دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
ضوضاء لبنانية سعودية في باريس وجعجعة دون طحين يذكر، هذا ما يمكن تلخيصه من الحراك السياسي والدبلوماسي اللبناني والسعودي في باريس. سعود الفيصل حضر إلى العاصمة الفرنسية بزيارة خاصة حسب مصادره، وأراد بعض الساسة اللبنانيين أن يفهموا الشعب اللبناني أنه حضر من أجل لبنان ، ولكن حقيقة الأمر كما تقول لنا مصادر فرنسية عليمة أن الفيصل أتى إلى باريس ليناقش مع وزير خارجيتها ورئيسها الملف النووي الإيراني وتطورات المفاوضات الأمريكية الإيرانية الموازية لمفاوضات الخمسة زائد واحد .
حضر في باريس كل من السياسيين اللبنانيين التالية أسماؤهم مع حفظ الألقاب (سعد الحريري، فؤاد السنيورة، وليد حنبلاط، سمير جعجع)، والأخير الذي يعتبر نفسه الرابح الأول من كل التعثر والتخبط وعدم الاتفاق الرئاسي ، يسعده أن يظهر على المسرح الإعلامي مرشحا جديا لرئاسة الجمهورية ،مع الإشارة أن مصادر فرنسية قالت أن ترشيح جعجع دفن وأصبح من الماضي.
لم يلتق جعجع أية شخصية فرنسية معتبرة وقد يكون التقى احد مستشاري الرئيس الفرنسي لا أكثر و لكنه التقى سعود الفيصل بتلميحه أنه التقى في باريس أصدقاء سعوديين ـ والسعودي لا يريد أن يقال أنه يؤيد جعجع الذي وصف علاقته بالمسؤولين في السعودية بالأخوية . وجعجع بلقائه مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، علم أنه لم يعد مرشحا ، وقد كرس البيان الصادر بعد اجتماع الحريري وجعجع الذي تخلله عشاء عمل حضره السنيورة وحضر جزءا من الجلسة التي تلت العشاء، كرس هذا البيان رمي ورقة جعجع، وترحيل الاستحقاق الرئاسي إلى أجل غير مسمى حتى نهاية الصيف القادم على اقل تقدير.
في المعلومات إن النائب وليد جنبلاط قال في جلسة خاصة أن لا استحقاق رئاسياً قريباً ، وفي المعلومات أيضا أن السعوديين لم يغيروا موقفهم من الرئيس ميشال عون، فهم لا يثقون به كما تردد عن مصادر مقربة من الحريري، وتشير المعلومات أن سعد الحريري قال لجعجع (هناك من يطرح ميشال عون رئيسا توافقيا ما رأيك؟ فرد جعجع إذا فاز ميشال عون بانتخابات نزيهة سوف أهنئه ، نحن نرحب بانفتاح المستقبل على العونيين، لكننا حاولنا الانفتاح على حزب الله ولم نتلق جوابا) .
وتقول مصادر في باريس أن تيار المستقبل لم يغير موقفه أبدا من ترشيح العماد ميشال عون ، وما زالت السياسة المتبعة من التيار هي خطة العمل التي وضعها السفير السعودي في بيروت ونظيره الأمريكي وملخص الخطة هي العمل على التمديد للرئيس ميشال سليمان وفي حال الفشل العمل عل وصول قائد الجيش العماد (جان قهوجي)، ويتهرب الحريري من عون بالقول له اذهب إلى مسيحيي 14 آذار وخذ موافقتهم وسوف انتخبك.
مصادر فرنسية متابعة للملف الرئاسي اللبناني قالت أن جميع الأسماء المطروحة حاليا والتي سوف تطرح خلال الفترة المقبلة ، هي أوراق يراد إحراقها في طريق الوصول إلى الهدف المتوخى من خطة ( العسيري – هيل) حتى نضوج الطبخة في هذا الشأن.
المصادر تقول أن موقف حزب الله المتوقع هو البقاء إلى جانب العماد ميشال عون في هذا الاستحقاق، مع ملاحظة أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قد حجز له مقعدا في أية تسوية رئاسية مقبلة عبر إعلانه أنه وكتلته سوف يحضرون كل جلسات الانتخاب، وتضيف المصادر أن موقف حزب الله لن يتراجع عن تأييد عون.
لكن مرور الأسابيع والأشهر دون وجود رئيس للجمهورية ، سوف يستنفر بكركي وفعاليات مسيحية لبنانية تشكل ضغطا كبيرا على العماد عون وتجعله يتراجع بنفسه عن ترشيحه، وعامل الوقت هذا هو أساس خطة السفيرين السعودي والأمريكي، مع احتفاظ تيار المستقبل بورقة ترشح العماد عون عبر عدم الإعلان صراحة عن رفضه لهذا الترشيح كعجلة احتياط لأي مطب صيفي غير متوقع.
يبقى الموقف في حال حصل اتفاق أمريكي إيراني حول النووي، ويبدو أن هناك قناعة أن المفاوضات حول النووي بين إيران وأمريكا منفصلة عن كل الملفات الأخرى و غير مرتبطة بها، هذا خلاصة ما يفكر به ويخطط له الفريق الغربي وجماعته في لبنان، بانتظار فصل الصيف وما يمكن أن يحمله من تطورات.
المصدر :
المنار/ نضال حمادة
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة