دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
وسط استمرار عمليات الحسم العسكري التي يقوم بها الجيش السوري على الجبهات الكبرى، تنحو المواجهات الدموية بين مقاتلي “جبهة النصرة” وحلفائها ومقاتلي “داعش” إلى مزيد من السخونة، في ظل تقدُّم قوات الأخير في ريف دير الزور تحديداً،
وعمليات التصفيات المتبادلة بين الطرفين في أكثر من منطقة، تُوِّجت بهجوم عنيف شنّه التنظيم على “أمير القاعدة” أيمن الظواهري، رافضاً الامتثال لأوامره بالانسحاب من سورية، ومهدِّداً بعزمه اغتيال “شخصيات” تدعم “جبهة النصرة” في الكويت والسعودية، بينهم عدنان العرعور وشافي العجمي.. مواجهات التنظيمين المستمرة التي حصدت حتى الآن أكثر من 6000 قتيل من مقاتلي الجانبين منذ بداية العالم الحالي، وفق تأكيد المصادر الأمنية، ستواجه في المرحلة المقبلة سيناريوهات هي الأخطر – حسب ما أكد عارفون في الجماعات التكفيرية – خصوصاً في جهة درعا الجنوبية، المركونة على صفيح “جهادي” ساخن، وحيث ستشمل لاحقاً كل نواحي محافظة الرقة، في مشهد يبدو أنه نتاج خرق استخباري متعدد الرؤوس الإقليمية، من دون إغفال القدرة الاستخبارية السورية على اختراق “دفاعات” التنظيمات “الجهادية”، حسب ما أكد مؤخراً محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
وفي وقت دعا النقيب الفار عمار الواوي المنضوي تحت لواء “الجيش الحر” جميع الفصائل المقاتلة الحليفة على الجبهات السورية إلى إعلان النفير العام في دير الزور والرقة وحلب، عمد مقاتلو “داعش” إلى تصفية أمير “جبهة النصرة” شرق درعا علي النعيمي، عقب عملية استهدفت قائد ما تسمى “سرية القيادة في لواء شهداء دوما” عدنان خبية، المعروف بـ”أبي عمار”، وإعدام القائد العسكري لما يسمى “لواء ثوار الرقة”، وقبله أحد قضاة الهيئة الشرعية في جبهة “النصرة” قاسم السعران “أبو الغيث”، والمفتي الشرعي للجبهة في دير الزور خلف الحسن “أبو دجانة”.. وفي السياق، كان للحدث الأمني في الجبهة الجنوبية، والذي تمثّل باعتقال “قائد المجلس العسكري في الجيش الحر” في درعا أحمد النعمة وخمسة قياديين آخرين بُعيد ساعات من إعلانه تشكيل “جبهة ثوار جنوب سورية”، بالتنسيق مع “الائتلاف الوطني السوري”، دلالات هامة أدرجها محللون عسكريون تحت عنوان “مستجدات دموية بين صفوف الجهاديين” سيحملها القادم من الأيام على هذه الجبهة.
ووفق المحللين فإن كلا التنظيمين يتبعان بالولاء للاستخبارات الأردنية، التي يبدو أنها بدأت العمل جدياً – بالاتفاق مع أجهزة استخبارات إقليمية على رأسها السعودية – للحد من نفوذ “جبهة النصرة” على الحدود الأردنية، قابله رد تحذيري من الجبهة، مفاده – حسب بيانها – أن أحمد النعمة بُعيد الإعلان عن جبهته المزعومة وضع نفسه وأتباعه موضع المحاسبة والمطاردة من قبل “أسود جبهة النصرة”.
في المقابل، كشفت وكالة الأناضول نقلاً عن مقاتلين أردنيين في الجنوب السوري، أن هجوماً كبيراً شنّه مؤخراً مقاتلو تنظيم “داعش” لاختراق دفاعات “جبهة النصرة” في درعا، بهدف الوصول إلى الحدود الأردنية، صدّه مقاتلو “النصرة”، بموازاة تهديدات أُطلقت على ألسنة قياديين في” داعش” ضد الأردن بُثت على موقع “يوتيوب”، توعدت باستهداف الداخل الأردني بـ”أطنان” من المتفجرات..
وربطاً بمستجدات الجنوب السوري، كشف مسؤول أمني ألماني عن لقاء جمع مؤخراً رئيس “الائتلاف السوري المعارض” أحمد الجربا وضباطاً أمنيين “إسرائيليين” في منطقة بيسان، على خلفية زيادة دعم جماعاته في الجنوب السوري، متوسّلاً تدخلاً عسكرياً “إسرائيلياً” في سورية في هذا التوقيت بالذات، لتسجيل خرق أمني استراتيجي في جدار العمليات العسكرية الحاسمة التي ينجزها الجيش السوري، تسبق موعد الانتخابات الرئاسية الوشيكة، مؤكداً من جانب آخر استحداث شبكة اتصالات “إسرائيلية” على الحدود الأردنية – السورية، تحديداً في بلدة “داعل” بريف درعا، لمساندة مسلحي الجبهة الجنوبية، تزامناً مع عمليات تشويش تقوم بها الشبكة المذكورة على أجهزة الرادارات السورية في الجنوب.
وهكذا، بات ” جهاديو” سورية بين فكّي كمّاشة الجيش السوري وبطش حلفاء الأمس – “أعداء اليوم”، يضاف إلى ذلك قرار أوروبي يبدو حاسماً بالبدء باجتثاث بؤر التنظيمات “الجهادية” في سورية، بعدما بدأ خطرها يلامس أبواب العواصم الأوروبية، جراء انخراط المئات من مواطنيها في الحرب السورية إلى جانب تلك التنظيمات، في ظل تسريبات استخبارية إقليمية تشير إلى إبرام “صفقة” عرّابتها واشنطن، تقضي بترحيل آلاف “الجهاديين” من سورية باتجاه سيناء واليمن والعراق، مقابل انسحاب “آمن” للقوات الأميركية من أفغانستان!
فهل يطوي العام الحالي صفحة الإرهاب التكفيري في سورية إلى غير رجعة؟ سؤال يرتبط حكماً بمفاجآت الميدان المقبلة.. فللنتظر.
المصدر :
الثبات
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة