دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أثار نشر تفاصيل الإتفاق الموقع بين مسلحي حمص القديمة والجيش السوري، بوساطة من الأمم المتحدة، موجة تعليق وجدلاً واسعاً في صفوف مناصري المعارضة السورية، الذين عبر معظمهم عن انزعاجه وغضبه من المستوى الذي وصل اليه «تخلي المعارضة» عن مقاتليها، بينما سلم آخرون بالظروف الصعبة التي عانى منها المسلحون مقدرين صمودهم كل هذا الوقت، وكان لافتاً اتهام بعض الناشطين المعارضين لـ«الجبهة الإسلامية» بالخيانة، محملين قيادتها مسؤولية خذلان المسلحين وغيابها عند طلبهم للمساعدة، وحضورها المُلتبس في تلبية المطالب مقابل تأمين خروجهم.
مواقع التواصل الإجتماعي، ضجت بمفردات الإعتراض التي تعكس الخلاف الدائر والهوة الناشئة بين جمهور المعارضة وفصائلها على إثر توقيع الاتفاق، حيث عبر ناشط حمصي عن غضبه قائلاً: الله لا يسامح اللي كان السبب باللي وصلتلو حمص بعد كل هالشهداء و التضحيات و الدمار، اذا حاجتا حمص بسلموها للنظام مشان يذل أهلها بعد كل هالتضحيات؟". وتساءل آخر «لماذا الصفقة حصلت قبل الإنتخابات. هل النظام يريد إنجاز ما؟ أم أن الثوار إستغلوا حاجة النظام لإنجاز فعقدوا الصفقة. النظام لم يحقق شيء للإنتخابات وهو يحتاج لإنتصار ولو ضئيل». ويعلق أحدهم معتبراً «خروج المقاتلين من حمص هو عطاء وتنازل للنظام .. فلماذا تسليم الأسرى ..؟؟؟؟؟؟؟». فيرد مؤكداً الحمصي:" هذه الصفقة خيانة و تسليم لحمص واعطاء انتصارات مجانية للنظام." من جهته يرد الإعلامي المعارض محمود زيبق على التعليقات التي وردت على صفحته قائلاً «أن المقاتلين المعارضين في حمص كانوا على أبواب معركة خاسرة قد تفنيهم جميعا». فيرد أحدهم ساخراً على من قال أن النظام لم يحقق شيء مؤخراً «لا ما حقق شي .. بس رجع القلموون كامل.. ونص حلب .. و هلئ الملييحة .. وطاحش ع جوبر... وحمص رح ياخدهاا.. ومعو دمشق واللاذقية وطرطوس.. وجزء من ادلب المدينة و نص حلب .... ونص دير الزوور..» متسائلاً «وبشو بدن يقااتلو بحمص.. اذا صرلن محااصربن سنتين.. والكل اتخلو عننن.. مافي حل غير يطلعو..» فيجيب آخر بسؤال «لماذا لم تنصرهم الجبهة الإسلامية و تخفف الحصار عنهم بدلا من تسليم مدينة حمص كاملة»، ليعلق أحدهم ساخراً واصفاً الجبهة بأنها «الجبهة الإسلامية لرعاية اتفاقات النظام».
لؤي المقداد، المتحدث السابق بإسم الإئتلاف الوطني المعارض، أكد في اتصال لـ«سلاب نيوز» به: «أن أهل حمص أدرى بمسار الأمور و بالوضع الذين وصلوا إليه، ولا يحق لأحد كان، سواء من المعارضة خارج سوريا أو من سكان المناطق الأكثر أماناً داخل سوريا أن ينظّر على أهل حمص أو يتخذ القرار عنهم».
عملية تنفيذ اتفاق إجلاء المسلحين من حمص القديمة، كانت قد تأجلت أمس إلى صباح اليوم، بسبب الجدل حول تزامن إجلاء المسلحين مع إيصال المساعدات إلى بلدتي نبل والزهراء. وكان الاتفاق ينص على بدء العملية ظهر اليوم الثلاثاء بين الجيش السوري والمسلحين على أن يبدأ التنفيذ عبر تجميع حافلات لنقل المسلحين بإشراف مراقبي الأمم المتحدة على سير العملية. ويسمح الاتفاقُ لكلّ مسلح بحملِ حقيبة واحدة، إضافة إلى سلاحِهِ الفردي، ويغادر المسلحونَ باتجاهِ الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي على أن يُفسحَ المجال لمن يريد تسوية أوضاعه والبقاء في حمص، فيما يشرف الجيش السوري عن بُعد على العملية، وتتدخّل الأممُ المتحدة لمنع مغادرةِ المُخالِف.
وفي السياق نفسه، نفى الناطقُ الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق أداء البَعثةِ الأمميةِ في سوريا دوراً مهماً في الاتفاق الذي جرى حول حمصَ القديمة ومدينتَي نبّل والزهراء، مؤكداً أنّ الاتفاقَ جرى بين الأطرافِ مباشرة.
من جانبها نشرت مصادر إعلامية معارضة، ما قالت أنه جزء أساسي من الاتفاق، ويتضمن تسليم الجبهة الإسلامية في المرحلة الأولى 40 أسيراً في اللاذقية للجيش السوري والسماح بإدخال مؤن غذائية إلى بلدتي نبل والزهراء بريف حلب، مقابل سماح النظام لـ 1200 مقاتل بالخروج من حمص. على أن تطلق الجبهة الإسلامية في المرحلة الثانية سراح 30 أسيراً من حلب، مقابل خروج بقية مقاتلي المعارضة من حمص القديمة.
وفي هذا الإطار أكدت قناة الميادين، أنه وعند 6:00 من صباح غد سيبدأ ترحيل 1200 مسلح من حمص القديمة الى الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي تزامناً مع دخول المساعدات إلى نبل والزهراء، ومع وصول كل دفعة من المسلحين إلى الدار الكبيرة يطلق المسلحون في حلب دفعة من المخطوفين لديهم. وبحسب الميادين فإن سيارات تابعة للأمم المتحدة تستكشف الطريق الذي سيسلكه مسلحو حمص القديمة إلى الدار الكبيرة، من جهته سيغلق الجيش السوري منطقة الأحياء القديمة ويعزلها بعد خروج المسلحين لتفكيك العبوات والألغام.
المصدر :
سلاب نيوز/ حسين طليس
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة