اقدمت جبهة النصرة على اعتقال قائد المجلس العسكري في درعا العقيد احمد النعمة وعدد من قيادات المجلس التابع لهيئة اركان الجيش الحر المرتبطة بـ’الائتلاف’ السوري المعارض.

وعلمت ‘القدس العربي’ ان الاعتقال جاء بعد مطاردة قامت بها مجموعة من جبهة النصرة عند حاجز اليرموك في درعا البلد واستمرت الملاحقة حتى بلدة صيدا حيث اعتقل النعمة ومعه عدد من قيادات الجيش الحر البارزين ومنهم خالد الرفاعي، موفق العتيلي، وموسى الأحمد قائد فوج الفرسان.

وتشير الانباء الواردة ان الفصائل المسلحة التابعة للمجلس العسكري والجيش الحر امهلت النصرة 24 ساعة لتسليم النعمة والا فستتم مهاجمة مقرات جبهة ‘النصرة’ والفصائل المتحالفة معها مثل ‘بيت المقدس′ و’المثنى’، وتتواصل المفاوضات وسط توتر كبير، بعد ان هوجم بالفعل احد المقرات للنصرة في درعا البلد.

ونشرت النصرة حواجز في درعا وريفها في حالة استنفار بدأت منذ يومين حين اعلن النعمة عن تشكيل ‘جبهة ثوار سوريا’ وهي تكتل يضم مجموعات مسلحة معتدلة مرتبطة بهيئة الاركان التابعة للائتلاف. واصدر النعمة فور تشكيل الجبهة بيانا ينتقد فيه ‘المتطرفين’ مطالبا بترسيخ الديمقراطية وحقوق الانسان.

لكن النصرة اعتبرت هذا التشكيل مشروع ‘صحوات’ يهدف لمحاربة الفصائل الاسلامية المقاتلة في درعا. واصدرت بيانا تهاجم فيه النعمة الذي تتهمه بعدة قضايا من ضمنها التواطؤ مع النظام السوري في تسليم بلدة خربة غزالة بعد حصار دام شهرين.

وتقول المصادر ان ‘النصرة’ سلمت النعمة للهيئة الشرعية وهي هيئة قضائية تضم ممثلين عن الفصائل المقاتلة في درعا، بعد ان اصدرت الهيئة الخاضعة لسيطرة الاسلاميين أمراً بالبحث عن النعمة على خلفية ورود اسمه في التحقيق بقضية اغتيال قائد لواء عامود حوران قبل عام.

والنعمة هو عقيد منشق عن المخابرات الجوية التابعة للنظام وكان من ابرز قيادات الجيش الحر في درعا ولكن الفصائل الاسلامية الراديكالية تتهمه بالارتباط بمشروع ‘سعودي ـ اردني’ يقضي بمواجهة الفصائل الاسلامية.

ورغم ان معظم الفصائل في درعا ذات توجه اسلامي كما في عموم سوريا الا ان بعضها يطالب بدولة اسلامية ومنفصل عن اركان الجيش الحر التابع للائتلاف المعارض، وتعتبر النصرة ومجموعة بيت المقدس والمثنى ابرز الجماعات الاصولية المقربة من القاعدة، اما حركة احرار الشام فهي اكثر اعتدالا ولا ترتبط بالجيش الحر ولكن خلافاتها مع جبهة النصرة لم تمنعها من الوقوف بوجه النعمة.

واسس النعمة المجلس العسكري في درعا مع مجموعة فصائل معتدلة، وتتلقى دعما متواصلا من هيئة الاركان الممولة من السعودية بشكل اساسي، وفيما تتخلص محافظة درعا السورية من سيطرة النظام شيئا فشيئا، وبعد تقدم عسكري ملحوظ للمعارضة المسلحة، يسود تخوف من اندلاع مواجهات بين النصرة وبعض فصائل الجيش الحر التابعة للمجلس العسكري بقيادة العقيد النعمة.

وتعود خلفيات هذا الصراع لعام مضى عندما أصدرت جبهة النصرة بياناً تدين فيه أعمال المجلس العسكري وتوجه الاتهام إلى رأس هرم هذه المؤسسة العسكرية المعتدلة نسبياً بالخيانة للثورة بحسب تعبير البيان، واتهام المجلس العسكري بتسليم خربة غزالة للنظام بعد معركة دامت 62 يوماً كان أنذاك قائدها المقدم الراحل ‘ياسر العبود’.

ويتهم النعمة بالتخطيط مع قوى دولية لاجهاض الفصائل الاسلامية وإرسال مجموعات سرية لتنفيذ عمليات اغتيال لقيادات في صفوف الجماعات الإسلامية.

ومنذ الاعلان قبل ايام عن تأسيس جبهة ثوار سوريا نشرت النصرة وبعض الفصائل المقربة منها قواتها في كافة المدن التي تتواجد فيها في ظاهرة غير مسبوقة، وأصدرت بيانا طالبت فيه بملاحقة قائد المجلس العسكري واعتقال كافة الشخصيات التي أعلنت انضمامها لجبهته.

  • فريق ماسة
  • 2014-05-04
  • 14026
  • من الأرشيف

'النصرة' تعتقل قائد المجلس العسكري في درعا وتتهمه بالتواطؤ مع النظام السوري

اقدمت جبهة النصرة على اعتقال قائد المجلس العسكري في درعا العقيد احمد النعمة وعدد من قيادات المجلس التابع لهيئة اركان الجيش الحر المرتبطة بـ’الائتلاف’ السوري المعارض. وعلمت ‘القدس العربي’ ان الاعتقال جاء بعد مطاردة قامت بها مجموعة من جبهة النصرة عند حاجز اليرموك في درعا البلد واستمرت الملاحقة حتى بلدة صيدا حيث اعتقل النعمة ومعه عدد من قيادات الجيش الحر البارزين ومنهم خالد الرفاعي، موفق العتيلي، وموسى الأحمد قائد فوج الفرسان. وتشير الانباء الواردة ان الفصائل المسلحة التابعة للمجلس العسكري والجيش الحر امهلت النصرة 24 ساعة لتسليم النعمة والا فستتم مهاجمة مقرات جبهة ‘النصرة’ والفصائل المتحالفة معها مثل ‘بيت المقدس′ و’المثنى’، وتتواصل المفاوضات وسط توتر كبير، بعد ان هوجم بالفعل احد المقرات للنصرة في درعا البلد. ونشرت النصرة حواجز في درعا وريفها في حالة استنفار بدأت منذ يومين حين اعلن النعمة عن تشكيل ‘جبهة ثوار سوريا’ وهي تكتل يضم مجموعات مسلحة معتدلة مرتبطة بهيئة الاركان التابعة للائتلاف. واصدر النعمة فور تشكيل الجبهة بيانا ينتقد فيه ‘المتطرفين’ مطالبا بترسيخ الديمقراطية وحقوق الانسان. لكن النصرة اعتبرت هذا التشكيل مشروع ‘صحوات’ يهدف لمحاربة الفصائل الاسلامية المقاتلة في درعا. واصدرت بيانا تهاجم فيه النعمة الذي تتهمه بعدة قضايا من ضمنها التواطؤ مع النظام السوري في تسليم بلدة خربة غزالة بعد حصار دام شهرين. وتقول المصادر ان ‘النصرة’ سلمت النعمة للهيئة الشرعية وهي هيئة قضائية تضم ممثلين عن الفصائل المقاتلة في درعا، بعد ان اصدرت الهيئة الخاضعة لسيطرة الاسلاميين أمراً بالبحث عن النعمة على خلفية ورود اسمه في التحقيق بقضية اغتيال قائد لواء عامود حوران قبل عام. والنعمة هو عقيد منشق عن المخابرات الجوية التابعة للنظام وكان من ابرز قيادات الجيش الحر في درعا ولكن الفصائل الاسلامية الراديكالية تتهمه بالارتباط بمشروع ‘سعودي ـ اردني’ يقضي بمواجهة الفصائل الاسلامية. ورغم ان معظم الفصائل في درعا ذات توجه اسلامي كما في عموم سوريا الا ان بعضها يطالب بدولة اسلامية ومنفصل عن اركان الجيش الحر التابع للائتلاف المعارض، وتعتبر النصرة ومجموعة بيت المقدس والمثنى ابرز الجماعات الاصولية المقربة من القاعدة، اما حركة احرار الشام فهي اكثر اعتدالا ولا ترتبط بالجيش الحر ولكن خلافاتها مع جبهة النصرة لم تمنعها من الوقوف بوجه النعمة. واسس النعمة المجلس العسكري في درعا مع مجموعة فصائل معتدلة، وتتلقى دعما متواصلا من هيئة الاركان الممولة من السعودية بشكل اساسي، وفيما تتخلص محافظة درعا السورية من سيطرة النظام شيئا فشيئا، وبعد تقدم عسكري ملحوظ للمعارضة المسلحة، يسود تخوف من اندلاع مواجهات بين النصرة وبعض فصائل الجيش الحر التابعة للمجلس العسكري بقيادة العقيد النعمة. وتعود خلفيات هذا الصراع لعام مضى عندما أصدرت جبهة النصرة بياناً تدين فيه أعمال المجلس العسكري وتوجه الاتهام إلى رأس هرم هذه المؤسسة العسكرية المعتدلة نسبياً بالخيانة للثورة بحسب تعبير البيان، واتهام المجلس العسكري بتسليم خربة غزالة للنظام بعد معركة دامت 62 يوماً كان أنذاك قائدها المقدم الراحل ‘ياسر العبود’. ويتهم النعمة بالتخطيط مع قوى دولية لاجهاض الفصائل الاسلامية وإرسال مجموعات سرية لتنفيذ عمليات اغتيال لقيادات في صفوف الجماعات الإسلامية. ومنذ الاعلان قبل ايام عن تأسيس جبهة ثوار سوريا نشرت النصرة وبعض الفصائل المقربة منها قواتها في كافة المدن التي تتواجد فيها في ظاهرة غير مسبوقة، وأصدرت بيانا طالبت فيه بملاحقة قائد المجلس العسكري واعتقال كافة الشخصيات التي أعلنت انضمامها لجبهته.

المصدر : ‘القدس العربي/ محمد الحوراني ووائل عصام


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة