أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الجمهورية الإسلامية في إيران ليس لديها أي مشاريع في المنطقة كما يروج البعض مشيراً إلى أن مشروع إيران للبنان هو مشروع اللبنانيين ومشروعها لفلسطين هو ما يريده الشعب الفلسطيني ومشروعها للمنطقة العربية هو مشروع الشعوب العربية.

وخلال الاحتفال الجماهيري الحاشد الذي نظمه حزب الله وحركة أمل في الضاحية الجنوبية لبيروت للترحيب بضيف لبنان الكبير الرئيس محمود احمدي نجاد أكد السيد نصر الله أن إيران تتطلع الى لبنان حراً مستقلاً موحداً سيداً عزيزاً شامخاً حاضراً في المعادلة الإقليمية وأن الجمهورية الإسلامية في إيران من أهم الضمانات الكبرى لوأد الفتن وتعطيل الحروب ونصرة المستضعفين في العالم.

وفي كلمة ألقاها الأمين العام لحزب الله شكر الرئيس الإيراني والجمهورية الإسلامية على دعمها ومساندتها للبنان في كل الظروف وقال....

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين والأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. أخواني وأخواتي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سيادة رئيس الجمهورية في إيران الأخ العزيز الدكتور محمود أحمدي نجاد (دام عزه)، الوفد المرافق ، السادة والسيدات ، الأخوة والأخوات:

إنني أتوجه بهذه الكلمة المختصرة .. بالنيابة عنكم جميعاً، للترحيب بضيف لبنان الكبير والعزيز.

يا سيادة الرئيس: نرحب بكم باسم قيادة وقواعد حركة أمل، وباسم قيادة وقواعد حزب الله، باسم جميع أبناء الإمام القائد المغيب السيد موسى الصدر (أعاده الله بخير)، باسم عشاق الإمام الخميني المقدس، باسم قادة ورؤساء والأمناء العامين وقيادات وقواعد وكوادر الأحزاب والقوى والتيارات اللبنانية الحاضرة بيننا هذه الليلة، والتي عبرت عن تأييدها وترحيبها لزيارتها الكريمة. أرحب بكم باسم المجاهدين والمقاومين صناع النصر، أرحب بكم باسم عوائل الشهداء والجرحى والأسرى والمحررين، باسمي الرجال والنساء والأطفال، باسم هذا الشعب الذي صمد وقاتل في حرب تموز ثلاثة وثلاثين يوماً وصنع الانتصار المعجزة، أرحب بكم باسم أشرف الناس وأكرم الناس وأطهر الناس.

أرحب بكم أخاً كبيراً وصديقاً عزيزاً وحبيباً غالياً وسنداً عظيماً للمقاومين والمجاهدين والمظلومين، نشمّ بك يا سيادة الرئيس رائحة الإمام الخميني المقدس، ونتلمس فيك أنفاس قائدنا الخامنئي الحكيم، ونرى في وجهك وجوه كل الإيرانيين الشرفاء من أبناء شعبك العظيم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه في كل الساحات ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

في الكلمة المختصرة أود أن أقول كلمتين: كلمة للعرب وللبنانيين وكلمة للسيد الرئيس والوفد المرافق.

في الكلمة الأولى اليوم أريد أن أؤدي شهادة لله أقولها لكم لأنها واجبة في عنقي بحق الجمهورية الإسلامية في إيران قيادة ورئيساً وحكومة وشعباً.

هناك في لبنان وفلسطين ومنطقتنا العربية من يتحدث دائماً عن مشروع إيراني يفترضه في وهمه ويفترض مشروعاً عربياً لمواجهة المشروع الإيراني، يتحدثون عن مشروع إيراني لفلسطين وإيراني للبنان ومشروع إيراني للمنطقة العربية، ويفترضون شكل ومضمون هذا المشروع من موقع سلبي، ويعملون على إخافة حكومات وشعوب عالمنا العربي منه، أنا اشهد كواحد من الأشخاص الذين هم على علاقة قديمة بمراكز القرار في إيران، وكواحد أتكلم بصدق وبلا مجاملة.

أيها العرب ما تريده إيران في فلسطين هو ما يريده الشعب الفلسطيني في فلسطين، هذا هو مشروع إيران، ما يريده العرب وما أرادوه خلال ستين عاماً أن تعود أرض فلسطين لشعب فلسطين، أن تعود مقدساتها الإسلامية والمسيحية لأهلها الحقيقيين، أن تعود الأرض من البحر إلى النهر، وأن يعود كل لاجئ إلى أرضه وداره وحقله وأن يقيم هذا الشعب المظلوم دولته المستقلة على أرضه المحررة بالدم، هذا هو المشروع الفلسطيني وهذا هو مشروع إيران لفلسطين وليس أي شيء آخر، هذا هو موقف الإمام الخميني وهذا هو قرار الإمام الخامنئي. وذنب هذا الرئيس أنه يعبّر بشفافية ونقاء وصلابة وشجاعة عن هذا الموقف وعن هذه الرؤية في كل مكان في العالم، في الأمم المتحدة في نيويورك في جينيف أو حيث ما ذهب، تضيق به صدور الغرب أنه ينطق بالحق، عندما يقول إن إسرائيل دولة غير شرعية ويجب أن تزول من الوجود.

في لبنان ما تريده إيران هو ما يريده الشعب اللبناني الذي يتطلع إلى أن يكون لبنان بلداً حراً غير محتل موحداً سيداً مستقلاً عزيزاً كريماً أبيّاً شامخاً أمام التحديات والتهديدات، حاضراً في المعادلات الإقليمية وليس هناك مشروع إيراني آخر.

إيران في المنطقة العربية هي مع لاءات العرب التي أطلقوها في زمان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في الخرطوم، ثم تخلى عنها الكثيرون. إيران تجدّد هذه اللاءات مع الأمة العربية من جديد.

أنا أيها الأخوة والأخوات في هذه المسؤولية في حزب الله منذ العام 1992، منذ شهادة سيدي ومولاي السيد عباس الموسوي، أشهد أمامكم أن إيران التي كانت دائماً تدعمنا وما زالت لم تطلب منا في يوم من الأيام موقفاً ولم تصدر إليناً أمراً ولم تتوقع منا شكراً بل كنا نحن الذين نطلب والذين نسعى والذين نسال، مع إننا نفتخر، وأعيدها هنا، مع إننا نفتخر بإيماننا العميق بولاية الفقيه العادل والحكيم والشجاع، ليس لدى إيران مشروعها الخاص أبداً، مشروعها في لبنان هو مشروع اللبنانيين، مشروعها لفلسطين هو مشروع الفلسطينيين، مشروعها للمنطقة العربية هو مشروع الشعوب العربية وما تقوم به إيران في منطقتنا كما يقول القائد والرئيس والمسؤولون والعلماء والمراجع والنخب والشعب إنها تؤدي واجبها الإلهي وإنها منسجمة مع عقيدتها ومع دينها.

أمر آخر: هناك من يروّج دائما أن إيران مصدر الفتنة وتسعى لتفريق وتمزيق الصفوف. وهنا يجب أن نشهد بالحق لله أيضاً، أن الجمهورية الإسلامية في إيران هي من أهم الضمانات الكبرى اليوم في عالمنا الإسلامي بل في العالم كله لوأد الفتن وتعطيل الحروب ونصرة المستضعفين.       

قبل أسابيع عندما هدد قس أمريكي بحرق نسخ من المصحف الشريف وكاد أن يثير فتنة كبرى في العالم بين المسلمين والمسيحيين أصدر الإمام الخامنئي بياناً تاريخياً نبّه فيه المسلمين والمسيحيين على حد سواء إلى أن هناك من يريد الإيقاع بينكم، من يريد أن يحرّك المسلمين في مكان آخر ليحرقوا نسخاً من الإنجيل أو يسيئوا إلى مقدسات المسيحيين فيتقاتل المسلمون والمسيحيون في العالم.

قال الإمام القائد: هذا الشخص وحده يحمل المسؤولية ولا يجوز أن تحملوا المسيحيين ولا الكنائس المسيحية مسؤولية عمل هذا الرجل، وقال بكل وضوح: نحن لا يجوز أن نرتكب بحق مقدسات المسيحيين شيئاً مشابهاً ففقأ عين الفتنة.

وعندما قامت قبل سنوات مجموعات معينة بتفجير مرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام) في سامراء واتهمت مجموعات تكفيرية بذلك، وكادت الفتنة بين السنة والشيعة أن تعم العراق والعالم الإسلامي وروج لها كثيرون، خرج الإمام الخامنئي مجدداً ليعلن ومن خلفه كل إيران ليعلن بقوة أن امريكا وإسرائيل تقفان وراء هذا التفجير، وأن المجموعات التكفيرية مرتبطة بأمريكا وإسرائيل، وأن السنّة لا يتحملون مسؤولية هذه الجريمة. ولا يجوز للشيعة أن يحملوا مسؤولية هذه الجريمة. وأيضا قبل أسابيع عندما ألقى شخص شيعي (غير معروف عند الشيعة أساساً) خطاباً في لندن أساء فيه لأم المؤمنين السيدة عائشة وبعض صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ورضوان الله عليهم) وقامت بعض الفضائيات العربية الفتنوية بترويج وتكرار هذه الشتيمة وكادت الفتنة أن تقع أصدر الإمام الخامنئي فتواه المعروفة وقال: "يحرم النيل من رموز أخواننا السنّة فضلاً عن اتهام زوج النبي صلى الله عليه وآله بما يخلّ بشرفها بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء خصوصا سيدهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم". وفقأ عين الفتنة.

النتيجة التي تؤكد عليها إيران والقائد والرئيس والحكومة والشعب: إذا اخطأ مسلم لا تحاسبوا المسلمين جميعاً، إذا أخطأ مسيحي لا تحاسبوا المسيحيين جميعاً، إذا أخطأ شيعي لا تحاسبوا الشيعة، إذا أخطأ سني  لا تحاسبوا السنة. لماذا نركض سريعاً برجلينا إلى الفتنة التي تريدها أمريكا؟

هذه إيران التي جربناها وشهدناها ونشهد أنها ضمانة الأمة وضمانة الوحدة وضمانة المقاومة وضمانة قضايا العرب والمسلمين والمستضعفين ومن موقع القوة والعلم والحكمة والمسؤولية التاريخية.

أيها اللبنانيون والفلسطينيون والعرب: هذه الجمهورية الإسلامية بقيادتها وحكومتها وشعبها نعمة الله فيكم فاغتنموها واشكروا الله عليها ولا تصغوا إلى شياطين أمريكا وإسرائيل الذين لم نرَ منهم على امتداد عالمنا العربي والإسلامي إلا الحروب والدمار والخراب والتهجير والمجازر وهتك المقدسات.

أما الكلمة الأخيرة فهي كلمة الشكر للجمهورية الإسلامية في إيران قائداً ورئيساً وحكومة وشعباً. يا سيادة الرئيس نشكركم، يا سيادة الرئيس نشكركم على زيارتكم ومحبتكم، نشكركم على شجاعتكم وحكمتكم، نشكركم على تواضعكم الجمّ وخدمتكم الكبيرة لشعبكم ولقضايا أمتنا، نشكركم على دعمكم ومساندتكم لنا في كل الظروف والشدائد والصعاب، وأنت لم تطلب شكراً، نشكركم على حضوركم بيننا في أرض الضاحية الجنوبية أرض الإباء والصمود والمقاومة، شكراً لكم لحضوركم بيننا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
  • فريق ماسة
  • 2010-10-13
  • 12259
  • من الأرشيف

نصر الله : إيران من أهم الضمانات الكبرى لوأد الفتن وتعطيل الحروب ونصرة المستضعفين في العالم

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الجمهورية الإسلامية في إيران ليس لديها أي مشاريع في المنطقة كما يروج البعض مشيراً إلى أن مشروع إيران للبنان هو مشروع اللبنانيين ومشروعها لفلسطين هو ما يريده الشعب الفلسطيني ومشروعها للمنطقة العربية هو مشروع الشعوب العربية. وخلال الاحتفال الجماهيري الحاشد الذي نظمه حزب الله وحركة أمل في الضاحية الجنوبية لبيروت للترحيب بضيف لبنان الكبير الرئيس محمود احمدي نجاد أكد السيد نصر الله أن إيران تتطلع الى لبنان حراً مستقلاً موحداً سيداً عزيزاً شامخاً حاضراً في المعادلة الإقليمية وأن الجمهورية الإسلامية في إيران من أهم الضمانات الكبرى لوأد الفتن وتعطيل الحروب ونصرة المستضعفين في العالم. وفي كلمة ألقاها الأمين العام لحزب الله شكر الرئيس الإيراني والجمهورية الإسلامية على دعمها ومساندتها للبنان في كل الظروف وقال.... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين والأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. أخواني وأخواتي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سيادة رئيس الجمهورية في إيران الأخ العزيز الدكتور محمود أحمدي نجاد (دام عزه)، الوفد المرافق ، السادة والسيدات ، الأخوة والأخوات: إنني أتوجه بهذه الكلمة المختصرة .. بالنيابة عنكم جميعاً، للترحيب بضيف لبنان الكبير والعزيز. يا سيادة الرئيس: نرحب بكم باسم قيادة وقواعد حركة أمل، وباسم قيادة وقواعد حزب الله، باسم جميع أبناء الإمام القائد المغيب السيد موسى الصدر (أعاده الله بخير)، باسم عشاق الإمام الخميني المقدس، باسم قادة ورؤساء والأمناء العامين وقيادات وقواعد وكوادر الأحزاب والقوى والتيارات اللبنانية الحاضرة بيننا هذه الليلة، والتي عبرت عن تأييدها وترحيبها لزيارتها الكريمة. أرحب بكم باسم المجاهدين والمقاومين صناع النصر، أرحب بكم باسم عوائل الشهداء والجرحى والأسرى والمحررين، باسمي الرجال والنساء والأطفال، باسم هذا الشعب الذي صمد وقاتل في حرب تموز ثلاثة وثلاثين يوماً وصنع الانتصار المعجزة، أرحب بكم باسم أشرف الناس وأكرم الناس وأطهر الناس. أرحب بكم أخاً كبيراً وصديقاً عزيزاً وحبيباً غالياً وسنداً عظيماً للمقاومين والمجاهدين والمظلومين، نشمّ بك يا سيادة الرئيس رائحة الإمام الخميني المقدس، ونتلمس فيك أنفاس قائدنا الخامنئي الحكيم، ونرى في وجهك وجوه كل الإيرانيين الشرفاء من أبناء شعبك العظيم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه في كل الساحات ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. في الكلمة المختصرة أود أن أقول كلمتين: كلمة للعرب وللبنانيين وكلمة للسيد الرئيس والوفد المرافق. في الكلمة الأولى اليوم أريد أن أؤدي شهادة لله أقولها لكم لأنها واجبة في عنقي بحق الجمهورية الإسلامية في إيران قيادة ورئيساً وحكومة وشعباً. هناك في لبنان وفلسطين ومنطقتنا العربية من يتحدث دائماً عن مشروع إيراني يفترضه في وهمه ويفترض مشروعاً عربياً لمواجهة المشروع الإيراني، يتحدثون عن مشروع إيراني لفلسطين وإيراني للبنان ومشروع إيراني للمنطقة العربية، ويفترضون شكل ومضمون هذا المشروع من موقع سلبي، ويعملون على إخافة حكومات وشعوب عالمنا العربي منه، أنا اشهد كواحد من الأشخاص الذين هم على علاقة قديمة بمراكز القرار في إيران، وكواحد أتكلم بصدق وبلا مجاملة. أيها العرب ما تريده إيران في فلسطين هو ما يريده الشعب الفلسطيني في فلسطين، هذا هو مشروع إيران، ما يريده العرب وما أرادوه خلال ستين عاماً أن تعود أرض فلسطين لشعب فلسطين، أن تعود مقدساتها الإسلامية والمسيحية لأهلها الحقيقيين، أن تعود الأرض من البحر إلى النهر، وأن يعود كل لاجئ إلى أرضه وداره وحقله وأن يقيم هذا الشعب المظلوم دولته المستقلة على أرضه المحررة بالدم، هذا هو المشروع الفلسطيني وهذا هو مشروع إيران لفلسطين وليس أي شيء آخر، هذا هو موقف الإمام الخميني وهذا هو قرار الإمام الخامنئي. وذنب هذا الرئيس أنه يعبّر بشفافية ونقاء وصلابة وشجاعة عن هذا الموقف وعن هذه الرؤية في كل مكان في العالم، في الأمم المتحدة في نيويورك في جينيف أو حيث ما ذهب، تضيق به صدور الغرب أنه ينطق بالحق، عندما يقول إن إسرائيل دولة غير شرعية ويجب أن تزول من الوجود. في لبنان ما تريده إيران هو ما يريده الشعب اللبناني الذي يتطلع إلى أن يكون لبنان بلداً حراً غير محتل موحداً سيداً مستقلاً عزيزاً كريماً أبيّاً شامخاً أمام التحديات والتهديدات، حاضراً في المعادلات الإقليمية وليس هناك مشروع إيراني آخر. إيران في المنطقة العربية هي مع لاءات العرب التي أطلقوها في زمان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في الخرطوم، ثم تخلى عنها الكثيرون. إيران تجدّد هذه اللاءات مع الأمة العربية من جديد. أنا أيها الأخوة والأخوات في هذه المسؤولية في حزب الله منذ العام 1992، منذ شهادة سيدي ومولاي السيد عباس الموسوي، أشهد أمامكم أن إيران التي كانت دائماً تدعمنا وما زالت لم تطلب منا في يوم من الأيام موقفاً ولم تصدر إليناً أمراً ولم تتوقع منا شكراً بل كنا نحن الذين نطلب والذين نسعى والذين نسال، مع إننا نفتخر، وأعيدها هنا، مع إننا نفتخر بإيماننا العميق بولاية الفقيه العادل والحكيم والشجاع، ليس لدى إيران مشروعها الخاص أبداً، مشروعها في لبنان هو مشروع اللبنانيين، مشروعها لفلسطين هو مشروع الفلسطينيين، مشروعها للمنطقة العربية هو مشروع الشعوب العربية وما تقوم به إيران في منطقتنا كما يقول القائد والرئيس والمسؤولون والعلماء والمراجع والنخب والشعب إنها تؤدي واجبها الإلهي وإنها منسجمة مع عقيدتها ومع دينها. أمر آخر: هناك من يروّج دائما أن إيران مصدر الفتنة وتسعى لتفريق وتمزيق الصفوف. وهنا يجب أن نشهد بالحق لله أيضاً، أن الجمهورية الإسلامية في إيران هي من أهم الضمانات الكبرى اليوم في عالمنا الإسلامي بل في العالم كله لوأد الفتن وتعطيل الحروب ونصرة المستضعفين.        قبل أسابيع عندما هدد قس أمريكي بحرق نسخ من المصحف الشريف وكاد أن يثير فتنة كبرى في العالم بين المسلمين والمسيحيين أصدر الإمام الخامنئي بياناً تاريخياً نبّه فيه المسلمين والمسيحيين على حد سواء إلى أن هناك من يريد الإيقاع بينكم، من يريد أن يحرّك المسلمين في مكان آخر ليحرقوا نسخاً من الإنجيل أو يسيئوا إلى مقدسات المسيحيين فيتقاتل المسلمون والمسيحيون في العالم. قال الإمام القائد: هذا الشخص وحده يحمل المسؤولية ولا يجوز أن تحملوا المسيحيين ولا الكنائس المسيحية مسؤولية عمل هذا الرجل، وقال بكل وضوح: نحن لا يجوز أن نرتكب بحق مقدسات المسيحيين شيئاً مشابهاً ففقأ عين الفتنة. وعندما قامت قبل سنوات مجموعات معينة بتفجير مرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام) في سامراء واتهمت مجموعات تكفيرية بذلك، وكادت الفتنة بين السنة والشيعة أن تعم العراق والعالم الإسلامي وروج لها كثيرون، خرج الإمام الخامنئي مجدداً ليعلن ومن خلفه كل إيران ليعلن بقوة أن امريكا وإسرائيل تقفان وراء هذا التفجير، وأن المجموعات التكفيرية مرتبطة بأمريكا وإسرائيل، وأن السنّة لا يتحملون مسؤولية هذه الجريمة. ولا يجوز للشيعة أن يحملوا مسؤولية هذه الجريمة. وأيضا قبل أسابيع عندما ألقى شخص شيعي (غير معروف عند الشيعة أساساً) خطاباً في لندن أساء فيه لأم المؤمنين السيدة عائشة وبعض صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ورضوان الله عليهم) وقامت بعض الفضائيات العربية الفتنوية بترويج وتكرار هذه الشتيمة وكادت الفتنة أن تقع أصدر الإمام الخامنئي فتواه المعروفة وقال: "يحرم النيل من رموز أخواننا السنّة فضلاً عن اتهام زوج النبي صلى الله عليه وآله بما يخلّ بشرفها بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء خصوصا سيدهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم". وفقأ عين الفتنة. النتيجة التي تؤكد عليها إيران والقائد والرئيس والحكومة والشعب: إذا اخطأ مسلم لا تحاسبوا المسلمين جميعاً، إذا أخطأ مسيحي لا تحاسبوا المسيحيين جميعاً، إذا أخطأ شيعي لا تحاسبوا الشيعة، إذا أخطأ سني  لا تحاسبوا السنة. لماذا نركض سريعاً برجلينا إلى الفتنة التي تريدها أمريكا؟ هذه إيران التي جربناها وشهدناها ونشهد أنها ضمانة الأمة وضمانة الوحدة وضمانة المقاومة وضمانة قضايا العرب والمسلمين والمستضعفين ومن موقع القوة والعلم والحكمة والمسؤولية التاريخية. أيها اللبنانيون والفلسطينيون والعرب: هذه الجمهورية الإسلامية بقيادتها وحكومتها وشعبها نعمة الله فيكم فاغتنموها واشكروا الله عليها ولا تصغوا إلى شياطين أمريكا وإسرائيل الذين لم نرَ منهم على امتداد عالمنا العربي والإسلامي إلا الحروب والدمار والخراب والتهجير والمجازر وهتك المقدسات. أما الكلمة الأخيرة فهي كلمة الشكر للجمهورية الإسلامية في إيران قائداً ورئيساً وحكومة وشعباً. يا سيادة الرئيس نشكركم، يا سيادة الرئيس نشكركم على زيارتكم ومحبتكم، نشكركم على شجاعتكم وحكمتكم، نشكركم على تواضعكم الجمّ وخدمتكم الكبيرة لشعبكم ولقضايا أمتنا، نشكركم على دعمكم ومساندتكم لنا في كل الظروف والشدائد والصعاب، وأنت لم تطلب شكراً، نشكركم على حضوركم بيننا في أرض الضاحية الجنوبية أرض الإباء والصمود والمقاومة، شكراً لكم لحضوركم بيننا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة