب التكفيري . حينها يأتي الرد: إذا كان لدينا 100 مقاتل في سوريا سيصبحون 200، وإذا كان لدينا 1000 مقاتل في سوريا سيصبحون 2000، وإذا كان لدينا 5000 مقاتل في سوريا سيصبحون 10000 ، أنتم مشتبهون، أنتم تضربون في المكان الخطأ!.

اذاً فتح الارهابيون النار على انفسهم بشكل اكبر واوسع، واذا فتح الارهاب المعركة مع المقاومة وابنائها وحزبها ، فهو لن يحسمها  بل هي من تحسمها وتحدد وقت وكيفية ختامها وتكون لها  الطلقة الأخيرة "سننتصر في المعركة ضد الإرهاب التكفيري التدميري إن شاء الله، وأنا على يقين من ذلك.  ستكون هذه المعركة مكلفة؟ نعم، ولكنها أقل كلفة من أن نذبح كالنعاج"

كانت الكلمات المفاجِئة "ايدينا ستصل اليكم"!! كانت كلماته مفاجئة ولكنها مفاجأة سارة، لقد اثارت الكثير من التساؤلات حول الكيفية، فقد بدا الأمر غامضاً، لكن مع التساؤلات كانت الثقة بكلام ووعود السيد، ومع كل تكرار للتفجيرات في الضاحية على مدى اشهر كان اصرار على الوقوف خلف السيد ومقاومته ولم تتراجع المقاومة ولا جمهورها، فـ "ايدينا ستصل اليكم وسنحسم المعركة"..

التحليلات المغرضة والتحريضات انطلقت مدّعية تارة ان حزب الله يورط لبنان وتارة اخرى أنه دخل في حرب استنزاف، ومعها  استمرت تهديدات التكفيريين كما توعد ما يسمى الجيش الحر في آب/اغسطس الماضي حزب الله "بتلقينه درساً يذكره التاريخ".

 

أما اقليمياً فقامت القائمة، وتسابق القادة العرب لإدانة حزب الله بعد أن سكتوا أمام الاعتداءات على شعب لبنان بل تواطأوا ضد هذا الشعب، الذي انبرى حزب الله يدافع عنه وعن أمنه ووجوده. ندد وقتها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بشدة بما وصفه الخطاب "التحريضي" لأمين عام حزب الله،  وقال ان نصر الله "يتوعد السوريين بانخراط أكبر لحزبه فى قتالهم فى تدخل سافر فى شؤونهم الداخلية ويهدد اللبنانيين بمزيد من التورط فى أتون الأزمة السورية فى لا مبالاة صارخة بأمن لبنان واستقراره وعلاقات طوائفه وتعايشها السلمي".

موقعة القصير.. يبرود.. النبك.. رنكوس واخواتها في القلمون كله، شهدت على بطولات المقاومين والجيش السوري على مدى شهور، كلنا تابعنا وقائعها الحامية ، وسقط في حُفر يبرود من كان يهدد "احفر قبرك في يبرود"، وتم ضرب استراتيجيات الارهاب وقادتهم ومناطق "تصنيع الارهاب"، وضبط معظم الحدود اللبنانية الشرقية التي كانت ممراً للموت القادم الى لبنان، ومن الانجازات المهمة التي نتجت عن السيطرة الميدانية،  اكتشاف مصانع  السيارات المفخخة وخاصة في يبرود..

لبنان اليوم وشعبه وضاحيته ينعمون ومنذ اشهر بأمن أكبر غابت خلاله التفجيرات.. الخطر وارد لكنه تراجع كثيرا والواقع يشهد، جولة كبرى كسبتها المقاومة وشعبها فعلاً، ووفى السيد مجددا بوعده وصدق قوله عن النصر القادم، نصرٌ واكبته تضحيات للجيش والقوى الأمنية واصطياد رؤوس ارهابية كبيرة، ولا زالت يد المقاومة والجيش والقوى الأمنية على الزناد ولا زالوا عند دورٍ وطني كبير.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-05-22
  • 10598
  • من الأرشيف

كما وعد سيد الإنتصارات..

 "لقد دخلنا في مرحلة جديدة تماماً".. منذ عام كامل قالها السيد نصر الله، وفي احتفال ذكرى التحرير يوم 25 ايار/مايو 2013 اعلن السيد "نحن أمام مرحلة جديدة بالكامل بدأت الآن، بدأت في الأسابيع الأخيرة بالتحديد بشكلها الواضح، مرحلة جديدة اسمها تحصين المقاومة وحماية ظهرها وتحصين لبنان وحماية ظهره، وهذه مسؤولية الجميع". كان الوضع حينها عبارة عن استهداف القرى الحدودية اللبنانية واللبنانيين داخل حدود سوريا، وتنامي عمليات دخول المسلحين من سوريا الى لبنان وبالعكس، وضرب صواريخ ليس فقط على مناطق بقاعية، بل على الضاحية الجنوبية.. كان واضحا من التطورات الامنية هذه أنه لا يمكن ترك "الحبل على الغارب" وترك المسلحين يعيثون فساداً، ويهددون المقاومة، التي لن تنتظر ليصل "الموس" اليها، فالوقائع تشي بالأخطر، وتتلازم معها تهديدات متصاعدة من قيادات الارهاب بأن الدور الآتي هو لبنان ومقاومته!.. لقد وعت قيادة المقاومة دقة المرحلة وخططت لها ولمواجهتها بصبر وحكمة.. وبقوة، وحين وعد "السيد" حينها بنصر جديد، كان واثقاً من خطاه، وهو تحدث ايضا عن تكلفة متوقعة لهذه المعركة فلم يُغفل التضحيات الممكنة، لكن المقاومة وبيئتها كانت حاضرة، من اجل حماية الوطن من خطر اشد واعظم. قال السيد "انتم لا تفهمون هذه المقاومة، ولا جمهور هذه المقاومة ولا بيئة هذه المقاومة ولا ثقافة هذه المقاومة، منذ ثلاثين سنة لم تفهموها ولن تفهموها، لأنكم دائماً تفهمون خطأ، وتحسبون خطأ فتصلون الى نتائج خطأ. المقدمات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة". راهن هؤلاء على الانتصار على المقاومة وبيئتها وكانت المقدمات خاطئة فوصلوا الى نتائج خاطئة تماما كما حذرهم السيد، لقد اعلن اننا "سنكمل هذا الطريق، سنتحمل هذه المسؤولية، وسنتحمل كل التضحيات والتبعات المتوقفة على هذا الموقف وعلى هذه المسؤولية". وفي ختام الاحتفال بالتحرير  نادى بشعبه ومجاهديه "أيها الناس الشرفاء، أيها المجاهدون، أيها الأبطال، كما كنت أعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجدداً". الجمعة 16 آب/اغسطس من العام الماضي، يقيم حزب الله احتفالا مركزيا في بلدة عيتا الشعب الحدودية، في الذكرى السابعة لانتصار تموز 2006، اتى ذلك بعد يومين من تفجير ضخم في الرويس بيد الارهاب التكفيري . حينها يأتي الرد: إذا كان لدينا 100 مقاتل في سوريا سيصبحون 200، وإذا كان لدينا 1000 مقاتل في سوريا سيصبحون 2000، وإذا كان لدينا 5000 مقاتل في سوريا سيصبحون 10000 ، أنتم مشتبهون، أنتم تضربون في المكان الخطأ!. اذاً فتح الارهابيون النار على انفسهم بشكل اكبر واوسع، واذا فتح الارهاب المعركة مع المقاومة وابنائها وحزبها ، فهو لن يحسمها  بل هي من تحسمها وتحدد وقت وكيفية ختامها وتكون لها  الطلقة الأخيرة "سننتصر في المعركة ضد الإرهاب التكفيري التدميري إن شاء الله، وأنا على يقين من ذلك.  ستكون هذه المعركة مكلفة؟ نعم، ولكنها أقل كلفة من أن نذبح كالنعاج" كانت الكلمات المفاجِئة "ايدينا ستصل اليكم"!! كانت كلماته مفاجئة ولكنها مفاجأة سارة، لقد اثارت الكثير من التساؤلات حول الكيفية، فقد بدا الأمر غامضاً، لكن مع التساؤلات كانت الثقة بكلام ووعود السيد، ومع كل تكرار للتفجيرات في الضاحية على مدى اشهر كان اصرار على الوقوف خلف السيد ومقاومته ولم تتراجع المقاومة ولا جمهورها، فـ "ايدينا ستصل اليكم وسنحسم المعركة".. التحليلات المغرضة والتحريضات انطلقت مدّعية تارة ان حزب الله يورط لبنان وتارة اخرى أنه دخل في حرب استنزاف، ومعها  استمرت تهديدات التكفيريين كما توعد ما يسمى الجيش الحر في آب/اغسطس الماضي حزب الله "بتلقينه درساً يذكره التاريخ".   أما اقليمياً فقامت القائمة، وتسابق القادة العرب لإدانة حزب الله بعد أن سكتوا أمام الاعتداءات على شعب لبنان بل تواطأوا ضد هذا الشعب، الذي انبرى حزب الله يدافع عنه وعن أمنه ووجوده. ندد وقتها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بشدة بما وصفه الخطاب "التحريضي" لأمين عام حزب الله،  وقال ان نصر الله "يتوعد السوريين بانخراط أكبر لحزبه فى قتالهم فى تدخل سافر فى شؤونهم الداخلية ويهدد اللبنانيين بمزيد من التورط فى أتون الأزمة السورية فى لا مبالاة صارخة بأمن لبنان واستقراره وعلاقات طوائفه وتعايشها السلمي". موقعة القصير.. يبرود.. النبك.. رنكوس واخواتها في القلمون كله، شهدت على بطولات المقاومين والجيش السوري على مدى شهور، كلنا تابعنا وقائعها الحامية ، وسقط في حُفر يبرود من كان يهدد "احفر قبرك في يبرود"، وتم ضرب استراتيجيات الارهاب وقادتهم ومناطق "تصنيع الارهاب"، وضبط معظم الحدود اللبنانية الشرقية التي كانت ممراً للموت القادم الى لبنان، ومن الانجازات المهمة التي نتجت عن السيطرة الميدانية،  اكتشاف مصانع  السيارات المفخخة وخاصة في يبرود.. لبنان اليوم وشعبه وضاحيته ينعمون ومنذ اشهر بأمن أكبر غابت خلاله التفجيرات.. الخطر وارد لكنه تراجع كثيرا والواقع يشهد، جولة كبرى كسبتها المقاومة وشعبها فعلاً، ووفى السيد مجددا بوعده وصدق قوله عن النصر القادم، نصرٌ واكبته تضحيات للجيش والقوى الأمنية واصطياد رؤوس ارهابية كبيرة، ولا زالت يد المقاومة والجيش والقوى الأمنية على الزناد ولا زالوا عند دورٍ وطني كبير.  

المصدر : المنار /أحمد شعيتو


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة