وافقت كاميرون دياز على الاشتراك في بطولة فيلمها الجديد ‘المرأة الأخرى’ لأن قصته تدور حول صداقة إناث. ‘ولكن اتضح لي أن هذا غير صحيح،’ تقول لي محتجة عندما قابلتها في فندق في بيفرلي هيلز. ‘أنا لست معنية بسرد قصص ثأر. كما تعلم أنا لا اشترك في افلام تتشاجر فيها النساء’، ولكن عاجلا أدركت أن غرض النزاع كان الكوميديا، التي بلا شك كانت السبب وراء النجاح الباهر للفيلم في شباك التذاكر الامريكية عند انطلاقه نهاية الأسبوع الماضي، حيت حقق إيرادات توازي 24.7 مليون دولار، رغم الاستقبال الفاتر من قبل النقاد.

‘المرأة الأخرى’ يدور حول ثلاث نساء غيورات (دياز، ليزلي مان وكيت أبتون) يتنازعن على زوج خائن (نيكولاي كوستير- والداو) ثم يتحدن للانتقام منه.

‘أنا اشغف سرد هذه الروايات،’ تبتسم الممثلة البالغة 40 عام’. الفتيات اصبحن يدركن أن هناك أفلاما تُصنع من اجلهن لكي يرين انفسهن فيها، اذا اردن ذلك. لهذا أظن ان مشاهدة هذه الأفلام هو عبارة عن تصويت ثقة بها’. حقا، 60′ من جمهور الفيلم كنّ من الإناث، كما كان الحال في كوميديات الإناث السابقة ‘برايدسميدس′ و’الحرارة.’ واضح أن نجاح هذه الافلام يحفز هوليوود لإنتاج المزيد منها.

في السنوات الأخيرة أهملت هوليوود افلام الكوميديا مركزة طاقاتها على إنتاج أفلام الاكشن الضخمة المفعمة بالمؤثرات الخاصة، التي، بعكس الكوميديات، تترجم بسهولة وتقابل نجاحا هائلا في الاسواق العالمية غير الناطقة بالإنكليزية، التي أصبحت أكثر أهمية تجاريا من السوق الأمريكي، مدرة 60′ من أرباح شباك التذاكر.

وتسارعت استوديوهات هوليوود لإشباع شهية الجماهير، منتجة افلام الوحوش والابطال ذوي القوى الخارقة والخيال العلمي، منها الأجزاء والإعادة، والأصلية، ذات الميزانيات المجاوزة لـ 100 مليون دولار. هذه الاستراتيجية لقيت نجاحا باهرا، حيث تدفقت ملايين الدولارات من كل أرجاء العالم مما شجع الاستوديوهات على منح الضوء الأخضر لإنتاج أفلام اكبر حجما واكثر عددا. ولكن عام 2013، بدأت هذه الكيانات الجبارة تنهار تحت ثقلها أو تتناحر في شباك التذاكر، مما أدى الى غرق 60′ منها في بحر الخسائر. من ضمن الضحايا كان: ذي لون رانجر، كيك آس 2، وايت هاوس داون، ‘بعد الارض’ و’اليزيوم’.

وفي غضون ذلك، تألقت افلام الكوميدية ذات ميزانيات الإنتاج الضئيلة نسبيا (أقل من 50 مليون دولار) في شباك التذاكر، داحرة أحيانا افلام الاكشن الضخمة. في الواقع، كل كوميديات عام 2013 كانت رابحة الا واحدة، ومنها ‘الحرارة’، ‘غرون ابس 2′، ‘نحن الميلارز′ و’هانغوفر 3′، كل منها جمع اكثر من 100 مليون دولار في شباك التذاكر.

هوليوود كانت تراقب هذه الأرقام بدهشة. واضح انه يمكن جني أرباح من الكوميديات بدون الخوض في مخاطر ميزانيات باهظة.

ويذكر ان كوميديتين وهما ‘هذه النهاية’ ذات إيرادات 126 مليون دولار و’غرون ابس 2′ ذات إيرادات 246.9 مليون دولار أنقذت استوديو سوني من ألإفلاس العام الماضي بعد فشل ‘وايت هاوس داون’،’اليزيوم’ و’بعد الارض’ في شباك التذاكر.

الاستوديوهات أسرعت بالرد، مطلقة هذا العام عارضة طويلة من الكوميديات التي ضمت ‘الجيران’، ‘مليون طريقة للموت في الغرب’، ‘شيف’، 22′ جمب ستريت’، ‘شريط الجنس′،’ بلينديد’ و’تامي’.

‘الاستوديوهات ستقوم بصنع هذه الافلام اذا كان هناك جمهور لها’، تؤكد دياز. ‘أظن ان هوليوود كانت مركزة على الولد المنعزل وغريب الاطوار، الذي يريد أن يهرب من واقعه الى صالة مظلمة لمشاهدة ذوي القوة الخارقة وعالم الهوبيت، لانه ليس بعد مهيأ لمواجهة العالم الذي يعيش فيه. الفتيات اكثر اجتماعيا، يخرجن في جماعات ولا يذهبن لوحدهن لصالات السينما ليهربن الى عالم ذي القوات الخارقة. لهذا انه افضل صنع افلام للبنات، لانهن يذهبن للسينما بالعشرات بينما الأولاد يذهبون لوحدهم’، تضحك دياز.

ربما تكون النجمة العالمية على حق في تقديرها السوسيولوجي، ولكن الكوميديات هي الأخرى ليست محصنة من الفشل التجاري وعادة تكون مربحة فقط عندما تُصنع بميزانيات متواضعة وتُنجز جيدا، وذلك لانها قلما تحقق إيرادات في الاسواق العالمية، التي غالبا تعوض عن خسارات أفلام المؤثرات في السوق الأمريكي. علاوة على ذلك، عندما ينجح فيلم أكشن فإن أرباحه تكون أضعاف إيرادات كل الكوميديات جميعا في سنة واحدة. وهذه الارباح تتضخم اكثر بصنع أجزاء متتالية، كما هو الحال في افلام ذوي القوى الخارقة. لهذا رغم اننا سوف نسمع اكثر ضحكا هذا العام في صالات السينما فإن أصوات المؤثرات ستبقى اكثر صخبا.

  • فريق ماسة
  • 2014-05-02
  • 12873
  • من الأرشيف

كاميرون دياز: لا أقبل الاشتراك في أفلام أتشاجر فيها مع امرأة

وافقت كاميرون دياز على الاشتراك في بطولة فيلمها الجديد ‘المرأة الأخرى’ لأن قصته تدور حول صداقة إناث. ‘ولكن اتضح لي أن هذا غير صحيح،’ تقول لي محتجة عندما قابلتها في فندق في بيفرلي هيلز. ‘أنا لست معنية بسرد قصص ثأر. كما تعلم أنا لا اشترك في افلام تتشاجر فيها النساء’، ولكن عاجلا أدركت أن غرض النزاع كان الكوميديا، التي بلا شك كانت السبب وراء النجاح الباهر للفيلم في شباك التذاكر الامريكية عند انطلاقه نهاية الأسبوع الماضي، حيت حقق إيرادات توازي 24.7 مليون دولار، رغم الاستقبال الفاتر من قبل النقاد. ‘المرأة الأخرى’ يدور حول ثلاث نساء غيورات (دياز، ليزلي مان وكيت أبتون) يتنازعن على زوج خائن (نيكولاي كوستير- والداو) ثم يتحدن للانتقام منه. ‘أنا اشغف سرد هذه الروايات،’ تبتسم الممثلة البالغة 40 عام’. الفتيات اصبحن يدركن أن هناك أفلاما تُصنع من اجلهن لكي يرين انفسهن فيها، اذا اردن ذلك. لهذا أظن ان مشاهدة هذه الأفلام هو عبارة عن تصويت ثقة بها’. حقا، 60′ من جمهور الفيلم كنّ من الإناث، كما كان الحال في كوميديات الإناث السابقة ‘برايدسميدس′ و’الحرارة.’ واضح أن نجاح هذه الافلام يحفز هوليوود لإنتاج المزيد منها. في السنوات الأخيرة أهملت هوليوود افلام الكوميديا مركزة طاقاتها على إنتاج أفلام الاكشن الضخمة المفعمة بالمؤثرات الخاصة، التي، بعكس الكوميديات، تترجم بسهولة وتقابل نجاحا هائلا في الاسواق العالمية غير الناطقة بالإنكليزية، التي أصبحت أكثر أهمية تجاريا من السوق الأمريكي، مدرة 60′ من أرباح شباك التذاكر. وتسارعت استوديوهات هوليوود لإشباع شهية الجماهير، منتجة افلام الوحوش والابطال ذوي القوى الخارقة والخيال العلمي، منها الأجزاء والإعادة، والأصلية، ذات الميزانيات المجاوزة لـ 100 مليون دولار. هذه الاستراتيجية لقيت نجاحا باهرا، حيث تدفقت ملايين الدولارات من كل أرجاء العالم مما شجع الاستوديوهات على منح الضوء الأخضر لإنتاج أفلام اكبر حجما واكثر عددا. ولكن عام 2013، بدأت هذه الكيانات الجبارة تنهار تحت ثقلها أو تتناحر في شباك التذاكر، مما أدى الى غرق 60′ منها في بحر الخسائر. من ضمن الضحايا كان: ذي لون رانجر، كيك آس 2، وايت هاوس داون، ‘بعد الارض’ و’اليزيوم’. وفي غضون ذلك، تألقت افلام الكوميدية ذات ميزانيات الإنتاج الضئيلة نسبيا (أقل من 50 مليون دولار) في شباك التذاكر، داحرة أحيانا افلام الاكشن الضخمة. في الواقع، كل كوميديات عام 2013 كانت رابحة الا واحدة، ومنها ‘الحرارة’، ‘غرون ابس 2′، ‘نحن الميلارز′ و’هانغوفر 3′، كل منها جمع اكثر من 100 مليون دولار في شباك التذاكر. هوليوود كانت تراقب هذه الأرقام بدهشة. واضح انه يمكن جني أرباح من الكوميديات بدون الخوض في مخاطر ميزانيات باهظة. ويذكر ان كوميديتين وهما ‘هذه النهاية’ ذات إيرادات 126 مليون دولار و’غرون ابس 2′ ذات إيرادات 246.9 مليون دولار أنقذت استوديو سوني من ألإفلاس العام الماضي بعد فشل ‘وايت هاوس داون’،’اليزيوم’ و’بعد الارض’ في شباك التذاكر. الاستوديوهات أسرعت بالرد، مطلقة هذا العام عارضة طويلة من الكوميديات التي ضمت ‘الجيران’، ‘مليون طريقة للموت في الغرب’، ‘شيف’، 22′ جمب ستريت’، ‘شريط الجنس′،’ بلينديد’ و’تامي’. ‘الاستوديوهات ستقوم بصنع هذه الافلام اذا كان هناك جمهور لها’، تؤكد دياز. ‘أظن ان هوليوود كانت مركزة على الولد المنعزل وغريب الاطوار، الذي يريد أن يهرب من واقعه الى صالة مظلمة لمشاهدة ذوي القوة الخارقة وعالم الهوبيت، لانه ليس بعد مهيأ لمواجهة العالم الذي يعيش فيه. الفتيات اكثر اجتماعيا، يخرجن في جماعات ولا يذهبن لوحدهن لصالات السينما ليهربن الى عالم ذي القوات الخارقة. لهذا انه افضل صنع افلام للبنات، لانهن يذهبن للسينما بالعشرات بينما الأولاد يذهبون لوحدهم’، تضحك دياز. ربما تكون النجمة العالمية على حق في تقديرها السوسيولوجي، ولكن الكوميديات هي الأخرى ليست محصنة من الفشل التجاري وعادة تكون مربحة فقط عندما تُصنع بميزانيات متواضعة وتُنجز جيدا، وذلك لانها قلما تحقق إيرادات في الاسواق العالمية، التي غالبا تعوض عن خسارات أفلام المؤثرات في السوق الأمريكي. علاوة على ذلك، عندما ينجح فيلم أكشن فإن أرباحه تكون أضعاف إيرادات كل الكوميديات جميعا في سنة واحدة. وهذه الارباح تتضخم اكثر بصنع أجزاء متتالية، كما هو الحال في افلام ذوي القوى الخارقة. لهذا رغم اننا سوف نسمع اكثر ضحكا هذا العام في صالات السينما فإن أصوات المؤثرات ستبقى اكثر صخبا.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة