تتعزز فكرة المحاور والأحلاف والمعسكرات دولياً، فيما تتسع رقعة ساحات الحرب بين دولتين كبيرتين، أمجاد المطرقة والمنجل "السوفييتي" تداعب أفكار القيصر الشرس والصلب، فيما أساطير روما وحروبها "الفانتازية" لا تزال تصيب الأمريكي بشبق سادي للسيطرة على العالم.

في ظل هذه الحرب الباردة أعلنت وكالات أنباء عالمية عن مناورات عسكرية بحرية مشتركة بين الصين وروسيا ستجري في بحر الصين الشرقي في وقت لاحق من هذا الشهر، في وقت يدور فيه نزاع يتصاعد منذ العام 2012 بين بكين وطوكيو حول ارخبيل غير مأهول في المنطقة نفسها.

امريكا لديها حليفها الياباني، العدو الذي كان يقصف ميناء (بيرل هاربر) بالأمس، أصبح اليوم نينجا مهجن "نينجا بقبعة راعي بقر أمريكية" فيما الروسي تلقف خصم أمريكا وحليفها، فتقارب مع الصين المارد النائم الذي لم يخرج سوى رأسه من قمقمه.

ومن النزاع الدائر بين اليابان والصين، وبين الأوكرانيين ومن يسمونهم بالانفصاليين، وبين السوريين وما يُدعون بمجاهدي "الحرية" وما بين النظام السعودي وإيران، وما بين كوريا الجنوبية والشمالية ، اقتسمت كل من موسكو وواشنطن عملية قيادة المحاور عالمياً.

قد تكون تلك المناورات الروسية ـ الصينية رسالةً إلى الأمريكي وحلفائه، بأن العاصمة الحمراء الباردة لن تتوانى عن دعم أي حليف لها في وجه واشنطن، وقد نفهم من تلك المناورات أيضاً على أنها بداية الرد الروسي على العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد روسيا، لا بل قد تتبع تلك المناورات أخرى مشابهة لها بين موسكو وطهران فما المانع؟ لا سيما وأن روسيا تعلم مدى حساسية تواجد قطع بحرية عسكرية روسية في المياه القريبة حلفاء ألداء كأنظمة الخليج.

كما أن الساحة المصرية تُعتبر ساحة جذابة لكل من الروسي والأمريكي، فالأول يريد مغازلة العسكر باللعب على وتر التاريخ حيث كانت السوفييت الحلفاء الأقرب للعرب أيام ناصر58 والثاني يريد استقطاب فريق إسلاموي أو بديل علماني له يكون مضمون الولاء لليبرالية الرأسمالية الامريكية، فيما الساحة العراقية منتظرة لتختمر أكثر فهي الآن مشغولة بحربها على داعش العدو المشترك للكثيرين، ولاحقاً قد تكون الساحة العراقية ساحة أخرى من ساحات الحرب الباردة.

 

أما سورياً فلن نسهب في الحديث عنها لأنها كانت بوابة عودة أيام الزمن الجميل لذلك الروسي الحامل للثقافة القيصرية والتي لم تكن يوماً ثقافة احتلالية، كما هي حال أمريكا.

روسيا ضمن حلف تشكيلته (الصين، إيران، سوريا، العراق، فريق لبناني كبير، كوريا الشمالية وباقي دول البريكس) لن يكون بالأمر السهل تهميشه على امريكا أن تتأقلم مع هذا الواقع، ودائماً يبقى الحديث مبكراً على معاهدات واتفاقيات تعيد رسم الخارطة العالمية الجديدة بتوافق أممي.

  • فريق ماسة
  • 2014-05-02
  • 9442
  • من الأرشيف

محاربو القيصر ومقاتلو الكونغ فو في مواجهة رعاة البقر والنينجا

تتعزز فكرة المحاور والأحلاف والمعسكرات دولياً، فيما تتسع رقعة ساحات الحرب بين دولتين كبيرتين، أمجاد المطرقة والمنجل "السوفييتي" تداعب أفكار القيصر الشرس والصلب، فيما أساطير روما وحروبها "الفانتازية" لا تزال تصيب الأمريكي بشبق سادي للسيطرة على العالم. في ظل هذه الحرب الباردة أعلنت وكالات أنباء عالمية عن مناورات عسكرية بحرية مشتركة بين الصين وروسيا ستجري في بحر الصين الشرقي في وقت لاحق من هذا الشهر، في وقت يدور فيه نزاع يتصاعد منذ العام 2012 بين بكين وطوكيو حول ارخبيل غير مأهول في المنطقة نفسها. امريكا لديها حليفها الياباني، العدو الذي كان يقصف ميناء (بيرل هاربر) بالأمس، أصبح اليوم نينجا مهجن "نينجا بقبعة راعي بقر أمريكية" فيما الروسي تلقف خصم أمريكا وحليفها، فتقارب مع الصين المارد النائم الذي لم يخرج سوى رأسه من قمقمه. ومن النزاع الدائر بين اليابان والصين، وبين الأوكرانيين ومن يسمونهم بالانفصاليين، وبين السوريين وما يُدعون بمجاهدي "الحرية" وما بين النظام السعودي وإيران، وما بين كوريا الجنوبية والشمالية ، اقتسمت كل من موسكو وواشنطن عملية قيادة المحاور عالمياً. قد تكون تلك المناورات الروسية ـ الصينية رسالةً إلى الأمريكي وحلفائه، بأن العاصمة الحمراء الباردة لن تتوانى عن دعم أي حليف لها في وجه واشنطن، وقد نفهم من تلك المناورات أيضاً على أنها بداية الرد الروسي على العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد روسيا، لا بل قد تتبع تلك المناورات أخرى مشابهة لها بين موسكو وطهران فما المانع؟ لا سيما وأن روسيا تعلم مدى حساسية تواجد قطع بحرية عسكرية روسية في المياه القريبة حلفاء ألداء كأنظمة الخليج. كما أن الساحة المصرية تُعتبر ساحة جذابة لكل من الروسي والأمريكي، فالأول يريد مغازلة العسكر باللعب على وتر التاريخ حيث كانت السوفييت الحلفاء الأقرب للعرب أيام ناصر58 والثاني يريد استقطاب فريق إسلاموي أو بديل علماني له يكون مضمون الولاء لليبرالية الرأسمالية الامريكية، فيما الساحة العراقية منتظرة لتختمر أكثر فهي الآن مشغولة بحربها على داعش العدو المشترك للكثيرين، ولاحقاً قد تكون الساحة العراقية ساحة أخرى من ساحات الحرب الباردة.   أما سورياً فلن نسهب في الحديث عنها لأنها كانت بوابة عودة أيام الزمن الجميل لذلك الروسي الحامل للثقافة القيصرية والتي لم تكن يوماً ثقافة احتلالية، كما هي حال أمريكا. روسيا ضمن حلف تشكيلته (الصين، إيران، سوريا، العراق، فريق لبناني كبير، كوريا الشمالية وباقي دول البريكس) لن يكون بالأمر السهل تهميشه على امريكا أن تتأقلم مع هذا الواقع، ودائماً يبقى الحديث مبكراً على معاهدات واتفاقيات تعيد رسم الخارطة العالمية الجديدة بتوافق أممي.

المصدر : عربي برس /علي مخلوف


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة